تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اين العافين عن الناس


صقر الجنوب
03/02/2005, 03:27 PM
هل من الممكن أن تشرح لنا ذلك ياشيخ
يناجي العبد ربه بقوله :
اللهم اني قد عفوت مابيني وبين خلقك فتحمل عني مالخلقك عندي

وكذلك يوم ينادي الله سبحانه في الخلق يوم القيامة :
اين العافين عن الناس


وجزاك الله خير الجزاء

موسى محمد هجاد الزهراني
03/02/2005, 08:33 PM
شكراً خالي صقر الجنوب على هذا السؤال الهام :

من أفضل القربات عند الله تعالى العفو عن الناس
لقوله تعالى ( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133 (http://javascript<b></b>:ac('003133'))) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134 (http://javascript<b></b>:ac('003134')))
قال ابن كثير رحمه الله ( ثُمَّ ذَكَرَ تَعَالَى صِفَة أَهْل الْجَنَّة ... ثم ذكر أوصافهم إلى أن قال : ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاس " أَيْ مَعَ كَفّ الشَّرّ يَعْفُونَ عَمَّنْ ظَلَمَهُمْ فِي أَنْفُسهمْ فَلَا يُبْقِي فِي أَنْفُسهمْ مَوْجِدَة عَلَى أَحَد وَهَذَا أَكْمَل الْأَحْوَال وَلِهَذَا قَالَ " وَاَللَّه يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ " . فَهَذَا مِنْ مَقَامَات الْإِحْسَان وَفِي الْحَدِيث " ثَلَاث أُقْسِم عَلَيْهِنَّ مَا نَقَصَ مَال مِنْ صَدَقَة وَمَا زَادَ اللَّه عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا وَمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّه " . رَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْرَكه مِنْ حَدِيث مُوسَى بْن عُقْبَة عَنْ إِسْحَق بْن يَحْيَى بْن أَبِي طَلْحَة الْقُرَشِيّ عَنْ عُبَادَة بْن الصَّامِت عَنْ أُبَيّ بْن كَعْب أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُشْرَف لَهُ الْبُنْيَان وَتُرْفَع لَهُ الدَّرَجَات فَلْيَعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَيُعْطِ مَنْ حَرَمَهُ وَيَصِل مَنْ قَطَعَهُ " . ثُمَّ قَالَ صَحِيح عَلَى شَرْط الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَقَدْ أَوْرَدَهُ اِبْن مَرْدُوَيه مِنْ حَدِيث عَلِيّ وَكَعْب بْن عُجْرَة وَأَبِي هُرَيْرَة وَأُمّ سَلَمَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ بِنَحْوِ ذَلِكَ وَرُوِيَ مِنْ طَرِيق الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة نَادَى مُنَادٍ يَقُول : أَيْنَ الْعَافُونَ عَنْ النَّاس هَلُمُّوا إِلَى رَبّكُمْ وَخُذُوا أُجُوركُمْ وَحَقّ عَلَى كُلّ اِمْرِئٍ مُسْلِم إِذَا عَفَا أَنْ يَدْخُل الْجَنَّة " )

أقول : من النماذج العظيمة التي ذكرها الله عز وجل في القرءان الكريم عن العفو قصة عفو يوسف الصديق عليه السلام عن إخوته بعد أن تسببوا في تشريده أربعين سنة عن أبيه وأمه حتى أصبح أبوه يعقوب عليه السلام أعمى .. ومع ذلك عندما انكشف الأمر في نهاية المطاف وأصيبوا بالإحراج الشديد لم يذكّرهم يوسف بما فعلوا بل قال : ( لا تثريب عليكم اليوم ، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ) .. وسأحاول إنزال دروس صوتية لي في تفسير سورة يوسف لكنني لم أستطع إلى الآن لجهلي بكيفية ذلك .
ولنا في رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أسوة عظيمة ، ألم يعفُ عن كفار قريش بعد أن تسببوا في إخراجه من أحب البلاد إليه ( مكة المكرمة ) وهو يبكي ودموعه تسيل على خديه الحبيبين ؟ ومع ذلك لما قدر عليهم : قال لهم ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيراً ، أخٌ كريم وابن أخٍ كريم ..
قال : إذهبوا فأنتم الطلقاء .. فنطق بعضهم من فرحه بقوله ( أشهد ألا إله إلا الله وأنك رسول الله ) ...
وفي إحدى الغزوات استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وإذا بأعرابي واقف على رأسه وبيده السيف وهو يقول : من يمنعك مني يامحمد ؟ قال عليه الصلاة والسلام : الله !
فسقط السيف من يد الأعرابي .. فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : من يمنعك مني ؟ قال : كن خير آخذ أي ( أعف عني ) فعفا عنه النبي عليه الصلاة والسلام ..
وجاء رجل للإمام أحمد بن حنبل والإمام أحمد في سكرات الموت فقال : يا إمام اعف عني .. أنا الذي جلدتُك حتى تناثر اللحم من ظهرك في السجن ! فقال الإمام أحمد : عفا الله عنك !
فقال ابن الإمام أحمد ، عبدالله : يا أبي تعفو عنه وقد ضربك بالسياط .. فقال الإمام أحمد: يا بني ماذا تستفيد إذا دخل أخوك النار ؟ ألم يقل الله تعالى ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم )

الموضوع طويل ياخالي وجميل .. لكن صدقت :
أين العافون عناس ؟

صقر الجنوب
04/02/2005, 02:39 AM
قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة نَادَى مُنَادٍ يَقُول : أَيْنَ الْعَافُونَ عَنْ النَّاس هَلُمُّوا إِلَى رَبّكُمْ وَخُذُوا أُجُوركُمْ وَحَقّ عَلَى كُلّ اِمْرِئٍ مُسْلِم إِذَا عَفَا أَنْ يَدْخُل الْجَنَّة " )


الله يجزاك عنا خير الجزاء فقد أنرت لنا الطريق للتسامح نور الله طريقك في الدنيا والآخرة .