المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كان يجاهر بفطره في رمضان فمات وهو جائع و عطشان، خطبة أبو إسراء ، مفرغة


صقر الجنوب
20/08/2009, 02:05 AM
خطبة ( أيام معدودات قبل رمضان) الجمعة 14 أوت 2009 بجامع الغفران

الإمام الخطيب: الشيخ أبو إسراء




أيام معدودات قبل رمضان رمضان


الحمد الله الذي أنعم علينا بالإيمان، وفرض علينا الصوم في رمضان، لنيل الرضا والرضوان، مِن الله الملك الديان، وتهذيباً للنفوس وصحة للأبدان، ونشهد أن لا إله إلا الله ، رب السماوات والأكوان، العزيز الغفار المنان، اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واحفظنا بعزك الذي لا يضام، واكلأنا بعنايتك في الليل والنهار، في الصحارى والآكام، ونشهد أن سيدنا وقائدنا وشفيعنا محمداً عبد الله ورسوله، إمام العادلين، وقدوة العاملين، وسيد المجاهدين، ، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، ومن تبعهم واقتفى أثرهم وسار على دربهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعــد:
أيها المؤمنون ، لم يبقى يفصلنا عن رمضان هذا العام إلا أيام معدودات، ستة أو سبعة أيام فقط، ثم يحل شهر القرآن، و لكن كيف حال الناس وهم يترقبون هذا الشهر العظيم؟لقد انقسم الناس إلى ثلاثة أقسام، قسم أول لا يعلمون حتى متى يأتي رمضان، لأن رمضان و غير رمضان عندهم سواء، لافرق عندهم، و الله واحد من المسلمين، أعرفه جيدا كان دائما يفتخر و يقول نحن في العائلة لا نعترف برمضان، مائدة الطعام تنصب في عز النهار و يأكلون و يشربون و كأن الله لم يفرض عليهم الصيام، بل و الأخطر من ذلك، أنه يجاهر بهذه الكبيرة العظيمة، يالله، ماذا لو أنه يموت وهو لا يصوم رمضان بغير عذر و لا مرض، ألم يسمعوا بحديث النبي صلى الله عليه و سلم الذي أخرجه ابن خزيمة وابن حبان بسند صحيح عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعيّ ( الضبع هو العضد ) فأتيا بي جبلا وعِرا ، فقالا : اصعد فقلت : إني لا أطيقه . فقالا : إنا سنسهله لك . فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة ، قلت : ما هذه الأصوات ؟ قالوا : هذا عواء أهل النار . ثم انطلقا بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم ، مشققة أشداقهم ، تسيل أشداقهم دما، قلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم . أيها الأحباب هذا الشخص الذي يجاهر بالفطر في رمضان، علمت أنه مات، مات بمرض السرطان عافانا و عافاكم الله، و لكن العجيب أنه في آخر حياته حُرم من الطعام كانوا اذا قدموا له الطعام أو الماء يتقيأ ، يا سبحان الله مات جوعا و عطشا، حرم من الطعام و الماء في الدنيا قبل الاخرة، نسأل الله عز وجل أن يرحمه و أن يتجاوز عنه، اللهم ارحمه و اغفر له فأنه لم يكن يعلم، أيها الاباء ، أيتها الأمهات ، إن عليكم مسؤولية كبيرة في إفطار أبناءكم و بناتكم، كيف لأب مسلم يسمح لولده بالافطار في رمضان؟ أتدري أيها المسكين أنك ستحمل الوزر مثل ابنك بالضبط بل ربما أكثر، قال النبي صلى الله عليه و سلم كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته، أما القسم الثاني من الذي يترقبون رمضان هذا العام فإنهم يصومون و لكنهم يتذمرون، رمضان هذا العام ثقيل على قلوبهم لأنه سيحرمهم من السهرات في حلق الواد و على الكورنيش، لأنه سيحرمهم من الأعراس و إقلاق راحة الناس حتى ساعات متأخرة من الليل، يتذمرون من رمضان لأنه سيأتي في الصيف فيجوعون و يعطشون، و نسي المساكين جوع و عطش يوم القيامة، يا من تتذمر من عطش رمضان هذا العام تذكر، يوم القيامة يوم يعطشون عطشا لا يتصوره عقل و لا يخطر على قلب بشر، نسأل الله أن يعيذنا من عطش يوم القيامة، في ذلك اليوم يتمنى أهل النار بعد ان اشتعلت بطونهم و امعائهم يتمنون شربة ماء فيطلبون ذلك من خزنة جهنم و ليتهم لم يفعلوا يقدمون لهم ماءا و لكن أي ماء ، ماء ساخن يشتعل نارا فتُشوى به وجوههم قبل أن يشربوه، قال سبحانه: " وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا" فإذا يئسوا من خزنة جهنم تذكروا إخوانهم في الدنيا من أهل الايمان، فيطلبون منهم الماء و لكنهم يعلمونهم أن الله حرم عليهم الماء، ، وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ[الأعراف:50-51] ". فبالله عليك يامن تتذمر من عطش ساعات في نهار حار في رمضان ، ماذا يساوي ذلك أمام عطش أبد الدهر في جهنم، اللهم إنا نعوذ بك من النار،


2



أما الصنف الثالث أيها المؤمنون من الذين يترقبون رمضان هذا العام فهم ينتظرونه بفارغ الصبر ليس للمسلسلات و الافلام و ليس للسهرات في المقاهي حتى يطلع النهار و ليس للنوم كامل اليوم حتى لا يحسوا بالصيام، و انما لعطش الهواجر و قيام اليالي و قراءة القرآن و هذا الصنف قليل إلا من رحم ربي ، كان الصحابة يدعون الله عز وجل ستة أشهر أن يبلغهم رمضان و إذا انتهى رمضان ندموا على ذلك و دعوا الله ستة أشهر أن يتقبل منهم، أحمد بن حنبل من الناس الذين علموا قيمة رمضان و تلذذوا بحلاوة الصيام و تمتعوا بطول القيام، لقد كان يقوم الليل في رمضان بثلاثمائة ركعة، لما سجن في محنته، منعوا عنه الطعام و الماء فاشتد به العطش في إحدى الليالي فطلب الماء فاعطوه كوبا واحدا و لما اراد ان يشرب تذكر القيام ، فتوظا بذلك الماء و قام الليل و بقي عطشان، " إن المتقين ، في جنات و عيون ، آخذين ما آتاهم ربهم ، إنهم كانوا قبل ذلك محسنين، كانوا قليلا من الليل ما يهجعون و بالأسحار هم يستغفرون"
الخطبة الثانية:
أيها الأحباب، لقد كان رسول الله يبشر أصحابه بقدوم رمضان و يهنئون بعضهم البعض لأنه شهر تضاعف فيه الحسنات و تعتق فيه الرقاب من النار، و من أدركه و صامه ايمانا و احتسابا فقد فاز فوزا عظيما، طلحة ابن عبيد الله، صحابي من العشر المبشرين بالجنة رأى رؤيا في المنام عجيبة حيرته لدرجة انه حدث بها كل الصحابة، فتحير الصحابة و ذهبوا الى رسول الله، ماذا رأيت يا طلحة؟ قال يا رسول الله فلان الصحابي مات شهيدا في المعركة و فلان مات بعده بأشهر و قد رايتهما على باب الجنة فدخل الذي مات على فراشه قبل الشهيد بعام كامل، فقال النبي صلى الله عليه و سلم أو لم يدرك رمضان يا طلحة؟ سبحان الله كانا متساويين في العمل و لكنه ادرك رمضان ففاز على الشهيد و دخل قبله للجنة، هذا جاهد في المعركة و الاخر جاهد في رمضان صام رمضان ايمانا و احتسابا و قام رمضان ايمانا و احتسابا ، صام عن الأكل و الشرب صام عن الغيبة و النميمة ، صام عن الحسد و الغل ، صام عن الحقد و الغضب، صام عن الحرام و أكل أموال الناس بالباطل ، صام عن الغش و الخداع ، أيها الحبيب اعلم أن رمضان معركة بينك و بين نفسك اذا فزت فيها فابشر بخير شهر مر عليك منذ ولدتك امك ، اذا فزت فيها فهنيئا لك الجنة ، إذا فزت فيها فهنيئا لك عتق رقبتك من النار ، قال صلى الله عليه و سلم : (إذا كان أول ليلة في شهررمضان صُفِّدت الشياطين ومَرَدَةالجن ، وغلقت أبواب النار فلم يُفتح منهاباب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، ويناديمنادٍ : يا باغي الخيرأقبل، ويا باغي الشر أقصر . ولله عُتقاء من النار وذلك كل ليلة ، كل ليلة عتقاء من النار ، نسال الله أن يعتق رقابنا من النار هل ستضيع هذه الفرصة كل ليلة، و لكن من الذين يعتق الله رقابهم من النار، هل تعتقد انهم الصائمون عن الطعام و الشرب فحسب، كلا والله، يقول النبي صلى الله عليه و سلم " رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع و العطش" ، هل تريد ان يعتق الله رقبتك من النار ؟ عاهد نفسك أن تتوب من الغيبة في هذا الشهر إلى الأبد . كان رسول الله صلى الله عليه و سلم اذا جاء المغرب بدأ فطره بتمرات و بعض الناس اليوم يبدؤون فطرهم ببعض السجائر، عاهد نفسك أن تترك التدخين هذا العام فأكبر فرصة للتخلص من هذه العادة الكريهة المحرمة هي الصيام في رمضان.
الدعاء
اللهم باعد بيننا و بين النار، اللهم اعتق رقابنا من النار، اللهم اجعلنا من عتقائك في رمضان يا عزيز يا غفار،
اللهم اجعلنا ممن يُعطى كتابه باليمين، اللهم اجعلنا ممن يُعطى كتابه باليمين، اللهم آمن خوفنا يوم الفزع يوم الدين يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك فعلَ الخيرات وحبَّ المساكين، اللهم إذا أردت بقوم فتنة فاقبضْنا إليك غير مفتونين. اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا إتباعه وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا واجتنابه
اللهم يا راحمنا عند شدتنا، يا مؤنسنا في وحدتنا و يا حافظنا في غربتنا يا وليّ نعمتنا يا كاشف كربتنا يا سامع دعوتنا يا راحم عبرتنا يا مقيل عثرتنا. أخرجنا من ضيق القبور إلى سعة الجنان والنعيم وفَرِّج من عندك كربنا واكشف عنا كل شدة واكفنا ما نطيق ومالا نطيق،

همسة شوق
21/08/2009, 07:23 AM
جزاااااااااااك الله خير...

يعطيك العاافيه موضوع اكثر من رااائع

لاهنت.......//