نهرالعسل
24/04/2009, 09:57 PM
لما كان الوقوع في الخطأ من الصفات اللازمة للإنسان ولما قد يترتب على الخطأ حين وقوعه من تنافر القلوب وحدوث القطيعة بين الناس وهذا كله مما يضاد مقصداً من مقاصد الشريعة وهو التآلف بين البشر عموماً ، وبين أبناء ملة الإسلام خصوصاً فقد ورد في سنة النبي عدداً من القواعد التي تضبط النفس البشرية وترتقي بها إلى مستوى اتخاذ مواقف إيجابية عند وقوع اختلاف مع الآخرين بسبب وقوعهم في خطأ غير مقبول عند الطرف الآخر.
ومن المواقف الإيجابية في التعامل مع أخطاء الآخرين :
التثبت من المخطئ قبل الحكم على فعله.
فإن طبيعة النفس البشرية ترغب في الاستعلاء وإظهار النصر عند وقوع الخطأ من طرف آخر لما جبلت عليه النفوس من حب الاستعلاء ، ولما تبحث عنه النفس من تحقيق للذات فإننا نجد النبي يعلم أمته الارتقاء بتفكيرهم ومواقفهم الإيجابية من أخطأ الآخرين وأول خطوات النظر في أخطاء الآخرين هي التثبت فعن جابر قال : دخل رجل يوم الجمعة والنبي يخطب فقال أصليت قال لا قال قم فصل ركعتين "( ).
فبادر النبي الرجل بالاستفسار قبل الإنكار ، وتثبت منه قبل أن يأمره بتأدية الركعتين.
الحرص على المصلحة العظمى في مقابل المصلحة الصغرى.
فقد تأخذ الإنسان الغيرة على دينه لما قد يراه من أخطأ الآخرين ، ويجعله ذلك يعمى عن رؤية جانب آخر أكثر أهمية مما يحدث فيتعجل في الإنكار في أمر صغير مما قد يسبب في وقوع منكر أكبر ، ويرشد النبي أمته إلى التفكير الإيجابي المتزن وذلك بالتروي عند إنكار المنكر فعن أنس بن مالك قال : بينما نحن في المسجد مع رسول الله إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد ، فقال أصحاب رسول الله : مه مه! ، قال : قال رسول الله لا تزرموه دعوه فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله دعاه فقال له : إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن ، قال فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه ( )عليه"( ).
قال النووي :" وفيه الرفق بالجاهل وتعليمه ما يلزمه من غير تعنيف ولا إيذاء إذا لم يأت بالمخالفة استخفافا أو عنادا وفيه دفع أعظم الضررين باحتمال أخفهما لقوله ( دعوه ) و كان قوله ( دعوه ) لمصلحتين إحداهما : أنه لو قطع عليه بوله تضرر وأصل التنجيس قد حصل فكان احتمال زيادته أولى من ايقاع الضرر به ، والثانية : أن التنجيس قد حصل في جزء يسير من المسجد فلو أقاموه في أثناء بوله لتنجست ثيابه وبدنه ومواضع كثيرة من المسجد"( ).
البراءة من الفعل لا من الفاعل.
" إن أسلوب التركيز على سلوك الفرد عن الخطأ بعيداً عن مس كرامته لهو أسلوب يدفع الشخص الآخر إلى الثقة في نفسه ويدفعه إلى تعديل مساره ، ويترك له الباب مفتوحاً حتى يتصرف بشكل أفضل " ( ).
" إن توجيه النقد إلى هوية الفاعل كمن يقصف عاصمة بلد ما ، ومن يوجه النقد إلى السلوك فكأنما هي مناوشة على الحدود ( ).
فحين وقع من خالد بن الوليد ما وقع في شأن الأسرى ، وكان في ذلك مجانباً للصواب نجد النبي يتبرأ من سلوك خالد ولم يتبرأ من شخصه أيوجه اللوم إلى ذاته ، قال عبد الله بن عمر :" حتى قدمنا على النبي فذكرناه – أي ما وقع من خالد - فرفع النبي يديه فقال : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين "( ).
قال ابن حجر :" والذي يظهر أن التبرؤ من الفعل لا يستلزم إثم فاعله ولا إلزامه الغرامة فان إثم المخطئ مرفوع وإن كان فعله ليس بمحمود " ( ).
