دكتور الموسى
22/05/2009, 10:41 AM
خدمة جود زادت من أكل اللحوم
قد يستغرب البعض هذا العنوان وما يدور بداخله من أحاديث ، والتي زادت الهوة بين بعض الأسر . كأن شركة الاتصالات ، تُدرك تماما أن الناس بحاجة ماسة إلى كثر الحديث مع الأصدقاء والأحباب وبثمن بخس . ما أن سمعت بعض الأسر بهذا الأمر، إلا سارعت في إضافة هذه الخدمة إلى هواتفها ، حتى يطيب الحديث بين بعضهم البعض ، وتؤخذ المعلومات كاملة دون نقص .استفاد الكثير من هذه الخدمة ، لكن البعض استغلها وكأنه من مراسلين بلا حدود ، ما أن تحدث كارثة أو مصيبة ، أو خبر مفرح إلاّ والخبر قد انتشر وذاع بين الجميع وفي خلال ثواني معدودة . جميل هذا في مضمونه ، وتقنية حديثة في سرعة نقل الخبر شبكة معلوماتية بصراحة تضاهي الـ cnn وبدون منازع . ليست هذه المشكلة في نظري ، كل هذا جميل ، لكن البعض من الأسر استغل هذا الخدمة في إشاعة الفتن بين الناس ، إلى حد أن البعض من المهتمين بشؤون الآخرين ، ما أن تحدث كارثة أو سر داخل أسرة ، إلاّ والخبر تناقلته وكالات الأنباء الأسرية وبسرعة فائقة . يصلك الخبر وأنت في مأمن من الأمر ، لكنك تتفاجأ كيف ؟ ومتى ؟ . عقول فارغة ورعاة ليس لهم من الأمر شيء ، وحبل تُرك على الغارب . لكن هناك أسرٌ تشتكي بل تصيح بأعلى صوتها . نساءٌ تفرغن لهذا العمل ، ولهن مراسلات هناك وبدون مقابل ، وكل همهن الكشف عن أسرار من يعرفون ، والبحث عمّا يدور .(فلانة طلقها زوجها ،و فلان تخاصم هذا اليوم مع زوجته ، ويأكلون كذا ، ويشترون ذاك ، ومعهم وليس معهم ، زوجي رجل فيه وفيه .) وكلُ يصيح على ويلاه . قد لا تبدو هذه مشكلة للبعض ، لكنها آخذة في الزيادة والمشاكل المسها ولربما يلمسها غيري . ساعات طوال يجري الحديث من أجل مشاكل الآخرين ، وكأن هولاء وكّلوا بمناقشتها والبحث فيها ، ليس من أجل حلها ولكن ليزداد الطين بِلة . لم نجد الغرب بهذا الكم من الاهتمام لمثل هذا رغم تقدمهم عنّا بمئات السنين ، لكنّا أمة لازال الجهل والظلام يُخيم علينا ، ولا أدري متى يأتي اليوم الذي نصحوا من هذا السبات العميق عن ديننا ، الذي ينهانا عن أكل لحوم البشر ، والجميع يعرف الحديث الذي قيل عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، عندما مرّ بجيفة حمار وقال لصحابته : كلوا والله إن أكله لأهون عليكم ممّا تقولون . أو كما قال عليه الصلاة والسلام . متى نسمو بأخلاقنا عن هذه الصغائر من الأمور التي تضر بالآخرين ، بل تكاد أن تُفرق شمل أسر كاملة . لن يستنكف أحد من خبر صحيح ينقل ويستحق النقل ، لكن المشكلة أن بعض تلك الأخبار غير صحيحة ولربما زيد عليها مئة مرة ، لتكون طيبة المذاق وتستحق الحديث حولها . لذا أقول خدمة جود زادت من أكل اللحوم .
قد يستغرب البعض هذا العنوان وما يدور بداخله من أحاديث ، والتي زادت الهوة بين بعض الأسر . كأن شركة الاتصالات ، تُدرك تماما أن الناس بحاجة ماسة إلى كثر الحديث مع الأصدقاء والأحباب وبثمن بخس . ما أن سمعت بعض الأسر بهذا الأمر، إلا سارعت في إضافة هذه الخدمة إلى هواتفها ، حتى يطيب الحديث بين بعضهم البعض ، وتؤخذ المعلومات كاملة دون نقص .استفاد الكثير من هذه الخدمة ، لكن البعض استغلها وكأنه من مراسلين بلا حدود ، ما أن تحدث كارثة أو مصيبة ، أو خبر مفرح إلاّ والخبر قد انتشر وذاع بين الجميع وفي خلال ثواني معدودة . جميل هذا في مضمونه ، وتقنية حديثة في سرعة نقل الخبر شبكة معلوماتية بصراحة تضاهي الـ cnn وبدون منازع . ليست هذه المشكلة في نظري ، كل هذا جميل ، لكن البعض من الأسر استغل هذا الخدمة في إشاعة الفتن بين الناس ، إلى حد أن البعض من المهتمين بشؤون الآخرين ، ما أن تحدث كارثة أو سر داخل أسرة ، إلاّ والخبر تناقلته وكالات الأنباء الأسرية وبسرعة فائقة . يصلك الخبر وأنت في مأمن من الأمر ، لكنك تتفاجأ كيف ؟ ومتى ؟ . عقول فارغة ورعاة ليس لهم من الأمر شيء ، وحبل تُرك على الغارب . لكن هناك أسرٌ تشتكي بل تصيح بأعلى صوتها . نساءٌ تفرغن لهذا العمل ، ولهن مراسلات هناك وبدون مقابل ، وكل همهن الكشف عن أسرار من يعرفون ، والبحث عمّا يدور .(فلانة طلقها زوجها ،و فلان تخاصم هذا اليوم مع زوجته ، ويأكلون كذا ، ويشترون ذاك ، ومعهم وليس معهم ، زوجي رجل فيه وفيه .) وكلُ يصيح على ويلاه . قد لا تبدو هذه مشكلة للبعض ، لكنها آخذة في الزيادة والمشاكل المسها ولربما يلمسها غيري . ساعات طوال يجري الحديث من أجل مشاكل الآخرين ، وكأن هولاء وكّلوا بمناقشتها والبحث فيها ، ليس من أجل حلها ولكن ليزداد الطين بِلة . لم نجد الغرب بهذا الكم من الاهتمام لمثل هذا رغم تقدمهم عنّا بمئات السنين ، لكنّا أمة لازال الجهل والظلام يُخيم علينا ، ولا أدري متى يأتي اليوم الذي نصحوا من هذا السبات العميق عن ديننا ، الذي ينهانا عن أكل لحوم البشر ، والجميع يعرف الحديث الذي قيل عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، عندما مرّ بجيفة حمار وقال لصحابته : كلوا والله إن أكله لأهون عليكم ممّا تقولون . أو كما قال عليه الصلاة والسلام . متى نسمو بأخلاقنا عن هذه الصغائر من الأمور التي تضر بالآخرين ، بل تكاد أن تُفرق شمل أسر كاملة . لن يستنكف أحد من خبر صحيح ينقل ويستحق النقل ، لكن المشكلة أن بعض تلك الأخبار غير صحيحة ولربما زيد عليها مئة مرة ، لتكون طيبة المذاق وتستحق الحديث حولها . لذا أقول خدمة جود زادت من أكل اللحوم .