علي الزهراني أبوأحمد
04/01/2010, 11:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جدة - متابعة :
لم تكن الخادمةالتي زحفت
متشبثة بسور الجامعة تقطعه
من أوله لآخره للنجاة من
كارثة السيول هي طيف
الصورة الوحيدة التي يحفظها
شريط ذاكرة عبدالحميد
الغامدي بل إن الرجل وزوجته
اللذان قاوما الغرق بالأحضان
لمدة 3 ساعات قبل أن
يبتلعهما السيل كانت من أكثر
المواقف ايلامًا للغامدي
ورفقائه الذين لم تسعفهم قوة
الكارثة في إنقاذ الزوجين رغم
محاولاتهم المستميتة والتي
تفرد الموت للحظوة بمرافقة
الحبيبين الاوفياء للعشرة
الزوجية ولا زالت صورة
الغريقة السعودية التي رفضت
رمي حجابها وعباءتها التي
لفت بها جسدها الطاهر لتستره
من جبروت السيل
قبل أعين مشيعيها لقبرها
إحدى الصور الجميلة التي
يرددها الغامدي الذي دون في
تاريخه أنه مكتشف أول جثة
لشهداء سيول جدة في سرده
لكارثة السيول بصفته أحد
شهود العيان الذي عايش
لحظات الطوفان قلباً وقالباً :
ووفقاً لتقرير أعده الزميل
حامد الرفاعي نشرته "
المدينة" اليوم , يتذكر
عبدالحميد الغامدي السبب
الرئيسي الذي جره لمعمعة
السيل في قويزة و طريق
الجامعة رغم وجوده ذلك اليوم
في منزل اسرته بحي السامر
عندما إتصل عليه والده الذي
سافر للجنوب , مؤكدًا له بأنه
الآن بالقرب من مدخل جدة
ولا يفصله عن المنزل إلا
سويعات معدودة, إلا أن
الدقائق والساعات تمر
والامطار تزداد كثافة وقلب
الابن البار تتسارع دقاته خوفًا
على الأب .
لم يجد الغامدي
حينها مفرًا من الخروج للبحث
عن والده خاصة وأن الإتصال
بينهما انقطع .و يكمل الغامدي
حديثه قائلًا : قمت بتشغيل
محرك سيارتي بإتجاه طريق
الحرمين مرورًا بجسر ولي
العهد حيث توقفت مع أرتال
السيارات المزدحمة التي
اجبرها السيل على الوقوف
ونزلت من سيارتي للتمعن في
وجوه المتجمهرين عسى ان
يكون والدي بينهم ولحظتها
بدأت المياه في الازدياد ولم
أجد مفرا من الترجل على
قدمي والإتجاه لحي قويزة
وقبل الوصول لموقع المثلث
بدأت أصرخ في المارة
محذرهم من خطر السيل الهادر
الذي بدأ يشق طريقه من عدة
جهات مختلفة أبرزها بالقرب
من سور الجامعة وطريق مكة
الطالع وقويزة مخترقا
الحواجز والطرق وهناك
بالقرب من سور الجامعة حانت
لحظات الرعب التي اعتبرها
اقسى اللحظات التي مرت
بحياتي .
أصعب اللحظات بدأت المأساة
بانقلاب ثلاث شاحنات بجانبي
وأنا أجري كالمجنون أبحث لا
همّ لي سوى العثور على
والدي وعندما غاصت رجلي
في الوحل لم أجد مفرا من
اعتلاء كونتر إحدى الشاحنات
المقلوبة بالقرب من سور
الجامعة نتيجة جريان السيل
بشكل مهول ووقتها قمت
بالإتصال على شقيقي وأخبرته
بالموقف الذي يواجهني أنا
وعدد كبير من الاشخاص طالباً
منه الإتصال على جميع
القطاعات الامنية والحكومية
لإنقاذ الناس الذين بدأ السيل
يجرفهم خاصة وأنني كنت
لحظتها أشاهد إحدى النساء
تحتضن زوجها عند محاصرة
السيل لهما فيما آثرت
خادمتهما التعلق بسور الجامعة
.. لحظتها حاولت مع شاب
باكستاني الوصول لهم لانقاذهم
إلا ان جميع محاولاتنا باءت
بالفشل بسبب قوة اندفاع
السيل الذي جرفني
والباكستاني عدة مرات مما
جعلنا نغير إتجاهنا لإنقاذ وافدا
آخر كان موقعه يسمح بالإنقاذ
ثم كررنا المحاولة لانقاذ
الزوجين إلا أن الموقف ازداد
صعوبة وبدأ الزوج وزوجته
يختفيان أمامنا .
