نواف بيك البريدية
22/07/2009, 03:30 AM
عفوا الشوربة باردة
صادففي إحدى الدورات (ذات الرسوم المرتفعة جداً) التي حضرتها أن أجلسنيالمنظمون في طرف القاعة الغاصة بالمتدربين، وقد كان موقعاً في غاية السوءحيث بالكاد كنت أرى المدرب، وفوق هذا كنت في مواجهة تيار هوائي باردوعنيف، وبعد لحظات من جلوسي أحسست بثقل في رأسي وألم في أطرافي والمشكلةأننا لازلنا في بداية الدورة التي ستمتد لأكثر من خمس ساعات ..
الجميع متحفز ومتفاعل مع المدرب المشهور إلا الفقير لعفو ربه فهو في كبد لا يعلمه إلا الله!
والمصيبة أنني كنت أوزع الابتسامات على من يجاورني ولسان حالي يقول:
لا تحسبوني أرقصُ بينكم طرباً ...
فالطيرُ يرقصُ مذبوحاً من الألمِ
هل أتصبرُ وأُجاهد وأكتم ما بداخلي وأنهي اليوم على أي حال؟!
أمانسحب بهدوء وأسأل الله العوض في الرسوم التي دفعتها وهذا خير لي منأنفلونزا مؤكدة وفائدة معدومة ومتاعب لا تطاق!؟ غادرت القاعة وجلست فيصالة الانتظار باحثاً عن مخرج لهذه المعضلة، تحدثت مع المنظمين فلميتفاعلوا مع معاناتي ثم اهتديت لرأي آخر وجدت فيه المخرج الصحيح والحلالأنسب واليكم تفاصيله: عدت إلى القاعة ووقفت عند مقعدي ورفعت يدي طالباًالتحدث ولم يستحب لي .. أبقيت يدي مرفوعة لدقائق حتى أذن لي المدرببالحديث وبعد الترحيب بالمدرب والحضور، تحدثت بكل صراحة عن معاناتي التيأعيشها وعن استحالة بقائي في هذا الموقع التعيس! وسألت المدرب (بوضوح) أنيساعدني! عمّ ذهول في القاعة وصمت رهيب وأصبحت محط أنظار الحضور بأسرهم!
وبعدماانتهيت من كلمتي، تحدث المدرب وشكرني على صراحتي وجعل من تلك المداخلةبوابة لموضوع تحدث عنه لاحقاً ثم طلب من المنظمين إيجاد حل فوري لي،وبالفعل هبوا مسرعين وأجلسوني في مكان ما كنت أحلم به! ومن هذا الموقفتعلمت درساً أعدّه من أعظم الدروس في حياتي ألا وهو أنني اختار في الحياةالأسلوب الذي يناسبني وأن أعبر مشاعري برفض أي وضع خاطئ يُفرض عليّ ...
الكثيرُمنا للأسف تراه يقنع بما يفرض عليه، راضياً بالأساليب التي لا يفضلها,صامتاً تجاه التصرفات التي تزعجه والكلمات التي تجرحه، يعتقد أن الآخرينأحق منه بالسعادة في هذه الحياة، وأولى منه براحة البال، بل ويرى كلمطالبه حقيرة تافهة لا تستحق أن يلتفت إليها ولا تستحق منه بذل صغير الجهدمن أجلها .. وإليكم بعض تلك المواقف الحياتية المتكررة التي تمر عليناجميعاً:
1 - تذهب لأحدالمطاعم الفخمة ويقدم إليك الطعام بارداً فلا تجرؤ على الاعتراض، وقد تقدمإليك الفاتورة وقد شككت في صحتها ولكنك تجبن عن مراجعتها خوفاً من خدش(بريستيجك)!
2 - يتقدم عليك أحدهم في إحدى الطوابير وتكتفي بحديث داخلي مفاده (فعلاً شخص ما عنده ذوق).
3- تطلب منك الطبيبة في إحدى المستشفيات الخاصة عشرات التحليل والأشعاتوالتي لا تشكين أنها مبالغ فيها ومع هذا تستكينين وتمسكين بالأوراق ميممةنحو المختبر معزية نفسك بقولك (هي طبية وأعلم مني) ... وغيرها من المواقفالمشابهة.
- أخي الحبيب أختي الكريمة لا تسلِّم نفسكللآخرين ولا تقدم سعادتك (قرباناً )لأمزجتهم الرديئة وسلوكياتهم السيئة،اعترض بعد أن تتأكد من أن لك حقاً, وتحدّث بلطف وابتسامة وإياك والحدّةوالعنف .. طالب بحقك وعبِّر عن مشاعرك بقوة و(توقّع أكيد) بالاستجابةلمطالبك .. تحدّث بثبات ووضوح .. انظر إلى من تخاطب واجعل عينيك في عينيهدون أن تحد النظر إليه .. سل بإصرار وطول نفس حتى يستجاب لك، وتأكد أنكحال اتصفت بتلك الصفات ستنقل للآخرين (شعوراً) بأن مطالبك في محلها وأناعتراضك مشروع وأن كلمة (لا) منهم لن تثنيك عن مطالبك ولن تجعلك تهرب منالمواجهة وتركض نحو الباب بل تؤكد للآخر أنك مازلت تنتظر إجابة ورداً علىمطالبك (المنطقية المستحقة) وتقنعه بأن لا يضيع وقته بالمماطلة وأن يتحملمسؤولية رفضه غير المبرر لطلبك ... إضافة إلى أنك ستكتسب شخصية مرموقةتحظى بتقدير واحترام الجميع .. ما رأيك أن تبدأ من اليوم! جرِّب ولن تندم.
ومضة قلم
تذكّرأنك لست صدفة ولست مجرّد عنصر من منتج ولست ناتجاً من خط تجميع، بل قدخلقك الله متميزاً فثق دوماً أنك تستحق أن تعيش الحياة التي تريدها.
قبل الأخير
الآن في المكتبات كتابي الأول -افتح النافذة ثمة الضوء- أمنياتي بقراءة ممتعة وفائدة تصنع الفارق
د خالد بن صالح المنيف
Khalid1020@gmail. com
chocolate
المزيد... (http://www.nawafnet.ws/msg-3422.htm)
صادففي إحدى الدورات (ذات الرسوم المرتفعة جداً) التي حضرتها أن أجلسنيالمنظمون في طرف القاعة الغاصة بالمتدربين، وقد كان موقعاً في غاية السوءحيث بالكاد كنت أرى المدرب، وفوق هذا كنت في مواجهة تيار هوائي باردوعنيف، وبعد لحظات من جلوسي أحسست بثقل في رأسي وألم في أطرافي والمشكلةأننا لازلنا في بداية الدورة التي ستمتد لأكثر من خمس ساعات ..
الجميع متحفز ومتفاعل مع المدرب المشهور إلا الفقير لعفو ربه فهو في كبد لا يعلمه إلا الله!
والمصيبة أنني كنت أوزع الابتسامات على من يجاورني ولسان حالي يقول:
لا تحسبوني أرقصُ بينكم طرباً ...
فالطيرُ يرقصُ مذبوحاً من الألمِ
هل أتصبرُ وأُجاهد وأكتم ما بداخلي وأنهي اليوم على أي حال؟!
أمانسحب بهدوء وأسأل الله العوض في الرسوم التي دفعتها وهذا خير لي منأنفلونزا مؤكدة وفائدة معدومة ومتاعب لا تطاق!؟ غادرت القاعة وجلست فيصالة الانتظار باحثاً عن مخرج لهذه المعضلة، تحدثت مع المنظمين فلميتفاعلوا مع معاناتي ثم اهتديت لرأي آخر وجدت فيه المخرج الصحيح والحلالأنسب واليكم تفاصيله: عدت إلى القاعة ووقفت عند مقعدي ورفعت يدي طالباًالتحدث ولم يستحب لي .. أبقيت يدي مرفوعة لدقائق حتى أذن لي المدرببالحديث وبعد الترحيب بالمدرب والحضور، تحدثت بكل صراحة عن معاناتي التيأعيشها وعن استحالة بقائي في هذا الموقع التعيس! وسألت المدرب (بوضوح) أنيساعدني! عمّ ذهول في القاعة وصمت رهيب وأصبحت محط أنظار الحضور بأسرهم!
وبعدماانتهيت من كلمتي، تحدث المدرب وشكرني على صراحتي وجعل من تلك المداخلةبوابة لموضوع تحدث عنه لاحقاً ثم طلب من المنظمين إيجاد حل فوري لي،وبالفعل هبوا مسرعين وأجلسوني في مكان ما كنت أحلم به! ومن هذا الموقفتعلمت درساً أعدّه من أعظم الدروس في حياتي ألا وهو أنني اختار في الحياةالأسلوب الذي يناسبني وأن أعبر مشاعري برفض أي وضع خاطئ يُفرض عليّ ...
الكثيرُمنا للأسف تراه يقنع بما يفرض عليه، راضياً بالأساليب التي لا يفضلها,صامتاً تجاه التصرفات التي تزعجه والكلمات التي تجرحه، يعتقد أن الآخرينأحق منه بالسعادة في هذه الحياة، وأولى منه براحة البال، بل ويرى كلمطالبه حقيرة تافهة لا تستحق أن يلتفت إليها ولا تستحق منه بذل صغير الجهدمن أجلها .. وإليكم بعض تلك المواقف الحياتية المتكررة التي تمر عليناجميعاً:
1 - تذهب لأحدالمطاعم الفخمة ويقدم إليك الطعام بارداً فلا تجرؤ على الاعتراض، وقد تقدمإليك الفاتورة وقد شككت في صحتها ولكنك تجبن عن مراجعتها خوفاً من خدش(بريستيجك)!
2 - يتقدم عليك أحدهم في إحدى الطوابير وتكتفي بحديث داخلي مفاده (فعلاً شخص ما عنده ذوق).
3- تطلب منك الطبيبة في إحدى المستشفيات الخاصة عشرات التحليل والأشعاتوالتي لا تشكين أنها مبالغ فيها ومع هذا تستكينين وتمسكين بالأوراق ميممةنحو المختبر معزية نفسك بقولك (هي طبية وأعلم مني) ... وغيرها من المواقفالمشابهة.
- أخي الحبيب أختي الكريمة لا تسلِّم نفسكللآخرين ولا تقدم سعادتك (قرباناً )لأمزجتهم الرديئة وسلوكياتهم السيئة،اعترض بعد أن تتأكد من أن لك حقاً, وتحدّث بلطف وابتسامة وإياك والحدّةوالعنف .. طالب بحقك وعبِّر عن مشاعرك بقوة و(توقّع أكيد) بالاستجابةلمطالبك .. تحدّث بثبات ووضوح .. انظر إلى من تخاطب واجعل عينيك في عينيهدون أن تحد النظر إليه .. سل بإصرار وطول نفس حتى يستجاب لك، وتأكد أنكحال اتصفت بتلك الصفات ستنقل للآخرين (شعوراً) بأن مطالبك في محلها وأناعتراضك مشروع وأن كلمة (لا) منهم لن تثنيك عن مطالبك ولن تجعلك تهرب منالمواجهة وتركض نحو الباب بل تؤكد للآخر أنك مازلت تنتظر إجابة ورداً علىمطالبك (المنطقية المستحقة) وتقنعه بأن لا يضيع وقته بالمماطلة وأن يتحملمسؤولية رفضه غير المبرر لطلبك ... إضافة إلى أنك ستكتسب شخصية مرموقةتحظى بتقدير واحترام الجميع .. ما رأيك أن تبدأ من اليوم! جرِّب ولن تندم.
ومضة قلم
تذكّرأنك لست صدفة ولست مجرّد عنصر من منتج ولست ناتجاً من خط تجميع، بل قدخلقك الله متميزاً فثق دوماً أنك تستحق أن تعيش الحياة التي تريدها.
قبل الأخير
الآن في المكتبات كتابي الأول -افتح النافذة ثمة الضوء- أمنياتي بقراءة ممتعة وفائدة تصنع الفارق
د خالد بن صالح المنيف
Khalid1020@gmail. com
chocolate
المزيد... (http://www.nawafnet.ws/msg-3422.htm)