عبد الرحمن عيسى
24/02/2010, 08:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ........... أما بعد
قال الله تعالى : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } 31 آل عمران 0
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ سَمِعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ) صحيح البخاري
بعد أيام قليلة سيحتفل دعاة الصوفية في شتى بقاع العالم الإسلامي عدا دولة التوحيد والسنة ( السعودية ) ببدعة المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام ، وقد رأيت أنه من الواجب على كل سلفي أن يبين بالأدلة والبراهين من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة بطلان هذه البدعة التي انتشرت في شتى بقاع العالم الإسلامي كما ذكرت آنفاً حتى لا يقع فيها بعض العوام الذين ينخدعون بهذه الترهات وهم أي العوام عاطفيون ومحبون للنبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي ولا يدركون مكر غلاة الصوفية ، ولذلك جمعت بعض شبهات القوم والرد عليها بالدليل والبرهان نصحاً لله ولكتابه ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولعامة المسلمين :
الشبهة الأولى : قولهم أن الاحتفال بالمولد النبوي ليس بدعة وإنما هو سنة حسنة لحديث (( من سن في الإسلام سنة حسنة ...... )) .
والجواب على هذه الشبهة هو : أن السنة الحسنة لاتكون إلاَ لما له أصل في الدين كالصدقة وهي التي كانت سبباً في هذا الحديث
قال الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله : هذا الحسن الذي أدعيت أنه ثابت في هذه البدعة هل كان خافياً لدى النبي صلى الله عليه وسلم أم معلوم عنده لكنه كتمه ؟ ولم يطلع عليه أحد من سلف الأمة حتى أدخر لك علمه ؟!!!!!!
فإن قال بالأول فشر وإن قال بالثاني فأطم وأشر .
فإن قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعلم هذه البدعة فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالجهل والعياذ بالله !!!!!!
وإن قال أنه صلى الله عليه وسلم كتم هذه البدعة فقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالخيانة !!!!!
الشبهة الثانية : تفسيرهم قول الله تعالى { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } يونس : 58 أن الرحمة في هذه الآية هو محمد صلى الله عليه وسلم .
والرد على هذه الشبهة من وجوه :
الوجه الأول : أنه لم يفسر أحد من المفسرين كابن كثير وابن جرير والقرطبي وابن العربي الرحمة المذكورة في الآية بأنه محمد صلى الله عليه وسلم !!!
الوجه الثاني : تفسر هذه الآية الآية التي قبلها وهي قوله تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } يونس : 57
ذلك هو القرآن الكريم .
الوجه الثالث : قد فسرها أبو سعيد ألخدري وابن عباس رضي الله عنهما بأن فضل الله القرآن ورحمته الإسلام كما جاء في تفسير القرطبي .
الشبهة الثالثة : حديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع فلما سئل عنه قال ( ذلك يوم ولدت فيه ؛ وأنزل علي فيه ) رواه أحمد ومسلم .
فيقولون : في هذا اليوم نحتفل به كل على طريقته إما بصيام أو بذكر أو صلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم أو بصدقة أو نحو ذلك .
والرد على هذه الشبهة من وجوه
الوجه الأول : قال الشيخ العلامة حمود التويجري رحمه الله : إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخص اليوم الثاني عشر من ربيع الأول إن صح أنه كان يوم مولده بالصيام ولابشئ من الأعمال دون سائر الأيام ؛ ولو كان يعظم يوم مولده كما يزعمون لكان يتخذ ذلك اليوم عيداً في كل سنة أو يخصه بصيام أو بشي من الأعمال دون سائر الأيام !! وفي عدم تخصيصه بشي من الأعمال دليل على أنه لم يفضله على غيره ؛ قال تعالى { وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا } الأحزاب : 2
الوجه الثاني : الأولى بكم إن كنتم تحبون النبي صلى الله عليه وسلم أن تتبعوه في أمره ونهيه وتقريره وفعله ؛ فهو صلى الله عليه وسلم صام ذلك اليوم ؛ فالأحرى بكم أن تصوموا يوم مولده كما صامه هو ؛ وهو القائل صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة رضي الله عنها عند مسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد.
الوجه الثالث : قال صلى الله عليه وسلم ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضو عليها بالنواجذ ) فلم يفهم أحد من الخلفاء الراشدين فهمكم بالبدعة التي أحدثتموها وهي احتفالكم بالمولد ؛ فدل على أنها بدعة محدثة في الدين لا أصل لها .
الشبهة الرابعة : ماثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة رأى اليهود تصوم يوم عاشوراء
فقال : ماهذا ؟ قالوا يوم صالح نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه .
وجه الدلالة عندهم : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية الكبرى التي مضت ؛ فإذا جاء الزمان التي وقعت فيه كانت فرصة لتذكرها وتعظيم يومها .
والجواب على هذه الشبهة من وجهين :
الوجه الأول : نقول صحيح أن النعم تستوجب الشكر عليها ؛ والنعمة الكبرى هي بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وليس مولده .
إذ القرآن لم يشر ليوم مولده صلى الله عليه وسلم وإنما أشار لبعثته على أنها فضل ومنة ونعمة قال تعالى { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } آل عمران 164
وقال تعالى { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } الجمعة 2
فلو كان الاحتفال بذكرى يوم مولده صلى الله عليه وسلم جائزاً لكان الأولى الاحتفال بذكرى يوم بعثته وليس ذكرى يوم مولده صلى الله عليه وسلم .
الوجه الثاني : أما صيامه صلى الله عليه وسلم ليوم عاشوراء فهو مبلغ ومشرع عن ربه ؛ إذ المطلوب أن نتبع لا أن نبتدع !!!!!!!!
الشبهة الخامسة : ماجاء في صحيح البخاري معلقاً عن عروة أنه قال في ثويبة مولاة أبي لهب التي أعتقها فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فلما مات أبو لهب أُري بعض أهله بشر حيبة ؛ قال له ماذا لقيت ؟ قال أبو لهب : لم ألق بعدكم غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة .
ووجه الدلالة عندهم : أن الاحتفال بالمولد تعبير عن الفرح والسرور بالرسول صلى الله عليه وسلم ؛ والذي انتفع به الكافر أبو لهب بفرحه بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فقد جاء عند البخاري بسند مرسل أنه يخفف عن أبي لهب كل يوم اثنين بسبب عتقه لثويبة لما بشرته بمولد النبي صلى الله عليه وسلم .
والجواب على هذه الشبهة كما يلي :
قال العلامة الأنصاري رحمه الله : لايجوز الاستدلال بهذا الخبر لأمر منها :
1 - أنه مرسل كما يدل عليه السياق عند البخاري . قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري : إن الخبر مرسل ولم يذكر عروة من حدثه به ؛ والمرسل من جنس الضعيف .
والبخاري لم يشترط الصحة إلا في الحديث المتصل السند .
2 - لو كان الخبر حتى موصولاً فلا حجة فيه لأنه رؤيا منام ؛ والرؤى لاتثبت بها أحكام شرعية .
الشبهة السادسة : قولهم أن إحياء ذكرى المولد النبوي إحياء لذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ وهذا مشروع في الإسلام ؛ فأنت ترى أن أكثر أعمال الحج إنما هي إحياء لذكريات مشهودة ومواقف محمودة .
والجواب على هذه الشبهة هو : قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في رسالته ( حكم الاحتفال بالمولد النبوي والرد على من يجيزه ) قال الله تعالى { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } الشرح 4 فذكره مرفوع بنص الآية ؛ فهو يذكر مع كل أذان وإقامة وصلاة وغير ذلك كثير ؛ فهو أجل صلى الله عليه وسلم من أن تكون ذكراه سنوية فقط .
الشبهة السابعة : قولهم أن شعراء الصحابة كانوا يقولون قصائد مدح في الرسول صلى الله عليه وسلم كحسان بن ثابت وكعب بن زهير وغيرهما فكان يرضى ذلك منهم ويكافئهم على ذلك .
والجواب على ذلك :
قال الشيخ حمود التويجري رحمه الله : لم يكن من شعراء الصحابة من كان يقول قصائده في ليلة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بل كانت قصائدهم في الفتوح والظفر بالأعداء غالباً .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قال الله تعالى : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } 31 آل عمران 0
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ سَمِعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ) صحيح البخاري
بعد أيام قليلة سيحتفل دعاة الصوفية في شتى بقاع العالم الإسلامي عدا دولة التوحيد والسنة ( السعودية ) ببدعة المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام ، وقد رأيت أنه من الواجب على كل سلفي أن يبين بالأدلة والبراهين من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة بطلان هذه البدعة التي انتشرت في شتى بقاع العالم الإسلامي كما ذكرت آنفاً حتى لا يقع فيها بعض العوام الذين ينخدعون بهذه الترهات وهم أي العوام عاطفيون ومحبون للنبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي ولا يدركون مكر غلاة الصوفية ، ولذلك جمعت بعض شبهات القوم والرد عليها بالدليل والبرهان نصحاً لله ولكتابه ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولعامة المسلمين :
الشبهة الأولى : قولهم أن الاحتفال بالمولد النبوي ليس بدعة وإنما هو سنة حسنة لحديث (( من سن في الإسلام سنة حسنة ...... )) .
والجواب على هذه الشبهة هو : أن السنة الحسنة لاتكون إلاَ لما له أصل في الدين كالصدقة وهي التي كانت سبباً في هذا الحديث
قال الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله : هذا الحسن الذي أدعيت أنه ثابت في هذه البدعة هل كان خافياً لدى النبي صلى الله عليه وسلم أم معلوم عنده لكنه كتمه ؟ ولم يطلع عليه أحد من سلف الأمة حتى أدخر لك علمه ؟!!!!!!
فإن قال بالأول فشر وإن قال بالثاني فأطم وأشر .
فإن قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعلم هذه البدعة فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالجهل والعياذ بالله !!!!!!
وإن قال أنه صلى الله عليه وسلم كتم هذه البدعة فقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالخيانة !!!!!
الشبهة الثانية : تفسيرهم قول الله تعالى { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } يونس : 58 أن الرحمة في هذه الآية هو محمد صلى الله عليه وسلم .
والرد على هذه الشبهة من وجوه :
الوجه الأول : أنه لم يفسر أحد من المفسرين كابن كثير وابن جرير والقرطبي وابن العربي الرحمة المذكورة في الآية بأنه محمد صلى الله عليه وسلم !!!
الوجه الثاني : تفسر هذه الآية الآية التي قبلها وهي قوله تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } يونس : 57
ذلك هو القرآن الكريم .
الوجه الثالث : قد فسرها أبو سعيد ألخدري وابن عباس رضي الله عنهما بأن فضل الله القرآن ورحمته الإسلام كما جاء في تفسير القرطبي .
الشبهة الثالثة : حديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع فلما سئل عنه قال ( ذلك يوم ولدت فيه ؛ وأنزل علي فيه ) رواه أحمد ومسلم .
فيقولون : في هذا اليوم نحتفل به كل على طريقته إما بصيام أو بذكر أو صلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم أو بصدقة أو نحو ذلك .
والرد على هذه الشبهة من وجوه
الوجه الأول : قال الشيخ العلامة حمود التويجري رحمه الله : إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخص اليوم الثاني عشر من ربيع الأول إن صح أنه كان يوم مولده بالصيام ولابشئ من الأعمال دون سائر الأيام ؛ ولو كان يعظم يوم مولده كما يزعمون لكان يتخذ ذلك اليوم عيداً في كل سنة أو يخصه بصيام أو بشي من الأعمال دون سائر الأيام !! وفي عدم تخصيصه بشي من الأعمال دليل على أنه لم يفضله على غيره ؛ قال تعالى { وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا } الأحزاب : 2
الوجه الثاني : الأولى بكم إن كنتم تحبون النبي صلى الله عليه وسلم أن تتبعوه في أمره ونهيه وتقريره وفعله ؛ فهو صلى الله عليه وسلم صام ذلك اليوم ؛ فالأحرى بكم أن تصوموا يوم مولده كما صامه هو ؛ وهو القائل صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة رضي الله عنها عند مسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد.
الوجه الثالث : قال صلى الله عليه وسلم ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضو عليها بالنواجذ ) فلم يفهم أحد من الخلفاء الراشدين فهمكم بالبدعة التي أحدثتموها وهي احتفالكم بالمولد ؛ فدل على أنها بدعة محدثة في الدين لا أصل لها .
الشبهة الرابعة : ماثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة رأى اليهود تصوم يوم عاشوراء
فقال : ماهذا ؟ قالوا يوم صالح نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه .
وجه الدلالة عندهم : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية الكبرى التي مضت ؛ فإذا جاء الزمان التي وقعت فيه كانت فرصة لتذكرها وتعظيم يومها .
والجواب على هذه الشبهة من وجهين :
الوجه الأول : نقول صحيح أن النعم تستوجب الشكر عليها ؛ والنعمة الكبرى هي بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وليس مولده .
إذ القرآن لم يشر ليوم مولده صلى الله عليه وسلم وإنما أشار لبعثته على أنها فضل ومنة ونعمة قال تعالى { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } آل عمران 164
وقال تعالى { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } الجمعة 2
فلو كان الاحتفال بذكرى يوم مولده صلى الله عليه وسلم جائزاً لكان الأولى الاحتفال بذكرى يوم بعثته وليس ذكرى يوم مولده صلى الله عليه وسلم .
الوجه الثاني : أما صيامه صلى الله عليه وسلم ليوم عاشوراء فهو مبلغ ومشرع عن ربه ؛ إذ المطلوب أن نتبع لا أن نبتدع !!!!!!!!
الشبهة الخامسة : ماجاء في صحيح البخاري معلقاً عن عروة أنه قال في ثويبة مولاة أبي لهب التي أعتقها فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فلما مات أبو لهب أُري بعض أهله بشر حيبة ؛ قال له ماذا لقيت ؟ قال أبو لهب : لم ألق بعدكم غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة .
ووجه الدلالة عندهم : أن الاحتفال بالمولد تعبير عن الفرح والسرور بالرسول صلى الله عليه وسلم ؛ والذي انتفع به الكافر أبو لهب بفرحه بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فقد جاء عند البخاري بسند مرسل أنه يخفف عن أبي لهب كل يوم اثنين بسبب عتقه لثويبة لما بشرته بمولد النبي صلى الله عليه وسلم .
والجواب على هذه الشبهة كما يلي :
قال العلامة الأنصاري رحمه الله : لايجوز الاستدلال بهذا الخبر لأمر منها :
1 - أنه مرسل كما يدل عليه السياق عند البخاري . قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري : إن الخبر مرسل ولم يذكر عروة من حدثه به ؛ والمرسل من جنس الضعيف .
والبخاري لم يشترط الصحة إلا في الحديث المتصل السند .
2 - لو كان الخبر حتى موصولاً فلا حجة فيه لأنه رؤيا منام ؛ والرؤى لاتثبت بها أحكام شرعية .
الشبهة السادسة : قولهم أن إحياء ذكرى المولد النبوي إحياء لذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ وهذا مشروع في الإسلام ؛ فأنت ترى أن أكثر أعمال الحج إنما هي إحياء لذكريات مشهودة ومواقف محمودة .
والجواب على هذه الشبهة هو : قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في رسالته ( حكم الاحتفال بالمولد النبوي والرد على من يجيزه ) قال الله تعالى { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } الشرح 4 فذكره مرفوع بنص الآية ؛ فهو يذكر مع كل أذان وإقامة وصلاة وغير ذلك كثير ؛ فهو أجل صلى الله عليه وسلم من أن تكون ذكراه سنوية فقط .
الشبهة السابعة : قولهم أن شعراء الصحابة كانوا يقولون قصائد مدح في الرسول صلى الله عليه وسلم كحسان بن ثابت وكعب بن زهير وغيرهما فكان يرضى ذلك منهم ويكافئهم على ذلك .
والجواب على ذلك :
قال الشيخ حمود التويجري رحمه الله : لم يكن من شعراء الصحابة من كان يقول قصائده في ليلة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بل كانت قصائدهم في الفتوح والظفر بالأعداء غالباً .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .