نواف بيك البريدية
29/06/2009, 04:30 AM
صحيفة الوطن تنشر رسائل مجموعة نواف بيك البريدية والحصرية
:
الطريق إلى عذفاء الجميع يتذكر هذا العنوان
وهو الموضوع الحصري على مجموعة نواف بيك البريدية للكاتبة بشاير
http://www.yabdoo.com/users/476/gallery/3645_p163130.gif
كانت المعلمة بشاير تنقل لنا معاناة معلمات القرى والهجر النائية على شكلأجزاء استمرت 8 شهور في توثيقها عبر رسائل مجموعة نواف بيك البريدية
وبحكم أن مجموعة نواف تحتوي على أكثر من 300.000 مشترك وأكثر من 200 منتدى مرتبطة آليا بمجموعة نواف
استطاعت بشاير أن تخترق كل الحواجز وتتجاوز الحوائط العازلة ومكاتب سيادة الرؤساء وتصل لما تريد وتحضى باهتمام بالغ
حتى نقلت معاناة المعلمات بالتوثيق عبر الصور ونشرها حصريا في مجموعة نواف بيك البريدية
تحسنت الكثير من الأحوال في القرية والمدرسة وزار القرية منسوبات وزارة التربية للاطلاع على ما نشر من صور وثائقية
:
واليوم
نشرت صحيفة الوطن
الأحد 5 رجب 1430 ـ 28 يونيو 2009 العدد 3194 ـ السنة التاسعة
عنوان تصدر الملف الإعلامي التربوي وتناقلته جميع المواقع التعليمية والتربوية
:
بعنوان
بشاير
المعلمة التي حولت معاناة "النائية" إلى ملحمة إنترنت
استغرق توثيق الاجزاء في قروب نواف من تاريخ
1/11/2008
حتى تاريخ
5/06/2009
http://www.yabdoo.com/users/476/gallery/3645_p163165.gif
:
تابع بقية الأجزاء
:
للإطلاع على الجزء الأول من الطريق إلى عذفاء (http://nawafnet.net/msg-2755.htm)
http://nawafnet.net/msg-2755.htm
للإطلاع على الجزء الثاني من الطريق إلى عذفاء (http://nawafnet.net/msg-2819.htm)
http://nawafnet.net/msg-2819.htm
للإطلاع على الجزء الثالث من الطريق إلى عذفاء (http://nawafnet.net/msg-2932.htm)
http://nawafnet.net/msg-2932.htm
للإطلاع على الجزء الرابع من الطريق إلى عذفاء (http://nawafnet.net/msg-3056.htm)
http://nawafnet.net/msg-3056.htm
للإطلاع على الجزء الخامس من الطريق إلى عذفاء (http://nawafnet.net/msg-3111.htm)
http://nawafnet.net/msg-3111.htm
للإطلاع على الجزء السادس من الطريق إلى عذفاء (http://nawafnet.net/msg-3331.htm)
http://nawafnet.net/msg-3331.htm
للإطلاع على تقرير صحيفة الوطن بعد أخذ اذن نشر من المصدر (http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?id=108087&issueno=3194)
http://www.yabdoo.com/users/476/gallery/3645_p164706.gif
الموضوع بالكامل هنا (http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?id=108087&issueno=3194)
الجوف: تيسير العيد
استقطبت معلمة سعودية اهتماماً واسعاً بعد أنحولت معاناتها وزميلاتها في تنقلاتهن صوب مدرستهن النائية إلى ما يشبهالملحمة المصورة التي استخدمت فيها كاميرتها الرقمية وأسلوباً ساخراًلكتابة حلقات إلكترونية في إحدى المجموعات البريدية
وبات عنوان "الطريق إلى عذفاء" في محركات بحث الإنترنت يسرد آلافالنتائج التي تحكي نجاح المعلمة بشاير - وهو الاسم الحقيقي للمعلمة كماأنه الاسم الذي استخدمته لكتابة الحلقات – في تحقيق تفاعل كبير في أوساطشريحة واسعة من القراء متابعي حلقات بشاير والتي تعدهم في كل مرة بحلقةجديدة حتى الحلقة السادسة التي كانت محملة بالأسرار
وفي كل حلقة، ومستخدمة المفردات الشعبية وأسلوباً لاذعاً ضد وزارةالتربية والتعليم التي تعتقد بشاير أنها المتسببة في معاناتها وزميلاتها،تنقل المعلمة في المرحلة الابتدائية بقرية عذفاء تفاصيل الرحلة اليوميةالتي تستغرق، بحسب بشاير، 5 ساعات ذهاباً ومثلها إياباً، لتخرج المعلمةوزميلاتها من منازلهن الثالثة فجراً، ويعدن إليها نحو السادسة مساء
وتروي بشاير في ست حلقات حتى الآن معاناة الطريق الرملي وما يحدث لهنأثناء الذهاب للمدرسة من تعطل لسيارة السائق و"الغوص" بالرمال وسوءالخدمات وغياب أبراج الاتصالات مما يضطر المعلمات لاستخدام هاتف الثريا,وكذلك غياب البقالات حتى أصبحت المعلمات يقعن في طي العطش ولا يحصلن علىماء للشرب, إضافة إلى تهديد العوامل الطبيعية للمدرسة والمعلمات، فموجةهواء بسيطة تحول الفصول لكثبان رملية وتحولها الأمطار إلى مستنقعات، فيماتوشك الجدران على السقوط لرداءة المبنى المدرسي
ورغم كثرة الصور التي تحرص المعلمة على نشرها بين فقرات مذكراتها، إلاأن العجلات العريضة للمركبة والرمال الصفراء هي القاسم المشترك بين غالبيةالصور، مما يضفي طابعاً قاسياً على القصة
إلا أن عدسة بشاير تجاوزت محيط مدرستها والطريق الطويل إليها لتصل إلىأوضاع الخدمات الحكومية بقرية عذفاء، وهنا تنشر المعلمة في إحدى الحلقاتصوراً مفزعة لمستوصف القرية حيث تجاور المبيدات الحشرية الأدوية البشريةفيما تنتشر الأوساخ في الأرجاء
ئبدا أن المعلمة بشاير قادرة على تطويعكاميرتها بصورة ملفتة إما لتوثيق حديثها أو لنقل صورة ساخرة أو لتقديمصورة رمزية تحكي مأساتها وزميلاتها، خاصة حين حولت الهيكل العظمي التوضيحيفي المدرسة إلى رمز لحقوق المعلمات قبل أن تدخل عليها تعليقاً يقول: هذهحقوقنا تحت إشراف التعليم.
"الوطن" تقتفي خطى "بشاير"
مستعينة بمرشد من "أهل الديرة"، سارت "الوطن" وراء خطى المعلمة بشايرانطلاقاً من سكاكا صوب عذفاء، محاولة رصد كل ما رصدته كاميرا المعلمةوساعية إلى تصوير ما وراء تلك المشاهد التي لاقت رواجاً واسعاً.
وبدأ الطريق من سكاكا وعلى امتداد 130 كيلومتراً باتجاه عذفاء معبداً،إلا أنه فقد هذه الميزة في الـ50 كيلومتراً التالية، إذ اختفت اللوحاتالإرشادية تماماً وهنا جاء دور مرشد "الوطن" في الرحلة، المدير السابقلإحدى مدارس عذفاء، عبدالرزاق المريح.
صحراء موحشة، لا شيء يعطي انطباعاً بأن قرية ستظهر بعد ساعات، أما ذلكالشعور الخفي بالقلق فيعود إلى غياب معالم الحياة، فحين تتعطل المركبةهنا، لا معين إلا الله.
لم تتعطل مركبة "الوطن"... لذلك كان لا بد من سؤال المعلمة ملاك الساهي، وهي إحدى المعلمات اللاتي عملن بعذفاء.
تقول الساهي: إن نجوت مرة أو أكثر في هذا الطريق، فلن تنجو دائماً. وفيإحدى المرات علقت بنا السيارة في الرمال ومضى السائق في محاولات لإخراجهادون جدوى.
وتضيف: غابت الشمس ونحن بجوار سيارتنا العالقة، ثم انتصف بنا الليل فيالصحراء، وساد بيننا الشعور بأننا سنكون ضحية للحيوانات المفترسة، وحتىاليوم... لا أعرف كيف شاء الله وخرجت المركبة وواصلنا الطريق كأننا ولدنامن جديد.
وتروي ملاك الساهي قصة أخرى تعرض فيها "راديتر" مركبتهم للتسريب،فاضطروا إلى التضحية بما لديهم من ماء للشرب في سبيل أن تواصل السيارةسيرها إلى القرية... "وصلنا عذفاء بعد نهاية الدوام، وبعد أن كنا على وشكالهلاك عطشاً".
وفي حديث المعلمة ملاك وزميلاتها، حيث يظهر أن الطريق إلى عذفاء يمثلمعظم معاناة المعلمات، يبدو واضحاً أن المعلمة بشاير نجحت في اختيارالعنوان الأكثر تعبيراً لمذكراتها.
تقول مديرة ابتدائية ومتوسطة عذفاء للبنات، والتي طلبت عدم ذكر اسمها:منذ تعييني قبل 3 سنوات ولا يزال العمل قائماً في الطريق الذي يبلغ طوله180 كيلومتراً ولم يتبق منه سوى 50 فشلت كل الآليات المنتشرة في الموقع فيإتمامه.
وتضيف: مع نهاية كل عام، نتفاءل خيراً حينما نرى الطريق قد أنجز منهالقليل ونقول لن يبدأ العام الدراسي الجديد إلا والطريق قد انتهى، ومعبداية العام تتحطم قلوبنا عندما نرى الحال على ما هو عليه ولا جديد فيالطريق ومتى سينتهي العمل منه؟
بعد ثلاث ساعات من المعاناة، وصلت سيارة "الوطن" إلى عذفاء، حيث ظهرتالقرية: نحو 70 منزلا يغوص بعضها في الرمال التي تصل إلى أعلى جدرانالمنازل ويبدو واضحاً أنها تهددها بالسقوط، فيما تتوزع بين المنازل بعضبيوت الشعر.
لا خدمات في عذفاء... هذه هي أبرز مشاهد اللوحة، أما "المحال التجارية"والتي يجب كتابتها داخل علامتي تنصيص، فبالكاد تأخذ هذه الصفة، إذ إنهاأقرب إلى كبائن إسمنتية مبنية كيفما اتفق تتوزع داخلها السلع بعشوائيةواضحة.
المعلمات يحملن السلاح
توضح مديرة ابتدائية ومتوسطة عذفاء الوضع في القرية، بالنسبةللمعلمات المغتربات، وتقول: يستقرن الكثير من المعلمات في القرية طوالأيام العمل، ويعدن إلى منازلهن في سكاكا كل نهاية أسبوع
وتقول: نسكن في بيوت شعبية آيلة للسقوط، أبوابها ونوافذها صدئة ولايوجد لدينا حارس يحرسنا، مما يجعل كل واحدة منا تحمل مسدساً تدربت علىاستخدامه في حالات الضرورة لا سمح الله. وتضيف مديرة ابتدائية ومتوسطةعذفاء: نعاني من انقطاع التيار الكهربائي والماء صيفاً وشتاءً، فتخيل نفسكمع اشتداد الحر حيث لا هواء ولا ماء، نفارق أهلنا وأبناءنا وأزواجنا لمدةأسبوع كامل حيث لا توجد هواتف نقالة أو ثابت ولا يوجد سوى هاتف الثرياالذي أتى على كل ميزانياتنا والرصيد ينتهي ونحن لم نسمع جملة مفيدة لسوءالتغطية
وتمضي مديرة المدرسة في وصف الوضع الصحي في عذفاء والذي تطرقت إليهالمعلمة بشاير في مذكراتها المصورة، قائلة: الخدمات الصحية في القرية ترقىإلى وصف الانهيار، وقد حصل لإحدى زميلاتنا حالة إجهاض بعد سنوات انتظارللحمل، وبدأ النزيف ولم نجد من يسعفنا، مما اضطرنا لمحاولة إسعاف زميلتنالحين مجيء السائق وأهل المعلمة وانتظار لمدة أربع ساعات
ومن الخارج، وحسب رصد "الوطن"، تبدو مدرسة عذفاء للبنات أقرب إلى المنزل الشعبي المتداعي، إلا أن مديرتها تصفها بوضوح أكثر.
"المدرسة عبارة عن بيت متهالك جدرانه متصدعة، ومع انقطاع التيار الكهربائيتصبح غرفه شبيهة بالكهوف في الصيف وكأنها فرن من النار، فيما تتحول فيالشتاء إلى قطعة من الجليد
وتضيف المديرة: المبنى الحكومي كان من المفترض استلامه منذ عام 1430هـ، إلا أن العمل ما يزال جارياً فيه.
عذفاء... سر الاسم وتاريخ المكان
تتبع قرية عذفاء لمنطقة الجوف، وتبعد عن عاصمتها سكاكا نحو 180كيلومتراً، وقد باتت القرية تابعة لإمارة الجوف منذ عام 1385، وكانت قبلذلك تتبع لمنطقة حائل
وتاريخياً، تعد عذفاء من أشهر مناهل النفود، فيما يعتقد أن مصدر اسمها جاء من الشجر كثير العروق.
إحداثيات عذفاء:
N 29 – 15 – 375
E 041 – 26 – 450
تساؤلات "بشاير" بلا أجوبة
قبل انطلاقتها صوب عذفاء، سعت "الوطن" إلى الحصول على رأي وزارةالتربية والتعليم ممثلة بناطقها الإعلامي الدكتور عبدالعزيز الجارالله،إلا أن مكتب الأخير لم يتجاوب مع اتصالاتها المتكررة
فبعد أن طلب مدير مكتب الجارالله إرسال خطاب رسمي يتضمن الأسئلة إليهعبر الفاكس، بعثت "الوطن" بالخطاب السبت الماضي، فيما اعتذر مكتب الناطقالإعلامي للوزارة بعدم وجود الموظف المسؤول عن الردود الإعلامية
نواف الحميدان
مخرج رسائل الطريق إلى عذفاء
http://www.yabdoo.com/users/476/gallery/3079_p99195.gif
المزيد... (http://www.nawafnet.ws/msg-3383.htm)
:
الطريق إلى عذفاء الجميع يتذكر هذا العنوان
وهو الموضوع الحصري على مجموعة نواف بيك البريدية للكاتبة بشاير
http://www.yabdoo.com/users/476/gallery/3645_p163130.gif
كانت المعلمة بشاير تنقل لنا معاناة معلمات القرى والهجر النائية على شكلأجزاء استمرت 8 شهور في توثيقها عبر رسائل مجموعة نواف بيك البريدية
وبحكم أن مجموعة نواف تحتوي على أكثر من 300.000 مشترك وأكثر من 200 منتدى مرتبطة آليا بمجموعة نواف
استطاعت بشاير أن تخترق كل الحواجز وتتجاوز الحوائط العازلة ومكاتب سيادة الرؤساء وتصل لما تريد وتحضى باهتمام بالغ
حتى نقلت معاناة المعلمات بالتوثيق عبر الصور ونشرها حصريا في مجموعة نواف بيك البريدية
تحسنت الكثير من الأحوال في القرية والمدرسة وزار القرية منسوبات وزارة التربية للاطلاع على ما نشر من صور وثائقية
:
واليوم
نشرت صحيفة الوطن
الأحد 5 رجب 1430 ـ 28 يونيو 2009 العدد 3194 ـ السنة التاسعة
عنوان تصدر الملف الإعلامي التربوي وتناقلته جميع المواقع التعليمية والتربوية
:
بعنوان
بشاير
المعلمة التي حولت معاناة "النائية" إلى ملحمة إنترنت
استغرق توثيق الاجزاء في قروب نواف من تاريخ
1/11/2008
حتى تاريخ
5/06/2009
http://www.yabdoo.com/users/476/gallery/3645_p163165.gif
:
تابع بقية الأجزاء
:
للإطلاع على الجزء الأول من الطريق إلى عذفاء (http://nawafnet.net/msg-2755.htm)
http://nawafnet.net/msg-2755.htm
للإطلاع على الجزء الثاني من الطريق إلى عذفاء (http://nawafnet.net/msg-2819.htm)
http://nawafnet.net/msg-2819.htm
للإطلاع على الجزء الثالث من الطريق إلى عذفاء (http://nawafnet.net/msg-2932.htm)
http://nawafnet.net/msg-2932.htm
للإطلاع على الجزء الرابع من الطريق إلى عذفاء (http://nawafnet.net/msg-3056.htm)
http://nawafnet.net/msg-3056.htm
للإطلاع على الجزء الخامس من الطريق إلى عذفاء (http://nawafnet.net/msg-3111.htm)
http://nawafnet.net/msg-3111.htm
للإطلاع على الجزء السادس من الطريق إلى عذفاء (http://nawafnet.net/msg-3331.htm)
http://nawafnet.net/msg-3331.htm
للإطلاع على تقرير صحيفة الوطن بعد أخذ اذن نشر من المصدر (http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?id=108087&issueno=3194)
http://www.yabdoo.com/users/476/gallery/3645_p164706.gif
الموضوع بالكامل هنا (http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?id=108087&issueno=3194)
الجوف: تيسير العيد
استقطبت معلمة سعودية اهتماماً واسعاً بعد أنحولت معاناتها وزميلاتها في تنقلاتهن صوب مدرستهن النائية إلى ما يشبهالملحمة المصورة التي استخدمت فيها كاميرتها الرقمية وأسلوباً ساخراًلكتابة حلقات إلكترونية في إحدى المجموعات البريدية
وبات عنوان "الطريق إلى عذفاء" في محركات بحث الإنترنت يسرد آلافالنتائج التي تحكي نجاح المعلمة بشاير - وهو الاسم الحقيقي للمعلمة كماأنه الاسم الذي استخدمته لكتابة الحلقات – في تحقيق تفاعل كبير في أوساطشريحة واسعة من القراء متابعي حلقات بشاير والتي تعدهم في كل مرة بحلقةجديدة حتى الحلقة السادسة التي كانت محملة بالأسرار
وفي كل حلقة، ومستخدمة المفردات الشعبية وأسلوباً لاذعاً ضد وزارةالتربية والتعليم التي تعتقد بشاير أنها المتسببة في معاناتها وزميلاتها،تنقل المعلمة في المرحلة الابتدائية بقرية عذفاء تفاصيل الرحلة اليوميةالتي تستغرق، بحسب بشاير، 5 ساعات ذهاباً ومثلها إياباً، لتخرج المعلمةوزميلاتها من منازلهن الثالثة فجراً، ويعدن إليها نحو السادسة مساء
وتروي بشاير في ست حلقات حتى الآن معاناة الطريق الرملي وما يحدث لهنأثناء الذهاب للمدرسة من تعطل لسيارة السائق و"الغوص" بالرمال وسوءالخدمات وغياب أبراج الاتصالات مما يضطر المعلمات لاستخدام هاتف الثريا,وكذلك غياب البقالات حتى أصبحت المعلمات يقعن في طي العطش ولا يحصلن علىماء للشرب, إضافة إلى تهديد العوامل الطبيعية للمدرسة والمعلمات، فموجةهواء بسيطة تحول الفصول لكثبان رملية وتحولها الأمطار إلى مستنقعات، فيماتوشك الجدران على السقوط لرداءة المبنى المدرسي
ورغم كثرة الصور التي تحرص المعلمة على نشرها بين فقرات مذكراتها، إلاأن العجلات العريضة للمركبة والرمال الصفراء هي القاسم المشترك بين غالبيةالصور، مما يضفي طابعاً قاسياً على القصة
إلا أن عدسة بشاير تجاوزت محيط مدرستها والطريق الطويل إليها لتصل إلىأوضاع الخدمات الحكومية بقرية عذفاء، وهنا تنشر المعلمة في إحدى الحلقاتصوراً مفزعة لمستوصف القرية حيث تجاور المبيدات الحشرية الأدوية البشريةفيما تنتشر الأوساخ في الأرجاء
ئبدا أن المعلمة بشاير قادرة على تطويعكاميرتها بصورة ملفتة إما لتوثيق حديثها أو لنقل صورة ساخرة أو لتقديمصورة رمزية تحكي مأساتها وزميلاتها، خاصة حين حولت الهيكل العظمي التوضيحيفي المدرسة إلى رمز لحقوق المعلمات قبل أن تدخل عليها تعليقاً يقول: هذهحقوقنا تحت إشراف التعليم.
"الوطن" تقتفي خطى "بشاير"
مستعينة بمرشد من "أهل الديرة"، سارت "الوطن" وراء خطى المعلمة بشايرانطلاقاً من سكاكا صوب عذفاء، محاولة رصد كل ما رصدته كاميرا المعلمةوساعية إلى تصوير ما وراء تلك المشاهد التي لاقت رواجاً واسعاً.
وبدأ الطريق من سكاكا وعلى امتداد 130 كيلومتراً باتجاه عذفاء معبداً،إلا أنه فقد هذه الميزة في الـ50 كيلومتراً التالية، إذ اختفت اللوحاتالإرشادية تماماً وهنا جاء دور مرشد "الوطن" في الرحلة، المدير السابقلإحدى مدارس عذفاء، عبدالرزاق المريح.
صحراء موحشة، لا شيء يعطي انطباعاً بأن قرية ستظهر بعد ساعات، أما ذلكالشعور الخفي بالقلق فيعود إلى غياب معالم الحياة، فحين تتعطل المركبةهنا، لا معين إلا الله.
لم تتعطل مركبة "الوطن"... لذلك كان لا بد من سؤال المعلمة ملاك الساهي، وهي إحدى المعلمات اللاتي عملن بعذفاء.
تقول الساهي: إن نجوت مرة أو أكثر في هذا الطريق، فلن تنجو دائماً. وفيإحدى المرات علقت بنا السيارة في الرمال ومضى السائق في محاولات لإخراجهادون جدوى.
وتضيف: غابت الشمس ونحن بجوار سيارتنا العالقة، ثم انتصف بنا الليل فيالصحراء، وساد بيننا الشعور بأننا سنكون ضحية للحيوانات المفترسة، وحتىاليوم... لا أعرف كيف شاء الله وخرجت المركبة وواصلنا الطريق كأننا ولدنامن جديد.
وتروي ملاك الساهي قصة أخرى تعرض فيها "راديتر" مركبتهم للتسريب،فاضطروا إلى التضحية بما لديهم من ماء للشرب في سبيل أن تواصل السيارةسيرها إلى القرية... "وصلنا عذفاء بعد نهاية الدوام، وبعد أن كنا على وشكالهلاك عطشاً".
وفي حديث المعلمة ملاك وزميلاتها، حيث يظهر أن الطريق إلى عذفاء يمثلمعظم معاناة المعلمات، يبدو واضحاً أن المعلمة بشاير نجحت في اختيارالعنوان الأكثر تعبيراً لمذكراتها.
تقول مديرة ابتدائية ومتوسطة عذفاء للبنات، والتي طلبت عدم ذكر اسمها:منذ تعييني قبل 3 سنوات ولا يزال العمل قائماً في الطريق الذي يبلغ طوله180 كيلومتراً ولم يتبق منه سوى 50 فشلت كل الآليات المنتشرة في الموقع فيإتمامه.
وتضيف: مع نهاية كل عام، نتفاءل خيراً حينما نرى الطريق قد أنجز منهالقليل ونقول لن يبدأ العام الدراسي الجديد إلا والطريق قد انتهى، ومعبداية العام تتحطم قلوبنا عندما نرى الحال على ما هو عليه ولا جديد فيالطريق ومتى سينتهي العمل منه؟
بعد ثلاث ساعات من المعاناة، وصلت سيارة "الوطن" إلى عذفاء، حيث ظهرتالقرية: نحو 70 منزلا يغوص بعضها في الرمال التي تصل إلى أعلى جدرانالمنازل ويبدو واضحاً أنها تهددها بالسقوط، فيما تتوزع بين المنازل بعضبيوت الشعر.
