نواف بيك البريدية
14/06/2009, 04:00 AM
استقراء التاريخ
:
الصين والمسلمون ودورة التاريخ !
من المسلَّمات في الدراسات التاريخية، وفي الواقع البشري أن للتاريخدوراتٍ، تتداول فيها الأمم قيادة البشرية، وهذا التداول الذي يتم بإرادةإلهية يدفع الله – عزَّ وجلَّ – به الفساد عن الناس؛ مصداقًا لقوله تعالى:" وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَبَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌوَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّاللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ "[الحج:40]، كما قد ينتج عن هذا التداول والتدافع أضرارٌ للبعض، فهناك –دائمًا - قويٌّ منتصرٌ يجني ثمار جهده، كما أن هناك ضعيفًا خاسرًا يقع تحتسلطان القوي
وقد كان التاريخ دائمًا- شاهدًا على هذا التداول، فكان شاهدًا علىنفوذ وجبروت المصريين القدماء ثم نهايتهم على أيدي البطالمة، كما شهدالتاريخ عُلُوَّ الرومان وطغيانهم، وتجبرهم في الأرض ومعاناة الناس منقسوتهم وجبروتهم، كذلك شهد التاريخ نفس الأمر بالنسبة للدولة الفارسية حتىجاء الإسلام والمسلمون فأزالوا الطغيان الرومي والفارسي، وأشرق نور العدلعلى البشرية، وعرف البشر معنى المساواة، وتذوقوا معاني جديدة لم يتذوقوهامن قبلُ، وطرقت أسماعَهم ألفاظٌ لم يألفوها كالرحمة والعدل والحرية والشورى
وظل المسلمون في المقدمة حتى تخلوا عن المنهج الرباني، فكان لزامًاأن تُطَبَّق عليهم السُّنَّة الإلهية في التداول والتدافع، فكان أن سقطتالخلافة الإسلامية العثمانية وتمزقت، وتفرَّق المسلمون أياديَ سَبَأ،وورثت بريطانيا وفرنسا ميراث الخلافة الإسلامية، وأصبحتا القوتينالعظميين، حتى من قبل سقوط الخلافة بعشرات السنين، وذلك إبَّان ضعفها
وجرت هذه السُّنة – سُنة التداول بين الأمم - على بريطانيا وفرنساكما جرت على غيرهما من المسلمين وغير المسلمين، فجاءت الحرب العالميةالثانية، وظهر الوارثون الجدد: أمريكا والاتحاد السوفيتي، فعاثا في الأرضفسادًا، وملآها رعبًا، ولم يتعلَّما من كل تجارب التاريخ، فجرت السنة علىالاتحاد السوفيتي وسقط، وجاء دور الولايات المتحدة التي كلَّما مرت السنونتهاوت، وكلَّما شعرت بالأرض تميد تحت قدميها حاولت التغطية على ضعفهابمزيد من التجبر و الطغيان
إنه من بَدَهِيات القول أن أمريكا تتهاوى وتترنح، والسنة الإلهيةفي التداول واقعة عليها لا محالة، ولكنْ مَنِ العملاق الذي يبدو في الصورةالآن ينمو ويكبر ويتحدى، ويزيد من إمكانياته، وقوته ليحتل الصورة كاملةعقب سقوط الولايات المتحدة الوشيك؟
إنه الصين... نعم لقد أعدَّت الصين نفسها جيدًا، حتى تقوم بذلك الدور،وتستعصي على محاولات أمريكا إقصاءها، لقد مدَّ الأخطبوط الصيني أذرعه فيمختلف بلاد العالم عن طريق منتجاته المتنوعة حتى أضحت الصين من أقوى دولالعالم اقتصاديًا، بل هي الأولى من حيث النمو بمعدلات غير مسبوقة
ولكن الصين لم تكتفِ بالقوة الاقتصادية الكاسحة، فهي تسعى للعب الدورالأول عالميًا، وتريد أن تكون القطب الأعظم إن لم يكن الأوحد؛ لذا كان منالطبيعي أن تسعى لتنمية وتضخيم قواها العسكرية، وهذا ما كان
فقد قرأنا منذ أيامٍ أنَّ الصين قد زادت ميزانيتها العسكرية لهذا العامبنسبة 18% تقريبًا، ليصبح حجم الإنفاق العسكري الصيني 45 مليار دولار فيالعام الجاري، وهذه الزيادة تعني أن الصين تخطو خطواتها الأخيرة نحواستغلال ترنُّح الولايات المتحدة الأمريكية، وقرب سقوطها، لتحتل مكانالصدارة والرِّيادة في المستقبل القريب.
هذه هي الصورة بالنسبة إلى الصين، فما حقيقة الصورة بالنسبة لنا نحن المسلمين؟
إن حالة الخمول التي يعيشها الكثير من المسلمين تعني أننا قد نكون بصدداستمرار المعاناة والمهانة والضغوط في المرحلة القادمة؛ لأننا لم نقم بمايجب علينا أن نقوم به، لم نقم بما قامت به الصين من إعدادٍ للقوة بمختلفأنواعها، ولم نرجع في ذات الوقت إلى مصدر قوتنا وعزتنا: الإسلام دين اللهعز وجل، وتعاليمه وأخلاقه التي تدعو إلى قيادة البشرية وإخراجها من عبادةالعباد إلى عبادة رَبِّ العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيقالدنيا إلى سَعَة الدنيا والآخرة، كما تدعو المسلمين إلى الإمساكبأَزِمَّة التقدم في كل المجالات. فنحن ما زلنا نُرَاوح مكاننا، ولو شئنالكُنَّا الآن في المكانة السامقة، ندق بأيدينا أبواب المستقبل، وننتزعمقعد القيادة من قوى الشرق والغرب عن جدارة واستحقاق... فهل نفعل؟!!
المزيد... (http://www.nawafnet.ws/msg-3340.htm)
:
الصين والمسلمون ودورة التاريخ !
من المسلَّمات في الدراسات التاريخية، وفي الواقع البشري أن للتاريخدوراتٍ، تتداول فيها الأمم قيادة البشرية، وهذا التداول الذي يتم بإرادةإلهية يدفع الله – عزَّ وجلَّ – به الفساد عن الناس؛ مصداقًا لقوله تعالى:" وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَبَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌوَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّاللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ "[الحج:40]، كما قد ينتج عن هذا التداول والتدافع أضرارٌ للبعض، فهناك –دائمًا - قويٌّ منتصرٌ يجني ثمار جهده، كما أن هناك ضعيفًا خاسرًا يقع تحتسلطان القوي
وقد كان التاريخ دائمًا- شاهدًا على هذا التداول، فكان شاهدًا علىنفوذ وجبروت المصريين القدماء ثم نهايتهم على أيدي البطالمة، كما شهدالتاريخ عُلُوَّ الرومان وطغيانهم، وتجبرهم في الأرض ومعاناة الناس منقسوتهم وجبروتهم، كذلك شهد التاريخ نفس الأمر بالنسبة للدولة الفارسية حتىجاء الإسلام والمسلمون فأزالوا الطغيان الرومي والفارسي، وأشرق نور العدلعلى البشرية، وعرف البشر معنى المساواة، وتذوقوا معاني جديدة لم يتذوقوهامن قبلُ، وطرقت أسماعَهم ألفاظٌ لم يألفوها كالرحمة والعدل والحرية والشورى
وظل المسلمون في المقدمة حتى تخلوا عن المنهج الرباني، فكان لزامًاأن تُطَبَّق عليهم السُّنَّة الإلهية في التداول والتدافع، فكان أن سقطتالخلافة الإسلامية العثمانية وتمزقت، وتفرَّق المسلمون أياديَ سَبَأ،وورثت بريطانيا وفرنسا ميراث الخلافة الإسلامية، وأصبحتا القوتينالعظميين، حتى من قبل سقوط الخلافة بعشرات السنين، وذلك إبَّان ضعفها
وجرت هذه السُّنة – سُنة التداول بين الأمم - على بريطانيا وفرنساكما جرت على غيرهما من المسلمين وغير المسلمين، فجاءت الحرب العالميةالثانية، وظهر الوارثون الجدد: أمريكا والاتحاد السوفيتي، فعاثا في الأرضفسادًا، وملآها رعبًا، ولم يتعلَّما من كل تجارب التاريخ، فجرت السنة علىالاتحاد السوفيتي وسقط، وجاء دور الولايات المتحدة التي كلَّما مرت السنونتهاوت، وكلَّما شعرت بالأرض تميد تحت قدميها حاولت التغطية على ضعفهابمزيد من التجبر و الطغيان
إنه من بَدَهِيات القول أن أمريكا تتهاوى وتترنح، والسنة الإلهيةفي التداول واقعة عليها لا محالة، ولكنْ مَنِ العملاق الذي يبدو في الصورةالآن ينمو ويكبر ويتحدى، ويزيد من إمكانياته، وقوته ليحتل الصورة كاملةعقب سقوط الولايات المتحدة الوشيك؟
إنه الصين... نعم لقد أعدَّت الصين نفسها جيدًا، حتى تقوم بذلك الدور،وتستعصي على محاولات أمريكا إقصاءها، لقد مدَّ الأخطبوط الصيني أذرعه فيمختلف بلاد العالم عن طريق منتجاته المتنوعة حتى أضحت الصين من أقوى دولالعالم اقتصاديًا، بل هي الأولى من حيث النمو بمعدلات غير مسبوقة
ولكن الصين لم تكتفِ بالقوة الاقتصادية الكاسحة، فهي تسعى للعب الدورالأول عالميًا، وتريد أن تكون القطب الأعظم إن لم يكن الأوحد؛ لذا كان منالطبيعي أن تسعى لتنمية وتضخيم قواها العسكرية، وهذا ما كان
فقد قرأنا منذ أيامٍ أنَّ الصين قد زادت ميزانيتها العسكرية لهذا العامبنسبة 18% تقريبًا، ليصبح حجم الإنفاق العسكري الصيني 45 مليار دولار فيالعام الجاري، وهذه الزيادة تعني أن الصين تخطو خطواتها الأخيرة نحواستغلال ترنُّح الولايات المتحدة الأمريكية، وقرب سقوطها، لتحتل مكانالصدارة والرِّيادة في المستقبل القريب.
هذه هي الصورة بالنسبة إلى الصين، فما حقيقة الصورة بالنسبة لنا نحن المسلمين؟
إن حالة الخمول التي يعيشها الكثير من المسلمين تعني أننا قد نكون بصدداستمرار المعاناة والمهانة والضغوط في المرحلة القادمة؛ لأننا لم نقم بمايجب علينا أن نقوم به، لم نقم بما قامت به الصين من إعدادٍ للقوة بمختلفأنواعها، ولم نرجع في ذات الوقت إلى مصدر قوتنا وعزتنا: الإسلام دين اللهعز وجل، وتعاليمه وأخلاقه التي تدعو إلى قيادة البشرية وإخراجها من عبادةالعباد إلى عبادة رَبِّ العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيقالدنيا إلى سَعَة الدنيا والآخرة، كما تدعو المسلمين إلى الإمساكبأَزِمَّة التقدم في كل المجالات. فنحن ما زلنا نُرَاوح مكاننا، ولو شئنالكُنَّا الآن في المكانة السامقة، ندق بأيدينا أبواب المستقبل، وننتزعمقعد القيادة من قوى الشرق والغرب عن جدارة واستحقاق... فهل نفعل؟!!
المزيد... (http://www.nawafnet.ws/msg-3340.htm)