تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقال للكاتب: يحيى ألأمير (( جامعة جازان البوابة الجنوبية للمستقبل السعودي ))


صقر الجنوب
19/07/2009, 12:35 AM
جامعة جازان .. البوابة الجنوبية للمستقبل السعودي

كانت قصص الشباب القادمين من الجنوب لا تبدأ إلا من عسير، أما ما يقع جنوبها جغرافيا فلا يعدو كونه حاضنة طبيعية عليها أن تحتويك إلى سن الثامنة عشرة ثم تطلقك إلى الفضاء الوطني الذي كان يقع دائما باتجاه الشمال، لقد كانت المؤسسات التنموية جنوبا تبدأ من عسير، وشهدت الجامعات السعودية وتحديدا تلك التي تقع في مناطق الغرب والجنوب كثافة في الطلاب القادمين من مناطق الحرمان التنموي وهي الفكرة التي يمكن الاستشهاد عليها بحديث خادم الحرمين الشريفين الذي جاء في كلمته التي ألقاها حين زيارته لمنطقة جازان والتي أكد فيها أن قطار التنمية قد تأخر كثيرا عن هذه المنطقة.
لقد انتبه المعلقون والمهتمون لهذه الكلمة ولم يركزوا كثيرا على ما جاء بعدها حين قال : إلاَّ أن دولتكم عقدت العزم على إنهاء هذا الوضع، باختزال المراحل، ومسابقة الزمن، وإعطاء جازان عناية خاصة ) وعلى من أراد أن يتفحص ويقرأ ما الذي وصلت إليه المنطقة بعد هذه الكلمة فليس عليه سوى أن يزور جامعة جازان.
وفي الواقع فإن خادم الحرمين لم يكن له ليقول ذلك لو لم يكن متأكدا من جنوده في المنطقة، ومن الرجال الذي يمكنه أن يعتمد على رؤاهم وأفكارهم في أن يحملوا ذلك الطموح وذلك الوعد، والعلاقة التي تربط بين الناس وبين أمير المنطقة هي أكبر شاهد على ذلك، إنها ليست علاقة مواطنين بأمير منطقة بقدر ما هي علاقتهم برجل يرون فيه طموحات الملك للمنطقة ويدركون إلى أي درجة يشعر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بكثير من الأرق وهو يتابع بعض أوجه التنمية التي ما زالت قاصرة في المنطقة، والجميع هنالك يدركون أنه ربما لا توجد منطقة من المناطق ولا إقليم من الأقاليم لم يصل إليه سواء في زيارات علنية أو في زيارات تفقدية ربما لا يخبر عنها سوى المقربين منه.
وإذا كان الوضع في كثير من مناطق المملكة يقوم على تميز دور القطاع الخاص وتفوقه أحيانا على مختلف القطاعات الحكومية فالصورة في جازان تبدو مختلفة للغاية، فكل أوجه النجاح والتحديث والتطوير والمشروعات الجديدة التي تشاهدها سواء في المدينة أوفي الأقاليم هي من صنع القطاع الحكومي وبإشراف مباشر من أمير المنطقة، وزيارة واحدة لبعض الواجهات البحرية في جازان تثبت لك الكثير من ذلك، فدور القطاع الخاص هناك لا يزال قاصرا ومتردياً فيما تواصل إمارة المنطقة الوفاء بوعد خادم الحرمين وتقديمه للناس على أنه رؤية وسياسة مستقبلية للمنطقة.
هذا التكامل وحالة الود الفريدة بين أمير المنطقة وبين الناس هنالك، يمكن أن تقرأها وتشاهدها جيدا وأنت تتابع لقاءات الأمير بالناس، ويبدو أن هذا المناخ الإيجابي هو الذي أسهم في نجاح وازدهار جامعة جازان .
يشتغل الدكتور محمد آل هيازع في صمت وهدوء أكسب الجامعة الكثير من الإنجازات. وفي الواقع فإن المغرمين بتكثيف الثوابت والجاهزين للانقضاض على أي رأي مهما كان استيعابهم له هم الذين يقفون خلف تلك الضجة التي تبعت حديثه عن أن عدم وجود كليات للشريعة بسبب عدم الحاجة في سوق العمل لخريجي تلك الكليات . وحتى وإن قال ذلك فإنه لا يمكن لأحد أن يجادل حول اكتفاء سوق العمل من خريجي كليات العلوم الدينية، وإن أبرز الدوائر التي ستستقبلهم بعد التخرج هي دائرة البطالة، وهي رؤية تنموية لا علاقة لها بموقف فقهي أو ديني، ومن لديه دراسة علمية تثبت احتياج سوق العمل في المملكة لخريجي تلك الكليات فليتقدم بها إلى وزارة التعليم العالي.
الدهشة التي تنتابك وأنت تستمع إلى شرح موجز عن الجامعة تملؤك طمأنينة وارتياحا فالتطورات السريعة والواثقة التي تعيشها الجامعة والارتفاع الكبير في أعداد الكليات والأقسام واتساع حجم القبول للطلاب والطالبات وارتباط الجامعة علميا ومنهجيا بكثير من الجامعات العالمية، وحرص الجامعة على أن تتجنب كثيرا من التجارب السلبية التي وقعت فيها بعض مؤسسات التعليم العالي والصعود بالجامعة نحو العالمية كلها مظاهر تشير إلى أن أجواء من الوطنية والإيجابية والفهم الحقيقي للتنمية هي التي تسود المنطقة وبالتالي أبرز وأهم مؤسساتها ومنها الجامعة.
بينما كنت مدعوا إلى حفل التخرج الأخير الذي أقامته الجامعة لطلابها هذا العام كنت حريصا على رصد مشهد واحد وهو مطابقة كل ما يقال عن علاقة الناس هنالك بأمير المنطقة، حيث التفاف الطلاب حوله وأحاديثه الجانبية معهم، واتساع دائرة الفرح في ليلتهم تلك، والأكثر تفسيرا لتلك العلاقة ذلك اللقاء الذي ودع فيه مجموعة من المبتعثين من أبناء المنطقة، وللأمانة فهو أول موقف من نوعه يقوم به أمير منطقة مع مبتعثين من منطقته، ذلك أنه يدرك أنه لا يؤدي وظيفة إدارية فقط، بل يسعى لمشروع تنموي هو طموح المنطقة فيه مثلما هو طموح الوطن في تلك المنطقة.
تتوقف أحيانا في ذلك الحفل وأنت تستمع إلى بعض الكلمات التي ألقيت، إذ يبدو أن الشعور بالمنطقة مفرط وبالغ الحساسية، وهو إحساس شاعري أكثر من كونه منطقياً وواقعياً ويربط دائما الفرح والنجاح بالمنطقة وهـو وإن كان صحـيحا جغـرافيا إلا أنه ليس كذلك وطنيا وتنمويا، فالتهنئة بمثل تلك الإنجازات ليست خاصة بالمنطقة والجامعة ليست فقط جامعة جازان، إنها جامعة سعودية تقع في جازان مثلما أن جامعة الملك سعود جامعة سعودية تقع في الرياض.

صقر الجنوب
19/07/2009, 12:36 AM
طرح رائع يحيى الأمير

صور فيه الواقع الجميل والتقدم الحثيث لمنطقة جازان في شتى المجالات

وعلاقة سمو الأمير محمد بن ناصر*الذي سكن القلوب وسكنه حب جازان وأهلها ,,,

علي السبيَه
19/07/2009, 11:03 AM
rolleyes: