تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ابن باز لـ " الوطـن " : مطلوب تقنين النسل وعلمـاؤنا صامتـون وأؤيـد الاختـلاط


almooj
13/02/2010, 05:01 AM
http://www.alwatan.com.sa/news/images/alwatan_logo.gif
صحيفة الوطن السعودية

السبت 29 صفر 1431 ـ 13 فبراير 2010 العدد 3424 ـ السنة العاشرة ابن باز لـ"الوطن": مطلوب تقنين النسل وعلماؤنا صامتون وأؤيد الاختلاط




http://www.alwatan.com.sa/news/images/newsimages/3424/01AW32A_1302-5.jpg

الرياض: عبدالهادي السعدي


شدد الشيخ أحمد بن باز ابن مفتي المملكة السابق في حواره مع "الوطن" على تقنين النسل وقال "إننا نعيش انفجاراً سكانيا والكثير من علمائنا صامتون أمام ذلك". وتـناول أيـضاً موضــوع قيادة المرأة للسيارة وقال "الكثير من الأصوات كانت معي حول قيادة النساء للسيارات".
وأشار إلى أن الهجوم عليه حول هذا الموضوع من "أشخاص متشـددين" ورأى الشيـخ أحـمـد أن المشكلة "أننا غلفنا الكثير من العادات والتقاليد بالدين". وأكد على أن "الرجـل ليـس لـه ولاية على المرأة إلا في النكاح". وأيـد الشيخ أحمد الاختلاط لأن تحـريمه ليس له أصل في الشريـعة. وقـال إن الهيئة تعتبر الذي لا يذهب إلى صلاة الجماعة كأنه ارتكب جريمة.
وطالب "بألا نبقى محكومين باجتهادات سابقة وألا نبقى جامدين أمام نصوص الشريعة التي هي قابلة للتعايش لكل زمان ومكان".


الوطن/ ألو... الشيخ أحمد بن باز؟
الباز/ نعم.
شيخ أحمد أنت ابن مفتي المملكة رحمه الله؟
نعم، أنا ابن المفتي عبدالعزيز بن باز.
ما هو تخصصك؟
درست بكلية الشريعة وعينت معيدا في الفقه الإسلامي وأخذت الماجستير ودرست في جامعة الإمام.
هل أنت من المجددين؟
أعتقد أن كل جيل هو مجدد للجيل الذي قبله.
قبل أن أسألك عن قيادة المرأة والاختلاط دعنا نعود لحياة الوالد؟
الاختلاط وقيادة المرأة؟
نعم، رأيك في الاختلاط وقيادة المرأة نناقشه لاحقا.
طيب.
كيف تتذكر والدك الشيخ عبدالعزيز بن باز؟
والدي رحمه الله إنسان له وزنه وله مكانته في مجتمعنا وفي العالم الإسلامي.
هل تذكر متى كف بصر الشيخ ابن باز؟
كف بصره رحمه الله عندما ناهز العشرين من عمره.
قبل العشرين كان يبصر؟
نعم، حتى إنه يصف لنا رحمه الله أول حجة حجها وهو يبصر.
في أي تاريخ؟
أول حجة حجها الشيخ عبدالعزيز بن باز كانت في عام 1346.
أول حجة له رحمه الله؟
نعم، فكان يصف لنا الحرم عندما كان يرى.
كأطفال كيف كنتم تتحلقون حوله، صف لنا ذلك؟
كان الوالد له برنامج مزدحم وصارم أحيانا لا نلتقي به.
لماذا لا تلتقون به؟
لأنه كما قلت لك برنامجه لا يسمح.
كأبناء كيف تستقبلونه وهو قادم من الدوام؟
كان خروجه للدوام ورجوعه والتقاؤه بالناس ومأدبة غدائه كلها ضمن برنامج، وكثيرا ما كانت معه وفود.
إذن كيف يلتقي بكم؟
عندما يسمح وقته وأحيانا نلتقي به بعد صلاة المغرب.
ما هي الذكرى الباقية في ذاكرتك من الوالد؟
الذكريات كثيرة.
إحدى هذه الذكريات؟
كان يحرص على أن يأخذني معه للمسجد وأنا صغير وكنت أستغل عدم رؤيته لي رحمه الله.
كيف؟
كان يوقظني من نومي وأنهض من فراشي وأنام في فراش ثانٍ.
كنت لا تود الذهاب للمسجد؟
كان عمري حوالي خمس سنوات وكنت أنام بفراش آخر ويبحث عني وهو لا يرى، وكنت أبتعد عنه كلما اقترب مني.
في حياتك العملية هل توثر فيك شخصية والدك؟
أنا عانيت في حياتي الدراسية كوني ابن الشيخ عبدالعزيز بن باز.
عانيت؟
لأني إذا أبدعت فهو ليس بمستغرب وإن كنت أقل من ذلك عابوا علي تقصيري.
هل تذكر موقفا بكى فيه الشيخ؟
كان يبكي عندما يأتي ذكر الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله.
قلت إن برنامج والدك مزدحم، كيف هو برنامجك الآن؟
تقصد يومي مثلا؟
نعم، صف لنا يومك؟
بعد صلاة الفجر أعود وأنام ولا أصحو إلا في التاسعة والنصف صباحا أقرأ الصحف وأتابع الأخبار العالمية.
أنت تطلق أحيانا تصريحات مثيرة للجدل؟
في أي موضوع أطلق تصريحات؟
تصريحات عن المرحلة والمرأة.
أي مرحلة؟
رؤيتك للمرحلة التي نعيشها.
نحن نعيش تسارعا في الحياة بشكل غير مسبوق، نحن نعيش انقلابا حضاريا.
كيف انقلاب حضاري؟
تغيير في كل شيء وعلينا ألا نكون أسيرين للصدمة فقط وأن نستوعب أكثر.
كيف نستوعب؟
ألا نبقى محكومين باجتهادات سابقة.
هل تدعو إلى التجديد مثلا؟
هناك كثير من المصلحين والباحثين أصواتهم الآن مسموعة.
أنت بالتحديد ما هي رؤيتك؟
رؤيتي ألا نبقى جامدين أمام نصوص الشريعة التي هي قابلة للتعايش لكل زمان ومكان.
إذن أين المشكلة؟
المشكلة في عدم فهم نصوص الشريعة الإسلامية، أصبحنا محكومين بتفسيرات بعض النصوص التي عفا عليها الزمن.
عدم الفهم هذا والتجاذب ماذا ولد لنا؟
ولد لنا هذا الصدام الحضاري لأننا نعيش الخوف من الجديد.
قلت مرة إن قيادة المرأة ليست حراما؟
قيادة المرأة للسيارة هي من حقوقها.
ما هي حقوق المرأة من وجهة نظرك؟
المرأة كالرجل في الإسلام.
كيف كالرجل؟
لأن الإسلام يكفل حقوق المرأة.
إذن أين الخلل في نيل حقوق المرأة؟
أخي المرأة لها الحق أن تبيع وتشتري وأن تمارس أعمالها بكل حرية.
لكن هناك من يخالفك الرأي من باب الحرص على المرأة؟
المرأة لو سرقت ألن يقام عليها الحد؟
نعم تقام عليها الحدود.
إذن لها من الحقوق وعليها من الواجبات، إذن لا فرق بينها وبين الرجل.
هذا يعني أن المرأة مثل الرجل؟
المشكلة لدينا هي أننا غلفنا الكثير من العادات والتقاليد بالدين، ولعلمك فإن الرجل ليس له ولاية على المرأة إلا في النكاح.
أنت دعوت لقيادة المرأة؟
نعم، لأن السيارة آلة يستخدمها الرجل والمرأة ولا أرى ما يمنع ذلك.
لكن تعالت أصوات كثيرة عندما دعوت لقيادة المرأة، هل كانت ضدك أم معك؟
بعضها ضدي، لكن الكثير من هذه الأصوات كانت معي.
ممن كان الهجوم عليك فيما يخص قيادة المرأة؟
كان أغلبه غير علمي من أشخاص متشددين، كان بودي أن الذين ردوا علي يكون ردهم شرعيا وعلميا حتى أستفيد منهم.
هل تؤيد الشيخ أحمد الغامدي فيما ذهب إليه عن الاختلاط؟
نعم أؤيده لأن الشيخ أحمد الغامدي قال إن تحريم الاختلاط ليس له أصل في الشرع وأنا أؤيده فيما ذهب إليه.
ما هو اللبس بين الخلوة الشرعية وغير الشرعية؟
أخي الخلوة هي التي تتم في مكان ويمكن أن يمارس بها نكاح، ما عدا ذلك لا يعتبر خلوة، ووجود المرأة والرجل مع بعضهما لا يعتبر خلوة.
رأيك بالذين يصنفون الناس؟
هؤلاء لا يملكون إلا التصنيف فقط.
ما هي الأشياء التي ترى أنها من الأولويات؟
قبول الآخر.
أنت وبعض المهتمين من الوطنيين هل تستطيعون أن ترتقوا الفتق الذي بيننا وبين الحضارات الأخرى كالغرب مثلا؟
هو شق وليس فتقا كما ذكرت، نعم أنا أطمح إلى ترميم العلاقة مع الآخر خصوصا مع الغرب لأن الغرب حضارة.
ما هو رأيك بتحديد النسل؟
أدعو وبشدة إلى تقنـين النسل لأننا نعيش انفجارا سكانيـا والكثـير من علمائنا صامتون أمام هذا الانفجار السكاني.
لكن البعض يعتبر تحديد أو تقنين النسل حراما؟
غير صحيح، لأن الصحابة كانوا يعزلون حتى لا تحمل نساؤهم وهذا يعتبر تقنين نسل.
كمجتمع سعودي ما هي الإشكاليات التي نعاني منها؟
تعظيم بعض القضايا الخلافية.
مثل ماذا يا شيخ؟
قضايا مثل الحجاب والاختلاط وقضايا صلاة الجماعة وحكمها والإلزام بها.
الإلزام من قبل من؟
الهيئة يلزمون الذي لا يذهب إلى صلاة الجماعة، يعتبرونه ارتكب جريمة والمشكلة أنه حتى من يتكلم بهذا الموضوع يتهم بدينه.
وأنت ترى أنها قضية خلافية؟
نعم، هي قضية خلافية مع أن علماءنا من الأئمة الأربعة ومن بعدهم كلهم تكلموا بهذا الموضوع.
رغم أن المملكة قطعت شوطا كبيرا فيما يسمى بمحاربة الإرهاب إلا أن هناك أصواتا تتهمنا ما رأيك؟
نعم نحن قطعنا مشوارا كبيرا في محاربة الإرهاب وأصل الإرهاب هو الفكر، مطلوب أن نحارب الفكر.
فضيلة الشيخ حوارنا انتهى، شكراً لك.
عفواً.
حقوق الطبع © محفوظة لصحيفة الوطن 2007

شموخ الجنوب
13/02/2010, 06:55 AM
سلمت المووووووج
ولاهنت

أبـو مشاري
13/02/2010, 04:16 PM
عساك سالم اخي الموج


والله يرحم ابن باز ويسكنه فسيح جناتـه

علي السبيَه
14/02/2010, 03:27 AM
rolleyes: rolleyes: rolleyes:

almooj
14/02/2010, 04:18 AM
شموخ الجنوب : لك الاحترام والتقدير لمرورك الكريم .

أعز إنسان : تسلم لاهنت اللهم آمين يا حي ياقيوم
رحم الله الشيخ ابن باز رحمة واسعة يا أرحم الراحمن .

أبو طلال : لاهنت أستاذي الكريم والعفو لا شكر على واجب .

العاصف
17/02/2010, 07:51 AM
قال الإمام بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ :


( فإن الدعوة إلى نزول المرأة للعمل في ميدان الرجال المؤدي إلى الاختلاط سواء كان ذلك على جهة التصريح أو التلويح بحجة أن ذلك من مقتضيات العصر ومتطلبات الحضارة أمر خطير جدا له تبعاته الخطيرة، وثمراته المرة، وعواقبه الوخيمة، رغم مصادمته للنصوص الشرعية التي تأمر المرأة بالقرار في بيتها والقيام بالأعمال التي تخصها في بيتها ونحوه.

وإخراج المرأة من بيتها الذي هو مملكتها ومنطلقها الحيوي في هذه الحياة إخراج لها عما تقتضيه فطرتها وطبيعتها التي جبلها الله عليها .

فالدعوة إلى نزول المرأة في الميادين التي تخص الرجال أمر خطير على المجتمع الإسلامي، ومن أعظم آثاره الاختلاط الذي يعتبر من أعظم وسائل الزنا الذي يفتك بالمجتمع ويهدم قيمه وأخلاقه .

ومعلوم أن الله تبارك وتعالى جعل للمرأة تركيبا خاصا يختلف تماما عن تركيب الرجال هيأها به للقيام بالأعمال التي في داخل بيتها والأعمال التي بين بنات جنسها.

ومعنى هذا: أن اقتحام المرأة لميدان الرجال الخاص بهم يعتبر إخراجا لها عن تركيبها وطبيعتها، وفي هذا جناية كبيرة على المرأة وقضاء على معنوياتها وتحطيم لشخصيتها، ويتعدى ذلك إلى أولاد الجيل من ذكور وإناث؛ لأنهم يفقدون التربية والحنان والعطف، فالذي يقوم بهذا الدور هو الأم قد فصلت منه وعزلت تماما عن مملكتها التي لا يمكن أن تجد الراحة والاستقرار والطمأنينة إلا فيها وواقع المجتمعات التي تورطت في هذا أصدق شاهد على ما نقول.

والإسلام جعل لكل من الزوجين واجبات خاصة على كل واحد منهما أن يقوم بدوره ليكتمل بذلك بناء المجتمع في داخل البيت وفي خارجه .

فالرجل يقوم بالنفقة والاكتساب، والمرأة تقوم بتربية الأولاد والعطف والحنان والرضاعة والحضانة والأعمال التي تناسبها لتعليم الصغار وإدارة مدارسهن والتطبيب والتمريض لهن ونحو ذلك من الأعمال المختصة بالنساء. فترك واجبات البيت من قبل المرأة يعتبر ضياعا للبيت بمن فيه، ويترتب عليه تفكك الأسرة حسيا ومعنويا وعند ذلك يصبح المجتمع شكلا وصورة لا حقيقة ومعنى، قال الله جل وعلا: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فسنة الله في خلقه أن القوامة للرجل بفضله عليها كما دلت الآية الكريمة على ذلك، وأمر الله سبحانه للمرأة بقرارها في بيتها ونهيها عن التبرج معناه: النهي عن الاختلاط وهو: اجتماع الرجال بالنساء الأجنبيات في مكان واحد بحكم العمل أو البيع أو الشراء أو النزهة أو السفر أو نحو ذلك؛ لأن اقتحام المرأة في هذا الميدان يؤدي بها إلى الوقوع في المنهي عنه، وفي ذلك مخالفة لأمر الله وتضييع لحقوقه المطلوب شرعا من المسلمة أن تقوم بها.

والكتاب والسنة دلا على تحريم الاختلاط وتحريم جميع الوسائل المؤدية إليه قال الله جل وعلا: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا فأمر الله أمهات المؤمنين- وجميع المسلمات والمؤمنات داخلات في ذلك- بالقرار في البيوت لما في ذلك من صيانتهن وإبعادهن عن وسائل الفساد؛ لأن الخروج لغير حاجة قد يفضي إلى التبرج كما يفضي إلى شرور أخرى، ثم أمرهن بالأعمال الصالحة التي تنهاهن عن الفحشاء والمنكر وذلك بإقامتهن الصلاة وإيتائهن الزكاة وطاعتهن لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم وجههن إلى ما يعود عليهن بالنفع في الدنيا والآخرة وذلك بأن يكن على اتصال دائم بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية المطهرة اللذين فيهما ما يجلو صدأ القلوب ويطهرها من الأرجاس والأنجاس ويرشد إلى الحق والصواب، وقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا فأمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام- وهو المبلغ عن ربه- أن يقول لأزواجه وبناته وعامة نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن وذلك يتضمن ستر باقي أجسامهن بالجلابيب وذلك إذا أردن الخروج لحاجة مثلا لئلا تحصل لهن الأذية من مرضى القلوب. فإذا كان الأمر بهذه المثابة فما بالك بنزولها إلى ميدان الرجال واختلاطها معهم، وإبداء حاجتها إليهم بحكم الوظيفة، والتنازل عن كثير من أنوثتها لتنزل في مستواهم وذهاب كثير من حيائها ليحصل بذلك الانسجام بين الجنسين المختلفين معنى وصورة.

قال الله جل وعلا: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ الآيتان.

يأمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام أن يبلغ المؤمنين والمؤمنات أن يلتزموا بغض النظر وحفظ الفرج عن الزنا ثم أوضح سبحانه أن هذا الأمر أزكى لهم. ومعلوم أن حفظ الفرج من الفاحشة إنما يكون باجتناب وسائلها ولا شك أن إطلاق البصر واختلاط النساء بالرجال والرجال بالنساء في ميادين العمل وغيرها من أعظم وسائل وقوع الفاحشة، وهذان الأمران المطلوبان من المؤمن يستحيل تحققهما منه وهو يعمل مع المرأة الأجنبية كزميلة أو مشاركة في العمل له. فاقتحامها هذا الميدان معه واقتحامه الميدان معها لا شك أنه من الأمور التي يستحيل معها غض البصر وإحصان الفرج والحصول على زكاة النفس وطهارتها.

وهكذا أمر الله المؤمنات بغض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة إلا ما ظهر منها، وأمرهن الله بإسدال الخمار على الجيوب المتضمن ستر رأسها ووجهها؛ لأن الجيب محل الرأس والوجه، فكيف يحصل غض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة عند نزول المرأة ميدان الرجال واختلاطها معهم في الأعمال؟ والاختلاط كفيل بالوقوع في هذه المحاذير، كيف يحصل للمرأة المسلمة أن تغض بصرها وهي تسير مع الرجل الأجنبي جنبا إلى جنب بحجة أنها تشاركه في الأعمال أو تساويه في جميع ما تقوم به؟

والإسلام حرم جميع الوسائل والذرائع الموصلة إلى الأمور المحرمة، وكذلك حرم الإسلام على النساء خضوعهن بالقول للرجال لكونه يفضي إلي الطمع فيهن كما في قوله عز وجل: يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ يعني مرض الشهوة. فكيف يمكن التحفظ من ذلك مع الاختلاط؟

ومن البدهي أنها إذا نزلت إلى ميدان الرجال لا بد أن تكلمهم وأن يكلموها، ولا بد أن ترقق لهم الكلام وأن يرققوا لها الكلام، والشيطان من وراء ذلك يزين ويحسن ويدعو إلى الفاحشة حتى يقعوا فريسة له، والله حكيم عليم حيث أمر المرأة بالحجاب، وما ذاك إلا لأن الناس فيهم البر والفاجر والطاهر والعاهر فالحجاب يمنع- بإذن الله- من الفتنة ويحجز دواعيها، وتحصل به طهارة قلوب الرجال والنساء، والبعد عن مظان التهمة قال الله عز وجل: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ الآية.

وخير حجاب المرأة بعد حجاب وجهها باللباس هو بيتها. وحرم عليها الإسلام مخالطة الرجال الأجانب؛ لئلا تعرض نفسها للفتنة بطريق مباشر أو غير مباشر، وأمرها بالقرار في البيت وعدم الخروج منه إلا لحاجة مباحة مع لزوم الأدب الشرعي، وقد سمى الله مكث المرأة في بيتها قرارا، وهذا المعنى من أسمى المعاني الرفيعة ففيه استقرار لنفسها وراحة لقلبها وانشراح لصدرها. فخروجها عن هذا القرار يفضي إلى اضطراب نفسها وقلق قلبها وضيق صدرها وتعريضها لما لا تحمد عقباه، ونهى الإسلام عن الخلوة بالمرأة الأجنبية على الإطلاق إلا مع ذي محرم وعن السفر إلا مع ذي محرم، سدا لذريعة الفساد وإغلاقا لباب الإثم وحسما لأسباب الشر، وحماية للنوعين من مكايد الشيطان، ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء

وقد يتعلق بعض دعاة الاختلاط ببعض ظواهر النصوص الشرعية التي لا يدرك مغزاها إلا من نور الله قلبه وتفقه في الدين وضم الأدلة الشرعية بعضها إلى بعض وكانت في تصوره وحدة لا يتجزأ بعضها عن بعض، ومن ذلك خروج بعض النساء مع الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض الغزوات، والجواب عن ذلك أن خروجهن كان مع محارمهن لمصالح كثيرة لا يترتب عليه ما يخشى عليهن من الفساد، لإيمانهن وتقواهن وإشراف محارمهن عليهن وعنايتهن بالحجاب بعد نزول آيته بخلاف حال الكثير من نساء العصر، ومعلوم أن خروج المرأة من بيتها إلى العمل يختلف تماما عن الحالة التي خرجن بها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغزو فقياس هذه على تلك يعتبر قياسا مع الفارق. وأيضا فما الذي فهمه السلف الصالح حول هذا، وهم لا شك أدرى بمعاني النصوص من غيرهم، وأقرب إلى التطبيق العملي لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فما هو الذي نقل عنهم على مدار الزمن؟ هل وسعوا الدائرة كما ينادي دعاة الاختلاط فنقلوا ما ورد في ذلك إلى أن تعمل المرأة في كل ميدان من ميادين الحياة مع الرجال تزاحمهم ويزاحمونها وتختلط معهم ويختلطون معها؟ أم أنهم فهموا أن تلك قضايا معينة لا تتعداها إلى غيرها؟

فالإسلام حريص جدا على جلب المصالح ودرء المفاسد وغلق الأبواب المؤدية إليها، ولاختلاط المرأة مع الرجل في ميدان العمل تأثير كبير في انحطاط الأمة وفساد مجتمعها كما سبق؛ لأن المعروف تاريخيا عن الحضارات القديمة: الرومانية واليونانية ونحوهما أن من أعظم أسباب الانحطاط والانهيار الواقع بها هو خروج المرأة من ميدانها الخاص إلى ميدان الرجال ومزاحمتهم مما أدى إلى فساد أخلاق الرجال، وتركهم لما يدفع بأمتهم إلى الرقي المادي والمعنوي.. وانشغال المرأة خارج البيت يؤدي إلى بطالة الرجل وخسران الأمة، وعدم انسجام الأسرة وانهيار صرحها، وفساد أخلاق الأولاد، ويؤدي إلى الوقوع في مخالفة ما أخبر الله به في كتابه من قوامة الرجل على المرأة. وقد حرص الإسلام أن يبعد المرأة عن جميع ما يخالف طبيعتها فمنعها من تولي الولاية العامة كرئاسة الدولة والقضاء وجميع ما فيه مسئوليات عامة لقوله صلى الله عليه وسلم: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة رواه البخاري في صحيحه. ففتح الباب لها بأن تنزل إلى ميدان الرجال يعتبر مخالفا لما يريده الإسلام من سعادتها واستقرارها. فالإسلام يمنع تجنيد المرأة في غير ميدانها الأصيل، وقد ثبت من التجارب المختلفة- وخاصة في المجتمع المختلط- أن الرجل والمرأة لا يتساويان فطريا ولا طبيعيا، فضلا عما ورد في الكتاب والسنة واضحا جليا في اختلاف الطبيعتين والواجبين. والذين ينادون بمساواة الجنس اللطيف - المنشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين- بالرجال، يجهلون أو يتجاهلون الفوارق الأساسية بينهما.

لقد ذكرنا من الأدلة الشرعية والواقع الملموس ما يدل على تحريم الاختلاط واشتراك المرأة في أعمال الرجال ما فيه كفاية ومقنع لطالب الحق، ولكن نظرا إلى أن بعض الناس قد يستفيدون من كلمات رجال الغرب والشرق أكثر مما يستفيدون من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام علماء المسلمين، رأينا أن ننقل لهم ما يتضمن اعتراف رجال الغرب والشرق بمضار الاختلاط ومفاسده لعلهم يقتنعون بذلك، ويعلمون أن ما جاء به دينهم العظيم من منع الاختلاط هو عين الكرامة والصيانة للنساء وحمايتهن من وسائل الإضرار بهن والانتهاك لأعراضهن.

قالت الكاتبة الإنجليزية اللادي كوك: (إن الاختلاط يألفه الرجال، ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها، وعلى قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا وههنا البلاء العظيم على المرأة... إلى أن قالت: علموهن الابتعاد عن الرجال أخبروهن بعاقبة الكيد الكامن لهن بالمرصاد).

وقال شوبنهور الألماني: (قل هو الخلل العظيم في ترتيب أحوالنا الذي دعا المرأة لمشاركة الرجل في علو مجده وباذخ رفعته، وسهل عليها التعالي في مطامعها الدنيئة حتى أفسدت المدنية الحديثة بقوى سلطانها ودنيء آرائها).

وقال اللورد بيرون: (لو تفكرت أيها المطالع فيما كانت عليه المرأة في عهد قدماء اليونان لوجدتها في حالة مصطنعة مخالفة للطبيعة ولرأيت معي وجوب إشغال المرأة بالأعمال المنزلية مع تحسن غذائها وملبسها فيه وضرورة حجبها عن الاختلاط بالغير) اهـ.

وقال سامويل سمايلس الإنجليزي: (إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل مهما نشأ عنه من الثروة للبلاد فإن نتيجته كانت هادمة لبناء الحياة المنزلية، لأنه هاجم هيكل المنزل، وقوض أركان الأسرة، ومزق الروابط الاجتماعية، فإنه يسلب الزوجة من زوجها والأولاد من أقاربهم فصار بنوع خاص لا نتيجة له إلا تسفيل أخلاق المرأة، إذ وظيفة المرأة الحقيقية هي القيام بالواجبات المنزلية مثل ترتيب مسكنها وتربية أولادها والاقتصاد في وسائل معيشتها مع القيام بالاحتياجات البيتية، ولكن المعامل تسلخها من كل هذه الواجبات بحيث أصبحت المنازل خالية وأضحت الأولاد تشب على عدم التربية، وتلقى في زوايا الإهمال وأطفئت المحبة الزوجية وخرجت المرأة عن كونها الزوجة الظريفة والقرينة المحبة للرجل، وصارت زميلته في العمل والمشاق، وباتت معرضة للتأثيرات التي تمحو غالبا التواضع الفكري والأخلاقي الذي عليه مدار حفظ الفضيلة) .

وقالت الدكتورة إيدايلين: (إن سبب الأزمات العائلية في أمريكا وسر كثرة الجرائم في المجتمع هو أن الزوجة تركت بيتها لتضاعف دخل الأسرة فزاد الدخل وانخفض مستوى الأخلاق ثم قالت: إن التجارب أثبتت أن عودة المرأة إلى الحريم هو الطريقة الوحيدة لإنقاذ الجيل الجديد من التدهور الذي يسير فيه).

وقال أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي: (إن المرأة تستطيع أن تخدم الدولة حقا إذا بقيت في البيت الذي هو كيان الأسرة).

وقال عضو آخر: (إن الله عندما منح المرأة ميزة إنجاب الأولاد لم يطلب منها أن تتركهم لتعمل في الخارج بل جعل مهمتها البقاء في المنزل لرعاية هؤلاء الأطفال).

وقال شوبنهور الألماني أيضا: (اتركوا للمرأة حريتها المطلقة كاملة بدون رقيب ثم قابلوني بعد عام لتروا النتيجة ولا تنسوا أنكم سترثون معي للفضيلة والعفة والأدب وإذا مت فقولوا: أخطأ أو أصاب كبد الحقيقة)، ذكر هذه النقول كلها الدكتور مصطفى حسني السباعي رحمه الله في كتابه (المرأة بين الفقه والقانون).

ولو أردنا أن نستقصي ما قاله منصفو الغرب في مضار الاختلاط التي هي نتيجة نزول المرأة إلى ميدان أعمال الرجال لطال المقال ولكن الإشارة المفيدة تكفي عن طول العبارة.

والخلاصة: أن استقرار المرأة في بيتها والقيام بما يجب عليها من تدبيره بعد القيام بأمور دينها هو الأمر الذي يناسب طبيعتها وفطرتها وكيانها، وفيه صلاحها وصلاح المجتمع وصلاح الناشئة فإن كان عندها فضل ففي الإمكان تشغيلها في الميادين النسائية كالتعليم للنساء والتطبيب والتمريض لهن ذلك مما يكون من الأعمال النسائية في ميادين النساء كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وفيها شغل لهن شاغل وتعاون مع الرجال في أعمال المجتمع وأسباب رقيه، كل في جهة اختصاصه، ولا ننسى هنا دور أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ومن سار في سبيلهن، وما قمن به من تعليم للأمة وتوجيه وإرشاد، وتبليغ عن الله سبحانه وعن رسوله صلى الله عليه وسلم فجزاهن الله عن ذلك خيرا، وأكثر في المسلمين اليوم أمثالهن مع الحجاب والصيانة والبعد عن مخالطة الرجال في ميدان أعمالهم.

والله المسئول أن يبصر الجميع بواجبهم، وأن يعينهم على أدائه على الوجه الذي يرضيه، وأن يقي الجميع وسائل الفتنة وعوامل الفساد ومكايد الشيطان، إنه جواد كريم وصلى الله على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.) ا.هـ مختصرًا.


المرجع: فتاوى ابن باز المجلد الأول - (1 / 436)

almooj
17/02/2010, 09:24 AM
العاصف : تسلم على روعة ما كتبت ، وأقسم بجلال الله إنك العاصف أسم على مسمى ، ويدي بيدك والله ما شفنا خير من يوم نزلت المرأة لتنافس الرجل في ميدان العمل ، خل عاد تختلط ، وش تختلط به ، كوكتيل ويصير عصير مشكل رجال ونساء ، كتاب الله عز وجل واضح وصريح ، مثل ما تفضلت أخي الكريم العاصف يقول (( وقرن في بيوتكن )) (( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )) وبالزهراني قري للمرأة المفرد وقرينه لجمع النساء ، وكلام زهران كله في القرآن موجود في كتاب الله موجود ، ورحم الله الشيخ بن باز رحمة واسعة يا حي يا قيوم ، وهاذي من علامات الساعة أخي العاصف ، بالله عليك لو دخلت الأسواق الآن تشوف أكثر وأكبر من تبرج الجاهلية الأولى إلا ما رحم الله ، يعني والله العظيم إن الرجل يستحي ، والمرأة ما تستحي ، وبعضهنه ما تكتفي تخرج لحالها مع السواق البنقالي ، لا ، تخرج ببناتها معها على شان أيش قال ؟ ما تكون خلوة ، قال ايش قال : خلوة ، عجايب يا زمن قل على الدنيا السلام خلوة ، واختلاط . .................................................. .................................................ز المـوج الجندبي .

خالد الشيخي
23/02/2010, 03:50 AM
العاااااااااااااصف مشكور والدين منصور باذن واحد احد
ولكن نطقت الروبيضه وآن لهاااا ان تنطق ولكن الفرج قريب

د.ليل الوعد
23/02/2010, 04:16 AM
اسمى تحياتى ابو محمد بارك الله فيك ورعاك حضور مشرف طال عمرك

almooj
23/02/2010, 06:13 AM
خالد الشيخي : لاهنت يا تاج راسي على وجودك الكريم .
د.ليل الوعد : تسلم يا أستاذي الكريم لاهنت الله يبارك فيك .