تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العفو:


د/ أبو عبدالمحسن
09/05/2009, 06:19 PM
العفو لغة:
من عفا وعفا عن ذنبه تركه ولم يعاقبه،وعفا الله عنك أي محا ذنوبك وعفوت عن الحق أسقطته كأنك محوته عن الذي هو عليه[1] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn1)).
والعفو:
هو إسقاط عن الغير عند التمكن من أخذه[2] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn2)) وكان يعفو عن قصاص أو إساءة أو يتمكن من عدو لدود فيصفح عنه،وبهذا لا يسمى عفواً من عفا قبل التمكن.وقد ندب الله المسلمين إلى العفو والصفح،ومقابلة الإساءة بالإحسان،فقال تعالى واصفاً المتقين من أهل الجنة بقوله::{ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ[3] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn3)}.
وقال تعالى:{ وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ[4] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn4)}.وقال تعالى:{ وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ[5] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn5)}.وقال تعالى:{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ[6] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn6)}.والعفو يدل على نبل الأخلاق ودماثتها،وطيب سجايا العافين،وانتصارهم على هوى النفس وحمية الانتقام،والعفو له وقع كبير في نفس المعفو عنه،بل قد تنقلب عداوته إلى مودة حميمة كما قال تعالى:{ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ[7] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn7)}.والعفو والسماحة،لا يسكنان إلا قلباً خالياً من الأحقاد والإضغان،ومن يعمل ليقود الخلق إلى الحق لا بد أن يكون نظره إلى ما هو أمامه،ولا ينظر إلى الوراء والأحقاد والإضغان،ومحاسبة كل امرئ على ما كان منه،إنما هي تشد بهم إلى الوراء،فلا يكون تفكيره إلى ما يجب عليه القيام به في المستقبل،بل يكون تفكيره في شفاء غيظه من أسقامه،التي كانت في الماضي،ومن يأتي برسالة داعياً إلى الحق لا يكون دمري النفس،
يشغله الماضي عن الحاضر،بل يكون عاملاً للمستقبل[8] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn8))،فلا غرابة إذن أن يكون الرسول e القدوة الحسنة والأسوة المثلى في عفوه عن الناس،لكمال خلقه،وما للعفو من أثر كبير في قلوب الناس،واستمالتهم نحو العافي الذي ما أرسل إلا ليكون القدوة في ذلك،والرحمة للعالمين.
وندرج نماذج من عفوه e وسماحته التي كسب بها ود من هدام الله تعالى به:
1ـ عفوه عن قريش رغم كل ما كادوه به من أذى وقتل وقتال،ورغم كل الوسائل التي استخدموها ضده وضد دعوته في مكة والمدينة،فماذا وإن قال لهم "اذهبوا فأنتم الطلقاء " بعد أن نصره الله تعالى عليهم ودخل مكة عنوة وملك رقابهم،فكان هذا العفو سبباً في دخول الإسلام وذهاب غيظهم،وقناعتهم بنصحه لهم وشفقته عليهم[9] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn9)).
2ـ عفوه عن الرجل الذي قال له عنده قسمة غنائم حنين: اعدل فإن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله،فلم يزده عن أن قال له " ويحك فمن يعدل إن لم أعدل،خبت وخسرت إن لم أعدل " ونهى أصحابه عن قتله مع استحقاقه لذلك[10] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn10)).
3ـ عفوه عن غورث بن الحارث،عندما تسلسل إليه وهو نائم تحت شجرة وحده،فانتبه رسول الله e من نومه فإذا هو بغورث قد اخترط السيف صلتا وهو يقول: من يمنعك مني ؟ فقال له: "الله" فسقط السيف من يده وأخذ يرتجف فعفا عنه رسول الله e فأسلم وجاء إلى قومه،فقال: جئتكم من عند خير الناس.
4ـ عفوه عن المرأة اليهودية التي أهدت له شاه مسمومة فأكل منها ثم أمسك بعد أن أعلمه الله تعالى بذلك،فلم يقتلها غضباً لنفسه،فلما مات بشر بن البراء الذي أكل منها معه،قتلها به[11] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn11)).



(احمد صالح زارب)

[1] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref1) [ مختار الصحاح،مادة عفا،كذلك المصباح المنير ].

[2] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref2) [مختصر منهاج القاصدين] 173]

[3] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref3) [ سورة آل عمران:الآية134]

[4] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref4) [سورة الشورى:الآية40]

[5] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref5) [سورة البقرة:الآية237]

[6] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref6) [ سورة الحجر:الآية85].

[7] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref7) [سورة فصلت:الآية34]

[8] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref8) [ خاتم البنيين 1/250]

[9] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref9) [ سيرة ابن هشام،ودلائل النبوة ،5/86-87 ،وشرح الشفا 1/238]

[10] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref10) [ البخاري بشرح فتح الباري ،6/309،ومسلم ن 2/739].

[11] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref11) [ البخاري بشرح الباري،7/631-364]

أبـو مشاري
09/05/2009, 06:21 PM
الله يرضى عليك ...

.
.
.
.
.
.
.
..

رجب سعيد
10/05/2009, 12:37 AM
جزاك الله خير وعفا عنا وعنك

همسة شوق
10/05/2009, 01:04 AM
جزااااااااااااااك الله خير
ويسلموع الطرح
بارك الله فيك .....

د/ أبو عبدالمحسن
12/05/2009, 11:41 PM
الأحبه(امير القلوب-رجب سعيد-همسة شوق)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
شـكــ وبارك الله فيكم ـــرا لك ... لكم مني أجمل تحية .