المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشجاعة:


د/ أبو عبدالمحسن
29/04/2009, 03:03 PM
الشجاعة لغة:
شدة القلب عند البأس،وفي المصباح المنير،شجع بالضم شجاعة،قوي قلبه واستهان بالحروب جرأة وإقدام[1] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn1).
ويمكن أن تعرف الشجاعة بأنها: الإقدام ورباطه الجأش عند اشتداد الخطوب وثلما أن طريق الدعوة الشجاعة التي هي ركن أخر من أركان الشخصية الإسلامية السليمة،الشجاعة التي تجعله يصمد أمام الأعاصير والعواصف الهوجاء التي تعتريه في طريق دعوته،وتجعله يصمد أمام مكر الأعداء وخبثهم،وجعله يصمد أمام مؤامراتهم ودسائسهم،ويصمد أمام دعاياتهم،وأراجيفهم،ويصمد أمامهم وجهاً لوجه في سوح الوغا وميادين المعارك،ولا نعني بالشجاعة التهور والطيش والاندفاع في المواقف دون تقدير النتائج،وليست الشجاعة منافية للخوف بل قد يكون الخوف من الشجاعة،لأن الشجاعة يترد قبل أن يقدم ليوازن بين العمل ونتائجه والإقدام وغاياته،فليس الشجاع هو الذي لا يخاف قط،إنما الشجاع من يتغلب على بواعثه ويتقدم في تدبير محكم،وصبر وقوة احتمال[2] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn2).كما وأن الشجاعة لا تقتصر على حمل السيف،ومقارنة الأبطال،بل في حمل الفكرة والدعوة إليها،والثبات والاستمرار فيها،دون حور أو ملل أو ضجر على الرغم من وقوف الأعداء بوجهه،ومناداتهم لدعوته وفكرته،ومعارضتهم لها ومقابلتها بالجحود والاستكبار والاستنكار،كما أن ضبط النفس وعدم الاستجابة للاستفزاز والاندفاع وراء العاطفة هو من الشجاعة من أظهر مظاهرها.وعلى هذا فالتلميذ وهو يصغي لأستاذه ومربيه وهو بحثه على الشجاعة ويغرس في نفسه معانيها الحلوة التي ذكرها الباحث أنفاً،لا يمكن أن يستجيب له وهؤلاء عليه أثار هذه الشجاعة،ولا يمكن لهذا التلميذ أيضا وقد داهمته الخطوب وحفت به الأخطار،أن يصمد وليس في مخيلته صورة حية لقدوة حسنة قد سبقته بوقفات الشجاعة وجرأته اللامتناهية[3] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn3).
د/ احمد صالح زارب

[1] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref1) [مختار الصحاح،مادة شجع]

[2] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref2) [ انظر خاتم النبيين،1/311]

[3] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref3)[أنظر ،المصفى من صفاة الدعاة ،1/36]

أبـو مشاري
29/04/2009, 04:41 PM
الله يجزاك خير الجزاء