الفلاح العربي
26/04/2009, 11:37 PM
لعل له عذراً وأنت تلومُ !!!
مشهد 1
مررت عليه ذات يومٍ وألقيت السلام بصوتٍ واضحٍ لكنّك فوجئتَ أنه لم يردّ عليك السلام .. ما الذي حدث ؟؟ هل بلغَه عنّي ما يسوء ؟؟ هل .. وهل .. !!؟؟ لكن ماذا لو اكتشفتَ أن شيئا من ذلك لم يحدث .. وإنّما كان الرجل مشغول الذهن بشيءٍ ما .. !؟
مشهد 2
آخر .. رنّ هاتفه الجوّال وكانت النغمة صبيانيّة ! .. عجَبا كيف يحصل ذلك من هذا الرجل الوقور العاقل .. ؟؟!! ليس ما حدث سوى أن في بقيّة المشهد : أن هذا الرجل الذي سارع إلى الردّ على الاتّصال تعرّض جوّاله إلى عبثٍ من أحد أطفاله فحوّلَ النغمة !!
مشهد 3
قابلتَه ـ وهو الزميل العزيز ـ فإذا به مكفهرّ الوجهِ ليس بذلك المبتسم الذي تعوّدتَ أن تراه طلق الوجهِ بشوشاً ؟؟!! لم يخخطر ببالك حينها أن ذلك التغيّر ليس تجاهك وحدك بل جميع زملائك رأوا ذلك المشهد منه
وكان حدث له أمرٌ صبيحة ذلك اليوم أو بلغَه خبرٌ ما فأحاله كما رأيت ..
تلك لَقَطات من جملة مشاهد كثيرة جدا تمرّ بنا فنقَع أحيانا ضحايا إساءة ظنٍ أو عدم التماس عذر ..
وربّما تطوّر الأمر إلى أن نصعّد القضيّة إلى أن تتحوّل إلى قطيعةٍ أو ركودٍ في علاقاتنا ..
ماذا لو أحسنّا الظن بالآخرين لا سيّما لمن لم يعرف عنهم ما يسيء بهم الظن ..
لقد تذكّرت هذه القصّة التي وقعت في حادثة الحديبية حين كان عليه الصلاة والسلام في طريقه إلى الحديبية فقد بركت ناقته القصواء وهو قرب مكة فقال الصحابة رضوان الله عليهم: خَلأَت القصواء ـ يعني أبَت المشي ـ ، فقال : ((ما خلأت وما هو لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل)). رواه البخاري ...
نقَل الحافظ ابن حجر عن ابن بطّال رحم الله الجميع أنه ذكر من فوائد هذا الحديث : ( جواز الحكم على الشيء بما عرف من عادته وإن جاز أن يطرأ عليه غيره، فإذا وقع من شخص هفوة لا يعهد منه مثلها لا ينسب إليها ويرد على من نسبه إليها، ومعذرة من نسبه إليها ممن لا يعرف صورة حاله) .
تلك وقفة يسيرة مع هذه القضيّة التي أحسبها كبيرة وإن لم نعدّها كذلك أحيانا !!
وأخيرا .. لقد صدق من قال :
تأنّ ولا تعجل بلومِك صاحباً .......... لعلّ له عذرا وأنت تلومُ
مشهد 1
مررت عليه ذات يومٍ وألقيت السلام بصوتٍ واضحٍ لكنّك فوجئتَ أنه لم يردّ عليك السلام .. ما الذي حدث ؟؟ هل بلغَه عنّي ما يسوء ؟؟ هل .. وهل .. !!؟؟ لكن ماذا لو اكتشفتَ أن شيئا من ذلك لم يحدث .. وإنّما كان الرجل مشغول الذهن بشيءٍ ما .. !؟
مشهد 2
آخر .. رنّ هاتفه الجوّال وكانت النغمة صبيانيّة ! .. عجَبا كيف يحصل ذلك من هذا الرجل الوقور العاقل .. ؟؟!! ليس ما حدث سوى أن في بقيّة المشهد : أن هذا الرجل الذي سارع إلى الردّ على الاتّصال تعرّض جوّاله إلى عبثٍ من أحد أطفاله فحوّلَ النغمة !!
مشهد 3
قابلتَه ـ وهو الزميل العزيز ـ فإذا به مكفهرّ الوجهِ ليس بذلك المبتسم الذي تعوّدتَ أن تراه طلق الوجهِ بشوشاً ؟؟!! لم يخخطر ببالك حينها أن ذلك التغيّر ليس تجاهك وحدك بل جميع زملائك رأوا ذلك المشهد منه
وكان حدث له أمرٌ صبيحة ذلك اليوم أو بلغَه خبرٌ ما فأحاله كما رأيت ..
تلك لَقَطات من جملة مشاهد كثيرة جدا تمرّ بنا فنقَع أحيانا ضحايا إساءة ظنٍ أو عدم التماس عذر ..
وربّما تطوّر الأمر إلى أن نصعّد القضيّة إلى أن تتحوّل إلى قطيعةٍ أو ركودٍ في علاقاتنا ..
ماذا لو أحسنّا الظن بالآخرين لا سيّما لمن لم يعرف عنهم ما يسيء بهم الظن ..
لقد تذكّرت هذه القصّة التي وقعت في حادثة الحديبية حين كان عليه الصلاة والسلام في طريقه إلى الحديبية فقد بركت ناقته القصواء وهو قرب مكة فقال الصحابة رضوان الله عليهم: خَلأَت القصواء ـ يعني أبَت المشي ـ ، فقال : ((ما خلأت وما هو لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل)). رواه البخاري ...
نقَل الحافظ ابن حجر عن ابن بطّال رحم الله الجميع أنه ذكر من فوائد هذا الحديث : ( جواز الحكم على الشيء بما عرف من عادته وإن جاز أن يطرأ عليه غيره، فإذا وقع من شخص هفوة لا يعهد منه مثلها لا ينسب إليها ويرد على من نسبه إليها، ومعذرة من نسبه إليها ممن لا يعرف صورة حاله) .
تلك وقفة يسيرة مع هذه القضيّة التي أحسبها كبيرة وإن لم نعدّها كذلك أحيانا !!
وأخيرا .. لقد صدق من قال :
تأنّ ولا تعجل بلومِك صاحباً .......... لعلّ له عذرا وأنت تلومُ