rola
07/07/2009, 05:59 PM
الإكتئاب العظيم!
http://www.boswtol.com/panorama/images/227/3elm_01.jpg
لعل المصريين القدماء هم أول من ذكر هذا المرض النفسي، حيث وصفوه بأنه شعور عاطفي بالأسى والكرب في القلب والعقل، وهو وصف لا يبتعد كثيراً عن الحقيقة.
والاكتئاب هو أحد أكثر الحالات الصحية انتشاراً في العالم، لكن ما نتحدث عنه هنا هو مرض حقيقي، وليس مجرد حالة نفسية تصف بها نفسك إذا كنت تشعر ببعض الحزن عندما يسألك أحدهم عن حالك.
يسمى بالاكتئاب الكبير Major Depression أو الاكتئاب الطبي Medical Depression أو الاكتئاب أحادي القطبية Unipolar Depression، أو ببساطة: الاكتئاب بدون ألقاب! وهو اضطراب عقلي يجعل الشخص في حالة نفسية سيئة، ويجعله يفقد اهتمامه بأنشطة الحياة العادية، كما أنه لا ينخرط في أي نشاط مبهج، وأحياناً يصل الأمر إلى التفكير في الانتحار.
الأعراض..
• فقدان الاهتمام بأنشطة الحياة العادية.
• الإحساس بالحزن.
• الإحساس بخيبة الأمل.
• البكاء بدون سبب.
• اضطرابات في النوم.
• صعوبة في التركيز أو الانتباه.
• صعوبة في اتخاذ القرارات.
• فقدان الوزن أو اكتساب وزن زائد.
• العصبية.
• الشعور بالضيق لأسباب تافهة.
• فقدان الاهتمام بالجنس.
• أفكار انتحارية.
• معاناة من مشاكل ليس لها أسباب عضوية، كالصداع وآلام الظهر.
وتختلف أعراض المرض اختلافاً كبيراً من شخص لآخر؛ لأن كل شخص يمارس الاكتئاب بطريقته الخاصة! وبالتأكيد فإن أعراض الاكتئاب عند شخص في الخامسة والعشرين تختلف كثيراً عنها عند شخص في السبعين من عمره. أيضاً تختلف الأعراض في شدتها من شخص لآخر، فبينما يبدو واضحاً جداً على بعض الأشخاص أن بهم شيئاً ما خطأ، فإن أشخاصاً آخرين تكون الأعراض أقل بكثير لديهم، كل ما هناك هو أنهم يشعرون بتعاسة لا يدرون ما سببها.
أسباب الإصابة..
ليس من المعروف تماماً ما الذي يؤدي إلى هذه الحالة، لكن المتفق عليه أنه مزيج من العوامل الوراثية والبيئية والبيوكيميائية.
ويمكن تقسيم العوامل التي تؤدي إلى الاكتئاب إلى مجموعتين: عوامل نفسية، وعوامل بيولوجية. وبالطبع هناك تداخل بين المجموعتين.
بالنسبة للعوامل النفسية، فإنها تتضمن العملية المعقدة لتكوّن شخصية الإنسان personality، وكيفية تعامل الإنسان مع العوامل الخارجية التي تضغط على أعصابه.
هناك أحداث وعوامل تؤثر على نفسية الإنسان وتزيد من احتمالية إصابته بالاكتئاب عندما يتعرض لها، مثل موت شخص عزيز، أو الشعور بالنبذ أو الرفض، مشاكل فترة المراهقة، المشكلات المدرسية، المرض المزمن، التعرض لإيذاء بدني أو نفسي أو جنسي..
ويختلف الأمر من شخص لآخر من حيث استجابته لهذه المؤثرات. أيضا الصدمات النفسية التي يتعرض لها الأشخاص تؤثر كثيراً على قابليتهم للإصابة بالاكتئاب، خاصة تلك التي تحدث أثناء فترة الطفولة. ويمكن أن يتم تحفيز الإصابة بالمرض بواسطة حدوث تغييرات جوهرية في الحياة مثل حدوث الطلاق، أو ترك العمل، أو فقدان الإيمان الديني، أو بسبب المشكلات التي تترتب على الفقر والمشاكل المالية، أو المشاكل الصحية أو الجنسية، أو إدمان المخدرات، وأيضاً مشاكل الزواج ومشاكل الوظيفة، وفقدان الثقة بالنفس وعدم القدرة على تحقيق الأهداف الشخصية.
وتقول بعض الدراسات إن هناك بعض العوامل التي تجعل المرء هشاً تجاه الإصابة بالاكتئاب، مثل فقدان الأم في سن مبكرة، وافتقاد علاقة جيدة مع الجنس الآخر، ووجود أكثر من ثلاثة أطفال تحت الرابعة عشرة في المنزل، وعدم وجود وظيفة.
أما بالنسبة للعوامل البيولوجية، فقد وجدت الدراسات أن بعض الأشخاص لديهم ميل أكثر من غيرهم للإصابة بالاكتئاب نتيجة لجينات معنية يحملونها، هؤلاء الأشخاص يمثّلون حوالي 40% من النساء و30% من الرجال.
وقد وُجِدَ أن الأشخاص المصابين بالمرض لديهم نسبة عالية في أمخاخهم من إنزيم يدعى مونو أمين أوكسديز monoamine oxidase مقارنة بالأشخاص الطبيعيين، ووجود هذا الإنزيم يؤدي إلى قلة مستوى الموصلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين والنورإبينيفرين في المخ.
العلاج..
هناك ثلاثة أنواع من العلاج لمرض الاكتئاب: العلاج النفسي ، والعلاج الدوائي ، ثم العلاج بجلسات الكهرباء.
تمثل جلسات العلاج النفسي الخيار الأول بالنسبة للأشخاص الأقل من 18 سنة، ويحاول الطبيب النفسي من خلال جلسات الكلام مع المريض أن يحسن من مفاهيمه، وأن يتفق معه على وضع أهداف لحياته تتفق مع الواقع، كما يحاول أن يعيد إليه إحساس السعادة المفتقد، وأن يستبدل بالأفكار اليائسة والمحبطة أفكاراً أخرى صحية.
في كثير من الأحيان لا تنجح جلسات العلاج النفسي، ويصبح استخدام الدواء أمراً ضرورياً. ويجب تعاطي دواء الاكتئاب بانتظام لمدة تتراوح بين 3 إلى 8 أسابيع ليبدأ تأثيره في الظهور. كثيراً ما يتوقف المريض عن تعاطي الدواء؛ لأنه لا يرى منه نتيجة، لكن الحقيقة أن النتيجة لا تظهر سوى بعد فترة طويلة من الاستعمال المنتظم. يجب أيضا أن يستمر تعاطي الدواء لأربعة أشهر على الأقل حتى لا تحدث انتكاسة، وفي بعض الحالات يكون على المريض أن يتعاطى الدواء طوال الحياة.
وتقوم معظم أدوية الاكتئاب بزيادة نسبة مادة السيروتونين في المخ، وأشهرها البروزاك والسيبرام والسيبراليكس. أحياناً يحتاج المريض إلى استخدام أكثر من دواء معاً.
http://www.boswtol.com/panorama/images/227/3elm_03.jpg
الخيار الثالث هو جلسات الكهرباء، وهي تستخدم في الحالات الشديدة التي لم تفلح معها الأدوية، ومع الأشخاص الذين يفكرون في الانتحار، وفيها يتم تمرير تيار كهربي في المخ للقضاء على نوبة الاكتئاب الشديدة، وتؤدي جلسة الكهرباء في معظم الأحيان إلى إراحة سريعة وفعّالة لأعراض المرض، وليس من المعروف بالضبط كيف تقوم الكهرباء بتحسين الحالة، إلا أن المريض يظل لفترة في حالة من الارتباك تستمر من عدة دقائق إلى عدة ساعات بعد الجلسة، كما يحدث له أحياناً فقدان ذاكرة مؤقت.
الوقاية..
لا توجد طريقة فعالة للوقاية من الإصابة بالاكتئاب، لكن عموماً يجب محاولة الابتعاد عن الضغط العصبي، واتخاذ بعض الخطوات لزيادة الثقة بالنفس، واكتساب الصداقات. أيضا يجب علاج الحالة مبكرا إذا ظهرت وعدم الانتظار إلى أن يسوء الوضع فيصبح العلاج صعباً.
http://www.boswtol.com/panorama/images/227/3elm_01.jpg
لعل المصريين القدماء هم أول من ذكر هذا المرض النفسي، حيث وصفوه بأنه شعور عاطفي بالأسى والكرب في القلب والعقل، وهو وصف لا يبتعد كثيراً عن الحقيقة.
والاكتئاب هو أحد أكثر الحالات الصحية انتشاراً في العالم، لكن ما نتحدث عنه هنا هو مرض حقيقي، وليس مجرد حالة نفسية تصف بها نفسك إذا كنت تشعر ببعض الحزن عندما يسألك أحدهم عن حالك.
يسمى بالاكتئاب الكبير Major Depression أو الاكتئاب الطبي Medical Depression أو الاكتئاب أحادي القطبية Unipolar Depression، أو ببساطة: الاكتئاب بدون ألقاب! وهو اضطراب عقلي يجعل الشخص في حالة نفسية سيئة، ويجعله يفقد اهتمامه بأنشطة الحياة العادية، كما أنه لا ينخرط في أي نشاط مبهج، وأحياناً يصل الأمر إلى التفكير في الانتحار.
الأعراض..
• فقدان الاهتمام بأنشطة الحياة العادية.
• الإحساس بالحزن.
• الإحساس بخيبة الأمل.
• البكاء بدون سبب.
• اضطرابات في النوم.
• صعوبة في التركيز أو الانتباه.
• صعوبة في اتخاذ القرارات.
• فقدان الوزن أو اكتساب وزن زائد.
• العصبية.
• الشعور بالضيق لأسباب تافهة.
• فقدان الاهتمام بالجنس.
• أفكار انتحارية.
• معاناة من مشاكل ليس لها أسباب عضوية، كالصداع وآلام الظهر.
وتختلف أعراض المرض اختلافاً كبيراً من شخص لآخر؛ لأن كل شخص يمارس الاكتئاب بطريقته الخاصة! وبالتأكيد فإن أعراض الاكتئاب عند شخص في الخامسة والعشرين تختلف كثيراً عنها عند شخص في السبعين من عمره. أيضاً تختلف الأعراض في شدتها من شخص لآخر، فبينما يبدو واضحاً جداً على بعض الأشخاص أن بهم شيئاً ما خطأ، فإن أشخاصاً آخرين تكون الأعراض أقل بكثير لديهم، كل ما هناك هو أنهم يشعرون بتعاسة لا يدرون ما سببها.
أسباب الإصابة..
ليس من المعروف تماماً ما الذي يؤدي إلى هذه الحالة، لكن المتفق عليه أنه مزيج من العوامل الوراثية والبيئية والبيوكيميائية.
ويمكن تقسيم العوامل التي تؤدي إلى الاكتئاب إلى مجموعتين: عوامل نفسية، وعوامل بيولوجية. وبالطبع هناك تداخل بين المجموعتين.
بالنسبة للعوامل النفسية، فإنها تتضمن العملية المعقدة لتكوّن شخصية الإنسان personality، وكيفية تعامل الإنسان مع العوامل الخارجية التي تضغط على أعصابه.
هناك أحداث وعوامل تؤثر على نفسية الإنسان وتزيد من احتمالية إصابته بالاكتئاب عندما يتعرض لها، مثل موت شخص عزيز، أو الشعور بالنبذ أو الرفض، مشاكل فترة المراهقة، المشكلات المدرسية، المرض المزمن، التعرض لإيذاء بدني أو نفسي أو جنسي..
ويختلف الأمر من شخص لآخر من حيث استجابته لهذه المؤثرات. أيضا الصدمات النفسية التي يتعرض لها الأشخاص تؤثر كثيراً على قابليتهم للإصابة بالاكتئاب، خاصة تلك التي تحدث أثناء فترة الطفولة. ويمكن أن يتم تحفيز الإصابة بالمرض بواسطة حدوث تغييرات جوهرية في الحياة مثل حدوث الطلاق، أو ترك العمل، أو فقدان الإيمان الديني، أو بسبب المشكلات التي تترتب على الفقر والمشاكل المالية، أو المشاكل الصحية أو الجنسية، أو إدمان المخدرات، وأيضاً مشاكل الزواج ومشاكل الوظيفة، وفقدان الثقة بالنفس وعدم القدرة على تحقيق الأهداف الشخصية.
وتقول بعض الدراسات إن هناك بعض العوامل التي تجعل المرء هشاً تجاه الإصابة بالاكتئاب، مثل فقدان الأم في سن مبكرة، وافتقاد علاقة جيدة مع الجنس الآخر، ووجود أكثر من ثلاثة أطفال تحت الرابعة عشرة في المنزل، وعدم وجود وظيفة.
أما بالنسبة للعوامل البيولوجية، فقد وجدت الدراسات أن بعض الأشخاص لديهم ميل أكثر من غيرهم للإصابة بالاكتئاب نتيجة لجينات معنية يحملونها، هؤلاء الأشخاص يمثّلون حوالي 40% من النساء و30% من الرجال.
وقد وُجِدَ أن الأشخاص المصابين بالمرض لديهم نسبة عالية في أمخاخهم من إنزيم يدعى مونو أمين أوكسديز monoamine oxidase مقارنة بالأشخاص الطبيعيين، ووجود هذا الإنزيم يؤدي إلى قلة مستوى الموصلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين والنورإبينيفرين في المخ.
العلاج..
هناك ثلاثة أنواع من العلاج لمرض الاكتئاب: العلاج النفسي ، والعلاج الدوائي ، ثم العلاج بجلسات الكهرباء.
تمثل جلسات العلاج النفسي الخيار الأول بالنسبة للأشخاص الأقل من 18 سنة، ويحاول الطبيب النفسي من خلال جلسات الكلام مع المريض أن يحسن من مفاهيمه، وأن يتفق معه على وضع أهداف لحياته تتفق مع الواقع، كما يحاول أن يعيد إليه إحساس السعادة المفتقد، وأن يستبدل بالأفكار اليائسة والمحبطة أفكاراً أخرى صحية.
في كثير من الأحيان لا تنجح جلسات العلاج النفسي، ويصبح استخدام الدواء أمراً ضرورياً. ويجب تعاطي دواء الاكتئاب بانتظام لمدة تتراوح بين 3 إلى 8 أسابيع ليبدأ تأثيره في الظهور. كثيراً ما يتوقف المريض عن تعاطي الدواء؛ لأنه لا يرى منه نتيجة، لكن الحقيقة أن النتيجة لا تظهر سوى بعد فترة طويلة من الاستعمال المنتظم. يجب أيضا أن يستمر تعاطي الدواء لأربعة أشهر على الأقل حتى لا تحدث انتكاسة، وفي بعض الحالات يكون على المريض أن يتعاطى الدواء طوال الحياة.
وتقوم معظم أدوية الاكتئاب بزيادة نسبة مادة السيروتونين في المخ، وأشهرها البروزاك والسيبرام والسيبراليكس. أحياناً يحتاج المريض إلى استخدام أكثر من دواء معاً.
http://www.boswtol.com/panorama/images/227/3elm_03.jpg
الخيار الثالث هو جلسات الكهرباء، وهي تستخدم في الحالات الشديدة التي لم تفلح معها الأدوية، ومع الأشخاص الذين يفكرون في الانتحار، وفيها يتم تمرير تيار كهربي في المخ للقضاء على نوبة الاكتئاب الشديدة، وتؤدي جلسة الكهرباء في معظم الأحيان إلى إراحة سريعة وفعّالة لأعراض المرض، وليس من المعروف بالضبط كيف تقوم الكهرباء بتحسين الحالة، إلا أن المريض يظل لفترة في حالة من الارتباك تستمر من عدة دقائق إلى عدة ساعات بعد الجلسة، كما يحدث له أحياناً فقدان ذاكرة مؤقت.
الوقاية..
لا توجد طريقة فعالة للوقاية من الإصابة بالاكتئاب، لكن عموماً يجب محاولة الابتعاد عن الضغط العصبي، واتخاذ بعض الخطوات لزيادة الثقة بالنفس، واكتساب الصداقات. أيضا يجب علاج الحالة مبكرا إذا ظهرت وعدم الانتظار إلى أن يسوء الوضع فيصبح العلاج صعباً.