نبع الحنين
13/02/2005, 09:53 PM
رؤية واقعية لفهم معنى المسؤولية
يولد الشعور بالمسؤولية الإسلامية لدى المسلم: حين يستقر الإيمان في قلبه، ويتفتح الوعي في عقله.. فتستجيب كل جوارحه لدواعي العقيدة، ونداءات الرسالة الخالدة.. ويندفع لأداء التزاماته الفردية والاجتماعية بهمّة وبطولة.
وشعور المسلم بمسؤوليته: هو مظهر الإحساس بعظمة الله تعالى، وتعبير عن الانقياد الصادق له، وسمة التعلق به، ومنطلق العمل في سبيله.. ابتغاء وجه ربه الأعلى.
أما ضمور الشعور بالمسؤولية: فهو علامة الضلال، وسوء الظن بالله سبحانه.. وهو كذلك من مظاهر فقدان الثقة بالنفس، وانهيار الإرادة، والتهرّب من الواقع، وتفاقم بواعث التخوف لدى الإنسان.
وإذا اختفى الشعور بالمسؤولية.. انطلق البحث عن المعاذير!! عند ذلك ألفيت روح الهزيمة تشرئبّ.. ووجدت التنصل يمد اخطبوطه ليشد كل جوارح الإنسان الى الحياة التافهة، والذلة والمسكنة، وقبول الانحراف والاستسلام، والخلود الى الكسل والرهبنة.
فالشعور بالمسؤولية شرارة الثورة على الفساد.
العمل.. لا الدعاء وحده:
الدعاء: توسل واستغاثة لجلب الخير ودفع الضر.
وإذا توجه العبد بالدعاء الى الله تعالى، اتصل برب الأرباب، وتعلق بمسبب الأسباب، واستعان "بالصمد" الملجأ الأحد في استجابة الدعوات، وقضاء الحاجات.
واتصال الإنسان بخالقه: يمنحه القدرة بعد العجز.. والقوة بعد الضعف.. والكرامة بعد الهوان، لأنه اتصال المخلوق العاجز الضعيف المهين، بالخالق القادر القوي العزيز.
فالله تعالى لا يقيم للإنسان، بل للبشرية جمعاء، وزناً لولا هذا السمو الروحي، والتعلق النفسي به سبحانه، والذي يحققه الدعاء:
{قُل ما يَعبأُ بِكُم رَبّي لولا دُعاؤكُم}. (الفرقان / 77)
إلا أن الإسلام العظيم: يرفض رفضاً قاطعاً، الفرار من العمل، حيث يجب، والانصراف الى الدعاء وحده.. ويمنع منعاً باتاً، التهرّب من المقاومة والتضحية، حيث تجب، والتوسل بالدعاء وحده.
فرسول الله (ص) كان يجدُّ ويحشد كل قواه لتعبئة جيشه الإسلامي، تعبئة عسكرية مادية ومعنوية مثلى.. وبعدها يتوجه في طلب التوفيق والنصر من الله تعالى.
"من سأل الله التوفيق.. ولم يجتهد فقد استهزأ بنفسه" (الإمام علي بن موسى الرضا (ع)).
العمل.. لا الولاء وحده:
وإن حبنا وولاءنا لرسول الله(ص) واجب، تفرضه العقيدة بالله، ويستلزمه الإيمان بالإسلام. ذلك لأننا لم نخرج من ظلمات الجاهلية الى نور الإسلام إلا بفضل جهادهم وقيادتهم الحكيمة .
إلا أن هذه المودّة لا تغني أبداً عن العمل بالإسلام، ولا تعفي إطلاقاً من العمل للإسلام.. فالصلاة لا تغني عن الصوم.. والحجّ لا يسقط الزكاة، وهكذا سائر الواجبات المطلوبة والمفروضة على المسلمين، لأنها متكاملة لا يسقط أحدها بأداء الآخر.
كما أن الحب الصادق لرسول الله(ص)، يلزم أن يدفعنا الى التمسك الواعي بالإسلام، ومواجهة تحديات أعدائه، بصلابة عقيدة، ورسوخ إيمان.
فالمسلم الذي يترك العمل بالإسلام.. أو يدع العمل من أجل الإسلام، اتكالاً على مجرد حبه أو ولائه لرسول الله(ص)، وأهل بيته (عليهم السلام)، إنما يكذب في حبه، ويماري في ولائه.. لأنه يتيح المجال لسيطرة الجاهلية على مرافق الحياة الإسلامية.
إن التقاعس عن النهوض بالمسؤولية وتحمل أعبائها من أخطر الأمراض التي فتكت بمجتمعنا وساعدت على شيوع المنكرات، وتعطيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهيأت لها الفرص لتزرع طحالب التفرقة والأفكار الدخيلة بين صفوفنا، لاشغالنا بالمنازعات الجانبية، عن ممارسة حقنا في الحياة الإسلامية الحرة الكريمة.
وإن مراتب المسؤولية الإسلامية:
أولاً: الشعور بالمسؤولية.
ثانياً: الإيمان بالمسؤولية.
ثالثاً: الاستعداد لتحمل المسؤولية.
رابعاً: التفكير بمتطلبات المسؤولية.
خامساً: العمل الرسالي لأداء مهام المسؤولية.
وأنه لا يمكن بلوغ هذه المراتب إلا بتوظيف كافة الطاقات الفكرية والمالية والاجتماعية المخزونة لدى الأُمة، لصالح الإسلام.. وتنسيق عوائد العمل، وتصعيد الوعي الرسالي، وتوجيهها نحو الأهم فالمهم، من مشاكلنا وأهدافنا العليا المشتركة.. ومواصلة السعي النضالي من أجل انتصار الإسلام مهما طال الزمن..
يولد الشعور بالمسؤولية الإسلامية لدى المسلم: حين يستقر الإيمان في قلبه، ويتفتح الوعي في عقله.. فتستجيب كل جوارحه لدواعي العقيدة، ونداءات الرسالة الخالدة.. ويندفع لأداء التزاماته الفردية والاجتماعية بهمّة وبطولة.
وشعور المسلم بمسؤوليته: هو مظهر الإحساس بعظمة الله تعالى، وتعبير عن الانقياد الصادق له، وسمة التعلق به، ومنطلق العمل في سبيله.. ابتغاء وجه ربه الأعلى.
أما ضمور الشعور بالمسؤولية: فهو علامة الضلال، وسوء الظن بالله سبحانه.. وهو كذلك من مظاهر فقدان الثقة بالنفس، وانهيار الإرادة، والتهرّب من الواقع، وتفاقم بواعث التخوف لدى الإنسان.
وإذا اختفى الشعور بالمسؤولية.. انطلق البحث عن المعاذير!! عند ذلك ألفيت روح الهزيمة تشرئبّ.. ووجدت التنصل يمد اخطبوطه ليشد كل جوارح الإنسان الى الحياة التافهة، والذلة والمسكنة، وقبول الانحراف والاستسلام، والخلود الى الكسل والرهبنة.
فالشعور بالمسؤولية شرارة الثورة على الفساد.
العمل.. لا الدعاء وحده:
الدعاء: توسل واستغاثة لجلب الخير ودفع الضر.
وإذا توجه العبد بالدعاء الى الله تعالى، اتصل برب الأرباب، وتعلق بمسبب الأسباب، واستعان "بالصمد" الملجأ الأحد في استجابة الدعوات، وقضاء الحاجات.
واتصال الإنسان بخالقه: يمنحه القدرة بعد العجز.. والقوة بعد الضعف.. والكرامة بعد الهوان، لأنه اتصال المخلوق العاجز الضعيف المهين، بالخالق القادر القوي العزيز.
فالله تعالى لا يقيم للإنسان، بل للبشرية جمعاء، وزناً لولا هذا السمو الروحي، والتعلق النفسي به سبحانه، والذي يحققه الدعاء:
{قُل ما يَعبأُ بِكُم رَبّي لولا دُعاؤكُم}. (الفرقان / 77)
إلا أن الإسلام العظيم: يرفض رفضاً قاطعاً، الفرار من العمل، حيث يجب، والانصراف الى الدعاء وحده.. ويمنع منعاً باتاً، التهرّب من المقاومة والتضحية، حيث تجب، والتوسل بالدعاء وحده.
فرسول الله (ص) كان يجدُّ ويحشد كل قواه لتعبئة جيشه الإسلامي، تعبئة عسكرية مادية ومعنوية مثلى.. وبعدها يتوجه في طلب التوفيق والنصر من الله تعالى.
"من سأل الله التوفيق.. ولم يجتهد فقد استهزأ بنفسه" (الإمام علي بن موسى الرضا (ع)).
العمل.. لا الولاء وحده:
وإن حبنا وولاءنا لرسول الله(ص) واجب، تفرضه العقيدة بالله، ويستلزمه الإيمان بالإسلام. ذلك لأننا لم نخرج من ظلمات الجاهلية الى نور الإسلام إلا بفضل جهادهم وقيادتهم الحكيمة .
إلا أن هذه المودّة لا تغني أبداً عن العمل بالإسلام، ولا تعفي إطلاقاً من العمل للإسلام.. فالصلاة لا تغني عن الصوم.. والحجّ لا يسقط الزكاة، وهكذا سائر الواجبات المطلوبة والمفروضة على المسلمين، لأنها متكاملة لا يسقط أحدها بأداء الآخر.
كما أن الحب الصادق لرسول الله(ص)، يلزم أن يدفعنا الى التمسك الواعي بالإسلام، ومواجهة تحديات أعدائه، بصلابة عقيدة، ورسوخ إيمان.
فالمسلم الذي يترك العمل بالإسلام.. أو يدع العمل من أجل الإسلام، اتكالاً على مجرد حبه أو ولائه لرسول الله(ص)، وأهل بيته (عليهم السلام)، إنما يكذب في حبه، ويماري في ولائه.. لأنه يتيح المجال لسيطرة الجاهلية على مرافق الحياة الإسلامية.
إن التقاعس عن النهوض بالمسؤولية وتحمل أعبائها من أخطر الأمراض التي فتكت بمجتمعنا وساعدت على شيوع المنكرات، وتعطيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهيأت لها الفرص لتزرع طحالب التفرقة والأفكار الدخيلة بين صفوفنا، لاشغالنا بالمنازعات الجانبية، عن ممارسة حقنا في الحياة الإسلامية الحرة الكريمة.
وإن مراتب المسؤولية الإسلامية:
أولاً: الشعور بالمسؤولية.
ثانياً: الإيمان بالمسؤولية.
ثالثاً: الاستعداد لتحمل المسؤولية.
رابعاً: التفكير بمتطلبات المسؤولية.
خامساً: العمل الرسالي لأداء مهام المسؤولية.
وأنه لا يمكن بلوغ هذه المراتب إلا بتوظيف كافة الطاقات الفكرية والمالية والاجتماعية المخزونة لدى الأُمة، لصالح الإسلام.. وتنسيق عوائد العمل، وتصعيد الوعي الرسالي، وتوجيهها نحو الأهم فالمهم، من مشاكلنا وأهدافنا العليا المشتركة.. ومواصلة السعي النضالي من أجل انتصار الإسلام مهما طال الزمن..