د/ أبو عبدالمحسن
07/05/2009, 12:05 AM
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
( كـــتـــابُ الـــْـعِـلــْم )
( الإنـــْـــصَـــاتُ للـــعُـــلَـــمَـــاءُ )
-----------------------
عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ:
"اسْتَنْصِتْ النَّاسَ"، فَقَالَ:
"لَا تَرْجِعُوا بَعْدِيكُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
* رواهـ الـبـخـاري.
-----------------------
(فتح الباري بشرح صحيح البخاري)
قَوْله: (يَضْرِب): وَالْمَعْنَى لَا تَفْعَلُوا فِعْل الْكُفَّار فَتُشْبِهُوهُمْ فِي حَالَة قَتْل بَعْضهمْ بَعْضًا.
قَالَ اِبْن بَطَّال: فِيهِ أَنَّ الْإِنْصَات لِلْعُلَمَاءِ لَازِم لِلْمُتَعَلِّمِينَ، لِأَنَّ الْعُلَمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء.
وَقَدْ وَقَعَ التَّفْرِيق بَيْنالْإِنْصَاتوَالِاسْتِمَاع فِي قَوْله تَعَالَى:
(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا)، وَمَعْنَاهُمَا مُخْتَلِف.
فَالْإِنْصَات هُوَ السُّكُوت وَهُوَ يَحْصُل مِمَّنْ يَسْتَمِع وَمِمَّنْ لَا يَسْتَمِع كَأَنْ يَكُون مُفَكِّرًا فِي أَمْر آخَر.
وَكَذَلِكَ الِاسْتِمَاعقَدْ يَكُون مَعَ السُّكُوت وَقَدْ يَكُون مَعَ النُّطْق بِكَلَامٍ آخَر لَا يَشْتَغِل النَّاطِق بِهِ عَنْ فَهْم مَا يَقُول الَّذِي يَسْتَمِع مِنْهُ.
وَقَدْ قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّوَغَيْره: أَوَّل الْعِلْمالِاسْتِمَاع، ثُمَّ الْإِنْصَات، ثُمَّ الْحِفْظ، ثُمَّ الْعَمَل، ثُمَّ النَّشْر.
وَعَنْ الْأَصْمَعِيّتَقْدِيم الْإِنْصَات عَلَى الِاسْتِمَاع.
وَقَدْ ذَكَرَ عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ عُيَيْنَةَ: أَخْبَرَنِي مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان عَنْ كَهَمْسٍ عَنْ مُطَرِّف:
قَالَ: الْإِنْصَات مِنْ الْعَيْنَيْنِ.
فَقَالَ لَهُ اِبْن عُيَيْنَةَ: وَمَا نَدْرِي كَيْف ذَلِكَ؟.
قَالَ : إِذَا حَدَّثْت رَجُلًا فَلَمْ يَنْظُر إِلَيْك لَمْ يَكُنْ مُنْصِتًا، اِنْتَهَى.
وَهَذَا مَحْمُول عَلَى الْغَالِب. وَاَللَّه أَعْلَم .
__________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ ______________________________________
وأسأل الله لي ولكم التوفيق
( كـــتـــابُ الـــْـعِـلــْم )
( الإنـــْـــصَـــاتُ للـــعُـــلَـــمَـــاءُ )
-----------------------
عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ:
"اسْتَنْصِتْ النَّاسَ"، فَقَالَ:
"لَا تَرْجِعُوا بَعْدِيكُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
* رواهـ الـبـخـاري.
-----------------------
(فتح الباري بشرح صحيح البخاري)
قَوْله: (يَضْرِب): وَالْمَعْنَى لَا تَفْعَلُوا فِعْل الْكُفَّار فَتُشْبِهُوهُمْ فِي حَالَة قَتْل بَعْضهمْ بَعْضًا.
قَالَ اِبْن بَطَّال: فِيهِ أَنَّ الْإِنْصَات لِلْعُلَمَاءِ لَازِم لِلْمُتَعَلِّمِينَ، لِأَنَّ الْعُلَمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء.
وَقَدْ وَقَعَ التَّفْرِيق بَيْنالْإِنْصَاتوَالِاسْتِمَاع فِي قَوْله تَعَالَى:
(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا)، وَمَعْنَاهُمَا مُخْتَلِف.
فَالْإِنْصَات هُوَ السُّكُوت وَهُوَ يَحْصُل مِمَّنْ يَسْتَمِع وَمِمَّنْ لَا يَسْتَمِع كَأَنْ يَكُون مُفَكِّرًا فِي أَمْر آخَر.
وَكَذَلِكَ الِاسْتِمَاعقَدْ يَكُون مَعَ السُّكُوت وَقَدْ يَكُون مَعَ النُّطْق بِكَلَامٍ آخَر لَا يَشْتَغِل النَّاطِق بِهِ عَنْ فَهْم مَا يَقُول الَّذِي يَسْتَمِع مِنْهُ.
وَقَدْ قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّوَغَيْره: أَوَّل الْعِلْمالِاسْتِمَاع، ثُمَّ الْإِنْصَات، ثُمَّ الْحِفْظ، ثُمَّ الْعَمَل، ثُمَّ النَّشْر.
وَعَنْ الْأَصْمَعِيّتَقْدِيم الْإِنْصَات عَلَى الِاسْتِمَاع.
وَقَدْ ذَكَرَ عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ عُيَيْنَةَ: أَخْبَرَنِي مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان عَنْ كَهَمْسٍ عَنْ مُطَرِّف:
قَالَ: الْإِنْصَات مِنْ الْعَيْنَيْنِ.
فَقَالَ لَهُ اِبْن عُيَيْنَةَ: وَمَا نَدْرِي كَيْف ذَلِكَ؟.
قَالَ : إِذَا حَدَّثْت رَجُلًا فَلَمْ يَنْظُر إِلَيْك لَمْ يَكُنْ مُنْصِتًا، اِنْتَهَى.
وَهَذَا مَحْمُول عَلَى الْغَالِب. وَاَللَّه أَعْلَم .
__________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ ______________________________________
وأسأل الله لي ولكم التوفيق