تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أسباب تخلفنا !!


نواف بيك البريدية
05/07/2009, 09:30 AM
أسباب تخلفنا

* عند بحث أسباب أية مشكلة أو ظاهرة اجتماعية ما , يجبالعودة إلى جذورها وبدء نشأتها , وعند العودة لتاريخ الأمة العربية معبدايات عصر الانحطاط نجد بعض الأسباب التي ساهمت بشكل أو بآخر بابتعادناعن حضارتنا وتفوقنا على بقية الأمم ومن هذه الأسباب القديمة :

1- انفتاح الدنيا :

- بعد استمرار الدولة الإسلامية المترامية الأطراف بدا الانشغال بكمالياتالأمور , وترك الناس كثيرا من الإسلام الهامة كالجهاد ومحاسبة النفسوالزهد في الدنيا .. وانشغلوا بترف الدولة الإسلامية وقتئذ , وكذلك انشغلالخلفاء والحكام بزيادة تثبيت ملكهم والإمعان في مظاهر الترف والرفاهية ..فتوجهت إليهم أعين أعدائهم ومطامعهم وحيكت ضدهم المؤامرات من كل جانب دونشعور حقيقي منهم بالخطر المحدق بالدولة الإسلامية بالإضافة إلى انشغالهمبالصراعات الدائرة بينهم من جهة , وبقمع الثورات الطائفية من جهة أوالشرعية أو ثورات الفرق المنحرفة من جهة أخرى .

2- ضعف دور العلماء :

- بعد اختلاط الأمة العربية بالأمم الأخرى من غير العرب ,واختلاط الثقافات نشأت أجيال جديدة موسومة بضعفها باللغة العربية وخصائصها, وكذلك تأثرها بفلسفات وأديان وثقافات الأمم الأخرى التي انضمت للإسلام ,كان دور العلماء يحتم أن يقوموا بتبسيط العلوم لجعلها في متناول هذهالأجيال الجديدة . غير أن الحال كان على خلاف ذلك , فأنزوي العلماء – فيمعظمهم – نحو الاهتمام بفئات خاصة من طلاب العلم وتركوا أمر العامة . كمادخلوا في صراعات علمية دقيقة فيما بينهم . وتأثرت المنابع الصفية للإسلامباختلاط العقائد والفلسفات الأخرى , وظهر الصراع الفكري مع الفرق , وغرقالعلماء في هذه المعارك . فتطبق المجتمع على طبقات منها الجاهل الغارق فيالجهل , ومنها العالم الماهر الغارق في جلسات العلم وبين الكتب بعيدا عنأمر الناس والحكم . وكانت فئة العلماء فئة قليلة إذا ما قورنت بعامة الشعبالكثيرة .

3- ضعف الرقابة الخارجية :

- إن من أهم العوامل التي ساهمت فيما بعد بقيام غزوات وحروب شنتها الأممالأخرى على الأمة الإسلامية ، هو انشغال السياسة والقادة الإسلاميينبالشؤون الداخلية للامة وإهمال الرقابة الخارجية فالعدو الذي اندحر إمامعظمة الإسلام وفتوحاته كان مازال يتربص ويتحين الفرص للانتقام لنفسه .وجمعت معظم الأمم المتاخمة لحدود الدولة الإسلامية شتاتها وترقبت اللحظةالمناسبة. فقامت كثير من الحروب الصليبية وغزوات البربر والمغول حتى فقدالعرب كثيرا من الدول التي قاموا بفتحها كالأندلس ودول في شرق آسياوأفريقيا وغيرها. وأحسن هؤلاء بضعف القيادة الإسلامية عن سابق عهدها. مماجعلهم يدفعون بمزيد من الجيوش والغارات على أطراف الدولة الإسلامية منالشرق والغرب. وكل هذا أضعف الدولة الإسلامية سياسيا وعسكريا واقتصاديا "وانعكس ذلك سلبا على المظاهر المدنية . وأضعف البنية التحتية " وتخلخلالتوازن العلمي والفكري في المجتمع. وبدأت سلسلة التدهور.

- لعل هذه كانت أهم الأسباب القديمة الأولية في انهيار سطوة الحكم الإسلامي.ثم تعددت الأسباب الحديثة في البقاء والرضوخ تحت هذا الضعف فيما كانتالأمم الأخرى والغرب خاصة يدرس علوم العرب ويبدأ حضارته على ما خلفتهالأجيال المسلمة من علوم وفنون عظيمة حتى ترجمت معظم الكتب العربية إلىاللاتينية واعتمدت كمراجع علمية أصيلة في مختلفة العلوم ومازال بعضهامرجعا هاما حتى أيامنا هذه في أوروبا.

- ما أسباب الضعف والتخلف الحالي الذي نعيشه الآن فمتنوعة ومتشعبة فمنها مايتعلق بالفرد ومنها يتعلق بالأسرة وكذلك المجتمع ككل. ولكن الأهم من ذلكمعالجة هذا الخلل ووضع النقاط الهامة التي تضمن لنا الخلاص من الواقعالمرير الذي تعيشه امتنا الإسلامية ..

* ولقد كان هدفنا منذ البداية الوصول إلى هذه الخلاصة واليكم فيما يلي أهم نقاط العلاج :

- معالجة الخلل :

- بعد الدراسة والتأمل العميق في وضع الآمة , تبين لنا أن معالجة خلل مايبدا من علاج الفرد الذي هو أساس المجتمع , و إن إصلاح سلوك الفرد يفضيبالضرورة إلى إصلاح مجتمع كامل , و إن العلاج المنهجي والعلمي لكل ما سبقيوضع في نقاط خمس :

قناعات + اهتمامات + قدوات + مهارات + علاقات

* أولا : غير قناعات :

- إن تغير قناعات شخص ما هي السبيل لتغييره بالكامل. فإذا تغيرت قناعاتهتغير هو تبعا لها وتأثرت شخصيته بهذا التغير ومن أهم القناعات التي يجبالاهتمام بها هي المبأدى والقيم يجب أن تركز جل اهتمامنا على مصادرقناعتنا , من اين نستمد مبادئنا وقيمنا الذاتية ؟ أن لدينا رصيدا ضخما منالتراث لعظيم والخالد "" ويجب أن نمجد هذا التراث ونحمله فوق كواهلنا وعلىأعناقنا وفي صميم قلوبنا ويجب أن نقنع الجيل الجديد بأهمية وضخامة وعظمهذا الأرث الشامخ ولسنا بحاجة لقناعات مستوردة لا تتناسب مع طبيعتناالبشرية السليمة إن العلم والصدق والعدل والوفاء والأمانة واحترام الوقتواحترام الآخرين وإتقان العمل والالتزام بالوعد مبادئ وقيم يجب أن نزرعزرعا في نفوسنا ويجب أن نقدمها وتقدسها ونعتبرها أساسا تسير عليه مقوماتحياتنا ( أن الفكر والقيم والقناعات من أهم المواضيع التي يجب بحثها بعمقوروية ولحلنا وتخصص له مقالة قادمة بأذن الله تعالى ).

* ثانيا : تغيير الاهتمامات :

- إن أمة تريد النهوض من رقاد طويل يجب أن تنهض بمهة وعزيمة من جديد وليسلديها وقت لتضيعة بسفاسف الأمور وصغائرها يجب أن نعود أطفالنا ومنذ الصغرعلى الاهتمام بعظائم الأمور وتحميلهم المسؤولية وحجز مكان لهم في مراكبالرجال ويجب ألا يتوجه أبناؤنا للاهتمام بالأمور التافهة أكثر من اللازمكالاهتمام الشديد بالرياضة العالمية والثبات إمام التلفاز ساعات لمشاهدةنجوم الكرة أو الفنانين المنحرفين أو الخاوين من القيم أم الاهتمامبسيرتهم الشخصية وعلاقاتهم وإنجازاتهم فماذا يفيدهم هذا في بناء شخصيتهم.. ويجب أن نحث بناتنا على الاهتمام بالثقافة والعلم حتى يتهيأ ليكن زوجاتالمستقبل العظيمات. وأمهات الفتيان الأمة القادمة بأذن الله وليصبحن منالمشاركات في صنع الحضارة المنشودة كما كانت النساء الخالدات في تاريخناالمجيد من قبل .. إن لنا اليد الطولي في تغيير اهتمامات أبنائنا إذا بدأنانحن بتغيير اهتماماتنا فالوالد الذي يشتغل أمام أبنائه بالثقافة والعلموحضور الندوات ومتابعة النشرات الثقافية والعلمية لابد بطريقة أو بأخرى أنينقل هذا الاهتمام لأبنائه و ألام التي توجه وتنصح وتعتني بالأخلاقالحميدة خير مثال لابنتها لتكون مثلها(ولعلنا أيضا نفرد حلقة خاصة للحديثعن هذا الموضوع الهام كذلك) .

* ثالثا : اختيار القدوات :

- فالنفس البشرية مفطورة على الإقتداء بمن حولها مجبولة على تقليد الآخرينفي أساليب الحياة فإذا كانت القدوة صالحة فقد صلح المقتدي وإذا كانتالقدوة سيئة فذلك مدعاة لفساد من يتبعها لذلك يجب علينا أن نعطي جلاهتمامنا لاختيار القدوة الحسنة لنا ولأبنائنا ولاختيار القدوة يجب أننحبها أولا ومن ثم نتعرف إلى مجالات عظمتها وتميزها وأسباب نجاحها ومندواعي تحبيب أبنائنا بالقدوة رواية قصص الصالحين والعظماء في تاريخنا وانالإكثار من قصصهم وحكاياتهم نرمي في قلوب الأبناء حبهم والرغبة في مشكلتهموالعيش على طريقتهم وهذا أعظم إنجاز نحققه لهم ( وكذلك هذا موضوع يتطلب عناية خاصة وشرحا مستفيضا ) .

* رابعا : إتقان المهارات :

- ومما لا شك فيه أن الفرد في المجتمع يجب إن يكون متمرساً ومتعلما لكثير منالفنون والمهارات المتعددة مما يؤهله ليكون فاعلا ومؤثرا في مجتمعه ومنالمهارات الهامة التي يجب أن تلقنها لأبنائنا تعلم علوم الكمبيوتر واللغاتوالخطابة والعلوم الكونية والإجماعية إلى غير ذلك مما يعنيهم على قيادةأنفسهم والتأثير بالآخرين ( وموضوع المهارات الإدارية سيأخذ منا وقفات قادمة بإذن الله ) .

* خامسا : اختيار العلاقات :

- وقد بات معروفا لدى المربيين وأولياء الأمور أنهم يستطيعون التأثير فيأبنائهم في مراحل عمرهم للبكرة حتى إذا ما وصل الابن سنوات البلوغ ضعفتأثير الوالدين وتولت الصحبة والرفقة ذلك العمل . فأعظم ما يجب فعله فيهذه الحالة هو اختيار الصحبة الجيدة لهم. فقد أثبتت التجارب ان الشباب فيمرحلة المراهقة شديدو التأثير بأقرانهم والتقليد لهم بأفعالهم وأقولهم.ومن هنا وجب التركيز على تعليم الأجيال القادمة فنون العلاقات وتوجيههاواستثمارها وتجنب أخطارها وهذا ما ننوي الحديث عنه بالتفصيل مستقبلا إنشاء الله تعلى.

* هذه الأمور : الخمسة السابقة محاور يجب العمل عليها جميعا. ويجب أن نجيدالطاقات ونسخر الإمكانيات ونشت الهمم ونهتم بها جميعها. ونجعلها دائمانحسب أهميتنا ومحل رعايتنا وتركيزنا وبعد الجهد الطويل والدؤوب على رعايةهذه الأمور لا شك بأننا سنلمس التحسن والتغيير في مجتمعنا كاملا.

- ونستشهد الأمة بإذن الله النهوض والإشراق الجديد الذي ننشده ونطمح إليه.

* بقي أن نشير إلى أن الأمة يجب أن تراعي أمورا أساسية وهامة بشكل عام ومنها :

* أولا :

- الاهتمام الأمثل بالتطور العلمي التقني وعدم الاكتفاء بمظاهر الحضارةالتقنية وقشورها بل ينبغي التعمق بها و أسير بخطأ حديثة لاستكمال نواقصهذا المجال كما يجب العمل على تشجيع الكفاءات وتنمية عقلية البحث والتجربةوروح الإبداع والإتقان المجزي على هذه التقنيات.

* ثانيا :

- يجب أن يتمتع أعلامنا ووسائل الاتصالات بمصداقية موثوقةويجب أن تطلق الحريات الفكرية. ويتسع المجال للحوار بين فئات الشعبالمختلفة وبين العامة والحكومات وأصحاب القرار.فان كل ذلك يساعد على نموالحركة الفكرية واتساع وعمل الثقافة الوطنية للأفراد والمجتمعات.

- ثالثا :

الانطلاق في مجال التعليم برؤية جديدة غير تلك التقليديةالتي دلبت عليها مؤسساتنا التعليمية.عقودا من الدهر وباتت رثة أكل عليهاالدهر وشرب فعلينا الخروج بنظام تعليمي يواكب مستجات العصر ويحوي رؤيةشمولية تستوعب الرأي الأخر والمعارض. وكذلك يجب علينا أن نطرح التدينبطريقة جديدة محببة للنفوس ومقبولة لدى الناس ومقربة من قلوبهم.؟

* رابعا :

- التغيير يجب أن ينطلق من قاعدة الشعب بجميع فئاته لا أن ينحصر بفئة معينةمن الناس بل يجب أن يكون منطق هذا التغيير شموليا وواسعا وذا قواعد عريضةوربما يحتاج هذا الموضوع أيضا لطرح مفصل وشامل.

* إننا من واقع معايشتنا لمآسي آمتنا العربية والإسلاميةنتوجه بالنصح لكل إخواننا بالبدء بالتغيير دونما إبطاء , فليس في الحياةبقية للتأجيل والتسويف , وان التغيير حتمي ويجب أن يبدا من ذوات أنفسنالنحقق سنة الله تعالى فينا : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .

ومن الله تعالى العون والتوفيق والسداد



بقلم / د. طارق السويدان






المزيد... (http://www.nawafnet.ws/msg-3398.htm)

أبـو مشاري
05/07/2009, 11:33 AM
عساك على القوة

الساحل الشرقى
15/07/2009, 11:49 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .