نهرالعسل
28/08/2004, 11:16 PM
مما لا شك فيه إن المجتمع هو المدرسة التي يتلقى فيها الناشئة المبادئ والقيم والأعراف والتقاليد، وهو الساحة التي يطبق فيها
الجميع الأفكار النظرية التي يحملونها.. وهو المنتدى الذي يتداول
فيه تراث الأمة ونقله من الآباء إلى الأبناء.
وعلى هذا فلابد من إيجاد رابطة سليمة بين الناشئة والمجتمع وتعويدهم على الاندماج السليم الذي يكفل المحافظة على القيم
الدينية والعقيدية عندهم، ولا ننسى أن المجتمع هو المحطة التي سيدخلها الجميع مستقبلاً شاءوا أم أبوا حيث إن عمل الناشئة ووظائفهم المستقبلية تكون في إطار المجتمع الكبير وكلك طلب
العلم والتعلم يكون ضمن هذا المحور..
يقول علماء التربية إن المجتمع هو الذي يجعل الإنسان إنساناً
وان الحضور في المجتمع ينمي الروح الجماعية لدى الناشئة
ويعلمهم على الأخلاق الفاضلة وان المعاشرة الاجتماعية تقضي
على الخوف الاجتماعي وعقدة الخجل وحالة الانطواء، وكذلك يقول
أحد علماء النفس إن القوى العقلية والنفسية أو الخلقية للفرد
لا تنمو سوياً إلا في محيط اجتماعي. وحتى التجارب التي أجريت
على الحيوانات أثبتت ذلك فقد تم عزل قردة عن بعضها البعض منذ الصغر فوجدوها تحب الانطواء وحتى حينما ترى القردة تتصايح مع
بعضها تغطي وجهها كي لا ترى شيئاً وحينما كبرت لم يظهر لها
اهتمام ولما أجبرت على التزاوج وأنجبت صغاراً فإنها كانت ترفضهم وتعاملهم بسوء (كما لو كانوا طفيليات كبيرة تزحف على جسمها)!!
متى تبدأ التربية الاجتماعية؟
وقد يسأل بعضهم متى تبدأ عملية التربية الاجتماعية؟
هل تبدأ حينما يكبر الأولاد أم قبل ذلك؟
في واقع الأمر فإن علماء الاجتماع والتربية يقولون إن التربية الاجتماعية تنشأ منذ الصغر ومن خلال محيط الأسرة، ولما كانت المحطة الأولى التي يقف عندها الطفل هما الوالدان كان لابد من إيجاد الأسس
التربوية الصحيحة لذلك:
فالوالدين إذا كانا اجتماعيين وأصحاب علاقات اجتماعية مع الآخرين ينشأ الولد محباً للاختلاط مع الآخرين وطموحاً لإقامة علاقات اجتماعية طيبة معهم، وعلى العكس فالوالدان الخجولان أو الانطوائيان فانهما كذلك يعودان الطفل على النفور من الآخرين والرغبة في الانعزال عنهم، وهذا ما يترك آثاراً سلبية على الطفل حينما يكبر ويدخل المدرسة حيث يضطر للاندماج مع آخرين
ولكنه يجد صعوبة في التعامل والتكيف معهم مما قد يترك آثاراً
نفسية سيئة عليه..
والأشقاء في الأسرة، إذا كان لهذا الطفل اخوة في داخل الأسرة فهو يتعلم الكثير من أصول التربية الاجتماعية فإعانة الأخوة بعضهم بعضاً في الواجبات المدرسية تنمي عند الطفل حب التعاون وروح المساعدة وكذلك تبادل الأحاديث والحوار بين الأطفال في الأسرة الواحدة وهم صغار يعين على ذلك، وربما يقول قائل إن المجتمع إذا كان فاسداً فالأولى أن نعزل أولادنا عنه،
ويقول علماء التربية إن العزل أمر صعب للغاية لان هذا المجتمع هو محل عمل الناشئة ومدرستهم ومن ناحية أخرى فان العزل قد يبدوا سليماً في حالة وجود البيئة غير الإسلامية كما هو وضع المسلمين في البلاد الأوربية ولكن العزل الاجتماعي لا يعطي الوقاية الكافية فقد يحدث الانهيار السريع أمام عوامل الإغراء الكثيرة في المجتمع فالأفضل هنا التحفظ حين الاحتكاك بالمجتمع ومراقبة الأولاد دون أن يشعروا ولو رقابة سطحية لإبعادهم عن كل ما يعرضهم للسقوط والانحراف.
ومن جهة أخرى يمكن تربية روح الرفض لهذه الانحرافات عن طريق الإنكار المباشر أمام هؤلاء الأولاد لدى رؤية أدنى عامل انحرافي فمثلاً لو اصطحبت ألام ابنتها إلى السوق ورأت الكثير من السافرات والمتبرجات فاستنكار ألام لهذه الحالة أمام البنت يجعل الفتاة تفهم إن إسلامنا يرفض صور الضلال هذه وان هذه الفتاة حتى لو كانت مسلمة فإنها بسفورها قد عصت الله، وهنا يظهر الله تعالى كغاية عظمى يكدح إليها الإنسان المسلم وهذا ما يجعل الفتاة تحرص على التمسك بحجابها لأنها مسلمة وتعيش في نفسها قوة الرفض لكل مظاهر العصيان.
دراسة نظرية عملية .. تربوية اجتما
الجميع الأفكار النظرية التي يحملونها.. وهو المنتدى الذي يتداول
فيه تراث الأمة ونقله من الآباء إلى الأبناء.
وعلى هذا فلابد من إيجاد رابطة سليمة بين الناشئة والمجتمع وتعويدهم على الاندماج السليم الذي يكفل المحافظة على القيم
الدينية والعقيدية عندهم، ولا ننسى أن المجتمع هو المحطة التي سيدخلها الجميع مستقبلاً شاءوا أم أبوا حيث إن عمل الناشئة ووظائفهم المستقبلية تكون في إطار المجتمع الكبير وكلك طلب
العلم والتعلم يكون ضمن هذا المحور..
يقول علماء التربية إن المجتمع هو الذي يجعل الإنسان إنساناً
وان الحضور في المجتمع ينمي الروح الجماعية لدى الناشئة
ويعلمهم على الأخلاق الفاضلة وان المعاشرة الاجتماعية تقضي
على الخوف الاجتماعي وعقدة الخجل وحالة الانطواء، وكذلك يقول
أحد علماء النفس إن القوى العقلية والنفسية أو الخلقية للفرد
لا تنمو سوياً إلا في محيط اجتماعي. وحتى التجارب التي أجريت
على الحيوانات أثبتت ذلك فقد تم عزل قردة عن بعضها البعض منذ الصغر فوجدوها تحب الانطواء وحتى حينما ترى القردة تتصايح مع
بعضها تغطي وجهها كي لا ترى شيئاً وحينما كبرت لم يظهر لها
اهتمام ولما أجبرت على التزاوج وأنجبت صغاراً فإنها كانت ترفضهم وتعاملهم بسوء (كما لو كانوا طفيليات كبيرة تزحف على جسمها)!!
متى تبدأ التربية الاجتماعية؟
وقد يسأل بعضهم متى تبدأ عملية التربية الاجتماعية؟
هل تبدأ حينما يكبر الأولاد أم قبل ذلك؟
في واقع الأمر فإن علماء الاجتماع والتربية يقولون إن التربية الاجتماعية تنشأ منذ الصغر ومن خلال محيط الأسرة، ولما كانت المحطة الأولى التي يقف عندها الطفل هما الوالدان كان لابد من إيجاد الأسس
التربوية الصحيحة لذلك:
فالوالدين إذا كانا اجتماعيين وأصحاب علاقات اجتماعية مع الآخرين ينشأ الولد محباً للاختلاط مع الآخرين وطموحاً لإقامة علاقات اجتماعية طيبة معهم، وعلى العكس فالوالدان الخجولان أو الانطوائيان فانهما كذلك يعودان الطفل على النفور من الآخرين والرغبة في الانعزال عنهم، وهذا ما يترك آثاراً سلبية على الطفل حينما يكبر ويدخل المدرسة حيث يضطر للاندماج مع آخرين
ولكنه يجد صعوبة في التعامل والتكيف معهم مما قد يترك آثاراً
نفسية سيئة عليه..
والأشقاء في الأسرة، إذا كان لهذا الطفل اخوة في داخل الأسرة فهو يتعلم الكثير من أصول التربية الاجتماعية فإعانة الأخوة بعضهم بعضاً في الواجبات المدرسية تنمي عند الطفل حب التعاون وروح المساعدة وكذلك تبادل الأحاديث والحوار بين الأطفال في الأسرة الواحدة وهم صغار يعين على ذلك، وربما يقول قائل إن المجتمع إذا كان فاسداً فالأولى أن نعزل أولادنا عنه،
ويقول علماء التربية إن العزل أمر صعب للغاية لان هذا المجتمع هو محل عمل الناشئة ومدرستهم ومن ناحية أخرى فان العزل قد يبدوا سليماً في حالة وجود البيئة غير الإسلامية كما هو وضع المسلمين في البلاد الأوربية ولكن العزل الاجتماعي لا يعطي الوقاية الكافية فقد يحدث الانهيار السريع أمام عوامل الإغراء الكثيرة في المجتمع فالأفضل هنا التحفظ حين الاحتكاك بالمجتمع ومراقبة الأولاد دون أن يشعروا ولو رقابة سطحية لإبعادهم عن كل ما يعرضهم للسقوط والانحراف.
ومن جهة أخرى يمكن تربية روح الرفض لهذه الانحرافات عن طريق الإنكار المباشر أمام هؤلاء الأولاد لدى رؤية أدنى عامل انحرافي فمثلاً لو اصطحبت ألام ابنتها إلى السوق ورأت الكثير من السافرات والمتبرجات فاستنكار ألام لهذه الحالة أمام البنت يجعل الفتاة تفهم إن إسلامنا يرفض صور الضلال هذه وان هذه الفتاة حتى لو كانت مسلمة فإنها بسفورها قد عصت الله، وهنا يظهر الله تعالى كغاية عظمى يكدح إليها الإنسان المسلم وهذا ما يجعل الفتاة تحرص على التمسك بحجابها لأنها مسلمة وتعيش في نفسها قوة الرفض لكل مظاهر العصيان.
دراسة نظرية عملية .. تربوية اجتما