قصة لا تنسي
وأضاف الغامدي أثناء عملية
الإنقاذ التي كنت أقوم بها رأيت
جسماً غريباً لم أصدق لحظتها
بعد المعاينة أنها جثة عارية
قمت على الفور بحملها على
ظهري للعودة بها إلى زميلي
الباكستاني الذي أكمل
مهمةإنقاذ الخادمة المتعلقة
بسور الجامعة من خلال
الدخول في شاحنة والتقاطها
بحبل لفه بجسده أثناء عملية
الانقاذ ، ولحظتها بدأت طائرات
الانقاذ تباشر موقعنا حيث
فوجىء المسعفون بحملي
للجثة العارية فقام على أثرها
أحد منسوبي طائرات الانقاذ
بخلع ملابسه الداخلية ورميها
بإتجاهي لتغطية عورة الجثة
وإكتشفت فيما بعد أثناء
أسعافنا بمستشفى الملك
عبدالعزيز بأن الجثة التي
أحملها تعتبر أول جثث شهداء
سيول كارثة جدة وهي لشاب
ثلاثيني بهي الطلعة .وأضاف
الغامدي بعد وصولي بطيران
الإنقاذ لمستشفى الملك فهد
كنت مثار علامات التعجب بين
المارة بسبب ملابسي المقطعة
ورجليَّ الملطختين بالوحل
وخرجت من بوابة المستشفى
أكمل السير على قدميّ للبحث
عن والدي وبعد مسافة من
المشي توقف لي أحد أصحاب
السيارات وركبت معه
واستعنت بجواله للاتصال على
شقيقي الذي اخبرني أن والدي
وصل للمنزل سالما غانما
بقدرة الله عز وجل ثم بسبب
توقفه قبل معارض السيارات
لعدة ساعات مما جعله ينجو
من الدخول إلى قلب الطوفان
السعودديةالسعودديةالسعودديةالسعودديةالسعودديةالسعو دديةالسعودديةالسعودديةالسعودديةالسعودديةالسعودديةا لسعودديةالسعودديةالسعودديةالسعودديةالسعوددية
جدة - متابعة :
لم تكن الخادمةالتي زحفت
متشبثة بسور الجامعة تقطعه
من أوله لآخره للنجاة من
كارثة السيول هي طيف
الصورة الوحيدة التي يحفظها
شريط ذاكرة عبدالحميد
الغامدي بل إن الرجل وزوجته
اللذان قاوما الغرق بالأحضان
لمدة 3 ساعات قبل أن
يبتلعهما السيل كانت من أكثر
المواقف ايلامًا للغامدي
ورفقائه الذين لم تسعفهم قوة
الكارثة في إنقاذ الزوجين رغم
محاولاتهم المستميتة والتي
تفرد الموت للحظوة بمرافقة
الحبيبين الاوفياء للعشرة
الزوجية ولا زالت صورة
الغريقة السعودية التي رفضت
رمي حجابها وعباءتها التي
لفت بها جسدها الطاهر لتستره
من جبروت السيل
قبل أعين مشيعيها لقبرها
إحدى الصور الجميلة التي
يرددها الغامدي الذي دون في
تاريخه أنه مكتشف أول جثة
لشهداء سيول جدة في سرده
لكارثة السيول بصفته أحد
شهود العيان الذي عايش
لحظات الطوفان قلباً وقالباً :
ووفقاً لتقرير أعده الزميل
حامد الرفاعي نشرته "
المدينة" اليوم , يتذكر
عبدالحميد الغامدي السبب
الرئيسي الذي جره لمعمعة
السيل في قويزة و طريق
الجامعة رغم وجوده ذلك اليوم
في منزل اسرته بحي السامر
عندما إتصل عليه والده الذي
سافر للجنوب , مؤكدًا له بأنه
الآن بالقرب من مدخل جدة
ولا يفصله عن المنزل إلا
سويعات معدودة, إلا أن
الدقائق والساعات تمر
والامطار تزداد كثافة وقلب
الابن البار تتسارع دقاته خوفًا
على الأب .
