تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القدوة بالعمل


اكاديمي 1
19/05/2009, 01:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


القدوة بالعمل لا بالإطلاع





رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصورة العملية التطبيقية لهذا الدين ، ويمتنع أن تعرف دين الإسلام ويصح لك إسلامك بدون معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف كان هديه وعمله وأمره ونهيه.


لقد سالم وحارب، وأقام وسافر، وباع واشترى، وأخذ وأعطى، وما عاش صلى الله عليه وسلم وحده، ولا غاب عن الناس يوماً واحداً، ولا سافر وحده. وما أصيب المسلمون إلا بسبب الإخلال بجانب الاقتداء به صلى الله عليه وسلّم، والأخذ بهديه، واتباع سنته، وقد قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.حتى اكتفى بعض المسلمين من سيرته صلى الله عليه وسلّم بقراءتها في المنتديات والاحتفالات ولا يتجاوز ذلك إلى موضع الاهتداء والتطبيق.... وبعضهم بقراءتها للبركة أو للاطلاع على أحداثها ووقائعها أو حفظ غزواته وأيامه وبعوثه وسراياه.


وهذا راجع إما لجهل بأصل مبدأ الإتباع والاهتداء والاقتداء وعدم الإدراك بأن هذا من لوازم المحبة له صلى الله عليه وسلم، وإما لعدم إدراك مواضع الاقتداء من سيرته صلى الله عليه وسلم نظراً لضعف الملكة في الاستنباط أو لقلة العلم والاطلاع على كتب أهل العلم.وهنا تأتي أهمية استخراج الدروس واستنباط الفوائد والعظات واستخلاص العبر من سيرته صلى الله عليه وسلم.


إن السيرة النبوية لا تدرس من أجل المتعة في التنقل بين أحداثها أو قصصها، ولا من أجل المعرفة التاريخية لحقبة زمنية من التاريخ مضت، ولا محبة وعشقاً في دراسة سير العظماء والأبطال، ذلك النوع من الدراسة السطحية إن أصبح مقصداً لغير المسلم من دراسة السيرة، فإن للمسلم مقاصد شتى من دراستها، ومنها:


أولاً: أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو محل القدوة والأسوة، وهو المشرع الواجب طاعته وإتباعه قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجٌو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً} (الأحزاب: 21)، وقال تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} (النور: 54)، وقال: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الله} (النساء: 80)، وقال: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} (آل عمران: 31).
فهو التجسيد العملي والصورة التطيبقية للإسلام، وبدونها لا نعرف كيف نطيع الله تعالى ونعبده. فسيرته صلى الله عليه وسلم يستقي منها الدعاة أساليب الدعوة ومراحلها، ويتعرفون على ذلك الجهد الكبير الذي بذله رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل إعلاء كلمة الله، وكيف التصرف أمام العقبات والصعوبات والموقف الصحيح أمام الشدائد والفتن.
ويستقي منها المربُّون طرق التربية ووسائلها.
ويستقي منها القادة نظام القيادة ومنهجها.
ويستقي منها الزهَّاد معنى الزهد ومقاصده.
ويستقي منها التجَّار مقاصد التجارة وأنظمتها وطرقها.
ويستقي منها المبتلون أسمى درجات الصبر والثبات وتقوى عزائمهم على السير على منهجه والثقة التامة بالله عز وجل بأن العاقبة للمتقين.
ويستقي منها العلماء ما يعينهم على فهم كتاب الله تعالى، ويحصلون فيها على المعارف الصحيحة في علوم الإسلام المختلفة، وبها يدركون الناسخ والمنسوخ وأسباب النـزول وغيرها وغيرها من المعارف والعلوم.
وتستقي منها الأمة جميعاً الآداب والأخلاق والشمائل الحميدة.


ولهذا قال ابن كثير: «وهذا الفن مما ينبغي الاعتناء بهي، والاعتبار بأمره، والتهيؤ له، كما رواه محمد بن عمر الواقدي عن عبد الله بن عمر بن علي عن أبيه سمعت علي بن الحسين يقول: كنا نعلم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم كما نعلم السورة من القرآن. قال الواقدي: وسمعت محمد بن عبدا لله يقول: سمعت عمي الزهري يقول: في علم المغازي علم الآخرة والدنيا» .


وقال إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص: «كان أبي يعلمنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعدها علينا، ويقول: هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوا ذكرها».
وقال علي بن الحسين: «كنا نعلم مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نعلم السورة من القرآن» لقد خلف التاريخ عظماء وملوكاً وقُوَّاداً، وشعراء، وفلاسفة، فمن منهم ترك سيرة وأسوة يؤتسى بها في العالمين؟ لقد طوى التاريخ ذكرهم فلم يبق منه شيء وإن بقيت بعض أسمائهم.


لقد أصبحت سير كثير من العظماء أضحوكة للبشر على مدار التاريخ كله
فأين نمرود الذي قال لإبراهيم: {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ}؟! (البقرة: 258) وأين مقالة فرعون وشأنه الذي قال: {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} (النازعات: 24)، وقال: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي}؟! (القصص: 38).إن هؤلاء العظماء في زمانهم يسخر منهم اليوم الصغير والكبير والعالم والجاهل، فإن كانوا دلسوا على أقوامهم في زمنهم واستخفوا بهم فأطاعوهم؛ فقد افتضح أمرهم بعد هلاكهم، وأصبحوا محل السخرية على مدار الزمان.


إن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم جاءت بإخراج الناس من ظلمات الشرك والأخلاق وفساد العبادة والعمل إلى نور التوحيد والإيمان والعمل الصالح: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً} (الأحزاب:45-46)


ثانياً: ندرس السيرة ليزداد إيماننا ويقيننا بصدقه، فالوقوف على معجزاته ودلائل نبوته مما يزيد في الإيمان واليقين في صدقه صلى الله عليه وسلم، فدراسة سيرته العطرة وما سطرته كتب السيرة من مواقف عظيمة، وحياة كاملة كريمة، تدل على كماله ورفعته وصدقه.


ثالثاً: ولينغرس في قلوبنا حبه، فما حملته سيرته من أخلاق فاضلة، ومعاملة كريمة، وحرصه العظيم على هداية الناس وصلاحهم وجلب الخير لهم، وبذل نفسه وماله في سبيل إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الشقاء إلى السعادة، وما كان من حرصه صلى الله عليه وسلم على أمته في إبعادها عما يشق عليها ويعنتها

د/ أبو عبدالمحسن
19/05/2009, 10:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين:
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
هذه إضافة لعل الله ينفع بها:
الاقتداء بالنبي r:
لقد علم الله سبحانه وتعالى وهو يضع المنهج العلوي المعجز أنه لا بد من قلب إنسان يحمل المنهج الإلهي الخالد ويحوله إلى حقيقة ماثلة أمام الناس لكي يعرفوا أنه حق،فيقتدوا به ويتعلموا منه ويستجيبوا له.وينهجوا نهجه في المكارم والفضائل والخلق العظيم[1] (http://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=42627#_ftn1)).ولذلك فقد اختار الله سبحانه وتعالى نبيه محمد r ليقوم بهذا الدور المتميز فأعده ورباه منذ البداية ليكون المشكاة التي يقتبس منها ويستضاء بها.فقال الله تعالى:{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى* وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى[2] (http://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=42627#_ftn2)}،نعم لقد رباه فأحسن تربيته،فآواه يتيما وهداه من الحيرة وأغناه من الفقر،فكان r قبل البعثة قمة في الأمانة والصدق ومثلا فريدا في قومه وصاحب الرأي السديد والخلق الحسن،ولذلك فقد منحه الله الشهادة العظيمة حيث قال الله تعالى:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ[3] (http://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=42627#_ftn3)}،وقد وضع الله في شخصه r الصورة الكاملة للمنهج الإسلامي ثم بعثه للناس كافة وجعله القدوة الدائمة للبشرية،يتربون على هديه،ويرون في شخصه الكريم الترجمة الحية،فيؤمنون بهذا الدين على واقع تراه أبصارهم محققا في واقع الحياة.قال سبحانه وتعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً[4] (http://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=42627#_ftn4)}.قال القرطبي في معنى الأسوة:"الأسوة القدوة،والأسوة إما يتأسى به أي يتعزى به،فيقتدى به في جميع أفعاله ويتعزى في جميع أحواله[5] (http://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=42627#_ftn5)"،و إذا كانت هذه الآية قد نزلت عتابا للمتخلفين عن القتال،والذين تضجروا وتزلزلوا واضطربوا في أمرهم ليوم الأحزاب،فهي أصل كبير في التأسي برسول الله r.في أقواله وأفعاله وأحواله،وأمر من الله سبحانه وتعالى للمسلمين بالاقتداء بالنبي r في صبره ومصا برته ومجاهدته[6] (http://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=42627#_ftn6).وهي بيان للناس بأن هذا الرسول هو أسوتهم الذي يجب أن يكرروا سيرته في ذواتهم ويتمثلوا من شخصيته ما هو بمقدورهم،بتنفيذ مقاله وإتباع نهجه وتحقيق ما دعاء إليه،فهو الأمين على وحي السماء وقد بعثه الله رحمة للعالمين.فقال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ[7] (http://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=42627#_ftn7)}.

[1] (http://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=42627#_ftnref1)(محمد قطب:منهج التربية الإسلامية:ج1, ص222

[2] (http://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=42627#_ftnref2)(سورة الضحى: 6 – 7 )

[3] (http://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=42627#_ftnref3)( سورة القلم:4).

[4] (http://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=42627#_ftnref4)(سورة الأحزاب:21).

[5] (http://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=42627#_ftnref5)(القرطبي:الجامع لإحكام القرآن،ج14،ص155).

[6] (http://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=42627#_ftnref6)(مجمد علي الصابوني:مختصر تفسير ابن كثير،المجلد3،ص88)

[7] (http://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=42627#_ftnref7)(سورة الأنبياء:107)

almooj
19/05/2009, 11:13 PM
أكاديمي 1 : جزاك الله خير على ما ذكرت في هذا الموضوع .

الناس اليوم يقرأونها في المنتديات فقط دون تطبيق ، ولكن ليس شرطا أن يكون كل الناس على

وتيرة واحدة من الخير، قال تعالى : ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد

شموخ الجنوب
19/05/2009, 11:18 PM
اللهم صلي على محمد
جـــــــــــــــــــــــزاك الله كل خير

اكاديمي 1
28/10/2009, 02:12 AM
بارك الله فيكم جميعاً
وبارك الله في اخينا ابو عبد المحسن الذي اضاف الكثير فجزاه الله خيراً
تحياتي
وأسف والله على تاخير الرد لمشاغل الحياة

الرميصاء
28/10/2009, 02:22 PM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .