صقر الجنوب
17/10/2009, 10:55 AM
“طيحني” “وبابا سامحنى” تفجر أزمة رجولة الشباب
http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1255706020054486900.jpg (http://www.al-madina.com/node/188895)
السبت, 17 أكتوبر 2009
حسن عبده – جدة تصوير : فهد الشمراني
أثارت موجة انتشار سراويل (اللوويست) والمعروفة محليا ببنطلونات «طيحني» و «بابا سامحنى» حالة من الجدل والتباين بين آراء الشباب ، فبينما اعتبر البعض أن الإقبال على تلك السروايل أمر طبيعي يعكس تفاعلهم مع الموضات الشبابية التي تفرض نفسها عبر محال ماركات الملابس العالمية ، وضع آخرون تلك السراويل في قفص الاتهام وطالبوا بمنع استيرادها من الخارج باعتبار أن تلك الموضات تشكل خطرا يحيق بالموروث الثقافي للشباب ولا بد من الجميع محاربته . بدأت موضة سراويل ( اللو ويست) إبان الستينيات داخل السجون الأمريكية، حينما قررت الحكومة منع السجناء الزنوج من استخدام الحزام خشية اعتدائهم به على السجّانين، وراقت الفكرة لبعض السجناء الذين خرجوا بها إلى مجتمعاتهم الإجرامية في أحياء السود حتى تحوّلت إلى موضة لدى هذه الفئة ، ثم انتقلت إلى بعض المجتمعات المدنية على أنها علامة للمهتمين بأغاني الراب والهيب هوب تسهل عليهم التعرف على بعضهم في الأماكن العامة .
ورغم اندثار تلك الموضة إلا أنها عاودت الظهور خلال الثلاث سنوات الأخيرة بكثرة مع انفتاح الشباب السعودي على ألوان الموسيقى الغربية ،حيث يكاد لا يخلو شارع أو مول تجاري تجد به تجمهرا من شباب يرتدون أشكالا وأصنافا مختلفة من موضات ( اللو ويست) ، إلى حد يجعلهم أشبه بالشواذ خاصة إذا كانوا من طويلي الشعر أو ممن يسمون بالـ»كدش» .
فواز طاشقندي ، احد الشباب المهتمين بموضة «اللو يست» ، أوضح في حديثه أن بروز الموضات الغربية في ملابس الشباب السعودي لم تكن حدثا اعتباطيا ، مشيرا انه وخلال السنوات الأخيرة حملت الوسائط التواصلية كافة أنواع التقليعات الغربية إلى المملكة ، وتأثر بها معظم الشباب سواء عبر الفضائيات أو الانترنت أو غيره .
ويتفق محمد فلمبان 22 سنة ، يلبس «طيحني» مع ماذهب إليه فواز قائلا « رغم غرابة هذه الملابس عن غالبية الشباب السعودي ، إلا أنها استطاعت تدريجياً أن تتبوأ موقعا في أوساطهم ، لاسيما بعد أن زادت مساحة اتصال الشباب بالثقافات الأخرى عبر وسائل الاتصال والانترنت و الابتعاث والسفر والسياحة .
وأضاف فلمبان « محال ملابس الماركات الشبابية لعبت دورا كبيرا في انتشار سراويل «اللويست « وذلك عبر حصر بيع تلك الأنواع في متاجرهم وهو الأمر الذي أرغم بعض الشباب غير المقتنعين بموضة «طيحنى» و «سامحني» على اقتنائها بسبب عدم توفر البديل ،وعليه حظيت «اللويست» بانتشار شبابي واسع.
العولمة والموضة الغربية
من جهته ، قال سعود الحامد ، أستاذ بمدرسة اليمامة الثانوية ، وناشط في المجال الشبابي ، إن اهتمام الشباب بالموضات الغربية مرحلة محتومة في زمن العولمة ، ونتيجة عادية لسعي الشباب إلى تشكيل ذات مشبعة بأذواقهم الخاصة بعيدا عن الرتابة ، بحسب فهمهم المحدود ، وأضاف الحامد «ليس من الغريب أن يظهر شباب بمثل هذه الموضات باعتبار ا أن لكل مرحلة عمرية مذاقها الخاص مؤكدا انه بقليل من التوجيه والنصيحة سيتم تجاوز هذه المرحلة .
