المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية رسالة سلام للاستاذ صلاح بن سعيد الزهراني


مشهور
11/10/2009, 02:44 AM
الاستاذ صلاح بن سعيد الزهراني وحديث عن جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفضه الله ورعاه للعلوم والتقنية
شكرا استاذ صلاح على هذه المقالة الطيبة واتمنى ان تقرى بتمعن ونسال الله ان يديم علينا امننا واماننا في هذه البلاد الطاهرة وان يجعل ماقدمه ولي امرنا في ميزان حسناته والى المقالة مع التحية والاحترام





جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية رسالة سلام
صلاح بن سعيد الزهراني
المقالة منقولة من صحيفة الجزيرة يوم الخميس







إنّ المتطلع لحقيقة الأشياء ليدرك ببصيرته قبل البصر أهمية العلم في حياتنا؛ لذا كان أول ما طلب من نبي هذه الأمة المبعوث رحمة للعالمين (اقرأ)، ولما كان رده صلى الله عليه وسلم: (ما أنا بقارئ) أي أنه أميّ لا يعرف القراءة والكتابة، كان رد الروح الأمين عليه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (الآيات من 1 إلى 5 من سورة العلق).

والدعوة الربانية للقراءة هي دعوة صريحة للتعلم، فالتعليم يجلو الأذهان، ويفتح أبواب العقول التي أعدها الله سبحانه وتعالى لاستقبال المعلومات، واكتشاف حقيقة الأشياء، وبين الحدث والإدراك يدرك الإنسان العلاقات التي قد تغيب عن كثير من البشر، فالعلم وسيلة للتعرُّف على كنه الأشياء، وقد اختار الله الإنسان ليحمل أمانة العلم الذي له دوره في عمارة الأرض وتيسير صعوبات الحياة على البشر، قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (28) سورة فاطر.

فالعلم باسم الله عز وجل، وتحقيقا لشريعته في خلقه، فهو يضع يد العالم على أصول الأشياء وطبيعتها في حدود معارفه، ورغم ما أنزل الله من العلم على قلوب البشر فأنار به عقولهم يقول عز وجل في محكم آيات كتابه: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} (85) سورة الإسراء.

قال صلى الله عليه وسلم: (إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم)، فالعلم قبس من نور الله عز وجل، يتجلى به على قلوب البشر فيمحو عنها ظلمات الجهالة، ولا تقوم الحضارة إلا على أساس من العلم، يقول شوقي يرحمه الله:

سبحانك الله خير معلم
علمت بالقلم القرون الأولى
أخرجت هذا العقل من ظلماته
وهديته النور المبين سبيلا
وقد أخذت الأجيال الأولى من هذه الأمة الدعوة الربانية إلى العلم مأخذ الجد فكان منهم العلماء الذين فتحوا مغاليق الأبواب في العلوم الطبيعية والإنسانية، فكان منهم ابن الرشد والخوارزمي وجابر بن حيان والحسن بن الهيثم وأبو بكر الرازي والبيروني والدمشقي وابن خلدون وغيرهم.

ولأن القيادة الحكيمة لهذا البلد تدرك أهمية العلم أصبح العلم على رأس الأولويات منذ أيام المؤسس أبي تركي يرحمه الله، وكانت فرحتنا بعيد الفطر واليوم الوطني للمملكة فرحة غامرة تحمل كل المعاني الدينية والإنسانية والوطنية، وسعدنا بافتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله وحفظه من كل سوء - لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي تعدّ بحق صرحاً من صروح العلا والمجد على أرض الوطن، الجامعة النادرة في العالم من حيث إمكانياتها ومناهجها ومواردها البشرية وقدراتها التقنية وبنيتها الأساسية.

وقد جاءت هذه الجامعة بعد إعلان قيام منظومة من الجامعات الوطنية التي شملت كافة مناطق المملكة، بل تعدت ذلك لتكون جامعاتنا الوطنية أكثر من عشرين جامعة، وقد كانت إلى عهد قريب لا تتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة؛ ما يجعل هذا العهد الزاهر يستحق أن يطلق عليه عهد العلم والتطور والتقنية، وكان سعى المليك المفدى لذلك للحاق بركب العلم والتقدم لتحتل المملكة مكانتها اللائقة بين الأمم وعلى خريطة العلوم.

جاءت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لتضع المملكة في مرحلة متقدمة على طريق النهضة الحقيقية، وتترجم في ذات الوقت عمق رؤية القيادة في تصدر التعليم ودوره المهم في الرقي والتقدم، باعتباره أهم أدوات البناء والتنمية المستدامة، ولا يخفى على أحد ما تتميز به هذه الجامعة من إمكانات وتخصصات وكوادر وكفاءات عالمية نادرة؛ الأمر الذي يعطيها المزيد من التفرد ويجعلها إضافة حقيقية لمنظومة التعليم في المملكة، ودفعة قوية للتعليم العالي السعودي الذي أصبح يتبوأ مراكز متقدمة على المستويين العالمي والعربي.

وتعد هذه الجامعة هدية للعلم والعلماء والباحثين سواء على المستوى المحلي أو العالمي، جاءت نبراساً على الطريق يذكرنا بالماضي حيث كان للعلماء العرب والمسلمين السبق في كثير من العلوم.

ويولي المليك المفدى - حفظه الله - اهتماماً بالغاً بالعلم والعلماء، ويمثل اختياره للجامعة وكوادرها من الكفاءات المتميزة عالمياً دليلاً إضافياً على حرص القيادة على أن تكون هذه الجامعة على قدر من التفرد والريادة العالمية وعلى بُعد النظرة للمستقبل في ظل الزخم المتسارع للعلم والتعليم، كما أنها جاءت لتحقق تطلعات الكوادر السعودية، جاءت دفعة قوية لاستمرار مسيرة العطاء التي انطلقت منذ تأسيس المملكة؛ لذا كان اختيار توقيت انطلاق هذه الجامعة العملاقة توقيتاً مناسباً مع الاحتفال باليوم الوطني للمملكة، يوم أن حلق العلم السعودي خفاقاً في سمائنا منذراً بقيام كيان قوي عملاق ودولة فتية صاعدة بفضل من الله عز وجل وعبقرية المؤسس وأبنائه البررة من بعده.

وأملنا في الله عز وجل أن يكتب لهذه الجامعة أن تكون علامة فارقة في تاريخ التعليم العربي والعالمي ونقطة تحول وعبور نحو النهضة الشاملة، وأن تكون منارة يهتدي بها المتبحرون في بحار العلم من أبناء الأمة العربية والإسلامية بل والعالم أجمع فتكون رسالة سلام ومحبة، وأداة من أدوات الحوار البناء والخلاق بين الشعوب، لغتها الكلمة والمعلومة، وأن تكون مرتكزاً حضارياً يرتقي بالمملكة وأبنائها ذرى التقدم، ليعرف العالم أن هذه هي مملكة الإنسانية.

فتهانينا لأنفسنا، وتهانينا للوطن قيادة وشعباً باجتماع هاتين المناسبتين السعيدتين في أسبوع واحد.

رعى الله مملكتنا وشعبنا في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله، وأدام فضله ونعمته وأمنه ورخاءه على البلاد والعباد وحفظها من كل سوء، إنه سميع قريب مجيب.

- الرياض

د.ليل الوعد
11/10/2009, 03:29 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الرميصاء
11/10/2009, 12:25 PM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

علي الزهراني أبوأحمد
07/12/2009, 04:33 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .