دكتور الموسى
17/05/2009, 04:49 PM
للرجال ثوابت ومواقف
تعرف الكثير من الرجال ، لكنك لا تعرف معدن كل واحد منهم ، البعض يضحك لك لمجرد الضحك والمجاملة ، والبعض يضحك من قلبه ، البعض يضحك ويلمز ، والبعض يهزأ ، لا يدري أنه محاسب على فعلته تلك .
تسير بنا الحياة وكُنت تحسبه ذلك الرجل الشهم الذي لا تغيره السنون ،ولا المادة ولا غير ذلك كله . تأتي الظروف وأنت مؤملٌ على ذلك الرجل ، بل تكاد تجعل طلبك ومعونته داخل مخبأك . تكالب عليك الزمن بل كاد أن يعصف بك وتُرمى بعيدا . أوحى لك سابقا أنه ذالك الأخ الذي لم تلده أمك ( وكم من صديق كان أكثر عوناً لك من أخيك ) هكذا قالوا بل أثبتته الأزمنة في مواطن كثيرة . تستبشر خيرا منه وأنت مزهوا بمعرفته ، يبتسم لك عند اللقاء ، لكنّه سرعان ما تتغير ملامحه ،إن وضعته تحت المحك وأبديت طلبك . الاعتذار جاهز وكأنه طوال ليله وهو يهندس ذلك العذر ، ليقدمه لك في الغد . تخرج وأنت تقلب يديك بعد أن علمت أن بمقدوره تنفيذ طلبك ، وتعلم أيضا ويعلم مدى وفاؤك وأهليتك للحصول على ذلك الطلب . بالمقابل شخص لم تعده سابقا من أهل الثوابت والمواقف ، تذهب إليه وأنت مكسور الخاطر وكأنك تقول في نفسك سأعود بخفي حنين ، وكما ذهبت سأعود ، لكن لابد من الوصول إليه . استقبال حافل وابتسامة لا تكاد تفارق محياه ,أنت لازلت تتأرجح بين هذه وتلك ، وما أن تنشر له ما بخاطرك إلاّ والرد كان واضحاً ومدويّا ( طلبك مجاب ) تشعر في داخلك بالخجل وتحاول أن لا تُظهر له ما تكنّه في صدرك تجاهه ، تدعو الله جهرا أو خُفية على أن طلبك مجاب عند ذلك الرجل الوفيّ . تعود إلى منزلك وكأن ما أعطاك هدية ، ولن تعيد له ما أخذت . تبدأ في التفكر في ذلك الرجل السابق ، أين ذلك الضحك والبروز؟ أين ذلك الصدر البارز؟ أين تلك الفقاعات التي تخرج من فيه .؟ تتعامل مع البعض بالكلمة ، وتجده مصر على كلمة الحق ومستعد لقولها في أي زمان ومكان ، وما أن يحصحص الحق إلا وتواجده شبه مفقود ، وإن وجد فلسانه يتلعثم وكأن عقدة عُقدتْ بها لسانه ، أو كأن غصة اعترضت مجرى الهواء من حنجرته ، ولا تكاد تسمع منه إلاّ همسا ، يتمتم بكلمات لا تكاد تفهمها ، يتقلب لونه وكلامه ،وكأنه حرباءٌ داهمها الخطر ، لتوحي لعدوها بعدم وجودها .لذا أقول للرجال دائما ثوابت ومواقف .
أخوكم /د محمد الزهراني
تعرف الكثير من الرجال ، لكنك لا تعرف معدن كل واحد منهم ، البعض يضحك لك لمجرد الضحك والمجاملة ، والبعض يضحك من قلبه ، البعض يضحك ويلمز ، والبعض يهزأ ، لا يدري أنه محاسب على فعلته تلك .
تسير بنا الحياة وكُنت تحسبه ذلك الرجل الشهم الذي لا تغيره السنون ،ولا المادة ولا غير ذلك كله . تأتي الظروف وأنت مؤملٌ على ذلك الرجل ، بل تكاد تجعل طلبك ومعونته داخل مخبأك . تكالب عليك الزمن بل كاد أن يعصف بك وتُرمى بعيدا . أوحى لك سابقا أنه ذالك الأخ الذي لم تلده أمك ( وكم من صديق كان أكثر عوناً لك من أخيك ) هكذا قالوا بل أثبتته الأزمنة في مواطن كثيرة . تستبشر خيرا منه وأنت مزهوا بمعرفته ، يبتسم لك عند اللقاء ، لكنّه سرعان ما تتغير ملامحه ،إن وضعته تحت المحك وأبديت طلبك . الاعتذار جاهز وكأنه طوال ليله وهو يهندس ذلك العذر ، ليقدمه لك في الغد . تخرج وأنت تقلب يديك بعد أن علمت أن بمقدوره تنفيذ طلبك ، وتعلم أيضا ويعلم مدى وفاؤك وأهليتك للحصول على ذلك الطلب . بالمقابل شخص لم تعده سابقا من أهل الثوابت والمواقف ، تذهب إليه وأنت مكسور الخاطر وكأنك تقول في نفسك سأعود بخفي حنين ، وكما ذهبت سأعود ، لكن لابد من الوصول إليه . استقبال حافل وابتسامة لا تكاد تفارق محياه ,أنت لازلت تتأرجح بين هذه وتلك ، وما أن تنشر له ما بخاطرك إلاّ والرد كان واضحاً ومدويّا ( طلبك مجاب ) تشعر في داخلك بالخجل وتحاول أن لا تُظهر له ما تكنّه في صدرك تجاهه ، تدعو الله جهرا أو خُفية على أن طلبك مجاب عند ذلك الرجل الوفيّ . تعود إلى منزلك وكأن ما أعطاك هدية ، ولن تعيد له ما أخذت . تبدأ في التفكر في ذلك الرجل السابق ، أين ذلك الضحك والبروز؟ أين ذلك الصدر البارز؟ أين تلك الفقاعات التي تخرج من فيه .؟ تتعامل مع البعض بالكلمة ، وتجده مصر على كلمة الحق ومستعد لقولها في أي زمان ومكان ، وما أن يحصحص الحق إلا وتواجده شبه مفقود ، وإن وجد فلسانه يتلعثم وكأن عقدة عُقدتْ بها لسانه ، أو كأن غصة اعترضت مجرى الهواء من حنجرته ، ولا تكاد تسمع منه إلاّ همسا ، يتمتم بكلمات لا تكاد تفهمها ، يتقلب لونه وكلامه ،وكأنه حرباءٌ داهمها الخطر ، لتوحي لعدوها بعدم وجودها .لذا أقول للرجال دائما ثوابت ومواقف .
أخوكم /د محمد الزهراني