صقر الجنوب
16/01/2010, 02:07 AM
أنت تسب الحكومة
http://www.shibreqah.net/authpic/199.jpg
على قدر ما تعلِّم نفسك فن الهدوء وسياسة (الروقان) على قدر ما تجد من (ينغِّص) عليك هذه الحالة التي تتمتع بها!
كنت في أحد المكاتب التي يدخلها الناس بنظام بطاقات العضوية وفي أثناء جلوسي طلب أحد الموظفين في المكتب البطاقة بطريقة غريبة، فسألته: من أنت ولماذا هذا الطلب بهذه الطريقة؟ وكان طلبه ناشئا عن شيء شخصي بحت، فقلت: هذا من خصوصيتي، وواضح أنه (ليس على بعضه)، ثم أكدت أنه ليس من حقه ولا حق أي مسؤول آخر أن يدخل في شؤون الناس الخاصة، تكلمت بهذه الكلمات بكل عفوية، فقال: أنت تسب الحكومة!!. أخذ بطاقتي وعاد إليَّ بصحبة موظفين اثنين. كان من قدر الله أنني أتحدث مع أحد المسؤولين في البلد، لقيني بالقدر وعرفني وعرفته قطعاً لشهرته ومنصبه، تحدث هذا الموظف عن نفس الموقف السابق، وكما أخبرتكم (ليس على بعضه)، فسمع المسؤول كلامه، وقطع حديثه وعرفه بنفسه ونفسي، وأنهى (جعجعته)! إن عجبي لا ينقضي من محاولة البعض استغلال ضعفهم وعجزهم وأنانيتهم بأن (يتبلُّوا) على خلق الله، وأن يحاولوا التحرش بهم، لتوظيف أي كلمة عفوية يمكن أن يشم منها عبارة ذكر حكومة، ليهتبلها ويزخرفها وينادي الشهود (القطعان) للنيل منه. والمشهد نفسه تكرر مع صديق لي رفض استلام مخالفة من شرطي افترى عليه جوراً، فحاول به الشرطي من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وشماله عسى أن يذكر في لحظة مغاضبة كلمة (حكومة)، ولأنه شرطي والعبارة قيلت من قريب أو من بعيد، كتب في المحضر (إنه يسب الحكومة)، ولأن الله لا يقبل عمل المفسدين، كان من قدره أن قريباً لهذا الصديق مسؤول رفيع في القطاع العسكري (صيّح) على الشرطي بعد تأكده من الخبر المكذوب! إن هذا الصنف من الناس وللأسف لا يحملون شرف المواطنة الحقة، ولا يتخلقون بأخلاق المواطن الذي ولاّه المسؤولون في مثل هذا المكان!! والأخطر من هذا كله عندما تتحول المحسوبية إلى (شللية) تشهد الزور. لقد درس كل مواطن في البلد أن الحكومة ممثلة في ولاة أمرها لهم الاحترام والتوقير، والطاعة الشرعية بالمعروف. وأن عيشهم في بلادهم فخر ومفخرة، لكن هذا الصنف الذي يحول المواقف الشخصية التي إن حصلت فإنما تحل بالطريقة القانونية، أو حتى للجهة التي تفصل في النزاعات . ونحن نعلم أنه غالباً ما يكون المسؤول في هذه القطاعات هو المتفهم، والحريص على (لملمة) المواقف التي مرَّت عليه بشكل دوري نتيجة لطبيعة النفوس وطبيعة المكان. لكن المشكلة عندما يكون نفس المسؤول هو الذي يشدّ أعصابه المهترئة من طول الدوام في دوامة الصراع مع الناس! دققوا في مشكلات الناس الحياتية تجدوا أن المصائب نشأت من الاستبداد بالاستدلال، أو الاستبداد بتبادل الأدوار نيابة عن الحكومة والدفاع عنها، والحكومة من فعلهم براء، وعن دفاعهم في عافية!!
الدكتور علي بن حمزة العُمري
http://www.shibreqah.net/authpic/199.jpg
على قدر ما تعلِّم نفسك فن الهدوء وسياسة (الروقان) على قدر ما تجد من (ينغِّص) عليك هذه الحالة التي تتمتع بها!
كنت في أحد المكاتب التي يدخلها الناس بنظام بطاقات العضوية وفي أثناء جلوسي طلب أحد الموظفين في المكتب البطاقة بطريقة غريبة، فسألته: من أنت ولماذا هذا الطلب بهذه الطريقة؟ وكان طلبه ناشئا عن شيء شخصي بحت، فقلت: هذا من خصوصيتي، وواضح أنه (ليس على بعضه)، ثم أكدت أنه ليس من حقه ولا حق أي مسؤول آخر أن يدخل في شؤون الناس الخاصة، تكلمت بهذه الكلمات بكل عفوية، فقال: أنت تسب الحكومة!!. أخذ بطاقتي وعاد إليَّ بصحبة موظفين اثنين. كان من قدر الله أنني أتحدث مع أحد المسؤولين في البلد، لقيني بالقدر وعرفني وعرفته قطعاً لشهرته ومنصبه، تحدث هذا الموظف عن نفس الموقف السابق، وكما أخبرتكم (ليس على بعضه)، فسمع المسؤول كلامه، وقطع حديثه وعرفه بنفسه ونفسي، وأنهى (جعجعته)! إن عجبي لا ينقضي من محاولة البعض استغلال ضعفهم وعجزهم وأنانيتهم بأن (يتبلُّوا) على خلق الله، وأن يحاولوا التحرش بهم، لتوظيف أي كلمة عفوية يمكن أن يشم منها عبارة ذكر حكومة، ليهتبلها ويزخرفها وينادي الشهود (القطعان) للنيل منه. والمشهد نفسه تكرر مع صديق لي رفض استلام مخالفة من شرطي افترى عليه جوراً، فحاول به الشرطي من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وشماله عسى أن يذكر في لحظة مغاضبة كلمة (حكومة)، ولأنه شرطي والعبارة قيلت من قريب أو من بعيد، كتب في المحضر (إنه يسب الحكومة)، ولأن الله لا يقبل عمل المفسدين، كان من قدره أن قريباً لهذا الصديق مسؤول رفيع في القطاع العسكري (صيّح) على الشرطي بعد تأكده من الخبر المكذوب! إن هذا الصنف من الناس وللأسف لا يحملون شرف المواطنة الحقة، ولا يتخلقون بأخلاق المواطن الذي ولاّه المسؤولون في مثل هذا المكان!! والأخطر من هذا كله عندما تتحول المحسوبية إلى (شللية) تشهد الزور. لقد درس كل مواطن في البلد أن الحكومة ممثلة في ولاة أمرها لهم الاحترام والتوقير، والطاعة الشرعية بالمعروف. وأن عيشهم في بلادهم فخر ومفخرة، لكن هذا الصنف الذي يحول المواقف الشخصية التي إن حصلت فإنما تحل بالطريقة القانونية، أو حتى للجهة التي تفصل في النزاعات . ونحن نعلم أنه غالباً ما يكون المسؤول في هذه القطاعات هو المتفهم، والحريص على (لملمة) المواقف التي مرَّت عليه بشكل دوري نتيجة لطبيعة النفوس وطبيعة المكان. لكن المشكلة عندما يكون نفس المسؤول هو الذي يشدّ أعصابه المهترئة من طول الدوام في دوامة الصراع مع الناس! دققوا في مشكلات الناس الحياتية تجدوا أن المصائب نشأت من الاستبداد بالاستدلال، أو الاستبداد بتبادل الأدوار نيابة عن الحكومة والدفاع عنها، والحكومة من فعلهم براء، وعن دفاعهم في عافية!!
الدكتور علي بن حمزة العُمري