المتهم
22/02/2010, 04:53 PM
http://irak.elaphblog.com/Blog/irak/writing-tablet.jpg
ذهب المسلمون في أساطيرهم إلى أنّ القلم هو أوّل ما خلق اللّه،
وأوّل ما بدأ بذكره في الكتاب، وأنّه وصف نفسه بأنّه علّم بالقلم،
وأبان أنّ صناعته أفضل الصّنائع .وكان للكتّاب والشّعراء منادح
واسعة في وصف هذه الأداة ( القلم) شعرا ونثرا. فقال فيه ابن المقـفـّع
: "القلم من نعم اللـّه الجليلة ومواهبه الجزيلة… فهو الكيل السّابق
والسـّكـّيت النـّاطق، به اتّسعت الأفهام، وضبطت العلوم والأحكام،
ولولا الأقلام لضاق الكلام،وقلـّت الحكّام، ونسيت الأحكام".
وقال في موقع آخر: " القلم بريد القلب، يخبر بالخبر، وينظر بلا نظر".
وقال عبد الحميد الكاتب:"القلم شجرة ثمرها الألفاظ، والفكر بحر لؤلؤه الحكمة".
وأورد حمزة الأصفهاني نصّا لمسلم بن الوليد عدّه
من " الوصف الجامع لاستعمال القلم". وممّا جاء فيه أنّ القلم " يظهر ما سدّاه
العقل ، وألحمه اللّسان، وبلّته اللّهوات، ولفظته الشّفاه،
ووعته الأسماع، وقبلته القلوب".
وينسب إلى أحمد بن يوسف الكاتب الوزير قوله : "القلم لسان البصر،
يناجيه بما استتر عن الأسماع ".
وقال محمّد بن عبد الملك الزّيّات:"بالقلم تزفّ بنات العقول إلى خدور الكتب". فهذه الشّذرات وغيرها ممّا جاء شعرا وهو كثير، تبين عن الكتابة بوجهيها الفنّي الجمالي الرّاجع إلى علم الخطّّّ، واللّغوي اللّساني الرّاجع إلى علم الإملاء، أو ما يسمّى قديما بالهجاء، وهو يعنى بالعلاقة بين الرّمز المكتوب والصّوت المنطوق، ومدى مطابقة هذا لذاك أو قصور الكتابة عن تمثيل المنطوق تمثيلا كاملا وكثيرا ما يلتبس الوجهان في هذه الأقوال.
ولعلّ من أظهر ما في هذه الشّواهد وبخاصّة ما اتّصل منها بأحكام الكتابة من بري وقطّ واستمداد وتسوية وشكل ونقط، أنّ تصوّر الكتابة عند القدامى، معقود على آصرة متينة بين الزّمانيّ والمكانيّ أو بين الصّورة المنطوقة والصّورة المكتوبة،حتّى أنّهم استعاروا للخط ّ مصطلحات لغويّة نحويّة مثل اللـّحن والضّرورة في باب ما أسموه " لحن الخط والتّسوية وما يجوز وما لا يجوز في ذلك وما يستحسن في الضرورات وما يستقبح". وممّا جاء فيه " فمن لحن الخطّ مدّ ما لا يجوز مدّه، وقصر ما لا يجوز قصره، وإفراد حرف من كلمة في غير سطره." وذكر المؤلّف أنّ المسلمين اختلفوا في قول عثمان :" إنّ في المصحف لحنا تقيمه العرب بألسنتها"، وذهبت طائفة منهم إلى أنّ المراد ـ إن صحّت هذه المقالة ـ لحن الخطّ لا اللّفظ. ذلك أنّ زيدا بن ثابت كاتب الوحي (ت45ه) كتب المصحف بقلم مبسوط، فكان يقطع في بعض الأماكن اللّفظة، في آخر السّطر، ويجعل باقيها في السّطر الثّاني؛ فنبّه عثمان على أنّ هذا وإن كان لحنا في الخطّ لا يؤدّي إلى لحن في اللّفظ.
وجعلوا إيقاع الخط من إيقاع اليد الخاطّة، وحركته من حركتها، ووصلوا ما بينها وبين الفكر كما نجد في وصف أبي تمّام، حيث اليد الممسكة بالقلم، هي اليد- الفكر:
إذا امتطى الخمس اللـّطاف وأفرغت عليه شعاب الفكر وهي حوافــل
إذا صرفنا النّظرـ عن صورة المسيل الحافل التي يتّخذها الفكر، ولعلّ مصدرها الماء نفسه، فهو لا يحمل في ذاته لونا ولا شكلا، ولذلك تنعكس فيه صور شتـّى الكائنات؛ إذ لو كان له لون أو شكل لما أمكن أن يعكس أيّ صورة ـ فإنّ حركة اليد في هذا الشّعر هي حركة الفكر ومجلى الكتابة. وعليه لا غرابة أن يدقـّق الشاعر وصف الأصابع الممسكة بالقلم، على نحو ما نجد في المصنـّفات المخصوصة بالكتابة فـ"صفة مسكه[القلم] بالإبهام والوسطى غير مقبوضة، لأنّ ببسط الأصابع يتمكّن الكاتب من إدارة القلم، ولا يتّكئ على القلم الاتّكاء الشّديد المضعف له، ولا يمسك الإمساك الضّعيف فيضعف اقتداره في الخطّ…" أو قولهم : " إذا أراد [الكاتب] يأخذ القلم فيتّكئ على الخنصر، ويعتمد بسائر أصابعه على القلم، ويعتمد بالوسطى على البنصر، ويرفع السّبّابة على القلم، ويعمل بالإبهام في دوره وتحريكه ".
ذهب المسلمون في أساطيرهم إلى أنّ القلم هو أوّل ما خلق اللّه،
وأوّل ما بدأ بذكره في الكتاب، وأنّه وصف نفسه بأنّه علّم بالقلم،
وأبان أنّ صناعته أفضل الصّنائع .وكان للكتّاب والشّعراء منادح
واسعة في وصف هذه الأداة ( القلم) شعرا ونثرا. فقال فيه ابن المقـفـّع
: "القلم من نعم اللـّه الجليلة ومواهبه الجزيلة… فهو الكيل السّابق
والسـّكـّيت النـّاطق، به اتّسعت الأفهام، وضبطت العلوم والأحكام،
ولولا الأقلام لضاق الكلام،وقلـّت الحكّام، ونسيت الأحكام".
وقال في موقع آخر: " القلم بريد القلب، يخبر بالخبر، وينظر بلا نظر".
وقال عبد الحميد الكاتب:"القلم شجرة ثمرها الألفاظ، والفكر بحر لؤلؤه الحكمة".
وأورد حمزة الأصفهاني نصّا لمسلم بن الوليد عدّه
من " الوصف الجامع لاستعمال القلم". وممّا جاء فيه أنّ القلم " يظهر ما سدّاه
العقل ، وألحمه اللّسان، وبلّته اللّهوات، ولفظته الشّفاه،
ووعته الأسماع، وقبلته القلوب".
وينسب إلى أحمد بن يوسف الكاتب الوزير قوله : "القلم لسان البصر،
يناجيه بما استتر عن الأسماع ".
وقال محمّد بن عبد الملك الزّيّات:"بالقلم تزفّ بنات العقول إلى خدور الكتب". فهذه الشّذرات وغيرها ممّا جاء شعرا وهو كثير، تبين عن الكتابة بوجهيها الفنّي الجمالي الرّاجع إلى علم الخطّّّ، واللّغوي اللّساني الرّاجع إلى علم الإملاء، أو ما يسمّى قديما بالهجاء، وهو يعنى بالعلاقة بين الرّمز المكتوب والصّوت المنطوق، ومدى مطابقة هذا لذاك أو قصور الكتابة عن تمثيل المنطوق تمثيلا كاملا وكثيرا ما يلتبس الوجهان في هذه الأقوال.
ولعلّ من أظهر ما في هذه الشّواهد وبخاصّة ما اتّصل منها بأحكام الكتابة من بري وقطّ واستمداد وتسوية وشكل ونقط، أنّ تصوّر الكتابة عند القدامى، معقود على آصرة متينة بين الزّمانيّ والمكانيّ أو بين الصّورة المنطوقة والصّورة المكتوبة،حتّى أنّهم استعاروا للخط ّ مصطلحات لغويّة نحويّة مثل اللـّحن والضّرورة في باب ما أسموه " لحن الخط والتّسوية وما يجوز وما لا يجوز في ذلك وما يستحسن في الضرورات وما يستقبح". وممّا جاء فيه " فمن لحن الخطّ مدّ ما لا يجوز مدّه، وقصر ما لا يجوز قصره، وإفراد حرف من كلمة في غير سطره." وذكر المؤلّف أنّ المسلمين اختلفوا في قول عثمان :" إنّ في المصحف لحنا تقيمه العرب بألسنتها"، وذهبت طائفة منهم إلى أنّ المراد ـ إن صحّت هذه المقالة ـ لحن الخطّ لا اللّفظ. ذلك أنّ زيدا بن ثابت كاتب الوحي (ت45ه) كتب المصحف بقلم مبسوط، فكان يقطع في بعض الأماكن اللّفظة، في آخر السّطر، ويجعل باقيها في السّطر الثّاني؛ فنبّه عثمان على أنّ هذا وإن كان لحنا في الخطّ لا يؤدّي إلى لحن في اللّفظ.
وجعلوا إيقاع الخط من إيقاع اليد الخاطّة، وحركته من حركتها، ووصلوا ما بينها وبين الفكر كما نجد في وصف أبي تمّام، حيث اليد الممسكة بالقلم، هي اليد- الفكر:
إذا امتطى الخمس اللـّطاف وأفرغت عليه شعاب الفكر وهي حوافــل
إذا صرفنا النّظرـ عن صورة المسيل الحافل التي يتّخذها الفكر، ولعلّ مصدرها الماء نفسه، فهو لا يحمل في ذاته لونا ولا شكلا، ولذلك تنعكس فيه صور شتـّى الكائنات؛ إذ لو كان له لون أو شكل لما أمكن أن يعكس أيّ صورة ـ فإنّ حركة اليد في هذا الشّعر هي حركة الفكر ومجلى الكتابة. وعليه لا غرابة أن يدقـّق الشاعر وصف الأصابع الممسكة بالقلم، على نحو ما نجد في المصنـّفات المخصوصة بالكتابة فـ"صفة مسكه[القلم] بالإبهام والوسطى غير مقبوضة، لأنّ ببسط الأصابع يتمكّن الكاتب من إدارة القلم، ولا يتّكئ على القلم الاتّكاء الشّديد المضعف له، ولا يمسك الإمساك الضّعيف فيضعف اقتداره في الخطّ…" أو قولهم : " إذا أراد [الكاتب] يأخذ القلم فيتّكئ على الخنصر، ويعتمد بسائر أصابعه على القلم، ويعتمد بالوسطى على البنصر، ويرفع السّبّابة على القلم، ويعمل بالإبهام في دوره وتحريكه ".