د/ أبو عبدالمحسن
17/05/2009, 10:47 PM
س: هل هناك من يدخل الجنة بغير حساب؟
فأجاب يرحمه الله تعالى بالآتي:
ج:
نعم، أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم حين قال:
(عرضت عليّ الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي ليس معه أحد - حتى قال في أخره - أنه أُبلغ أنه يدخل من أمته: سبعون ألف بغير حساب ولاعذاب. فسأله الصحابة عنهم، فقال: هم الذين لا يَسْتَرْقون، ولايَكْتَوون، ولايَتَطَيَّرُون، وعَلَى رَبِّـهِمْ يتوكلون).
الشرح:
والمقصود من هذا أن المؤمن الذي استقام على أمر الله ، وترك محارم الله ، ومات علىاستقامة ، فإنه يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب.
ومنهم هؤلاء الذين أخبر عنهم - صلىالله عليهم وسلم - ، لا يسترقون ، أي: لا يطلبون الناس يرقوهم ، يسترقي أي: يطلب الرقية ، أما كونه يرقي لغيره فلا بأس؛ لأنه محسن ، الراقي محسن ، فإذا رقى غيرهودعى له بالعافية والشفاء هذا محسن ، في الحديث الصحيح: (من استطاع منكم أن ينفعأخاه فلينفعه). أما الاسترقاء فهو طلب الرقية ، وهو أن يقول يا فلان إقرأ عليّ تركهذا أفضل إلا من حاجة إذا كان هناك حاجة فلا بأس أن يطلب الرقية ؛ وقد ثبت عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: (استرقي من كذا). فأمر بالاسترقاء، وأمر أسماء بنت عميس أن تسترقي لأولاد جعفر لما أصابتهم العين ، قالعليه الصلاة والسلام : (لا رقية إلا من عين أو حمى). فالاسترقاء عند الحاجة لا بأسلكن تركه أفضل إذا تيسر علاج آخر ، وهكذا الكي تركه أفضل إذا تيسر علاج آخر ؛ لقولهصلى الله عليه وسلم : (الشفاء في ثلاث: كية نار، وشربة عسل، وشرطة محجم ، وما أحبأن اكتوي). وفي اللفظ الأخر قال: (وأنا أنهى أمتي عن الكي).
فدل ذلك على أن الكيينبغي أن يكون آخر الطب عند الحاجة إليه ، فإذا تيسر أن يُكتفى بغيره من الأدويةفهو أولى ، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كوى بعض أصحابه - عليه الصلاةوالسلام - ، فإذا دعت الحاجة للكي فلا كراهة ، وإن استغني عنه بدواء آخر من شربةعسل ، أو شرطة محجم ، يعني حجامة، أو قراءة، أو دواء آخر كان أفضل من الكي.
فالمقصود أن قوله - صلى الله عليه وسلم - لا يسترقونولا يكتوون، لا يدل على التحريم، وإنما يدل على أن هذا هو الأفضل ، عدم الاسترقاء يعني عدم طلب الرقيا وعدم الكي هذاهو الأفضل ، ومتى دعت الحاجة للاسترقاء أو الكي فلا حرج ولا كرهة في ذلك.
(ولا يتطيرون) التطير هو التشاؤم بالمرئيات أو المسموعات ، والطيرة شرك من عملالجاهلية ، فهؤلاء السبعون يتركون ما حرم الله عليهم من الطيرة ، وما كره لهم منالاسترقاء والكي عند عدم الحاجة إليه ، وعلى ربهم يتوكلون ، يتركون ذلك ثقة بالله ،واعتماداً عليه ، وطلباً لمرضاته ، والمعنى أنهم استقاموا على طاعة الله ، وتركوا ما حرم الله ، وتركوا بعض ما أباح الله ، إذا كان غيره أفضل كالاسترقاء والكي ، يرجون ثواب الله ، ويخافون عقابه ، ويتقربون إليه بما هو أحب إليه - سبحانه وتعالى - ، عن توكل ، عن ثقة به ، واعتماداً عليه - سبحانه وتعالى -، وجاء في الروايات الأخرى: (إن الله زادهم مع كل ألف سبعين ألف). وفي بعض الروايات الأخرى: (وحثيات منحثيات ربي).
وهذه الحثيات لا يعلم مقدارها إلا الله - سبحانه وتعالى - ، والجامع فيهذا أن كل مؤمن استقام على أمر الله ، وعلى ترك محارم الله ، ووقف عند حدود الله ،هو داخل في السبعين ، داخل في حكمهم ؛ لأنه يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب.
انتهى الشيخ عبد العزيز بن باز من الشرح.
---------------------------------
وإليكم هذا الرابط من موقع الشيخ عبد العزيز بن باز حيث توجد هذه الفتوى كتابةً وصوتاً:
http://www.binbaz.org.sa/mat/ (http://www.binbaz.org.sa/mat/10403)
فأجاب يرحمه الله تعالى بالآتي:
ج:
نعم، أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم حين قال:
(عرضت عليّ الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي ليس معه أحد - حتى قال في أخره - أنه أُبلغ أنه يدخل من أمته: سبعون ألف بغير حساب ولاعذاب. فسأله الصحابة عنهم، فقال: هم الذين لا يَسْتَرْقون، ولايَكْتَوون، ولايَتَطَيَّرُون، وعَلَى رَبِّـهِمْ يتوكلون).
الشرح:
والمقصود من هذا أن المؤمن الذي استقام على أمر الله ، وترك محارم الله ، ومات علىاستقامة ، فإنه يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب.
ومنهم هؤلاء الذين أخبر عنهم - صلىالله عليهم وسلم - ، لا يسترقون ، أي: لا يطلبون الناس يرقوهم ، يسترقي أي: يطلب الرقية ، أما كونه يرقي لغيره فلا بأس؛ لأنه محسن ، الراقي محسن ، فإذا رقى غيرهودعى له بالعافية والشفاء هذا محسن ، في الحديث الصحيح: (من استطاع منكم أن ينفعأخاه فلينفعه). أما الاسترقاء فهو طلب الرقية ، وهو أن يقول يا فلان إقرأ عليّ تركهذا أفضل إلا من حاجة إذا كان هناك حاجة فلا بأس أن يطلب الرقية ؛ وقد ثبت عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: (استرقي من كذا). فأمر بالاسترقاء، وأمر أسماء بنت عميس أن تسترقي لأولاد جعفر لما أصابتهم العين ، قالعليه الصلاة والسلام : (لا رقية إلا من عين أو حمى). فالاسترقاء عند الحاجة لا بأسلكن تركه أفضل إذا تيسر علاج آخر ، وهكذا الكي تركه أفضل إذا تيسر علاج آخر ؛ لقولهصلى الله عليه وسلم : (الشفاء في ثلاث: كية نار، وشربة عسل، وشرطة محجم ، وما أحبأن اكتوي). وفي اللفظ الأخر قال: (وأنا أنهى أمتي عن الكي).
فدل ذلك على أن الكيينبغي أن يكون آخر الطب عند الحاجة إليه ، فإذا تيسر أن يُكتفى بغيره من الأدويةفهو أولى ، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كوى بعض أصحابه - عليه الصلاةوالسلام - ، فإذا دعت الحاجة للكي فلا كراهة ، وإن استغني عنه بدواء آخر من شربةعسل ، أو شرطة محجم ، يعني حجامة، أو قراءة، أو دواء آخر كان أفضل من الكي.
فالمقصود أن قوله - صلى الله عليه وسلم - لا يسترقونولا يكتوون، لا يدل على التحريم، وإنما يدل على أن هذا هو الأفضل ، عدم الاسترقاء يعني عدم طلب الرقيا وعدم الكي هذاهو الأفضل ، ومتى دعت الحاجة للاسترقاء أو الكي فلا حرج ولا كرهة في ذلك.
(ولا يتطيرون) التطير هو التشاؤم بالمرئيات أو المسموعات ، والطيرة شرك من عملالجاهلية ، فهؤلاء السبعون يتركون ما حرم الله عليهم من الطيرة ، وما كره لهم منالاسترقاء والكي عند عدم الحاجة إليه ، وعلى ربهم يتوكلون ، يتركون ذلك ثقة بالله ،واعتماداً عليه ، وطلباً لمرضاته ، والمعنى أنهم استقاموا على طاعة الله ، وتركوا ما حرم الله ، وتركوا بعض ما أباح الله ، إذا كان غيره أفضل كالاسترقاء والكي ، يرجون ثواب الله ، ويخافون عقابه ، ويتقربون إليه بما هو أحب إليه - سبحانه وتعالى - ، عن توكل ، عن ثقة به ، واعتماداً عليه - سبحانه وتعالى -، وجاء في الروايات الأخرى: (إن الله زادهم مع كل ألف سبعين ألف). وفي بعض الروايات الأخرى: (وحثيات منحثيات ربي).
وهذه الحثيات لا يعلم مقدارها إلا الله - سبحانه وتعالى - ، والجامع فيهذا أن كل مؤمن استقام على أمر الله ، وعلى ترك محارم الله ، ووقف عند حدود الله ،هو داخل في السبعين ، داخل في حكمهم ؛ لأنه يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب.
انتهى الشيخ عبد العزيز بن باز من الشرح.
---------------------------------
وإليكم هذا الرابط من موقع الشيخ عبد العزيز بن باز حيث توجد هذه الفتوى كتابةً وصوتاً:
http://www.binbaz.org.sa/mat/ (http://www.binbaz.org.sa/mat/10403)