المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من نوادر العرب


شخص الزهراني
18/09/2009, 06:12 AM
حكى الأصمعي قال : ضلت لي إبل فخرجت في طلبها وكان البرد شديداً ،
فالتجأت الى حي من أحياء العرب وإذا بجماعة يصلون وبقربهم شيخ ملتف بكساء
وهو يرتعد من البرد وينشد :





أيا رب إن البرد أصبح كالحـاً


وأنت بحالي يا إلهـي أعلـم


فإن كنت يوماً في جهنم مُدخلي


ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم




قال الأصمعي : فتعجبت من فصاحته وقلت له : يا شيخ ما تستحي تقطع الصلاة

وأنت شيخٌ كبير ، فأنشد يقول :




أيطمع ربي أن أُصلـي عاريـاً


ويكسو غيري كسوة البر والحر


فوالله لا صليت ما عشت عاريـاً


عشاء ولا وقت المغيب ولا الوتر


ولا الصبح إلا يوم شمس دفيئـة


وإن غيمت فالويل للظهر والعصر


وإن يكسني ربي قميصاً وجبـة


أصلي له مهما أعيش من العمر




* * *

قال الأصمعي : أصابت الأعراب مجاعة فمررت بأعرابي

قاعد مع زوجته على قارعة الطريق وهو يقول :





يا رب اني قاعد كما تـرى


وزوجتي قاعدة كما تـرى


والبطن مني جائع كما ترى


فما ترى يا ربنا في ما ترى

****


حكى بعضهم قال : كنت في سفر فضللت عن الطريق ،
فرأيت بيتاً في الفلاة ، فأتيته فإذا به أعرابيّة ، فلما رأتني قالت من تكون ؟
قلت ضيف . قالت أهلاً ومرحباً بالضيف ، انزل على الرحب والسعة .
قال فنزلت فقدمت لي طعاماً فأكلت ، وماءً فشربت ،
فبينما أنا على ذلك إذ أقبل صاحب البيت . فقال من هذا ؟
فقالت ضيف . فقال لا أهلاً ولا مرحباً ، ما لنا وللضيف ،
فلما سمعت كلامه ركبت من ساعتي وسرت ،
فلما كان من الغد رأيت بيتاً في الفلاة فقصدته
فإذا فيه أعرابيّة فلما رأتني قالت من تكون ؟
قلت ضيف . قالت لا أهلاً ولا مرحباً بالضيف ،
ما لنا وللضيف ، فبينما هي تكلمني إذ أقبل صاحب البيت
فلما رآني قال من هذا ؟ قالت ضيف . قال مرحباً وأهلاً بالضيف ثم أتى بطعام حسن
فأكلت ، وماء فشربت ، فتذكرت ما مر بي بالأمس فتبسمت .
فقال مم تبسمك فقصصت عليه ما إتفق لي مع تلك الأعرابيّة وبعلها ،
وما سمعته منه ومن زوجته ، فقال لا تعجب ان تلك الأعرابيّة التي رأيتها
هي أختي ، وان بعلها أخو إمرأتي هذه ، فغلب على كل طبع أهله .

* * *

خرج أعرابيّ قد ولاه الحجاج بعض النواحي فأقام بها مدة طويلة ،
فلما كان في بعض الأيام ورد عليه أعرابيّ من حيه فقدم اليه الطعام .
وكان إذ ذاك جائعاً فسأله عن أهله وقال : ما حال ابني عمير ،
قال على ما تحب قد ملأ الارض والحي رجالاً ونساءً . قال فما فعلت أم عمير
قال صالحة أيضاً . قال فما حال الدار قال عامرة بأهلها قال وكلبنا ايقاع .
قال ملأ الحي نبحاً قال فما حال جملي زريق . قال على ما يسرك
. قال فالتفت إلى خادمه ، وقال ارفع الطعام فرفعه ، ولم يشبع الأعرابيّ ،
ثم أقبل عليه يسأله وقال : يا مبارك الناصية أعد عليّ ما ذكرت .
قال سل عما بدا لك قال فما حال كلبي ايقاع ، قال مات
قال وما الذي أماته قال اختنق بعظمة من عظام جملك زريق فمات .
قال : أومات جملي زريق . قال نعم . قال وما الذي أماته ؟
قال كثرة نقل الماء إلى قبر أم عمير ، قال أوماتت أم عمير قال ، نعم .
قال وما الذي أماتها قال كثرة بكائها على عمير . قال أومات عمير ؟ .
قال نعم . قال وما الذي أماته ؟ قال سقطت عليه الدار . قال أوسقطت الدار قال نعم .
قال فقام له بالعصا ضارباً فولى من بين يديه هارباً .

