تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الزهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــد:


د/ أبو عبدالمحسن
30/04/2009, 02:46 PM
الزهد لغة: ضد الرغبة،تقول: زهد فيه وزهد عنه [ "مختار الصحاح" مادة زهد]
وزهد في الشيء،وزهد عنه أيضاً وزهاده بمعنى تركه وأعرض عنه فهو زاهد[1] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn1).وسئل بعضهم عن الزهد في الدنيا فقال: لا تأسس على ما فاتك ولا تفرح بما أتاك منها[2] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn2).وعرف:بأنه عبارة عن انصراف الرغبة في الشيء إلى ما هو خير منه شرط أن يكون المرغوب عنه مرغوباً فيه[3] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn3).وليس الزهد بترك الطعام،وليس الخشن من الثياب،إنما الزهد احتقار الدنيا وإفراد القلب منها،وقد سُئل الجنيد عن الزهد فقال:استصغار الدنيا ومحو أثارها من القليل فالزهد من أعمال القلوب قبل أن يكون من أعمال الجوارح،والزاهد حقيقة كما يقول يحيى بن معاذ[4] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn4).والزهد هو ترك الشيء والإعراض عنه،وهو ضد الرغبة،فكيف يعد زاهداً من هوى قلبه الدنيا وحرص على كسبها ؟ ولا نقصد بذلك إطلاق القول،إنما نقصد من شغلت الدنيا قلبه،واستحوذت على كل رغباته أو بعضها،فلا يعد زاهداً من خلت يداه من الأموال والضياع وعاش في ضنك شديد،وليس خشن الثياب،إذ كان يتطلع إلى تحسين الحال وكسب الأموال،إلا إذا كانت نيته وجه الله تعالى.فكم من غني ملك الكثير كان زاهداً،وزهده مما لا شك فيه أفضل وأعظم من زهد من لم يملك،لهذا قال أحد الصالحين:( الناس يقولون: مالك بن دينار زاهد،إنما الزاهد عمر بن عبدالعزيز الذي أتته الدنيا فتركها[5] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn5)).وعلى هذا ليس إخلالاً بالزهد من ملك الثروات الهائلة،وكسب الأموال الطائلة،إذا كان زاهداً فيها،معرضاً عنها،لم تدخل قلبه ولم تتجاوز يديه،فليس هناك من هو أزهد من الصحابة،وقد كان منهم من يملك الآلاف المؤلفة كعثمان،وعبد الرحمن بن عوف،وأبي بكر وغيرهم،وقد توفي عبدالرحمن بن عوف وترك ألف بعير وثلاثة آلاف شاه ومائة فرس،وترك ثلاث نسوة أصاب كل واحدة مما ترك ثمانون ألفاً[6] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn6).أما الزبير بن العوام رضي الله عنه فقد ترك خمسة وثلاثين ألف ألف ومائتي ألف[7] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn7).وليس الزهد المطلوب،مقتصراً على الأموال فحسب بل يتعدى ذلك إلى الأمور الشعورية والنفسية،كالزهد في حب الرئاسة والجاه والسمعة،وذياع الصيت،وغيرها،أي أنه غير راغب بها،ولا حريص عليها،لذلك كان من الصحابة من زال المناصب العالية مع بقائه في دائرة الزهد،كالخلفاء الراشدين الذين ملكوا الدنيا وكانوا سيادتها دن أن يتطلعوا إلى منصب أو جاه،وكذلك كان عمر بن عبدالعزيز خليفة لأكبر دولة عرفها التاريخ ولم يخل ذلك بزهده،لأن الخلافة عندهم لا تعدو تكليفاً ثقيلاً،وعبئاً كبيراً،وأمانة الغير على عاتقهم يريدون حسن تأديتها.والزهد ليس مطلوباً لذاته،إنما لما يترتب على وجوده من أمور تعد الميزان الصحيح للشخصية السوية،ذاك أن التكليف في الإسلام مبنى على الثواب والعقاب،فمن أخل بالزهد قدر ولو بسيط فإن ذلك يخل بآخرته على مقدار ذلك الخلل.وإن الحرص على أي أمر من الأمور المطلوب الزهد فيها يعد خللاً في المواصفات الشخصية الإسلامية السوية،ومن هناك تكمن أهمية الزهد،وضرورة اعتماده وسيلة هامة من وسائل التربية في المجتمع الإسلامي.
د/ احمد صالح زارب

[1] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref1)[ "المصباح المنير " مادة الزهد].

[2] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref2)[ الزهد الكبير" لأبي بكر احمد بن الحسين والبيهقي /62]

[3] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref3)[ مختصر منهاج القاصدين " /308]

[4] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref4)[ يحيى بن معاذ ومعاذ أبو زكريا الواعظ أحد العباد الصالحين كان صاحب حكمة وسلوك ومواعظ جليلة ،توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين "تاريخ بغدد " 14/208]

[5] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref5)[ "مناقب عمر بن عبدالعزيز" لابن الجوزي /184]

[6] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref6) [ "طبقات ابن سعد" 2/136]

[7] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref7) )[طبقات ابن سعد " 2/108-109]

أبـو مشاري
30/04/2009, 02:58 PM
عسااااااااك سااااااااالم

almooj
30/04/2009, 05:06 PM
أبو عبد المحسن جزاك الله خير على ما قلت وعلى ما قدمت ، والله يرحم حالنا ونسأل الله
لنا حسن الخاتمة اللهم آمين ، ولجميع المسلمين . وتفريج الكربات يا حي يا قيوم .

جابر
30/04/2009, 09:08 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ...