تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المرش.. حفاوة المجالس وعطر الليالي الملاح


صقر الجنوب
24/04/2009, 07:32 PM
المرش.. حفاوة المجالس وعطر الليالي الملاح


http://al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1235243950088752300.jpg (http://al-madina.com/node/108130)
الأحد, 22 فبراير 2009


عصام الحيدري - المدينة



المرش من التراثيات الجميلة التي مازالت في ذاكرة الكثير من الناس حتى وقتنا الحالي، بل ومازال يزين العديد من المجالس قديمها وحديثها، وهو دليل على الحفاوة والترحاب بالضيوف، بل وهو أيضاً رمز للكرم وللثراء، وتضم بعض المتاحف أنواعا من المرشات يزيد عمر بعضها عن المائة عام، وهو وإن مسته رياح المدنية والتطوير فإن فكرته ظلت كما هي، فهو عبارة عن قارورة من المعدن، وفي الأغلب نحاسية ذات وسط دائري ثم يضيق ويصبح أنبوباً طويلاً ينتهي بسدادة ذات ثقوب عديدة تسمح للعطر أو الماء المعطر بالنفاذ.يقول محمد بشير المشرف على أحد المتاحف: ان المرشات كانت في القدم تصنع من الحديد فقط، وبعد تطور الصناعات اصبح يصنع من الزنك أو التنك وهو على نفس الطراز والشكل الحديث المتداول بين الناس في الوقت الراهن، وإن كان في الصناعة الحديثة هناك ما يبدع فيه صانعوه ببعض التقنية الحديثة فهو في أغلب المدن الآن يستعمل كقطعة تراثية تزين المكان، وقد بدا بشكله الجديد الجذاب من النحاس المطلي بماء الذهب تزينه النقوش والزخارف والخطوط التي رسمتها الأيدي الماهرة، كما أصبحت تزينه بعض اللآلئ التقليدية والكريستالات الصناعية، وهناك من يبالغ في تزيينه فيضيف إليه أحجارا كريمة حقيقية، ومازال متداولاً ومستخدماً في بعض دول الخليج العربي، حيث يستعملون المرش ويتفنون في ملئه بأنواع الطيب وهو دائما تجده بجوار المبخرة وعلى الأغلب يكون هناك مرشان بينهما المبخرة ولا يستغنى عنه في الأعياد حيث تجده على الطاولة الترحيبية بجوار الحلوى والمكسرات كما أن حضوره حتمي في المناسبات الجماعية كالزواج وعقد القران واستقبال المسافرين، حيث رش العطر من أكثر مظاهر الترحيب في الأعرس والمناسبات.
ويضيف محمد بشير: في السابق كان العطر الذي يحويه المرش يستخلص من الورد الهندي وهو المفضل في تلك الأيام الخوالي وكان البعض إيضاً يضع المسك في قاع المرش وقطرات من دهن البخور لتركيز الرائحة وتثبيتها، أما حالياً فيعد ماء الورد الطائفي هو المفضل وهو الماء الذي يفصل عن دهن الورد بعد إجراء عملية تقطير دهن الورد الأصلي، ويعتبر ماء الورد الطائفي الآن هو الأجود والأكثر إقبالاً من الناس وذلك لرائحته الزكية وسعره المعقول وأيضاً لأنه لا يترك أثراً على الثياب نظراً لعدم وجود ماء الزعفران أو العطور الأخرى ذات اللون الأصفر وتدرجاته.
ويستخدم المرش أيضاً لتعطير المفروشات في المنزل وعند زيادة الترحيب بالضيف أو العريس يتم رش ماء الورد بالمرش على الأرض أمام خطوات العريس ومرافقيه، كما يعتبر المرش أحد ضروريات ليلة الحناء التي تسبق ليلة الزفاف حيث تقوم الفتيات برش العروس أثناء تحنائها وهن يرددن جماعياً بعض الأهازيايج والفلوكلورات الشعبية الجميلة والتي مازالت بعض النسوة يحمل معهن أجمل الذكريات إحتفاءً بليلة الحناء السعيدة، ولإبقاء المرش في ذاكرة الأجيال القادمة تجد بعض كبريات المدن الخليجية من أقام له نصباً تذكارياً جمالياً عملاقاً يتوسط الميادين والساحات العامة وأهم الشوارع هناك وعلى الغالب يسمى الشارع أو الدوار بالمرش.