المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : : لا تحتقر أحدا:


د/ أبو عبدالمحسن
26/05/2009, 12:30 AM
توقف القطار في إحدى المحطات في مدينة بوسطن الأمريكية وخرج منه زوجان يرتديان ملابس بسيطة. كانت الزوجة تتشح بثوب من القطن ، بينما يرتدي الزوج بزة متواضعة صنعها بيديه. وبخطوات خجلة ووئيدة توجه الزوجان مباشرة إلى مكتب رئيس " جامعة هارفارد " ولم يكونا قد حصلا على موعد مسبق.قالت مديرة مكتب رئيس الجامعة للزوجين القرويين : " الرئيس مشغول جدا " ولن يستطيع مقابلتكما قريبا... ولكن سرعان ما جاءها رد السيدة الريفية حيث قالت بثقة : " سوف ننتظره ". وظل الزوجان ينتظران لساعات طويلة أهملتهما خلالها السكرتيرة تماما على أمل أن يفقدا الأمل والحماس البادي على وجهيهما وينصرفا. ولكن هيهات ، فقد حضر الزوجان - فيما يبدو - لأمر هام جدا. ولكن مع انقضاء الوقت ، وإصرار الزوجين ، بدأ غضب السكرتيرة يتصاعد ، فقررت مقاطعة رئيسها ، ورجته أن يقابلهما لبضع دقائق لعلهما يرحلان.


هزالرئيس رأسه غاضبا" وبدت عليه علامات الاستياء ، فمن هم في مركزه لا يجدون وقتالملاقاة ومقابلة إلا علية القوم ، فضلا عن أنه يكره الثياب القطنية الرثة وكل من هم في هيئة الفلاحين. لكنه وافق على رؤيتهما لبضع دقائق لكي يضطرا للرحيل.

عندما دخل الزوجان مكتب الرئيس ، قالت له السيدة أنه كان لهما ولد درس في " هارفارد " لمدة عام لكنه توفى في حادث ، وبما أنه كان سعيدا" خلال الفترة التي قضاها في هذه الجامعة العريقة ، فقد قررا تقديم تبرع للجامعة لتخليد اسم ابنهما.

لم يتأثر الرئيس كثيرا لما قالته السيدة ، بل رد بخشونة : " سيدتي ، لا يمكننا أن نقيم مبنى ونخلد ذكرى كل من درس في " هارفارد " ثم توفى ، وإلا تحولت الجامعة إلى غابة من المباني والنصب التذكارية ".

وهنا ردت السيدة : نحن لا نرغب في وضع تمثال ، بل نريد أن نهب مبنى يحمل اسمه لجامعة " هارفارد ". لكن هذا الكلام لم يلق أي صدى لدى السيد الرئيس ، فرمق بعينين غاضبتين ذلك الثوب القطني والبذلة المتهالكة ورد بسخرية : " هل لديكما فكرة كم يكلف بناء مثل هذا المبنى ؟! لقد كلفتنا مباني الجامعة ما يربو على سبعة ونصف مليون دولار!"

ساد الصمت لبرهة ، ظن خلالها الرئيس أن بإمكانه الآن أن يتخلص من الزوجين ، وهنا استدارت السيدة وقالت لزوجها : " سيد ستانفورد : ما دامت هذه هي تكلفة إنشاء جامعة كاملة فلماذا لا ننشئ جامعة جديدة تحمل اسم ابننا؟" فهز الزوج رأسه موافقا.

غادر الزوجان " ليلند ستانفورد وجين ستانفورد " وسط ذهول وخيبة الرئيس ، وسافرا إلى كاليفورنيا حيث أسسا جامعة ستنافورد العريقة والتي ما زالت تحمل اسم عائلتهما وتخلد ذكرى ابنهما الذي لم يكن يساوي شيئا لرئيس جامعة " هارفارد " ، وقد حدث هذا عام 1884م.

حقا : من المهم دائما أن نسمع ، وإذا سمعنا أن نفهم ونصغي ، وسواء سمعنا أم لا ، فمن المهم أن لا نحكم على الناس من مظهرهم وملابسهم ولكنتهم وطريقة كلامهم، ومن المهم أن " لا نقرأ كتابا أبدا من عنوانه " حتى لو كان ثمنه عام 1884 سبعة ملايين دولار .

قصة حقيقية رواها " مالكوم فوربز " ومازالت أسماء عائلة " ستانفورد " منقوشة في ساحات ومباني الجامعة

almooj
26/05/2009, 12:51 AM
د. أبو عبد المحسن جزاك الله خير على هذا الموضوع القيم وهذا فعلا يعلمنا درس في
الإصرار على الثبات على المبدأ الصحيح ، وكذلك من الرئيس الذي لم يلقي بالا لهؤلاء
الصغار عامة الناس الذين أصبح لهم شأن عظيم وفضل في إنشاء جامعة تحمل اسم ابنهم

وكذلك قد نحتقر من نراه لأول مرة ربما لشكله أو لطريقة كلامه ، وقد لا نعلم أن في قلبها
همه عالية تحمل الخير للناس ونية صالحة تفيد المجتمع .

مثلما جاء في الحديث الشريف ، ولا أعلم درجة الحديث هل هو صحيح أم ضعيف أم غير ذلك
يقول الحديث الشريف (( رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره ))

أو (( رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبره )) وجزاك الله خير
مرة ثانية يا أبو عبد المحسن .

أبـو مشاري
26/05/2009, 12:52 AM
عسااااك على القوة

علي السبيَه
26/05/2009, 04:07 AM
من المهم دائما أن نسمع ، وإذا سمعنا أن نفهم ونصغي ، وسواء سمعنا أم لا ، فمن المهم أن لا نحكم على الناس من مظهرهم وملابسهم ولكنتهم وطريقة كلامهم، ومن المهم أن " لا نقرأ كتابا أبدا من عنوانه " حتى لو كان ثمنه عام 1884 سبعة ملايين دولار .

شموخ الجنوب
26/05/2009, 04:12 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...
لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله .

عبدالله اللبيدي
26/05/2009, 04:21 AM
د.ابو عبدالمحسن جزاك الله خير الجزاء فقد ادخلت السرور الى قلبي بهذا الموضوع لانني لكثرت ما قرأت مواضيع لغيرك طبعا وندمت انني اضعت جزءا من وقتي في قراءتها فبت احكم احكاما مسبقة كرئيس الجامعة
اشكرك من اعماق قلبي

مشهور
27/05/2009, 12:50 AM
سعادة الدكتور ابو عبد المحسن
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
هذا الكلام موثق وليس قصة بل حقيقة قد حدثت في ذاك المكان وكان ابطالهاهم الذين اسسو تلك الجامعة العريقة وكل مامر عليهم عند مقابلة مدير جامعةهارفارد "لم يكن يشغلهم عن ماهم يريدون ان يقومو به من نصب تذكاري يحمل اسم ابنهم ومن هنا فليس المادة وحدها او المظهر هم الذين جعل او يجعل الانسان يحترم بل العزيمه وما تحمل النفوس وقد كان مديرالجامعة لايروق له مقابلة امثال هاولا الناس وان كان لايعرف ما يدورفي خلدهم وهاهى النتجية قد كانت عكسية ونجحا في تخطى كل الحواجز من البدائة الى ان وصل بهم الحال الى انشاءجامعة ستنافورد العريقة والتي ما زالت تحمل اسم عائلتهما وتخلد ذكرى ابنهما الذي لم يكن يساوي شيئا لرئيس جامعة " هارفارد " ، وقد حدث هذا عام 1884م.شكرا على هذا الطرح والنستفيد منه جميع ونعرف كيف نتعامل مع الناس ونقدرهم مهما كانت ظروفهم والله المعطي والمعز وهو القادرفوق عباده
مشهور