تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الخلف والخليف بقلوة


علي مبارك الزهراني
09/06/2009, 08:33 AM
تنتظران اهتماما من الهيئة العليا للسياحة

قريتا الخلف والخليف في الباحة تحملان العديد من النقوش الإسلامية الغابرة

الباحة ، تحقيق - عبدالرحمن الغامدي:
تقع قريتا الخلف والخليف على بعد خمسة كيلومترات تقريباً شمال محافظة قلوة بمنطقة الباحة وتحملان العديد من النقوش الإسلامية الغابرة والتي تقدر بأكثر من ثمانية عشر نقشاً في عدد من أحجار البازلت تحمل البسملة وآيات قرآنية وأدعية وترجع بعض المصادر إلى أن تاريخ الخلف والخليف يعود لأواخر القرن الثامن وأوائل القرن التاسع الهجريين.
وتشتمل قرية الخلف على حي سكني رئيسي، وهذه العناصر المعمارية كلها تقع على ظهر جبل يطل على وادي محلا، وإلى جنوبيها الشرقي يقع القسم الثاني من حي القرية السكني الذي هو عبارة عن مبان ودور سكنية.
أما قرية الخليف فتشتمل على دور ومبان سكنية وآبار للشرب، تبعد عن موقع قرية الخليف بنحو 700 متر.
صحيفة "الرياض" التقت عدداً من المواطنين الذين كانوا موجودين بالموقع ولديهم خلفية كاملة عن هذه القرية لأخذ تفاصيل عن القريتين وما يوجد بها من آثار.
في البداية تحدث لنا محمد سعيد وخالد عبدالله ومحمد علي قائلين بان قرية الخلف والخليف من اشهر القرى الأثرية بالمنطقة والتي أصبحت الآن على وشك أن ترقد تحت الرمال بسبب عدم الاهتمام بها مشيرين إلى أن قرية الخلف يوجد بها مسجد يقع في الجانب الشمالي الغربي للحي السكني الرئيس بالقرية ويتبوأ مساحة شبه مربعة الشكل تقدر أبعادها بحوالي 324م2 مبينين بان للمسجد مئذنة واحدة بقاعدة مربعة وسلماً يصعد لسطحها وتقع في طرف الزاوية الجنوبية الشرقية من فناء المسجد، وتتميز الكتلة المعمارية الخارجية لمسجد الخلف بالمتانة في مادة بنائها وسماكة جدرانها أما الحالة المعمارية الداخلية للمسجد فقد تداعت معظم أجزائه وهوت على الأرض وأضافوا بان للمسجد ملاحق معمارية من أبرزها البركة والسبيل فالبركة تقع في وسط ساحة المسجد وهي مربعة الشكل ومطوية بالحجارة المحلية أما السبيل فيتوسط الجدار الجنوبي للمسجد لإرواء العطشى سواء كانوا من داخل المسجد، أم من خارجه مؤكدين بان هذا المسجد يعد من أفضل النماذج المعمارية الدينية الباقية على أراضي منطقة الباحة
ويشير خالد العمري ومحمد سعيد بان الحي السكني لقرية الخلف يغلب عليها الآن التهدم والخراب الشامل لأسباب عديدة من أبرزها التعديات من قبل السكان المحليين بنقل بعض أحجار المباني وإعادة استخدامها في مبانيهم وما بقي من أنقاض معمارية، وبينوا أن منازل الخلف كانت على درجة كبيرة من القوة والإحكام وجميعها مبنية من الحجر المحلي الصلد وأضافوا بان القرية يوجد بها بئر وتسمى دُغيفقة وتقع إلى الغرب من الحي السكني بحوالي 100م وهي من الآبار المطوية بالحجارة والمشهورة بغزارة مائها.
أما سعيد عبدالله ومسفر علي فأوضحوا بان قرية الخلف يوجد بها ثلاث مقابر متفاوتة المساحة اثنتان صغيرتان تقعان داخل الحي السكني أما المقبرة الثالثة فهي أكبر مقابر الخلف وأوسعها وتقع إلى الشرق من الحي السكني وتحتاج بعض هذه المقابر إلى إعادة دفنها حيث أن السيول الجارفة فتحت بعض هذه القبور .
وعن قرية الخليف تحدث لنا علي محمد وسعيد العمري قائلين إن قرية الخليف تتضمن شواهدها كتابات إسلامية عديدة مؤرخة وغير مؤرخة تمتد فتراتها من النصف الأول للقرن الثالث الهجري حتى النصف الثاني من القرن الخامس الهجري (القرن التاسع- الحادي عشر الميلادي) إلى جانب نقش يعود إلى أواخر القرن الثامن وأوائل القرن التاسع الهجريين (القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين) مشيرين إلى الحي السكني للقرية يندرج معظم مبانيه تحت نمط العمارة التقليدية بمنطقة الباحة وتتمثل هذه العمارة في الكتل الإنشائية المبنية من الحجر المحلي الصلد والتي تتسع من الأسفل وتضيق قليلاً من الأعلى، وذلك وفقاً لنمط بناء الأبراج الدفاعية المنتشرة في المنطقة.
ويشير محمد حسن وابراهيم العمري بان قرية الخليف يوجد فيها العديد من الآبار وتقع في الجهة الجنوبية الشرقية من الحي السكني وهي بئر العوجاء وبئر بحرة وبئر الحمام وأضافوا أن القرية أيضا يوجد فيها مقبرتان الأولى مقبرة صغيرة المساحة وتقع إلى الجنوب من الحي السكني أما الثانية فهي كبيرة المساحة وتقع إلى الشرق من الحي السكني.
أما خالد علي وسعد محمد طالبوا الجهات المعنية بالاهتمام بجميع القرى الأثرية والحفاظ على التراث وبقايا عبق الماضي.