د/ أبو عبدالمحسن
01/05/2009, 12:01 AM
1- إن الزهد يدفع باتجاه التضحية والجهاد،اللذين فيهما إعزاز للأمة وحفاظ على وحدتها وكرامتها،لأن غير الزاهد ربما يمنعه حبه للدنيا من التضحية،عند وجود ما يدعو إليها.
2-إن الزهد ينقي النفس مما يعتريها من أمراض القلوب،كالحسد والغرور،والعجب والرياء،وحب الرئاسة وذاع الصيت،وحب المدح والتصدر،فالزهد حاجز بين المؤمن وهذه الأمراض،متى زال هذا الحاجز لم نأمن من تسربها إلى القلب فتفسده.
3-في الزهد صفاء للروح والنفس،وارتقاء لها في سُلم الكمال الروحي،وفيه صلاح للقلب لخلوه من هم الدنيا وإقباله على هموم الآخرة وطلب النجاة،والانشغال بالعبادة وصالح الأعمال.
4-وفيه تهذيب للأخلاق وصلاح لها،لأن الزاهد رقيق المشاعر،بعيد عن اهتمامات عوام الناس وتوجهاتهم،وعن الانتصار لنفسه،وأذية غيره.
5-إن الداعية الزاهد أقدر على استحواذ مشاعر الناس وكسب ودهم ومحبتهم،وبالتالي يكون سماعهم له ولتوجيهه أكثر من سماعهم لغيره،جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ازهد فيما بين أيدي الناس يحبك الناس[1] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn1).ويقول الباحث وبناء على ما تقدم،فلا بد لنا من نموذج حي وواقعي لحقيقة الزهد،يتأسس به المتأسون،وها نحن نقتبس بعضاً من الأمثلة الرائعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم،لقد اختار لنفسه ولأهل بيته معيشة الكفاف،لا عجزاً عن حياة المتاع،فقد عاش حتى فتحت له الأرض،وكثرت غنائهما،وغنم فيؤدها،وأغنى من لم يكن له من قبل مال ولا زاد،ومع هذا كان يمضي الشهر،ولا توقد في بيوته نار،مع جودة بالصدقات والهبات والهدايا،وتوفي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهود في نفقه عياله[2] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn2)،وتحدثنا الصديقة عائشة عن حاله فتقول: (ما شبع آل محمد من طعام البر ثلاثة أيام تباعاً حتى قبض[3] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn3)).وتقول ( ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ديناراً ولا درهماً ولا بعيراً ولا شاه[4] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn4)).وأخرج الشيخان أنها قالت: ( ولقد مات وما في بيتي شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي[5] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn5)).وروى البخاري والترمذي عن أنس رضي الله عنه قال ( ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم* في رخوان ولا في سكرجه ولا خبز له مرقق) وفي رواية أخرى(ولا رأى شاه سميطه بعينه*).أما فراشه فكان من أدم (أي جلد مدبوغ) حشوه ليف[6] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn6)).وكان ينام أحياناً على سرير مرمول بشريط (أي منسوج بحبل مفتول من سعف) حتى يؤثر في جنبه[7] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn7)).فضرب بذلك المثل الأعلى،وكان فيه القدوة الحسنة لكل من زهد في الدنيا من أتباعه من الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم.
د/احمد صالح زارب
[1] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref1)[ ابن ماجه ،2/1374،والحاكم في "المستدرك " 4/313]
[2] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref2)["شرح الشفا" 1/306]
[3] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref3)[ البخاري بشرح فتح الباري " 9/686]
[4] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref4)[أو داود 3/112،وابن ماجه 2/900]
[5] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref5)[ البخاري 7/91 و الترمذي 4/220 واللفظ له]
*الخوان: مائدة يؤكل عليها من نحو كرسي على عادة المترفين لئلا ينحنوا ،السكرجة: إناء صغير يؤكل فيه قليل من الأدم ،والمرفق: أرغفة واسعة رقيقة وتسمى الرقائق أنظر شرح الشفا 1/310]
[6] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref6)[البخاري 8/121،ومسلم3/165
[7] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref7)[ مسلم: 4/1944،وأنظر شرح الشفا: 1/310]
2-إن الزهد ينقي النفس مما يعتريها من أمراض القلوب،كالحسد والغرور،والعجب والرياء،وحب الرئاسة وذاع الصيت،وحب المدح والتصدر،فالزهد حاجز بين المؤمن وهذه الأمراض،متى زال هذا الحاجز لم نأمن من تسربها إلى القلب فتفسده.
3-في الزهد صفاء للروح والنفس،وارتقاء لها في سُلم الكمال الروحي،وفيه صلاح للقلب لخلوه من هم الدنيا وإقباله على هموم الآخرة وطلب النجاة،والانشغال بالعبادة وصالح الأعمال.
4-وفيه تهذيب للأخلاق وصلاح لها،لأن الزاهد رقيق المشاعر،بعيد عن اهتمامات عوام الناس وتوجهاتهم،وعن الانتصار لنفسه،وأذية غيره.
5-إن الداعية الزاهد أقدر على استحواذ مشاعر الناس وكسب ودهم ومحبتهم،وبالتالي يكون سماعهم له ولتوجيهه أكثر من سماعهم لغيره،جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ازهد فيما بين أيدي الناس يحبك الناس[1] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn1).ويقول الباحث وبناء على ما تقدم،فلا بد لنا من نموذج حي وواقعي لحقيقة الزهد،يتأسس به المتأسون،وها نحن نقتبس بعضاً من الأمثلة الرائعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم،لقد اختار لنفسه ولأهل بيته معيشة الكفاف،لا عجزاً عن حياة المتاع،فقد عاش حتى فتحت له الأرض،وكثرت غنائهما،وغنم فيؤدها،وأغنى من لم يكن له من قبل مال ولا زاد،ومع هذا كان يمضي الشهر،ولا توقد في بيوته نار،مع جودة بالصدقات والهبات والهدايا،وتوفي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهود في نفقه عياله[2] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn2)،وتحدثنا الصديقة عائشة عن حاله فتقول: (ما شبع آل محمد من طعام البر ثلاثة أيام تباعاً حتى قبض[3] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn3)).وتقول ( ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ديناراً ولا درهماً ولا بعيراً ولا شاه[4] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn4)).وأخرج الشيخان أنها قالت: ( ولقد مات وما في بيتي شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي[5] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn5)).وروى البخاري والترمذي عن أنس رضي الله عنه قال ( ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم* في رخوان ولا في سكرجه ولا خبز له مرقق) وفي رواية أخرى(ولا رأى شاه سميطه بعينه*).أما فراشه فكان من أدم (أي جلد مدبوغ) حشوه ليف[6] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn6)).وكان ينام أحياناً على سرير مرمول بشريط (أي منسوج بحبل مفتول من سعف) حتى يؤثر في جنبه[7] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn7)).فضرب بذلك المثل الأعلى،وكان فيه القدوة الحسنة لكل من زهد في الدنيا من أتباعه من الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم.
د/احمد صالح زارب
[1] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref1)[ ابن ماجه ،2/1374،والحاكم في "المستدرك " 4/313]
[2] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref2)["شرح الشفا" 1/306]
[3] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref3)[ البخاري بشرح فتح الباري " 9/686]
[4] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref4)[أو داود 3/112،وابن ماجه 2/900]
[5] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref5)[ البخاري 7/91 و الترمذي 4/220 واللفظ له]
*الخوان: مائدة يؤكل عليها من نحو كرسي على عادة المترفين لئلا ينحنوا ،السكرجة: إناء صغير يؤكل فيه قليل من الأدم ،والمرفق: أرغفة واسعة رقيقة وتسمى الرقائق أنظر شرح الشفا 1/310]
[6] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref6)[البخاري 8/121،ومسلم3/165
[7] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref7)[ مسلم: 4/1944،وأنظر شرح الشفا: 1/310]