خطر على الثقافة
إلى ذلك ، قال خالد الغامدي 21 سنة طالب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ، إن الشاب الذي يلبس تلك الموضات الدخيلة لا يخلو من السطحية ، مؤكدا أن غالبية الشباب «المطيحين» ، مأخوذون بالتجربة والموضة ولا يعلمون ماذا يعني ارتداء تلك السراويل ، ولفت الغامدي إلى أن ارتداء هذه الموضة يعتبر «قارعة أخلاقية» و وجودها كواقع يشاهده الأطفال في الشوارع والأسواق ، سيخرج لنا جيلاً بارد الرجولة ، ممسوخ الأخلاق ، مشيرا إلى أن هذا النوع من الملابس يكاد يكون محصورا في أحياء معينة بالمدن الكبرى ، خاصة التي تعيش تدفقا للجاليات الأجنبية والتي انخرطت في المجتمع وأثرت في تغيير كثير من المفاهيم ومن ضمنها هذه الملابس و الأذواق والتي يعتبرونها موضة مدنية .
ويوافق هذا الرأي ، ياسر الشهري 16 سنة ، طالب بالمرحلة الثانوية ، الذي اعتبر تكاثر تلك الموضات الشاذة يمثل خطرا يحيق بالموروث الثقافي والإسلامي للشباب ، مبينا أن الشباب الـ»مطيحين» معوْلمون ويريدون القفز دون انضباط بمثل هذه العادات الدخيلة على المجتمع
وأضاف « من الممكن أن يتمادوا إلى عادات وتقاليد غربية أفظع، تهدد قيمنا وتقاليدنا» ، وتابع « أناشد المسؤولين إيجاد رقابة على مثل هذه الملابس أو وقف استيرادها ابتداء أو منع بيعها وذالك بغرض اجتثاث الظاهرة من جذورها .
حالة استيلابية
من جهته ، بدا الدكتور علي العمرى ، رئيس منظمة فور شباب ، متفاجئاً ومأخوذاً بانتشار تلك الموضات الدخيلة بين الشاب ، وقال «إن ازدهار هذه التقليعات إشارة إلى وجود خلل في تلبية الاحتياجات الروحية والرمزية للشباب الذي وجد نفسه كائنا أعزل أمام محمولات العولمة ، واعتبر اهتمام هؤلاء الشاب بالموضة الغربية ، حالة استيلابية لشرائح من الشباب لم تتسلح بما يكفي من العدة الثقافية والدينية ، بسبب ضعف فعالية المؤسسات الاجتماعية المختلفة، فوجد الشباب في الهوى الغربي مجالا خصبا لركوب موجة العبث واللامعنى.
http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1255706020054486900.jpg (http://www.al-madina.com/node/188895)
السبت, 17 أكتوبر 2009
حسن عبده – جدة تصوير : فهد الشمراني
أثارت موجة انتشار سراويل (اللوويست) والمعروفة محليا ببنطلونات «طيحني» و «بابا سامحنى» حالة من الجدل والتباين بين آراء الشباب ، فبينما اعتبر البعض أن الإقبال على تلك السروايل أمر طبيعي يعكس تفاعلهم مع الموضات الشبابية التي تفرض نفسها عبر محال ماركات الملابس العالمية ، وضع آخرون تلك السراويل في قفص الاتهام وطالبوا بمنع استيرادها من الخارج باعتبار أن تلك الموضات تشكل خطرا يحيق بالموروث الثقافي للشباب ولا بد من الجميع محاربته . بدأت موضة سراويل ( اللو ويست) إبان الستينيات داخل السجون الأمريكية، حينما قررت الحكومة منع السجناء الزنوج من استخدام الحزام خشية اعتدائهم به على السجّانين، وراقت الفكرة لبعض السجناء الذين خرجوا بها إلى مجتمعاتهم الإجرامية في أحياء السود حتى تحوّلت إلى موضة لدى هذه الفئة ، ثم انتقلت إلى بعض المجتمعات المدنية على أنها علامة للمهتمين بأغاني الراب والهيب هوب تسهل عليهم التعرف على بعضهم في الأماكن العامة .
ورغم اندثار تلك الموضة إلا أنها عاودت الظهور خلال الثلاث سنوات الأخيرة بكثرة مع انفتاح الشباب السعودي على ألوان الموسيقى الغربية ،حيث يكاد لا يخلو شارع أو مول تجاري تجد به تجمهرا من شباب يرتدون أشكالا وأصنافا مختلفة من موضات ( اللو ويست) ، إلى حد يجعلهم أشبه بالشواذ خاصة إذا كانوا من طويلي الشعر أو ممن يسمون بالـ»كدش» .
فواز طاشقندي ، احد الشباب المهتمين بموضة «اللو يست» ، أوضح في حديثه أن بروز الموضات الغربية في ملابس الشباب السعودي لم تكن حدثا اعتباطيا ، مشيرا انه وخلال السنوات الأخيرة حملت الوسائط التواصلية كافة أنواع التقليعات الغربية إلى المملكة ، وتأثر بها معظم الشباب سواء عبر الفضائيات أو الانترنت أو غيره .
ويتفق محمد فلمبان 22 سنة ، يلبس «طيحني» مع ماذهب إليه فواز قائلا « رغم غرابة هذه الملابس عن غالبية الشباب السعودي ، إلا أنها استطاعت تدريجياً أن تتبوأ موقعا في أوساطهم ، لاسيما بعد أن زادت مساحة اتصال الشباب بالثقافات الأخرى عبر وسائل الاتصال والانترنت و الابتعاث والسفر والسياحة .
وأضاف فلمبان « محال ملابس الماركات الشبابية لعبت دورا كبيرا في انتشار سراويل «اللويست « وذلك عبر حصر بيع تلك الأنواع في متاجرهم وهو الأمر الذي أرغم بعض الشباب غير المقتنعين بموضة «طيحنى» و «سامحني» على اقتنائها بسبب عدم توفر البديل ،وعليه حظيت «اللويست» بانتشار شبابي واسع.
العولمة والموضة الغربية
من جهته ، قال سعود الحامد ، أستاذ بمدرسة اليمامة الثانوية ، وناشط في المجال الشبابي ، إن اهتمام الشباب بالموضات الغربية مرحلة محتومة في زمن العولمة ، ونتيجة عادية لسعي الشباب إلى تشكيل ذات مشبعة بأذواقهم الخاصة بعيدا عن الرتابة ، بحسب فهمهم المحدود ، وأضاف الحامد «ليس من الغريب أن يظهر شباب بمثل هذه الموضات باعتبار ا أن لكل مرحلة عمرية مذاقها الخاص مؤكدا انه بقليل من التوجيه والنصيحة سيتم تجاوز هذه المرحلة .
خطر على الثقافة
إلى ذلك ، قال خالد الغامدي 21 سنة طالب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ، إن الشاب الذي يلبس تلك الموضات الدخيلة لا يخلو من السطحية ، مؤكدا أن غالبية الشباب «المطيحين» ، مأخوذون بالتجربة والموضة ولا يعلمون ماذا يعني ارتداء تلك السراويل ، ولفت الغامدي إلى أن ارتداء هذه الموضة يعتبر «قارعة أخلاقية» و وجودها كواقع يشاهده الأطفال في الشوارع والأسواق ، سيخرج لنا جيلاً بارد الرجولة ، ممسوخ الأخلاق ، مشيرا إلى أن هذا النوع من الملابس يكاد يكون محصورا في أحياء معينة بالمدن الكبرى ، خاصة التي تعيش تدفقا للجاليات الأجنبية والتي انخرطت في المجتمع وأثرت في تغيير كثير من المفاهيم ومن ضمنها هذه الملابس و الأذواق والتي يعتبرونها موضة مدنية .
ويوافق هذا الرأي ، ياسر الشهري 16 سنة ، طالب بالمرحلة الثانوية ، الذي اعتبر تكاثر تلك الموضات الشاذة يمثل خطرا يحيق بالموروث الثقافي والإسلامي للشباب ، مبينا أن الشباب الـ»مطيحين» معوْلمون ويريدون القفز دون انضباط بمثل هذه العادات الدخيلة على المجتمع
وأضاف « من الممكن أن يتمادوا إلى عادات وتقاليد غربية أفظع، تهدد قيمنا وتقاليدنا» ، وتابع « أناشد المسؤولين إيجاد رقابة على مثل هذه الملابس أو وقف استيرادها ابتداء أو منع بيعها وذالك بغرض اجتثاث الظاهرة من جذورها .
حالة استيلابية
من جهته ، بدا الدكتور علي العمرى ، رئيس منظمة فور شباب ، متفاجئاً ومأخوذاً بانتشار تلك الموضات الدخيلة بين الشاب ، وقال «إن ازدهار هذه التقليعات إشارة إلى وجود خلل في تلبية الاحتياجات الروحية والرمزية للشباب الذي وجد نفسه كائنا أعزل أمام محمولات العولمة ، واعتبر اهتمام هؤلاء الشاب بالموضة الغربية ، حالة استيلابية لشرائح من الشباب لم تتسلح بما يكفي من العدة الثقافية والدينية ، بسبب ضعف فعالية المؤسسات الاجتماعية المختلفة، فوجد الشباب في الهوى الغربي مجالا خصبا لركوب موجة العبث واللامعنى.