لا خدمات في عذفاء... هذه هي أبرز مشاهد اللوحة، أما "المحال التجارية"والتي يجب كتابتها داخل علامتي تنصيص، فبالكاد تأخذ هذه الصفة، إذ إنهاأقرب إلى كبائن إسمنتية مبنية كيفما اتفق تتوزع داخلها السلع بعشوائيةواضحة.
المعلمات يحملن السلاح
توضح مديرة ابتدائية ومتوسطة عذفاء الوضع في القرية، بالنسبةللمعلمات المغتربات، وتقول: يستقرن الكثير من المعلمات في القرية طوالأيام العمل، ويعدن إلى منازلهن في سكاكا كل نهاية أسبوع
وتقول: نسكن في بيوت شعبية آيلة للسقوط، أبوابها ونوافذها صدئة ولايوجد لدينا حارس يحرسنا، مما يجعل كل واحدة منا تحمل مسدساً تدربت علىاستخدامه في حالات الضرورة لا سمح الله. وتضيف مديرة ابتدائية ومتوسطةعذفاء: نعاني من انقطاع التيار الكهربائي والماء صيفاً وشتاءً، فتخيل نفسكمع اشتداد الحر حيث لا هواء ولا ماء، نفارق أهلنا وأبناءنا وأزواجنا لمدةأسبوع كامل حيث لا توجد هواتف نقالة أو ثابت ولا يوجد سوى هاتف الثرياالذي أتى على كل ميزانياتنا والرصيد ينتهي ونحن لم نسمع جملة مفيدة لسوءالتغطية
وتمضي مديرة المدرسة في وصف الوضع الصحي في عذفاء والذي تطرقت إليهالمعلمة بشاير في مذكراتها المصورة، قائلة: الخدمات الصحية في القرية ترقىإلى وصف الانهيار، وقد حصل لإحدى زميلاتنا حالة إجهاض بعد سنوات انتظارللحمل، وبدأ النزيف ولم نجد من يسعفنا، مما اضطرنا لمحاولة إسعاف زميلتنالحين مجيء السائق وأهل المعلمة وانتظار لمدة أربع ساعات
ومن الخارج، وحسب رصد "الوطن"، تبدو مدرسة عذفاء للبنات أقرب إلى المنزل الشعبي المتداعي، إلا أن مديرتها تصفها بوضوح أكثر.
"المدرسة عبارة عن بيت متهالك جدرانه متصدعة، ومع انقطاع التيار الكهربائيتصبح غرفه شبيهة بالكهوف في الصيف وكأنها فرن من النار، فيما تتحول فيالشتاء إلى قطعة من الجليد
وتضيف المديرة: المبنى الحكومي كان من المفترض استلامه منذ عام 1430هـ، إلا أن العمل ما يزال جارياً فيه.
عذفاء... سر الاسم وتاريخ المكان
تتبع قرية عذفاء لمنطقة الجوف، وتبعد عن عاصمتها سكاكا نحو 180كيلومتراً، وقد باتت القرية تابعة لإمارة الجوف منذ عام 1385، وكانت قبلذلك تتبع لمنطقة حائل
وتاريخياً، تعد عذفاء من أشهر مناهل النفود، فيما يعتقد أن مصدر اسمها جاء من الشجر كثير العروق.
إحداثيات عذفاء:
N 29 – 15 – 375
E 041 – 26 – 450
تساؤلات "بشاير" بلا أجوبة
قبل انطلاقتها صوب عذفاء، سعت "الوطن" إلى الحصول على رأي وزارةالتربية والتعليم ممثلة بناطقها الإعلامي الدكتور عبدالعزيز الجارالله،إلا أن مكتب الأخير لم يتجاوب مع اتصالاتها المتكررة
فبعد أن طلب مدير مكتب الجارالله إرسال خطاب رسمي يتضمن الأسئلة إليهعبر الفاكس، بعثت "الوطن" بالخطاب السبت الماضي، فيما اعتذر مكتب الناطقالإعلامي للوزارة بعدم وجود الموظف المسؤول عن الردود الإعلامية
نواف الحميدان
مخرج رسائل الطريق إلى عذفاء
http://www.yabdoo.com/users/476/gallery/3079_p99195.gif
المزيد... (http://www.nawafnet.ws/msg-3383.htm)