****


وقف أعرابيّ على أبي الأسود الدؤلي وهو يتغدى فسلم فرد عليه ثم أقبل
على الأكل ، ولم يعزم عليه . فقال له الأعرابيّ : أما اني قد مررت بأهلك
. قال كذلك كان طريقك . قال وإمرأتك حبلى . قال كذلك كان عهدي بها
. قال قد ولدت . قال كان لا بد لها أن تلد . قال ولدت غلامين
. قال كذلك كانت أمها . قال مات أحدهما . قال ما كانت تقوى على إرضاع أثنين
. قال ثم مات الآخر . قال ما كان ليبقى بعد موت أخيه .
قال وماتت الأُم : قال حزناً على ولديها . قال ما أطيب طعامك .
قال لأجل ذلك أكلته وحدي والله لا ذقته يا أعرابيّ .

* * *
وقف أعرابيّ على قوم فسألهم عن أسمائهم فقال أحدهم : اسمي وثيق ،
وقال الآخر منيع ، وقال الآخر ثابت وقال آخر اسمي شديد ،
فقال الأعرابيّ : ما أظن الأقفال عملت إلا من أسمائكم .

* * *

حضرَ أعرابيّ سُفرة هشام بن عبد الملك ،
فبينا هو يأكل إذ تعلّقت شَعْرة في لقمة الأعرابيّ ،
فقال له هشام : عندك شَعْرة في لُقمتك يا أعرابيّ !
فقال : وإنك لتلاحظني ملاحظة مَن يرى الشَعرة في لُقمتي ! والله لا أكلتُ عندك أبداً
! وخرج وهو يقول :

وللموتُ خيرٌ من زيارةِ باخلٍ......... يُلاحظُ أطرافَ الأكيلِ على عمدِ

* * *


جيء بأعرابيّ إلى أحد الولاة لمحاكمته على جريمة أُتهم بارتكابها
، فلما دخل على الوالي في مجلسه ، أخرج كتاباً ضمّنه قصته ،
وقدمه له وهو يقول : هاؤم إقرأوا كتابيه ..

فقال الوالي : إنما يقال هذا يوم القيامة .

فقال : هذا والله شرٌّ من يوم القيامة ، ففي يوم القيامة يُؤتى بحسناتي وسيئاتي ،
أما أنتم فقد جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي .

* * *

تزوّج أعرابيّ على كبر سنه ، فعوتب على مصير أولاده القادمين ،
فقال : أبادرهم باليتم قبل أن يبادروني بالعقوق .

* * *

ألحَّ سائلٌ على أعرابيّ أن يعطيه حاجةً لوجه الله ،
فقال الأعرابيّ : والله ليس عندي ما أعطيه للغير .. فالذي عندي أنا أولى الناس به وأحقّ !
فقال السائل : أين الذين كانوا يؤثرون الفقير على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ؟
فقال الأعرابيّ : ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا .

* * *

قيل لأعرابيّ : ما يمنعك أن تغزو ؟ فقال : والله إني لأبغض الموت
على فراشي فكيف أمضي اليه ركضاً .

* * *

almooj
18/09/2009, 02:46 PM
الأخ شخص الزهراني : شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك . وموفق بإذن الله تعالى ولك مني أجمل تحية .

شخص الزهراني
18/09/2009, 08:16 PM
يعطيك العافيه عالمرو الطيب

سطور السنين
19/09/2009, 04:06 AM
تزوّج أعرابيّ على كبر سنه ، فعوتب على مصير أولاده القادمين ،
فقال : أبادرهم باليتم قبل أن يبادروني بالعقوق .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شخص الزهراني
19/09/2009, 12:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا عالمرور والتعليق
فععلا هدي لفتت انتباهي وانا انقلها من كتاب وتحتاج نميزه باللون الاحمر