دكتور الموسى
16/06/2009, 05:34 PM
لغة المصالح اليوم
كان الناس تجمعهم المحبة والإخاء والمودة بينهم ، البعض يحزن للبعض ،وآخرون يحزنون لبعضهم البعض . تجمعهم مأدبة صغيرة يلتفون حولها ، وكلٌ يريد أن تكون لقمته في فيّ أخيه . الفرد عن البقيّة حاضراً كان أم غائباً . أذكر في الحفلات والمواسم والأعياد كُنّا نخجل من أي شخص من أفراد القرية ،وكأن ولايته حتميّة علينا ، إن قال الكبير كلمته طأطأنا الرؤوس خجلاً وحياء وتقدير لذلك الرجل ، يحبوننا صغاراً ويعتمدون علينا يافعين، بل يؤكلونا بعض مهامهم ونفرح لتحمّل تلك المهام الملقاة على عواتقنا لكونها أسندت إلينا ، وهذا في نظرنا أننا أصبحنا رجالاً يُعتمد علينا ، تُهدى النصائح لنا صباحاً ومساءً ونحن نُقدرها لهم بل أصبحت دستورنا ، ونرويها عن فلان . تصل الجرأة بهم إلى مد اليد علينا حُباً لنا وحرصاً علينا وكأننا أولادهم رغم أننا لسنا من أصلابهم .رحم الله من مات منهم وأمدّ الله في عُمر من بقي منهم على خير حال . رجالٌ ساسوا رجال ، نُكنّ لهم كل التقدير تحت الثرى كانوا أو على سفوح الجبال .
أختلف الوضع الآن ، بل تغيّرت الأحوال ، لم يتغيّر الزمان ، لكن لكل وقت رجال . الآن أفعل ما شئت ، ولا تخشى قريب ولا بعيد ، حُريّة التعبير عن الرأي (جيّد هذا ) لكنها منهم وقاحة ،وليس الهدف منها فصاحة ، ولكي يثبت للآخرين أنه صنديدٌ بالساحة . أصبحنا عبيدٌ لمن بيده تفاحة ، نخضع القول له رغم أن السيد كله بجاحة . استلطفنا الوضع حتى تكيفنا مع الحال وكأن الحال مجرد سياحة . أين الرؤوس الشامخة ؟والتي تأبى الذل من كل نفس كادحة . كادحة في الهوى ويأتيها رزقها ليقال لها فيما بعد من أين وكيف .؟ سيدك أخي مُسيّدٌ عند غيرك ، مولاك أخي غير الله لا مولى لهم . إن قال :صه تهشّمت فرائصك ، تُجيد معهم لحن القول لتحصل على شيء منتهي قبل أن تمتدّ يدك له . يقولون : هذا برستيج الحياة وهي نوع من المجاملة ، وهي في الحقيقة فقدان ضمير أوشك على الزوال . أطلب العون من بيده العون ،وغيره ما هو إلاّ سبب ساقه الله إليك ولا يستحق لغة التودد هذه كلها ، ينقلب عليك غدا ، وتجد نفسك خسران حسران على ما أبليت . الصراحة في القول والعمل عند الله أجرٌ ومفتاحٌ لا يملكه إلاّ من صنعه ، وما أخذت لا تنسبه لنفسك فقد نُسب لمن بيده السيادة ، الناس تعلم هذا ، حتى وإن كان صدرك بارزٌ فلناس أعينٌ. هذه الأيام زادت تلك اللغة( لغة المصالح ) على لغة الصدق ، ولو يعيد التاريخ نفسه لأصبح الناس سواء ولكنّها حكمة يراد بها وأن يميّز الله الخبيث من الطيب . ليعلم أن هذه اللغة لن تدوم وإن دامت فقد تندم أكثر مما دامت لك . نعم إنها لغة المصالح التي أفتن الناس بها ، والبعض يُجيدُها ، حتى فقد المصداقيّة حتى مع نفسه وأقرب قريب له .
أخوكم ومُحبكم الدكتور /
محمد الزهراني
كان الناس تجمعهم المحبة والإخاء والمودة بينهم ، البعض يحزن للبعض ،وآخرون يحزنون لبعضهم البعض . تجمعهم مأدبة صغيرة يلتفون حولها ، وكلٌ يريد أن تكون لقمته في فيّ أخيه . الفرد عن البقيّة حاضراً كان أم غائباً . أذكر في الحفلات والمواسم والأعياد كُنّا نخجل من أي شخص من أفراد القرية ،وكأن ولايته حتميّة علينا ، إن قال الكبير كلمته طأطأنا الرؤوس خجلاً وحياء وتقدير لذلك الرجل ، يحبوننا صغاراً ويعتمدون علينا يافعين، بل يؤكلونا بعض مهامهم ونفرح لتحمّل تلك المهام الملقاة على عواتقنا لكونها أسندت إلينا ، وهذا في نظرنا أننا أصبحنا رجالاً يُعتمد علينا ، تُهدى النصائح لنا صباحاً ومساءً ونحن نُقدرها لهم بل أصبحت دستورنا ، ونرويها عن فلان . تصل الجرأة بهم إلى مد اليد علينا حُباً لنا وحرصاً علينا وكأننا أولادهم رغم أننا لسنا من أصلابهم .رحم الله من مات منهم وأمدّ الله في عُمر من بقي منهم على خير حال . رجالٌ ساسوا رجال ، نُكنّ لهم كل التقدير تحت الثرى كانوا أو على سفوح الجبال .
أختلف الوضع الآن ، بل تغيّرت الأحوال ، لم يتغيّر الزمان ، لكن لكل وقت رجال . الآن أفعل ما شئت ، ولا تخشى قريب ولا بعيد ، حُريّة التعبير عن الرأي (جيّد هذا ) لكنها منهم وقاحة ،وليس الهدف منها فصاحة ، ولكي يثبت للآخرين أنه صنديدٌ بالساحة . أصبحنا عبيدٌ لمن بيده تفاحة ، نخضع القول له رغم أن السيد كله بجاحة . استلطفنا الوضع حتى تكيفنا مع الحال وكأن الحال مجرد سياحة . أين الرؤوس الشامخة ؟والتي تأبى الذل من كل نفس كادحة . كادحة في الهوى ويأتيها رزقها ليقال لها فيما بعد من أين وكيف .؟ سيدك أخي مُسيّدٌ عند غيرك ، مولاك أخي غير الله لا مولى لهم . إن قال :صه تهشّمت فرائصك ، تُجيد معهم لحن القول لتحصل على شيء منتهي قبل أن تمتدّ يدك له . يقولون : هذا برستيج الحياة وهي نوع من المجاملة ، وهي في الحقيقة فقدان ضمير أوشك على الزوال . أطلب العون من بيده العون ،وغيره ما هو إلاّ سبب ساقه الله إليك ولا يستحق لغة التودد هذه كلها ، ينقلب عليك غدا ، وتجد نفسك خسران حسران على ما أبليت . الصراحة في القول والعمل عند الله أجرٌ ومفتاحٌ لا يملكه إلاّ من صنعه ، وما أخذت لا تنسبه لنفسك فقد نُسب لمن بيده السيادة ، الناس تعلم هذا ، حتى وإن كان صدرك بارزٌ فلناس أعينٌ. هذه الأيام زادت تلك اللغة( لغة المصالح ) على لغة الصدق ، ولو يعيد التاريخ نفسه لأصبح الناس سواء ولكنّها حكمة يراد بها وأن يميّز الله الخبيث من الطيب . ليعلم أن هذه اللغة لن تدوم وإن دامت فقد تندم أكثر مما دامت لك . نعم إنها لغة المصالح التي أفتن الناس بها ، والبعض يُجيدُها ، حتى فقد المصداقيّة حتى مع نفسه وأقرب قريب له .
أخوكم ومُحبكم الدكتور /
محمد الزهراني