المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هـل مـن أدب وإن قــل ...؟!


almooj
19/01/2010, 12:54 PM
اليوم الإلكتروني
www.alyaum.com

الأثنين 1431-02-03هـ الموافق 2010-01-18م العدد 13366 السنة الأربعون

عزيزي رئيس التحرير
هل من أدبِ وإن قل...؟!

http://www.alyaum.com/images/13/13366/730835_1.jpg عبد العزيز التويجري
عزيزي رئيس التحرير
الأدب هو جمال كل مرءٍ بل عنوان سعادته , قال ابن القيم رحمه الله : (أدب المرء عنوان سعادته وفلاحه , وقلة أدبه عنوان شقا وته وبواره...)
لقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم في غاية الأدب في مجلسه وحديثه وصمته , وقوله وفعله , يقبل بوجهه لمن يحدثه وينصت له , لا يصرف وجهه عمن يحدثه حتى يكون الرجل هو يصرفه , لم ير صلى الله عليه وسلم مقدماً ركبتيه بين جليس له حتى مع أشر القوم يقبل بوجهه وحديثه يتآلفهم بذلك , لقد علمنا رسولنا آداب المجالس في المحادثة , وعدم المقاطعة في الحوار, وحسن السؤال , والاحترام والإجلال للآخرين كل في منزلته , نكرم كريمهم , ونوقر كبيرهم , حيث أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الأنصار أن يقوموا لسيدهم سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال لهم ( قوموا لسيدكم ) رواه البخاري .
ومن مظاهر الأدب احترام ذو الشيبة المسلم , بل هو من إجلال الله , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من جلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم ) رواه أبو داوود و قال الألباني حديث حسن.
بعض شبابنا - وللأسف الشديد - يفتقد تلك المعاني والآداب في المجالس فيبدأ في الحديث قبل أن يأذن له , فيأخذ ويعطي , ويجيب ويسأل وهو من أصغر الجالسين , ولذا بوب الإمام البخاري في صحيحة ( باب إكرام الكبير , ويبدأُ الأكبر بالكلام والسؤال ) ثم ذكر حديث بُشير ابن يسار مولى الأنصار أن عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود أتيا خيبر فتفرقا في النخل فقُتل عبد الله بن سهل , فجاء عبد الرحمن بن سهل وحُويصة ومحيصة ابنا مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتكلموا في أمر صاحبهم , فبدأ
عبد الرحمن _ وكان أصغر القوم _ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : كبر الكُبرَ . قال يحيى : ليلي الكلام الأكبر..... ) رواه البخاري , وبعض شبابنا -هداهم الله - يتصدرون الفتاوى التي تطرح في المجالس وفيها من هو أكبر منهم علماً وسناً, وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها , ولا تحت ورقها , فوقع في نفسي النخلة , فكرهت أن أتكلم وثم أبو بكر وعمر . فلما لم يتكلما قال النبي صلى الله عليه وسلم هي النخلة . فلما خرجت مع أبي قلت : يا أبتاه وقع في نفسي النخلة . قال : ما منعك أن تقولها ؟ لو كنت قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا . قال : ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما , فكرهت ) رواه البخاري , قال ابن حجر : (وفيه توقير الكبير , وكأنه أشار بإيراده إلى أن تقديم الكبير حيث يقع التساوي , أما لو كان عند الصغير ما ليس عند الكبير فلا يمنع من الكلام بحضرة الكبير , لأن عمر تأسف حيث لم يتكلم ولده ..)
, وآخرون يقاطعون الحديث إما بسؤالٍ أو بحديث آخر ونبينا صلى الله عليه وسلم كان جالساً ‏ ‏في مجلس يحدث القوم فجاءه أعرابي فقال متى الساعة ؟فمضى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يحدث فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال, وقال بعضهم بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه قال أين أراه السائل عن الساعة ؟ قال ها أنا يا رسول الله: قال ‏ ‏فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا ‏ ‏َوُسد ‏ ‏الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ‏) رواه البخاري
قال ابن حجر رحمه الله : ( يحتمل أنه أخره ليكمل الحديث الذي هو فيه )
ومن الأخطاء الواقعة في مجالسنا من ضعف في الأدب وخلل في التربية ما يفعله بعض الناس باستخدام جهاز الجوال فيرد على هاتفه الجوال ويترك محدثه , ومنهم من يشتغل بقراءة الرسائل الواردة إليه ويترك الإنصات لمحدثه , وكذا ما يفعله بعض المتعلمين من المثقفين والدعاة حيث يجيبون على أسئلة المتصلين ويقطعون الحديث ويتركون الإنصات لمن هو أمامهم ,وقد يكون ضيفاً عندهم , وكأنه لا يوجد من يفتي لناس إلا هم , وقل كذلك في جهاز المحمول وكيف التعامل معه في المجالس .
ومن الأخطاء الواقعة في مجالسنا الكذب فتجد بعض الإخوة يكذب في حديثه , فيروي قصة مكذوبة , أو مواقف لا حقيقة لها , ومنهم من يتحدث عن نفسه فيقول: إني أملك كذا من المال , وحصل لي كذا وكذا وهو كاذب , وبعض الإخوة يخل في أدب المجالس فيمزح مزاحاً زائداً لا يليق بهذا المجلس , والواجب علينا أن نفرق بين المجالس والجالسين , فهناك مجالس عامة وخاصة ومن الجليس من هو قريب وبعيد , وعالم وجاهل , وجمال كل امرئ بأدبه وأخلاقه, وحديثه وصمته , وحركته وسكونه , ودخوله وخروجه , وليس الجمال بالمسكن والملبس والمال .و الجاه وتصدر المجالس كما يظن بعضنا .
نعم أيها الأخوة نحن بأشد الحاجة إلى الأدب و السمت وحسن الحديث , وإلقاء السلام , وغض البصر , وكف الأذى , وأن نجلس حيث ينتهي بنا المجلس , و ألا نفرق بين اثنين إلا بإذنهما , وأن ننصت إلى حديث المتحدث ما لم يتحدث بإثم أو معصية , وإذا تكلمنا فلا نطيل حتى لا يمل الناس حديثنا,
هذه جملة من آداب المجالس , وجمال المرء بأصغريه لسانه وقلبه , وكلي أمل أيها الإخوة الفضلاء أن نعلم أنفسنا وأولادنا الأدب وإن قل كثير من العلم , قال عبد الله ابن المبارك رحمه الله ( نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم )
ولا ننس في مجالسنا ذكر الله قال صلى الله عليه وسلم: ( ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار , وكان لهم حسرة ) رواه أبو داوود
واختم مجلسك أخي الجالس بكفارة المجلس قل : ( سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك ) رواه احمد.
اسأل الله أن يجعلنا من الذاكرين الله في كل أحوالنا وفي مجالسنا.
عبد العزيز بن سليمان التويجري/ الخبر

أبـو مشاري
19/01/2010, 01:10 PM
تـــــسلم على الطرح