تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإصـلاح


almooj
24/02/2010, 09:15 AM
د. إبراهيم عبد الله الزهراني
الاصلاح

صحيفة زهران - لاشك في أن حال الأمة الإسلامية اليوم ليس بالحال المرضي ؛ فلم تعد أمة مرهوبة الجانب ، موحدة الصف ، عالية الراية ، آخذة بناصية المدنية ، وأدوات الحضارة والرقي . وهو واقع ساهم في وجوده عوامل كثيرة ، وأسباب عديدة .وهذا الواقع يتطلب إصلاحا ، ويحتاج إلى من يسعى إلى إزالة أسبابه ، ويعمل على رد الأمة إلى الطريق الصحيح ، والمسار الصاعد الذي ينتهي بها إلى ارتقاء قمة المجد ، وتسلم راية القيادة والريادة ؛ لأن ذلك الإصلاح شرط لازم لعودة الأمة إلى سالف مجدها ، وأخذها في مسارب الرقي والمدنية . إن الإصلاح الذي أعنيه هو ذلك الجهد المبذول لإكمال نقص ، أو تقويم اعوجاج ، أو تصحيح خطأ ، أو استحداث ما تحتاج إليه الأمة في أمر دنياها، ويكون الهدف من ورائه تحقيق مصالحها المشروعة .فالإصلاح بهذا المعنى مهمة عظيمة لا يتصدى لها إلا ذوو الهمم العالية ، والنفوس العظيمة ؛ ولا ينجزها إلا أصحاب العقول الكبيرة والفهوم الواعية ؛ الحاذقون بالداء العالمون بأسباب الدواء .وبهذا يتبين لك أن ميدان الإصلاح فسيح ، وأدواته متعددة ،ومتطلباته كثيرة ، ولا يحققه إلا من كان على دراية بذلك كله .
فميدان الإصلاح فسيح ؛ لأنه واسع يشمل أمور الدين والدنيا ، وممتد يصل الدنيا بالآخرة .وأدواته ومتطلباته غير محصورة في الأمور المادية ، وعلوم الدنيا ، ووسائل التقنية والقائمون عليه متعددوا المواهب ، مختلفوا التخصصات والمهارات ، يجمعهم ولاءهم لخالقهم ثم لأمتهم ، وحرصهم على أن تتسيد هذا الأمة الدنيا وتحقق الخلافة الحقة في الأرض .وبهذا يتضح أن عملية الإصلاح عملية ضخمة تحتاج إلى جهود كل المخلصين العالمين بأمور الدين والدنيا ، وأنه ليس من شرط الإصلاح أخذ الأمة بعيدا عن ثوابت دينها، أو هجرها لما هو مستقيم من أمرها ، وأن من الخطأ حصر الإصلاح في الجانب المادي فقط ، أو أن نحده بالدنيا فحسب ، بل إن الإصلاح يجب أن يشمل تصحيح أمور الدين والدنيا ، وأن يكون الهدف منه إصلاح الدنيا والآخرة ، وتحقيق مصالح الأمة .إن الإصلاح لا يكون بجر الأمة إلى الوراء دون مراعاة لروح العصر ، وواقع الناس تمسكا باجتهاد أخذ به أئمة ربانيون لمعالجة قضايا زمنهم ، وأحداث واقعهم . كما أنه ليس من الإصلاح العمل على أن تنسلخ الأمة من دينها ، أو اتخاذ مواقف تتصادم مع ثوابت العقيدة ، ومحكمات الدين .والإصلاح لا يكون بموالاة أعداء الأمة ، وكشف عوراتها لهم ، وتسليطهم على مقدراتها ، وترصد أخطائها وإشاعتها للتشكيك في مسيرتها ، وتوطئة أكنافها تمهيدا لعزلها عن مكمن قوتها ، وشرط انبعاثها .وليس إصلاحا كل عمل يؤدي إلى تفريق كلمة الأمة ، وتشتيت صفها ، وزيادة ضعفها ، واستباحة دماء أبنائها ، وانتهاك حرماتها ، وتدمير مقدراتها ، ونقض عهودها .إن من يتتبع مواقف المتصدرين للقيام بإصلاح واقع المسلمين ، يجد أنهم تفرقوا شيعا وأحزابا ، وقف كل حزب منهم ضد الآخر ، ووصل ببعضهم الأمر إلى أن مد يده إلى من يريد اجتثاث الجميع ، فازداد بذلك ضعف الأمة ، واشتد فقرها ، وتخلفت عن ركب المدنية ، فلم يصل أولئك المصلحون إلى ما يريدون ، ولم يحفظوا مقدرات الأمة ، ويصونوا حرماتها .وهو أمر يستدعي من كل الغيورين التوقف عنده ، والعمل على تصحيحه ، إذا أرادت هذه الأمة العظيمة أن تصل إلى غايتها ، وتستعيد هيبتها ، وتبني مجدها
ww.zahran.org

الساحل الشرقى
24/02/2010, 10:39 AM
يعطيك العافيه
على الموضوع
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

أبـو مشاري
24/02/2010, 01:29 PM
على القوة اخي الكريم

علي الزهراني أبوأحمد
24/02/2010, 01:32 PM
كلام درر وحكم وموضوع راق يستحق الثناء والشكر والتقدير وحال الامه فعلا اصبح يندى له الجبين

وتقشعر منه الابدان السليمه الصحيحه العارف بالامور يقف يضمد جراحها ويشفي سقمها وعلتها وهذا هو

دكتورنا اوجز واختصر وفند وشخص الامور كما يجب ان نكون او تكون الامه سلم قلمك ايها الدكتور على

ما تفضلت به من علما واسلوب ومعرفه واتقان حفظك الله ورعاك وبارك الله في علمك ونفع به امة لا اله

الا الله محمد رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام

وشكرا جزيلا اخي وعزيزي الموج على حسن النقل والطرح جزاك الله خيرا وبارك الله فيك