تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ألا تلاحظون غياب هؤلاء عن كارثة جدة / فيديو مؤثر


نواف بيك البريدية
06/12/2009, 11:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


http://www.yabdoo.com/users/476/gallery/3645_p178846.gif

كانت الخطوب حين تمر على المجتمع المسلم ، يكون الصوت الأول هو صوته ، لا يغيب أو يمكن تغييبه قصرا و قهرا ، ظلما و عدوانا ، لا يمكن تخيل حادثة تهم الناس و تحل بهم إلا و هم يتساءلون عن هذا الصوت : ماذا قال ؟ و ما رأيه ؟


و حين اختلت موازين الإيمان ، و اضطربت بوصلة الفكر و التفكير ، أصبحت لا تشير إلى الشمال ! إلى هذا الصوت !

مرت حادثة جدة الفاجعة علينا ، و كنا ننتظر كلاما شافيا كافيا من علمائنا و دعاتنا أصحاب الصوت الصادق ، الصادق نصحا و توجيها ، ليس صوتا مرتزقا يفتتح الصحيفة بمقال الثناء و التمجيد للإهمال و خيانة الأمانة و إن كان يكتب باسم ( الوطن ) !و ليس صوت تحميل الأمور ما لا تحتمل و اتهام البريء و الأمين .

لقد غاب - أو غيب - في مثل هذه الأحداث صوت ( قال الله تعالى ) و ( قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ) ، صوت الشرع المطهر الذي ينقله لنا علماءؤنا الثقاة في علمهم ، المأمونون في ديانتهم ، فمثل هذا الحدث الجلل و الخطب العظيم ليس مسألة ( صرف صحي ) فقط ، أو ( أحياء عشوائية ) فقط ، أو غير ذلك ، و إن كانت سببا حقيقيا ، و لكن الأسباب لا تقف في وجه مسببها ! و تمنع تقديره و إن أحكمت و أتقنت !

لقد سمعنا صوت كل من له دخل و من ليس له دخل ، حتى أني سمعت رجلا سعوديا أكاديميا في جامعة الملك عبد العزيز يتحدث في قناة ( العبرية ) عن هذا الحدث فمما قاله : أن الطبيعة عندما قذفت هذه الكمية من الأمطار لم تجعل لنا خيار !

آلطبيعة هي التي أمطرت ؟ آلطبيعة هي التي أغرقت ؟
( و ما قدروا الله حق قدره )
( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال :أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) أخرجاه

ليس من المعقول أن تمر هذه الأحداث العظيمة دون تذكير الناس بأن مسببها هو الله عز و جل ، و أن سببها ( المعاصي و الذنوب ) التي يحدثها العباد ، قال تعالى : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ )
( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) ) ، فعلينا الخضوع لقدرة الله ، و الذل بين يديه و التوبة إليه .

و أصحاب الإنحراف الفكري و الدجل الإعلامي من الليبراليين المنافقين و أضرابهم لا يعجبهم هذا القول و المنطق ، و من منهم يعجبه أن نقول : يا عباد الله لما شاعت المعاصي فينا عوقبنا فتوبوا و أنيبوا ؟ يا عباد الله لما دعي إلى الاختلاط و الفسق و الفجور علنا عوقبنا ؟

و كيف يعجبهم و هم يدعون للإختلاط ليل نهار ، و إلى خروج المرأة بأي وسيلة حتى حلت محل الرجل ، و الرجال في عطالة !
و كيف يعجبهم و هم يدعون لاستباحة حرمات الله ، و انتهاك حدود الله باسم ( الاختلاف ) و ( التعددية ) و ( الرأي الآخر ) الذي انتهكوه و ضربوه حتى قتلوه ، و لا زالوا يضربون ( الرأي الآخر ) و هو ميت ( و الضرب في الميت حرام ) !

إن الخطاب النفاقي الليبرالي الذي يواصل الإفساد و هو في نفس الوقت يبرر هذا الإفساد و عواقب هذا الإفساد ، إنه خطاب يغيب الأمة و واقعها الذي نسعى لإصلاحه ، لم يعد الأمر خيانة للعقيدة و الفكر و الهوية ، بل تعدى الأمر إلى الخيانة الاقتصادية و الشعبية ، خيانة للناس تحت شعار ( كل شيء على ما يرام ) !

و هذا الخطاب الإعلامي المغيب للخطاب الشرعي يظهر للعيان النزعة المادية البحتة التي يحملها من يقود مثل هذا الإعلام ، فالإعصار يقع بسبب ( تيار هوائي ) ، و الطوفان بسبب ( زيادة منسوب المياه ) و الغبار بسبب :( منخفض جوي ) و هكذا دواليك ، تبريرات مادية بحتة ، أين مدبرها ؟ أين مصرفها ؟ أين خالقها ؟ فعل الله القدير الجبار القهار أين هو ؟

هل يمكن لعاقل أن يتجاهل الأمور و الأحداث المضطربة الاستثنائية التي مرت على السعودية بشكل مستمر دون أن نعهد مثيلها ، منذ شيوع هذا الفكر و استباحته للمحرمات و تجرئتهم الناس على الخوض فيها ؟


لمّا ضيقنا على المسلمين خيرنا الذي وهبه الله لنا ، و قلصنا تبرعاتنا للمستضعفين في العالم ، صارت حياتنا في ضيق ! و صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ثلاث أقسم عليهن ما نقص مال من صدقة فتصدقوا ) ، (مَا مِنْ يوم يُصبِحُ فيه العبادُ إلا مَلَكانِ يَنْزِلان ، يقول أحدُهما : اللهم أعْطِ مُنْفِقا خَلَفا ، ويقول الآخر : اللهم أعْطِ مُمْسِكا تَلَفا)أخرجه البخاري ومسلم

و رغم هذا الارتفاع في أسعار النفط التي تعتمد عليه بلادنا ، خسف سوق الأسهم بالناس ، و جات موجة الغلاء الفاحش ، و ضربتنا زلازل العيص ، و هبت موجات غبار عاتية على البلاد ، و جفت مناطق في السعودية من الأمطار ، و حصلت فتنة أهل البدع في البقيع ، و تأجج صراع الحوثيين في الجنوب ، و جاء طوفان جدة ، و أنا هنا لا أستقصي فواجعنا و كوارثنا ، و لكن أتذكر لأذّكر و أُذكر ، أنها ابتلاء من الله لنا و عقوبة على معاصينا ، كي نرجع و نعود لربنا الرحيم ، بدل استكبار أهل الزيغ و الأهواء الذي سيطروا على مداخل الإعلام و مخارجه ، الذين يشنعون على من يقول ( هي ذنوبنا و معاصينا ) و قد قال الله تعالى : ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) ، و لكن الجاهل يعلم فيتعلم ، و المعاند المستكبر لا ينفعه تعليم و لا تذكير ،

فأهل الإيمان الذين يعظمون الله حق تعظيمه يفعلون كما فعل قدوتهم صلى الله عليه وسلم فيما أخرجاه في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في وجهه فقالت يا رسول الله أرى الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية قالت فقال يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب قد عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا{ هذا عارض ممطرنا } ) و في رواية : ( وإذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا مطرت سري عنه فعرفت ذلك في وجهه قالت عائشة فسألته فقال لعله يا عائشة كما قال قوم عاد (فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا) )
فهل هناك من هو أتقى و أنقى من النبي صلى الله عليه وسلم و مجتمعه ؟

و قال أيضا كما في الصحيحين : ( إن الله يغار و غيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه ) فصار هذا حال السلف الصالح من بعده : ( كانوا يتهمون أعمالهم وتوباتهم ويخافون أن لا يكون قد قبل منهم ذلك فكان ذلك يوجب لهم شدة الخوف وكثرة الاجتهاد في العمل الصالح قال الحسن أدركت أقواما لو أنفق أحدهم ملء الأرض ما أمن لعظم الذنب في نفسه ) ،فعجيب غاية العجب كيف جمع أولئك العمل الصالح مع الخوف من الله ، و المنافقون اليوم جمعوا الفجور و الدعوة للفواحش مع غاية الأمن ! فهذه هي سبيل أهل الإيمان كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه ) أما سبيل المنافقين فهي واضحة لنا اليوم ( وإن الفاجر يرى ذنوبه كذبابٍ مر على أنفه فقال به هكذا - أي بيده - فذبه عنه) أخرجه البخاري.



لمشاهدة الفيديو

http://www.nawafnet.net/file-499.htm (http://www.nawafnet.net/file-499.htm)



بدر الغامدي
badr.algamdy@gmail.com (badr.algamdy@gmail.com)


المزيد... (http://www.nawafnet.ws/msg-3588.htm)

أبـو مشاري
06/12/2009, 01:13 PM
اللهـم الطف بهم