تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التربية الجنسية للأبناء / التوجيه والضمان !!


نواف بيك البريدية
19/07/2009, 01:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تعتبرتربية الأبناء تربية حسنة وسليمة غاية كل أبوين مسلمين يطمحان إلى أن يسلكأولادهما وبناتهما الطريق الصائب والتوجيه القويم حتى يلقن هؤلاء الأبناءبدورهم لأولادهم هذه التربية الفاضلة والسليمة، فتنشأ أجيال بارة وواعيةبما لها وما عليها، تعرف الخطأ فتبتعد عنه، وتدرك الصواب والحسن فتسعىإليه.

ولعلالتربية الجنسية من أهم ما يجب تلقينه للأبناء وهم صغار وأيضا وهم شبابمراهقون، غير أن التربية الجنسية لها شروطها وآدابها وضوابطها، وآلياتهاالتي تتطلب من الوالدين الكثير من الحكمة والتروي والتؤدة باعتبار الجنسموضوعا ذا تشعبات وتفرعات قد لا تُحمد عقباها إن لم يحسن الأب أو الأمإبلاغ أبجدياته وآدابه لأبنائهما.


أمثلة ووقائع

ومنبعض تصرفات الأبناء التي تضايق كثيرا الآباء والأمهات ما يقوم به الطفلالصغير من مداعبة عضوه التناسلي دون قصد منه ولا سابق تخطيط أو ترصد،وكثيرا ما تنزعج الأم من هذا التصرف فتنهر الطفل البريء وقد تعنفه وتأمرهبأن لا يعيد الكَرة وإلا لن يلومن إلا نفسه، غير أن الطفل العنيد يصر علىأن يلمس عضوه الصغير كردة فعل على تلك النواهي المزمجرة ولو بعيدا عن أعينأبويه وإخوته خوفا من العقاب، وقد تكبر فيه هذه العادة أو قد يستقذر العملالجنسي كليا بسبب تعبيرات الاستهجان التي يسمعهامن والديه حين يلمس عضوه مدة طويلة. هنا، تبرز أهمية التربية الجنسيةوالتي هي عادة جزء رئيسي وهام من الثقافة الجنسية السليمة التي علىالوالدين أن يبرزاها ويوضحاها لأبنائهم صغارا حتى لا يذهبوا إلى مصادرأخرى غير الوالدين ليتعلموا منها التربية الجنسية على طريقتهم.

ومنالأمثلة الأخرى التي تؤكد ضرورة تحلي الوالدين بقسط هام من الحنكة فيإيصال وتبليغ تربية جنسية سليمة ما يحدث للفتاة الصغيرة حيت تطرأ علىجسمها متغيرات فيزيولوجية من قبيل العادة الشهرية، حيث ترتبك الفتاة لهذاالحدث "الجلل" وتتخوف منه، بل هناك من الفتيات منيبكين ولا يستطعن إبلاغ الأمر لأمهاتهن خوفا من عقوبة أو تعليق ليس فيمحله، في حين كان الأجدى أن تُفهم الأم خاصة ابنتها هذا الحدث الطبيعيبأنه سنة من سنن الحياة وطبيعة نسائية محضة وضعها الله تعالى في الإناث،وأن الأمر لا يدعو للتخوف، وغيرها من المعلومات التي ينبغي على الأم أنتوصلها لابنتها قبيل البلوغ ببضعة أشهر حتى لا يصيبها خوف أو تقزز منطبيعة إنسانية لا دخل للفتاة فيها.


ومنأمثلة التربية الجنسية التي منبعها ثقافة جنسية إسلامية وسليمة هو أدبالعورات ومواقيتها، فأي تقصير من الوالدين في هذا الجانب حيث أحيانا يمكنأن يرى الولد أو تشاهد الفتاة والديهما في وضع المعاشرة، قد تتولد عنهأشياء تؤثر على شخصية البنت أو الولد مستقبلا، ومع ذلك يمكن تدارك الأمربتعليم البنت أو الفتى معنى الاستئذان وأدبه وعواقبه إذا لم يتم التقيدبه.. وبما أن هذا الحادث يمكن أن يقع في أي فترة من فترات العمر ، فالواجبيحتم على الوالدين أن يحسنا تمرير وتبليغ مفاهيم التربية الجنسيةللطفل وفق مراحل وخطوات تربوية ومنهجية.



الصدق في التربية الجنسية

وتتطلبالتربية الجنسية الصدق مع الأبناء خاصة وهم صغار السن، وأن تكون أجوبةالآباء على أسئلة أطفالهم صادقة لا تتضمن كذبا أو غيره، وإذا كانت الأسئلةمحرجة جدا، يمكن للوالدين أن يكيفا جوابهما وفق السؤال بطريقة ذكية كأنيحيلا الجواب على أمثلة تقريبية مثل حيوان أو غيره، أما النهر والضربوالقمع فليس طريقة تربية صائبة، بل سيجعل تلك الأسئلة دائمة الحضور في ذهنالطفل
يبحث عن إجابتها حتى لو مرت السنون الكثيرة..
مثلا، في مايتعلق بمداعبة الطفل لعضوه التناسلي، يرىالدكتور كمال الرضاوي نائب رئيس الجمعية العالمية للعلاج النفسي أنالتعامل الصحيح يكمن في "ترك الطفل على حريته، يمارس عمله بشكل عادي، لأنالطفل لا ينظر إلى هذه الأعضاء نظرة خاصة، وإذا استطاع الآباء أن يصرفوانظره إلى التسلية بوسائل أخرى دون تعنيف بالطبع، ودون أن يشعروه بأن لتلكالمناطق خصوصية معينة لكان أفضل..

ويعتبرالرضاوي أنه "لا يمكن للأجوبة أن تسبق التساؤلات، فعلى الطفل أن ويسأل،ويعلمه والداه كيف يطرح الأسئلة، ثم يجيباه على أسئلته، وهنا يجب علىالآباء أن يكونوا على استعداد لأي سؤال مهما كان محرجا، وكذلك عليهم أن لايفصلوا في الإجابات، وأن يراعوا مبدأ التدرج في عملية التربية، وأن لايتهربوا من الرد على أسئلة أبنائهم ، لأن هذا الهروب يدفع الطفل إلىالاعتماد على مصادر أخرى تناقض الواقع".


متى تبدأ التربية الجنسية

ويرىالرضاوي أنه لا توجد "سن محددة لبدء عملية تلقين الطفل مبادئ التربيةالجنسية، لأن مرحلة اهتمام الأطفال بالمسائل الجنسية تختلف حسب مستوىملاحظاتهم لمجريات الأمور، وكذا حسب فهمهم وإدراكهم لطبيعة الأشياء، لكنهناك أسئلة تثار حسب الفئات العمرية، فالفترة العمرية من السنة الثانيةإلى الثالثة تتمحور أسئلة الطفل حول الفارق بين الجنسين، ومن السنةالثالثة إلى السادسة تتركز الأسئلة حول مسألة الحمل والولادة، أما خلالفترة المراهقة فتنصب الأسئلة حول الأمور الجنسية الدقيقةكالزواج والتناسل مثلا".

ويؤكدالباحث التربوي والنفسي محمد الصدوقي في حديث للمسلم على أن التربيةالجنسية للأطفال ـ نظرا لخطورتها وأهميتها النفسية والاجتماعية في حياةوتاريخ توازن شخصية الفرد الإنساني وفي تحديد نماذج وأنماط تمثلاتهوعلاقاته الجنسية مع ذاته ومع الجنس الآخر، وتأثيراتها السلبية أوالايجابية على حياته الاجتماعية ـ (التربية الجنسية) يجب أن تبدأ منذالطفولة الأولى إلى الطفولة المتأخرة وبعدها لأنه، من جهة، التربيةالجنسية هي سيرورة تربوية و نمائية مستمرة ( فيزيولوجيا/جسميا، ونفسيا،ومعرفياواجتماعيا وقيميا...؛ ومن جهة أخرى، وحسب الأدبيات التحليل ـ نفسية، فإنالعمليات والسيرورات الجنسية المسئولة على بناء نماذجنا ومواضيعنا الجنسيةتبدأ منذ المراحل الأولى من الطفولة.. وعليه، فإن تدخل التربية الجنسيةكحمولات معرفية وعلائقية وقيمية أخلاقية يبتدئ منذ الطفولة المبكرة وصولاإلى المراهقة، وربما بعدها كذلك".
وترىبدورها الأستاذة صليحة الطالب، استشارية ومعالجة نفسية، أنه لا ينبغي أننجعل من التربية الجنسية "تابو"، فهناك أسئلة قد يطرحها طفل ذو 3 سنوات،وهناك أسئلة يطرحها أطفال يافعون،وأيضا هناك أسئلة لسن الرشد، مضيفة أنه من الجيد أن نبدأ بتكوين وتربيةأطفالنا تربية جنسية من سن مبكرة 3 سنوات، والمهم في ذلك هو حين يطرحأولادنا الأسئلة، نحاول قدر الإمكان أن نغذي حب استطلاعهم، فهم حتماسيجدون الجواب ولكن مع الأسف قد يكون جوابا خاطئا في الإعلام والمدرسةوالشارع".



شروط التربية الجنسية

وترتبطالتربية الجنسية للأبناء بآليات الشرح والمناقشة والتوعية والتقويموالتوجيه بأدب ودون تعنيف أو ازدراء أو تعالي أو ترفع، ذلك أنها تربيةتلازمهم طيلة حياتهم وتنير لهم جانبا حيويا من علاقاتهم مع أجسادهم وأيضامع الجنس الآخر في علاقات الزواج وما تتضمنها من روابط المعاشرة الجنسية.

وحدد الباحث المغربي محمد الصدوقي الشروط الواجب توفرها من طرف الوالدين من أجل التمكن من التربية الجنسية ومنها:

ـالتخلص من التمثلات السلبية حول الجنس والتربية الجنسية مثل تابوهاتوممنوعات، والوعي بأهمية وخطورة الجنس والتربية الجنسية في البناء السليملشخصية أبنائهما (ذكورا وإناثا) وتوجيهم ووقايتهم من أشكال الانحرافوالأخطار المرتبطة بالحياة والعلاقات الجنسية، والإيمان بقيم الحواروالتتبع والمصاحبة في علاقتهم مع أبنائهم.
ـ التأهيل المعرفي العلمي:أي المعرفة العلمية بالجنس وثقافة وآليات التربية الجنسية، والمعرفةالعلمية بالخصوصيات والحاجيات النفسية والنمائية للطفل ذكرا أوأنثى".

وتعتبر،من جهتها، الأخصائية صليحة الطالب أنه لا يجب أن نقمع الأطفال، بل يجب أننرد على تساؤلاتهم، فالطفل الصغير يتساءل عن أمور يسهل الجواب عليها إلىحد ما ، مضيفة أن الإشكال يقع مع الراشدين، فالنزعة والإعجاب للطرف الآخريكون عاديا، و كثير من المراهقين يقعون في أخطاء نظرا لجهلهم بهذا الموضوعوكثير من الزيجات قد تؤول إلى الطلاق بسبب هذا الجهل أيضا".



آليات التربية الجنسية

ويعتبرالصدوقي أن كيفية شرح الوالدين للمواضيع الجنسية لأبنائهم مشروطة بطبيعةالمرحلة النمائية والعمرية للأبناء وجنسهم وطبيعة الثقافة والعلاقاتالسائدة داخل الأسرة، مؤكدا أنه عموما يجب أن يكون هذا الشرح والتدخلمراعيا لما يلي:

ـ استعمال لغة علمية بسيطة ومفهومة حسب المرحلة العمرية للأبناء.

ـاستعمال لغة الإيحاء إن كانت اللغة الصريحة المباشرة تشكل بعض الحرج، أواعتماد مواقف وسلوكيات معينة هدفها التوجيه التربوي غير المباشر للحياةالجنسية لأبنائهم.
ـ توظيف الأمثلة والقصص والحكايات ذات الحمولةالتربوية الجنسية المباشرة أو غير المباشرة..أما في وسط عائلي محافظ،فيمكن ـ وفق الباحث المغربي ـ شرح الأمور الجنسية الخاصة للطفلة من طرفالأم، وللطفل من طرف الأب، أو الاستعانة بأفراد العائلة أو الأصدقاء أوالمدرسين أو الأخصائيين...
ـ تزويد الأبناء بمصادر المعرفة العلمية والسليمةالتي تهم الحياة والأمور الجنسية، أو توجيههم إليها..
ـتشجيع الأبناء على البوح بأسئلتهم ومشاكلهم التي تهم حياتهم الجنسيةوالعلاقة مع الجنس الآخر، وجعلهم يفهمون أن الأمور الجنسية طبيعية وعادية،وأن معرفتها أمر ضروري من أجل حياة جنسية سليمة نفسيا، وشرعية قيمياوأخلاقيا، وأن الجنس يتجاوز معنى الممارسة السائد في مجتمعاتنا، حيث إنالجنس هو أخلاق وقيم، والتزام اجتماعي تجاه الجنس الآخر، ومعرفة الجنس فيأبعاده المختلفة مفيد من أجل بناء شخصية سوية ومتوازنة، وتأسيس حياة زوجيةسليمة وناجحة".

وتضيفصليحة الطالب عاملا آخر مساعدا على التربية الجنسية وهو غض البصر بكلمحاوره، والحجاب وعفة المرأة بالحجاب وأبعاد الحجاب في تواصل الفتاة معالشاب، فالشاب ينظر للشابة من خلال الحجاب نظرة المرأة الإنسانة وليستنظرة المرأة الأنثى".

وتوضحالاستشارية المغربية أن أخطر مرحلة في التربية الجنسية هي مرحلة المراهقة،فالمراهق من الضروري أن يتعرف على البنية النفسية للمرأة والبنية النفسيةللرجل، وما تحتاجه المرأة في هذا الموضوع وما يحتاجه الرجل أيضا، وأنالنزعة الجنسية والإحساس بالآخر في هذه المرحلة تكون في أوجها، فلهذا وجبأن يتعرف هؤلاء المراهقون على مثل هذه الأمور لكي يديروا هذه النزعةالجنسية
إدارة صحية وشرعية".




مصادر التربية الجنسية

وينبغيأن تكون الأسرة المسلمة المحافظة أول مصدر رئيسي في إيصال التربية الجنسيةللأبناء وتلقينها لهم، لهذا فالمسؤولية كبيرة ملقاة على الأب والأموالإخوان خاصة إن كانوا كبارا ومتعلمين، فالطفل إن لم يجد جوابا عن أسئلتهالجنسية أو الفتاة والمراهقة إذا ما لم تعثر على أجوبة مقنعة لتساؤلاتهاالمرتبطة بالجسد من قبيل دم العادة وتأثيراتها وأيضا إطار العلاقة الجنسيةالشرعية وأعراض الحمل ومخاطر العلاقات المختلطة وغير ذلك، فإنها ستلجأ إلىصديقاتها وربما تقع ضحية معلومات خاطئةعمدا أو عن غير قصد من طرف رفيقاتها، فتنشأ لديها تربية غير سليمة قد تفضيبها إلى محاولة التجريب الفعلي لكل ما هو "جنسي" من أجل المعرفة، وفي
أهونالحالات قد تلجأ إلى الكتب أو الفضائيات دون معرفة درجة صدقيتهاووثوقيتها؛ فتنهل منها المعلومات المطلوبة وتتشكل تربية جنسية خاطئة تمامالديها تؤثر سلبا على حياتها، والأمر نفسه بالنسبة للفتى الذكر.


ويرى الأخصائي التربوي منذرالحاج حسن أنه "لم يَعُد الوالدان وحدهما أو حتى المعلم من يمتلك مصدرالمعلومات وتوجيه السلوك، فهناك العديد من المؤسسات التي تساهم اليوم إلىجانب الأسرة والمدرسة في تشكيل شخصية أبنائنا وتوجيه سلوكهم، وبث القيم فينفوسهم سلبًا أو إيجابًا، وخاصة ما تتيحه وسائل الإعلام والتقنيات الحديثةمن معلومات وتبثه من قيم، في كثير من الأحيان يحكم المربون عليهابالسلبية، حيث لا تنسجم مع قيمنا وتراثنا الإسلامي، خاصة فيما يتعلقبالتربية الجنسية ومفهوم العلاقة بينالرجل والمرأة...".


ومن هذا المنطلق، وجبأساسا على الأسرة أن تعي أهمية التربية الجنسية من خلال روافدها الإسلاميةالمعروفة من قرآن وسنة نبوية وكتب علمية سليمة ينصح بها أهل العلموالتخصص، فضلا عن الدروس العلمية التي يمكن أن يتلقاها التلميذ والطالببخصوص التربية الجنسية دون أن يتعدى ذلك الضوابط الشرعية أو يتجاوز الذوقوالآداب العامة..

وبذلك تؤدي التربية الجنسيةأدوارها وغاياتها المطلوبة منها من أجل جيل سليم معرفيا وتربويا، ومحصنأفضل تحصين من مجموعة من العوامل والمغريات التي تحاول اختراق هذا الحصنوتفتيت ركائزه خاصة في عصر العولمة الكاسحة التي اختلط فيها الحابلبالنابل والضار بالنافع، مما يستدعي من الآباء والأمهات وضع عين مراقبةلأبنائهم دون أن يعني هذا رقابة لصيقة أو خنقا لحريتهم أو إحصاء لحركاتهم،بل توجيها من بعيد إن اقتضى الحال أو توجيها مباشرا إن دعت الضرورة ذلكبما فيه من أساليب الترغيب والترهيب،فلكل مقام مقال...


حسن الأشرف



المزيد... (http://www.nawafnet.ws/msg-3411.htm)

علي السبيَه
19/07/2009, 10:48 AM
rolleyes:

أبـو مشاري
19/07/2009, 11:19 AM
عساك سالم