" إن النقد الذي يحط من قدر الشخص ويزدري قيمته ينظر إليه باعتباره أمراً مثبطاً ، وتقل احتمالية الاستفادة من القوة الإيجابية لهذا النقد"( ).
الموازنة بين حسنات المخطئ وسيئته.
" فعندما تكون على معرفة بمزايا الشخص – الذي تنتقده- فإن هذا يعطيك الفرصة للنظر إلى الشخص بصورة أكثر إيجابية ، وهذا بدوره يساعدك على التحكم في الغضب والإحباط ، وعندما تذكر الإيجابيات بوضوح فإن هذا يبعث للشخص الآخر برسالة مفادها أنك تستشعر مجهوداته وتقدرها ، وبهذا تحافظ على احترام الشخص الآخر دون مساس به ، فضلاً عن أنه قد يؤدي إلى تعزيز هذا الاحترام " ( ).
ونجد هذا المستوى من النقد الذي ينبع من تفكير إيجابي أصيل واقعاً عملياً في حياة النبي واقعاً فعندما قام حاطب بن أبي بلتعة بإخبار قريش بأمر تحرك جيش المسلمين تعامل معه النبي بأرقى أسلوب قال حاطب مبينناً لسبب ما قام به من عمل :" فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يداً يحمون قرابتي ، ولم أفعله ارتداداً عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام".
فقال رسول الله : أما إنه قد صدقكم ، فقال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق ، فقال : إنه قد شهد بدراً وما يدريك لعل الله اطلع على من شهد بدراً فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "( ).
ومرة أخرى في قصة المرأة التي زنت يتجلى هذا التفكير الإيجابي واقعاً عملياً فعن عمران بن حصين قال :" أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال له عمر : تصلي عليها يا نبي الله وقد زنت؟ فقال : لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى"( ).
الله أكبر ما أعظمك يا رسول الله حين تأمر بها فترجم لارتكابها كبيرة من الكبائر ثم تحفظ لها الفضل بتوبتها ورغبتها في أن تطهر نفسها من تبعات ذلك الذنب الفظيع بأن تتحمل كل تلك الآلام في سبيل أن تخلص نفسها من غضب الله عليها ، ثم تدافع عنها يا رسول الله وتعلم أمتك كيف ينظرون إلى أخطاء الآخرين بأن لا ينسوا أن ينظروا إلى حسنات من قد وقع في الإثم.
إشراك المخطئ في عملية التصحيح.
فبالاستقراء نجد نصوص السنة النبوية زاخرة بما يوجه ببناء الرقابة الذاتية لدى أتباع الدين الإسلامي لأن هذه الرقابة هي الأقوى من الرقابة الخارجية في تحفيز الإنسان للعمل الصالح ، وأكثر صلابة في حجزه و منعه من الوقوع في الآثام ، فباستطاعة الإنسان أن يتخلص من الرقابة الخارجية فيفعل ما يحلو له ، ونجد النبي يعزز الرقابة الداخلية من خلال إشراك الشخص الذي وقع منه الخطأ أو كاد أن يقع فيه حتى أصبح هذا الأسلوب أجدى نفعاً ، وأقوى تأثيراً ، فعن أبي أمامة قال : إن فتى شاباً أتى النبي فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا ، فأقبل القوم عليه فزجروه ، وقالوا : مه مه ! ، فقال : أدنه فدنا منه قريباً ، قال : فجلس ، قال : أتحبه لأمك ؟ ، قال : لا والله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم ، قال : أفتحبه لابنتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم ، قال : أفتحبه لأختك ؟ ، قال : لا والله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم ، قال : أفتحبه لعمتك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم ، قال : أفتحبه لخالتك ؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم ، قال : فوضع يده عليه ، وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه ، وحصن فرجه ، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء"( ) ، فانظر إلى الخاتمة التي وصل إليها النبي مع هذا الشاب حتى أصبح بعد ذلك لا يلتفت إلى شيء مما كان يريد فعله ، كل هذا جاء من خلال مشاركته في الحوار.
" إن دفعك للشخص الذي تنتقده لمشاركتك في عملية النقد أمر مهم لأسباب عديدة منها:
- أن دفع هذا الشخص للتفاعل الإيجابي يعزز كثيراً من فرص إيجاد حل مثمر.
- يمكنك أن تستشعر من خلال هذا مدى اتفاق هذا الشخص معك فيما تقول.
- هذا الأسلوب يقلل إلى أقصى قدر ممكن من احتمال تبني هذا الشخص لموقف دفاعي .
وصلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
من كتاب : أسس التفكير الإيجابي في ضوء السنة النبوية .
للدكتور : د.سعيد بن صالح الرقيب
أستاذ مشارك بقسم الدراسات الإسلامية
كلية التربية جامعة الباحة
ومن المواقف الإيجابية في التعامل مع أخطاء الآخرين :
التثبت من المخطئ قبل الحكم على فعله.
فإن طبيعة النفس البشرية ترغب في الاستعلاء وإظهار النصر عند وقوع الخطأ من طرف آخر لما جبلت عليه النفوس من حب الاستعلاء ، ولما تبحث عنه النفس من تحقيق للذات فإننا نجد النبي يعلم أمته الارتقاء بتفكيرهم ومواقفهم الإيجابية من أخطأ الآخرين وأول خطوات النظر في أخطاء الآخرين هي التثبت فعن جابر قال : دخل رجل يوم الجمعة والنبي يخطب فقال أصليت قال لا قال قم فصل ركعتين "( ).
فبادر النبي الرجل بالاستفسار قبل الإنكار ، وتثبت منه قبل أن يأمره بتأدية الركعتين.
الحرص على المصلحة العظمى في مقابل المصلحة الصغرى.
فقد تأخذ الإنسان الغيرة على دينه لما قد يراه من أخطأ الآخرين ، ويجعله ذلك يعمى عن رؤية جانب آخر أكثر أهمية مما يحدث فيتعجل في الإنكار في أمر صغير مما قد يسبب في وقوع منكر أكبر ، ويرشد النبي أمته إلى التفكير الإيجابي المتزن وذلك بالتروي عند إنكار المنكر فعن أنس بن مالك قال : بينما نحن في المسجد مع رسول الله إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد ، فقال أصحاب رسول الله : مه مه! ، قال : قال رسول الله لا تزرموه دعوه فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله دعاه فقال له : إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن ، قال فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه ( )عليه"( ).
قال النووي :" وفيه الرفق بالجاهل وتعليمه ما يلزمه من غير تعنيف ولا إيذاء إذا لم يأت بالمخالفة استخفافا أو عنادا وفيه دفع أعظم الضررين باحتمال أخفهما لقوله ( دعوه ) و كان قوله ( دعوه ) لمصلحتين إحداهما : أنه لو قطع عليه بوله تضرر وأصل التنجيس قد حصل فكان احتمال زيادته أولى من ايقاع الضرر به ، والثانية : أن التنجيس قد حصل في جزء يسير من المسجد فلو أقاموه في أثناء بوله لتنجست ثيابه وبدنه ومواضع كثيرة من المسجد"( ).
البراءة من الفعل لا من الفاعل.
" إن أسلوب التركيز على سلوك الفرد عن الخطأ بعيداً عن مس كرامته لهو أسلوب يدفع الشخص الآخر إلى الثقة في نفسه ويدفعه إلى تعديل مساره ، ويترك له الباب مفتوحاً حتى يتصرف بشكل أفضل " ( ).
" إن توجيه النقد إلى هوية الفاعل كمن يقصف عاصمة بلد ما ، ومن يوجه النقد إلى السلوك فكأنما هي مناوشة على الحدود ( ).
فحين وقع من خالد بن الوليد ما وقع في شأن الأسرى ، وكان في ذلك مجانباً للصواب نجد النبي يتبرأ من سلوك خالد ولم يتبرأ من شخصه أيوجه اللوم إلى ذاته ، قال عبد الله بن عمر :" حتى قدمنا على النبي فذكرناه – أي ما وقع من خالد - فرفع النبي يديه فقال : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين "( ).
قال ابن حجر :" والذي يظهر أن التبرؤ من الفعل لا يستلزم إثم فاعله ولا إلزامه الغرامة فان إثم المخطئ مرفوع وإن كان فعله ليس بمحمود " ( ).
" إن النقد الذي يحط من قدر الشخص ويزدري قيمته ينظر إليه باعتباره أمراً مثبطاً ، وتقل احتمالية الاستفادة من القوة الإيجابية لهذا النقد"( ).
الموازنة بين حسنات المخطئ وسيئته.
" فعندما تكون على معرفة بمزايا الشخص – الذي تنتقده- فإن هذا يعطيك الفرصة للنظر إلى الشخص بصورة أكثر إيجابية ، وهذا بدوره يساعدك على التحكم في الغضب والإحباط ، وعندما تذكر الإيجابيات بوضوح فإن هذا يبعث للشخص الآخر برسالة مفادها أنك تستشعر مجهوداته وتقدرها ، وبهذا تحافظ على احترام الشخص الآخر دون مساس به ، فضلاً عن أنه قد يؤدي إلى تعزيز هذا الاحترام " ( ).
ونجد هذا المستوى من النقد الذي ينبع من تفكير إيجابي أصيل واقعاً عملياً في حياة النبي واقعاً فعندما قام حاطب بن أبي بلتعة بإخبار قريش بأمر تحرك جيش المسلمين تعامل معه النبي بأرقى أسلوب قال حاطب مبينناً لسبب ما قام به من عمل :" فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يداً يحمون قرابتي ، ولم أفعله ارتداداً عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام".
فقال رسول الله : أما إنه قد صدقكم ، فقال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق ، فقال : إنه قد شهد بدراً وما يدريك لعل الله اطلع على من شهد بدراً فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "( ).
ومرة أخرى في قصة المرأة التي زنت يتجلى هذا التفكير الإيجابي واقعاً عملياً فعن عمران بن حصين قال :" أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال له عمر : تصلي عليها يا نبي الله وقد زنت؟ فقال : لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى"( ).
الله أكبر ما أعظمك يا رسول الله حين تأمر بها فترجم لارتكابها كبيرة من الكبائر ثم تحفظ لها الفضل بتوبتها ورغبتها في أن تطهر نفسها من تبعات ذلك الذنب الفظيع بأن تتحمل كل تلك الآلام في سبيل أن تخلص نفسها من غضب الله عليها ، ثم تدافع عنها يا رسول الله وتعلم أمتك كيف ينظرون إلى أخطاء الآخرين بأن لا ينسوا أن ينظروا إلى حسنات من قد وقع في الإثم.
إشراك المخطئ في عملية التصحيح.
فبالاستقراء نجد نصوص السنة النبوية زاخرة بما يوجه ببناء الرقابة الذاتية لدى أتباع الدين الإسلامي لأن هذه الرقابة هي الأقوى من الرقابة الخارجية في تحفيز الإنسان للعمل الصالح ، وأكثر صلابة في حجزه و منعه من الوقوع في الآثام ، فباستطاعة الإنسان أن يتخلص من الرقابة الخارجية فيفعل ما يحلو له ، ونجد النبي يعزز الرقابة الداخلية من خلال إشراك الشخص الذي وقع منه الخطأ أو كاد أن يقع فيه حتى أصبح هذا الأسلوب أجدى نفعاً ، وأقوى تأثيراً ، فعن أبي أمامة قال : إن فتى شاباً أتى النبي فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا ، فأقبل القوم عليه فزجروه ، وقالوا : مه مه ! ، فقال : أدنه فدنا منه قريباً ، قال : فجلس ، قال : أتحبه لأمك ؟ ، قال : لا والله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم ، قال : أفتحبه لابنتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم ، قال : أفتحبه لأختك ؟ ، قال : لا والله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم ، قال : أفتحبه لعمتك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم ، قال : أفتحبه لخالتك ؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم ، قال : فوضع يده عليه ، وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه ، وحصن فرجه ، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء"( ) ، فانظر إلى الخاتمة التي وصل إليها النبي مع هذا الشاب حتى أصبح بعد ذلك لا يلتفت إلى شيء مما كان يريد فعله ، كل هذا جاء من خلال مشاركته في الحوار.
" إن دفعك للشخص الذي تنتقده لمشاركتك في عملية النقد أمر مهم لأسباب عديدة منها:
- أن دفع هذا الشخص للتفاعل الإيجابي يعزز كثيراً من فرص إيجاد حل مثمر.
- يمكنك أن تستشعر من خلال هذا مدى اتفاق هذا الشخص معك فيما تقول.
- هذا الأسلوب يقلل إلى أقصى قدر ممكن من احتمال تبني هذا الشخص لموقف دفاعي .
وصلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
من كتاب : أسس التفكير الإيجابي في ضوء السنة النبوية .
للدكتور : د.سعيد بن صالح الرقيب
أستاذ مشارك بقسم الدراسات الإسلامية
كلية التربية جامعة الباحة