الفلاح العربي
21/07/2009, 10:56 PM
مُذكِّراتُ مَوْلُود
تطاولَ بيَ الزمَانُ وأنا أجْتَثُّ عُروقي الضَّاربةَ في أعمَاقِ الزمَان ..
صَرَختُ أوَّلَ هُبوطي مِنَ الكوكبِ العُلويِّ (أحْسَبُ) إلى الكوكبِ الأرْضيّ ..
وكأَنَّ طَعْنَةً في جَنْبي أعْلَنَتْ بَدْءَ التَّحَدّي وأنا الذي لم أُولَدْ إلا للسَّلام .
أذْكُرُ أنَّ شيئاً شَدَّني للحَنينِ وأنا الجَنين ..
فمَا لَبِثَ أنْ انقَطَع ..
فَوُلِدْتُ بلا حِنِّيَّةٍ ولا جِنِّيَّةٍ ولا جُنْبِيَّه ..
ومِن غيْرِ قِلادَةٍ ذَهبِيَّةٍ أو سَاعةٍ يَدَويَّةٍ أو حتَّى غُتْرَةٍ وطاقيَّه ..
ولِمَ كُلُّ هذا ؟
فأظُنُّ الحِنِّيَّةَ لا تُطْعِمَني والجِنِّيَّةَ لا تُؤْنِسَني والجُنْبِيَّةَ لا تَحْمِيَني ..
وأظُنُّ القِلادَةَ لا تُعيذَني والسَّاعةَ لا توقِظَني والغُتْرَةَ والطَّاقيَّةَ لا تزيدني شيئاً .
**********
أذكُرُ أنَّ صُدَاعاً ضَرَبَ رَأسي حينَ شَمَمْتُ الهواء ..
فلم تحْمِلني قَدَمَاي ..
ولا أدري متى ستحملني ؟
وهلْ كلُّ ما شَمَمْتُ الهواءَ لن تحملني قدماي ؟
أذكرُ أنَّ أحداً نَكَّسَني !!
رِجْلايَ إلى الأعْلى ورَأسي إلى الأدْنى !!
ولَسْتُ أدْري لِمَ ؟
رُبَّما كَيْ أبْصِرَ الحَياة ..
وَنِعْمَ الإبْصَارُ بَعْدَ التَّنْكيس ..
ونِعْمَ الإصْرارُ بعْدَ التَّدْعيس ..
ونِعْمَ الإذلالُ بَعْدَ التَّفليس ..
ونِعْمَ التَّكْوَةُ بَعْدَ الكَذِبِ والتَّدْليس .
**********
أذكُرُ أنِّي نَظَرْتُ إلى يَدي اليُمْنى فوجَدْتُها مَقبوضَةَ الأصَابع ..
وإلى اليُسْرى فإذا هي كَذلك ..
فلمَّا بَسَطْتُهما لَمْ أجدْ فيهما شَيئاً !!
فَوَا عَجَباً أقبِضُ يَدَايَ عَلى لا شَيء !!
فَلِمَ القَبْضُ إذَنْ ؟
فَعَاهَدْتُ نَفْسِي ألاَّ أقْبِضَ يَدَايَ مَا حَييتُ .
**********
أذكُرُ أنَّ هَمْساً تَسَلَّلَ إلى أذُني ..
بَدَأَ باسْمِ الجَــلالةِ الله ..
وَخُتِمَ باسْمِ الجَلالَةِ الله ..
ويااااااالله ..
يَالَهُ مِنْ هَمْسٍ شَجيٍّ ..
هَزَّ وجْداني ..
وَسَرى في شَرايينِ كَياني ..
فسَكَّنَ جَوَارحي ..
وطَمْأَنَ جوانحي ..
شَعَرْتُ وَكَأنِّي أطيرُ في جَوِّ السَّمَاء بِجَنَاحَيْنِ مَبْسُوطَيْنِ لا انثناءَ فيهما ..
ويا ليته هَمْسٌ مَا سَكَتْ .
**********
أذكُرُ فيمَا أذكُرُ وأرْجُو ألاَّ أَنْسَى ..
أنَّ مَوْلُودَاً أبْيَضَ البَشْرَةِ كَانَ عَنْ يَميني ..
وآخَرَ أسْمَرَ كانَ عَنْ شِمَالي ..
وَكُلُّنا في الهَوا سَوا ..
بدَمْعٍ أبْيَضَ وارَيْنا آلامَ الطَّلقِ العَتيد ..
وبِصَوْتٍ صَارخٍ غَنَّيْنا أُغْنِيَةَ الحُلُمِ الجَميل ..
وبِقَلْبٍ صَافٍ أمَّلْنا آمالَ المولودِ الجَديد ..
تناغَيْنا ثلاثتُنا بوَعْدٍ صَادقِ التأكِيد ..
فلا اللوْنُ ولا العِرْقُ ولا المـَالُ ولا الجَاهُ ولا السُّلطانُ يُبْعِدُنا ..
ولا الآلامُ والأشْجَانُ والأحْزَانُ تُقلِقُنا ..
ولا الأغْلالُ والآصَارُ والأرْسَافُ تُقْعِدُنا ..
ولا النَّفْيُ ولا التَّنْكيلُ والتَّعذيبُ والتَّهجيرُ يُوقِفُنا ..
ولا التَّطْبيلُ والإغْراءُ والإطْراءُ يُوهِمُنا ..
ولكنَّا تَواعَدْنا بَأنْ نَــحـْـيا ..
لِكَيْ نَحْيا كِرَاماً دُونَما إذلال ..
وَمَنْ ضَاقَتْ بِهِ الدُّنيا فَلا يَرْحَــلْ ..
فَلا يَرْحَــــلْ .. بلا إذْنٍ ولا إعْلام ..
وُلِدْنا مَعاً ..
ونَبْقَى مَعاً ..
وفي آنٍ مَعاً ..
تُغْمَضُ العَـيْنــَــــان ..
وَلَنْ نَرْضَ لَنَا عُنْوان ..
سُوى أنَّا بَني الإنْسَان .
تطاولَ بيَ الزمَانُ وأنا أجْتَثُّ عُروقي الضَّاربةَ في أعمَاقِ الزمَان ..
صَرَختُ أوَّلَ هُبوطي مِنَ الكوكبِ العُلويِّ (أحْسَبُ) إلى الكوكبِ الأرْضيّ ..
وكأَنَّ طَعْنَةً في جَنْبي أعْلَنَتْ بَدْءَ التَّحَدّي وأنا الذي لم أُولَدْ إلا للسَّلام .
أذْكُرُ أنَّ شيئاً شَدَّني للحَنينِ وأنا الجَنين ..
فمَا لَبِثَ أنْ انقَطَع ..
فَوُلِدْتُ بلا حِنِّيَّةٍ ولا جِنِّيَّةٍ ولا جُنْبِيَّه ..
ومِن غيْرِ قِلادَةٍ ذَهبِيَّةٍ أو سَاعةٍ يَدَويَّةٍ أو حتَّى غُتْرَةٍ وطاقيَّه ..
ولِمَ كُلُّ هذا ؟
فأظُنُّ الحِنِّيَّةَ لا تُطْعِمَني والجِنِّيَّةَ لا تُؤْنِسَني والجُنْبِيَّةَ لا تَحْمِيَني ..
وأظُنُّ القِلادَةَ لا تُعيذَني والسَّاعةَ لا توقِظَني والغُتْرَةَ والطَّاقيَّةَ لا تزيدني شيئاً .
**********
أذكُرُ أنَّ صُدَاعاً ضَرَبَ رَأسي حينَ شَمَمْتُ الهواء ..
فلم تحْمِلني قَدَمَاي ..
ولا أدري متى ستحملني ؟
وهلْ كلُّ ما شَمَمْتُ الهواءَ لن تحملني قدماي ؟
أذكرُ أنَّ أحداً نَكَّسَني !!
رِجْلايَ إلى الأعْلى ورَأسي إلى الأدْنى !!
ولَسْتُ أدْري لِمَ ؟
رُبَّما كَيْ أبْصِرَ الحَياة ..
وَنِعْمَ الإبْصَارُ بَعْدَ التَّنْكيس ..
ونِعْمَ الإصْرارُ بعْدَ التَّدْعيس ..
ونِعْمَ الإذلالُ بَعْدَ التَّفليس ..
ونِعْمَ التَّكْوَةُ بَعْدَ الكَذِبِ والتَّدْليس .
**********
أذكُرُ أنِّي نَظَرْتُ إلى يَدي اليُمْنى فوجَدْتُها مَقبوضَةَ الأصَابع ..
وإلى اليُسْرى فإذا هي كَذلك ..
فلمَّا بَسَطْتُهما لَمْ أجدْ فيهما شَيئاً !!
فَوَا عَجَباً أقبِضُ يَدَايَ عَلى لا شَيء !!
فَلِمَ القَبْضُ إذَنْ ؟
فَعَاهَدْتُ نَفْسِي ألاَّ أقْبِضَ يَدَايَ مَا حَييتُ .
**********
أذكُرُ أنَّ هَمْساً تَسَلَّلَ إلى أذُني ..
بَدَأَ باسْمِ الجَــلالةِ الله ..
وَخُتِمَ باسْمِ الجَلالَةِ الله ..
ويااااااالله ..
يَالَهُ مِنْ هَمْسٍ شَجيٍّ ..
هَزَّ وجْداني ..
وَسَرى في شَرايينِ كَياني ..
فسَكَّنَ جَوَارحي ..
وطَمْأَنَ جوانحي ..
شَعَرْتُ وَكَأنِّي أطيرُ في جَوِّ السَّمَاء بِجَنَاحَيْنِ مَبْسُوطَيْنِ لا انثناءَ فيهما ..
ويا ليته هَمْسٌ مَا سَكَتْ .
**********
أذكُرُ فيمَا أذكُرُ وأرْجُو ألاَّ أَنْسَى ..
أنَّ مَوْلُودَاً أبْيَضَ البَشْرَةِ كَانَ عَنْ يَميني ..
وآخَرَ أسْمَرَ كانَ عَنْ شِمَالي ..
وَكُلُّنا في الهَوا سَوا ..
بدَمْعٍ أبْيَضَ وارَيْنا آلامَ الطَّلقِ العَتيد ..
وبِصَوْتٍ صَارخٍ غَنَّيْنا أُغْنِيَةَ الحُلُمِ الجَميل ..
وبِقَلْبٍ صَافٍ أمَّلْنا آمالَ المولودِ الجَديد ..
تناغَيْنا ثلاثتُنا بوَعْدٍ صَادقِ التأكِيد ..
فلا اللوْنُ ولا العِرْقُ ولا المـَالُ ولا الجَاهُ ولا السُّلطانُ يُبْعِدُنا ..
ولا الآلامُ والأشْجَانُ والأحْزَانُ تُقلِقُنا ..
ولا الأغْلالُ والآصَارُ والأرْسَافُ تُقْعِدُنا ..
ولا النَّفْيُ ولا التَّنْكيلُ والتَّعذيبُ والتَّهجيرُ يُوقِفُنا ..
ولا التَّطْبيلُ والإغْراءُ والإطْراءُ يُوهِمُنا ..
ولكنَّا تَواعَدْنا بَأنْ نَــحـْـيا ..
لِكَيْ نَحْيا كِرَاماً دُونَما إذلال ..
وَمَنْ ضَاقَتْ بِهِ الدُّنيا فَلا يَرْحَــلْ ..
فَلا يَرْحَــــلْ .. بلا إذْنٍ ولا إعْلام ..
وُلِدْنا مَعاً ..
ونَبْقَى مَعاً ..
وفي آنٍ مَعاً ..
تُغْمَضُ العَـيْنــَــــان ..
وَلَنْ نَرْضَ لَنَا عُنْوان ..
سُوى أنَّا بَني الإنْسَان .