مشهور
25/08/2009, 04:24 PM
ضضالتعليم دون تضحيات.. حق لكل مواطن!
http://www.alriyadh.com/2009/08/25/img/794787481867.jpg
د. عامر السيف
أود من خلال مقالي لهذا اليوم أن أجوب وإياكم لمناقشة موضوع في اعتقادي أنه بحاجة ماسة لدراسة مستفيضة من قبل المسؤولين في وزارة التعليم العالي، فالمتابع لعجلة الحراك العلمي بالسعودية منذ أعوام قليلة مضت حتى الآن يتلمس نقلة نوعية كبيرة قد حطت بأركانها على فئة كبيرة من المجتمع وأصبحت تشكل جزءاً هاماً ورئيسياً من ثقافة المجتمع والمنظومة الفكرية لدى هذه الفئة المعاصرة، وأعني بحديثي هنا عن الفئة الشابة الطموحة المتعطشة لاستكمال تحصيلها العلمي ودراستها العليا في مجالات وتخصصات مختلفة، وفي تصوري أن أحد أهم العناصر الأساسية التي ساهمت في تشكيل هوية هذا النوع من الثقافة المعاصرة لدى المجتمع السعودي هو ما حققه برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي من نجاح كبير أضفى بظلاله على ثقافة الفرد والأسرة والمجتمع ككل.
ومن وجهة نظري أن هذه الحالة الثقافية بشكل عام والطفرة العلمية التي يعيشها المجتمع السعودي بشكل خاص أدت لظهور فئتين مختلفتين في المسلك متفقتين في التفكير والحالة العلمية. فالفئة الأولى اختارت أن تضحي بأعمالها وأموالها لينهلوا من بحر العلم في مختلف بقاع الأرض وذلك من خلال برامج الابتعاث التي أتيحت من قبل وزارة التعليم العالي، في المقابل هناك فئة أخرى أختارت أن لا تضحي بأعمالها وأموالها نظير تحصيلها العلمي على الرغم من تعطش هذه الفئة بالتحديد لفعل ذلك! ولكن حالت الظروف أياً كانت دوافعه ومسبباته من تحقيق تلك الأهداف والغايات. ونلاحظ هنا أن لدينا عاملاً مشتركاً هو من يحدد ويفصل الفئة الأولى عن الأخرى، ألا وهو عامل (التضحية!)، فأصبح مفهوم وعامل التضحية للأسف الشديد شريكاً سلبياً بآلية التحصيل العلمي لدى شريحة كبيرة من المجتمع السعودي، وهذا الشريك غير المرغوب فيه حقيقة يعد العثرة الأولى فى طريق كل طموح يندرج تحت هذه الفئة، وليكون تحليلي أكثر واقعية سأذكر لكم شواهد يعيشها المجتمع تؤكد وجود حالة من الصدام الفكري لدى هذه الفئة بالتحديد مع مفهوم التضحية وهو اندفاع هذه الشريحة من المجتمع بشكل واضح وملحوظ على مقاعد الدراسة لعدد كبير من الجامعات الأجنبية التي تمنح وعلى سبيل المثال درجة الماجستير من خلال فروعها أو مكاتبها المنتشرة في المملكة وذلك عن طريق المراسلة أو التعليم عن بعد أو أي وسيلة علمية أخرى على الرغم من أنها غير معتمدة أو موصى بها من قبل وزارة التعليم العالي، كما أن اندفاع هذه الفئة على برامج الانتساب المحدودة جداً في جامعاتنا السعودية يدل هو الآخر على تعطش هذه الفئة للتحصيل العلمي دون اللجوء إلى تقديم عدد كبير من التضحيات كالتنازل عن الوظيفة وما يترتب على ذلك من تبعات مادية. ومن خلال هذه الشواهد التي ذكرتها وهذا التحليل المنطقي الذي يفسر وجود حالة من الصراع العلمي مع مفهوم التضحية يقودني حتماً لتوجيه محتوى هذه المعضلة إلى المسؤولين بوزارة التعليم العالي لتتعرف على الدوافع والمسببات ودراسة هذه الظاهرة بشكل أكثر فعالية لاحتواء أكبر عدد من الأشخاص الراغبين بمواصلة تعليمهم مع تقدير ظروفهم التي لا تسمح بتقديم هذا الكم من التنازلات والتضحيات. وهنا أطرح على طاولة المسؤولين بوزارة التعليم العالي عدداً من الاقتراحات التي يمكن أن تساهم في حل هذه المعضلة وذلك من خلال إتاحة عدد كبير من البرامج الأكاديمية المرنة كالتعليم عن بعد، الدراسة المسائية وغيرهما من السبل التعليمية المعتمدة عالمياً لتشمل أكبر عدداً من التخصصات العلمية وذلك من خلال جامعاتنا الحكومية والأهلية، وثاني اقتراح أضعه على طاولة المسؤولين هو تعميد برامج للتعليم عن بُعد في بعض التخصصات النظرية والعلمية وذلك على غرار ما قامت به كثير من دول العالم المتقدم لتمنح الفرصة الكاملة والحق للموظف غير المتفرغ أن يلحق هو الآخر بركب الطفرة العلمية التي يعيشها العالم والمجتمع السعودي كذلك. وهناك بحوث علمية محكمة ومنشورة تؤكد فاعلية التعليم عن بعد في عدد معين من التخصصات التي تتطب الازدواجية في العمل والتعليم لتحقيق أكبر فائدة ممكنة
http://www.alriyadh.com/2009/08/25/img/794787481867.jpg
د. عامر السيف
أود من خلال مقالي لهذا اليوم أن أجوب وإياكم لمناقشة موضوع في اعتقادي أنه بحاجة ماسة لدراسة مستفيضة من قبل المسؤولين في وزارة التعليم العالي، فالمتابع لعجلة الحراك العلمي بالسعودية منذ أعوام قليلة مضت حتى الآن يتلمس نقلة نوعية كبيرة قد حطت بأركانها على فئة كبيرة من المجتمع وأصبحت تشكل جزءاً هاماً ورئيسياً من ثقافة المجتمع والمنظومة الفكرية لدى هذه الفئة المعاصرة، وأعني بحديثي هنا عن الفئة الشابة الطموحة المتعطشة لاستكمال تحصيلها العلمي ودراستها العليا في مجالات وتخصصات مختلفة، وفي تصوري أن أحد أهم العناصر الأساسية التي ساهمت في تشكيل هوية هذا النوع من الثقافة المعاصرة لدى المجتمع السعودي هو ما حققه برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي من نجاح كبير أضفى بظلاله على ثقافة الفرد والأسرة والمجتمع ككل.
ومن وجهة نظري أن هذه الحالة الثقافية بشكل عام والطفرة العلمية التي يعيشها المجتمع السعودي بشكل خاص أدت لظهور فئتين مختلفتين في المسلك متفقتين في التفكير والحالة العلمية. فالفئة الأولى اختارت أن تضحي بأعمالها وأموالها لينهلوا من بحر العلم في مختلف بقاع الأرض وذلك من خلال برامج الابتعاث التي أتيحت من قبل وزارة التعليم العالي، في المقابل هناك فئة أخرى أختارت أن لا تضحي بأعمالها وأموالها نظير تحصيلها العلمي على الرغم من تعطش هذه الفئة بالتحديد لفعل ذلك! ولكن حالت الظروف أياً كانت دوافعه ومسبباته من تحقيق تلك الأهداف والغايات. ونلاحظ هنا أن لدينا عاملاً مشتركاً هو من يحدد ويفصل الفئة الأولى عن الأخرى، ألا وهو عامل (التضحية!)، فأصبح مفهوم وعامل التضحية للأسف الشديد شريكاً سلبياً بآلية التحصيل العلمي لدى شريحة كبيرة من المجتمع السعودي، وهذا الشريك غير المرغوب فيه حقيقة يعد العثرة الأولى فى طريق كل طموح يندرج تحت هذه الفئة، وليكون تحليلي أكثر واقعية سأذكر لكم شواهد يعيشها المجتمع تؤكد وجود حالة من الصدام الفكري لدى هذه الفئة بالتحديد مع مفهوم التضحية وهو اندفاع هذه الشريحة من المجتمع بشكل واضح وملحوظ على مقاعد الدراسة لعدد كبير من الجامعات الأجنبية التي تمنح وعلى سبيل المثال درجة الماجستير من خلال فروعها أو مكاتبها المنتشرة في المملكة وذلك عن طريق المراسلة أو التعليم عن بعد أو أي وسيلة علمية أخرى على الرغم من أنها غير معتمدة أو موصى بها من قبل وزارة التعليم العالي، كما أن اندفاع هذه الفئة على برامج الانتساب المحدودة جداً في جامعاتنا السعودية يدل هو الآخر على تعطش هذه الفئة للتحصيل العلمي دون اللجوء إلى تقديم عدد كبير من التضحيات كالتنازل عن الوظيفة وما يترتب على ذلك من تبعات مادية. ومن خلال هذه الشواهد التي ذكرتها وهذا التحليل المنطقي الذي يفسر وجود حالة من الصراع العلمي مع مفهوم التضحية يقودني حتماً لتوجيه محتوى هذه المعضلة إلى المسؤولين بوزارة التعليم العالي لتتعرف على الدوافع والمسببات ودراسة هذه الظاهرة بشكل أكثر فعالية لاحتواء أكبر عدد من الأشخاص الراغبين بمواصلة تعليمهم مع تقدير ظروفهم التي لا تسمح بتقديم هذا الكم من التنازلات والتضحيات. وهنا أطرح على طاولة المسؤولين بوزارة التعليم العالي عدداً من الاقتراحات التي يمكن أن تساهم في حل هذه المعضلة وذلك من خلال إتاحة عدد كبير من البرامج الأكاديمية المرنة كالتعليم عن بعد، الدراسة المسائية وغيرهما من السبل التعليمية المعتمدة عالمياً لتشمل أكبر عدداً من التخصصات العلمية وذلك من خلال جامعاتنا الحكومية والأهلية، وثاني اقتراح أضعه على طاولة المسؤولين هو تعميد برامج للتعليم عن بُعد في بعض التخصصات النظرية والعلمية وذلك على غرار ما قامت به كثير من دول العالم المتقدم لتمنح الفرصة الكاملة والحق للموظف غير المتفرغ أن يلحق هو الآخر بركب الطفرة العلمية التي يعيشها العالم والمجتمع السعودي كذلك. وهناك بحوث علمية محكمة ومنشورة تؤكد فاعلية التعليم عن بعد في عدد معين من التخصصات التي تتطب الازدواجية في العمل والتعليم لتحقيق أكبر فائدة ممكنة