لم يجد الغامدي
حينها مفرًا من الخروج للبحث
عن والده خاصة وأن الإتصال
بينهما انقطع .و يكمل الغامدي
حديثه قائلًا : قمت بتشغيل
محرك سيارتي بإتجاه طريق
الحرمين مرورًا بجسر ولي
العهد حيث توقفت مع أرتال
السيارات المزدحمة التي
اجبرها السيل على الوقوف
ونزلت من سيارتي للتمعن في
وجوه المتجمهرين عسى ان
يكون والدي بينهم ولحظتها
بدأت المياه في الازدياد ولم
أجد مفرا من الترجل على
قدمي والإتجاه لحي قويزة
وقبل الوصول لموقع المثلث
بدأت أصرخ في المارة
محذرهم من خطر السيل الهادر
الذي بدأ يشق طريقه من عدة
جهات مختلفة أبرزها بالقرب
من سور الجامعة وطريق مكة
الطالع وقويزة مخترقا
الحواجز والطرق وهناك
بالقرب من سور الجامعة حانت
لحظات الرعب التي اعتبرها
اقسى اللحظات التي مرت
بحياتي .
أصعب اللحظات بدأت المأساة
بانقلاب ثلاث شاحنات بجانبي
وأنا أجري كالمجنون أبحث لا
همّ لي سوى العثور على
والدي وعندما غاصت رجلي
في الوحل لم أجد مفرا من
اعتلاء كونتر إحدى الشاحنات
المقلوبة بالقرب من سور
الجامعة نتيجة جريان السيل
بشكل مهول ووقتها قمت
بالإتصال على شقيقي وأخبرته
بالموقف الذي يواجهني أنا
وعدد كبير من الاشخاص طالباً
منه الإتصال على جميع
القطاعات الامنية والحكومية
لإنقاذ الناس الذين بدأ السيل
يجرفهم خاصة وأنني كنت
لحظتها أشاهد إحدى النساء
تحتضن زوجها عند محاصرة
السيل لهما فيما آثرت
خادمتهما التعلق بسور الجامعة
.. لحظتها حاولت مع شاب
باكستاني الوصول لهم لانقاذهم
إلا ان جميع محاولاتنا باءت
بالفشل بسبب قوة اندفاع
السيل الذي جرفني
والباكستاني عدة مرات مما
جعلنا نغير إتجاهنا لإنقاذ وافدا
آخر كان موقعه يسمح بالإنقاذ
ثم كررنا المحاولة لانقاذ
الزوجين إلا أن الموقف ازداد
صعوبة وبدأ الزوج وزوجته
يختفيان أمامنا .
قصة لا تنسي
وأضاف الغامدي أثناء عملية
الإنقاذ التي كنت أقوم بها رأيت
جسماً غريباً لم أصدق لحظتها
بعد المعاينة أنها جثة عارية
قمت على الفور بحملها على
ظهري للعودة بها إلى زميلي
الباكستاني الذي أكمل
مهمةإنقاذ الخادمة المتعلقة
بسور الجامعة من خلال
الدخول في شاحنة والتقاطها
بحبل لفه بجسده أثناء عملية
الانقاذ ، ولحظتها بدأت طائرات
الانقاذ تباشر موقعنا حيث
فوجىء المسعفون بحملي
للجثة العارية فقام على أثرها
أحد منسوبي طائرات الانقاذ
بخلع ملابسه الداخلية ورميها
بإتجاهي لتغطية عورة الجثة
وإكتشفت فيما بعد أثناء
أسعافنا بمستشفى الملك
عبدالعزيز بأن الجثة التي
أحملها تعتبر أول جثث شهداء
سيول كارثة جدة وهي لشاب
ثلاثيني بهي الطلعة .وأضاف
الغامدي بعد وصولي بطيران
الإنقاذ لمستشفى الملك فهد
كنت مثار علامات التعجب بين
المارة بسبب ملابسي المقطعة
ورجليَّ الملطختين بالوحل
وخرجت من بوابة المستشفى
أكمل السير على قدميّ للبحث
عن والدي وبعد مسافة من
المشي توقف لي أحد أصحاب
السيارات وركبت معه
واستعنت بجواله للاتصال على
شقيقي الذي اخبرني أن والدي
وصل للمنزل سالما غانما
بقدرة الله عز وجل ثم بسبب
توقفه قبل معارض السيارات
لعدة ساعات مما جعله ينجو
من الدخول إلى قلب الطوفان
السعودديةالسعودديةالسعودديةالسعودديةالسعودديةالسعو دديةالسعودديةالسعودديةالسعودديةالسعودديةالسعودديةا لسعودديةالسعودديةالسعودديةالسعودديةالسعوددية