المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين الطفولة والمراهقة ... يحتار الآباء


نهرالعسل
27/02/2005, 12:09 AM
أمور دون حوار وأسئلة محرجة دون إجابات* ‬

هل باتت التربية قضية جدلية تحتاج المناقشة بمنظور تربوي* ‬لا* ‬يرتبط بالفطرة الابوية،* ‬وهل بلغ* ‬الامهات والآباء مبلغ* ‬طلب النصح في* ‬كيفية التعامل مع أبنائهم خاصة اذا ما ارتبط هذا الامر بفترة حساسة* ‬يكون فيها المراهق في* ‬مرحلة* ‬يغلق فيها باب الطفولة ليدخل مرحلة المراهقة*.‬

في* ‬ظل التسليم بأن المراهقة مرحلة عمرية لا تختلف عن المراحل الأخرى فاننا نشهد الآن بعض النماذج من الأمهات اللاتي* ‬يواجهن صعوبة في* ‬التعامل مع هذه المرحلة العمرية الحرجه فبين مؤيدة الاجابة عن اسئلة المراهقين بالشكل الكامل وبين من* ‬يرى ان الاجابة سوف تفتح الاعين على امور قد تكون سابقة لاوانها*.‬

بهذا الطرح نقف امام اصعب اشكال الصناعات التربوية وهي* ‬صناعة المراهقة* ‬،* ‬حيث تكمن المشكلة في* ‬كيفية الارشاد التي* ‬يراها علم النفس بأنها مجموعة من الاسس والقواعد النفسية او السيكولوجية التي* ‬تؤتي* ‬ثمارها المرجوة بأقل جهد ممكن وفي* ‬اقصر وقت،* ‬حيث* ‬يعني* ‬الوصول الى الرشاد او السداد عن طريق العون والمساعدة والتوجيه وتقويم السلوك وتعديله*.‬

شبابنا نتاجنا وهذا النتاج هو مثار جدل عميق*.. ‬فليس بغريب ان نرى المراهق في* ‬لحظة كثير الاهتمام وفي* ‬لحظة اخرى* ‬غير مبال او* ‬يبدو سعيدا وبعدها حزينا او متفائلا مرحاً* ‬وبعدها متشائماً* ‬مكتئباً*.. ‬فبين تضارب هذه المشاعر والاحاسيس وبين النمو العقلي* ‬واكتشاف الذات نطرح موضوعنا الذي* ‬نستضيف فيه عائشة النعيمي* ‬الباحثة الاجتماعية بوزارة الصحة وعضوة جمعية نهضة فتاة البحرين لنتطرق الى خصائص هذه المرحلة وكيفية التعامل الامثل معها* ‬مع تحديد لأهم المشاكل التي* ‬قد تصادف الآباء مع أبنائهم*.. ‬

تصف النعيمي* ‬مرحلة المراهقة بأنها مرحلة مليئة بالافكار المثالية والحلم الكبير بالحب والقوة التي* ‬لم تشبها وقائع الحياة ومصاعبها بل ولم تزودها بخبراتها ودروسها المختلفة*.. ‬هذه الفترة الحساسة تقسم الى ثلاث مراحل اولها المراهقة المبكرة من *11 - 41 ‬سنه ثم المتوسطة من41- 18‬والمتأخرة من *81 - 12‬،* ‬ومن الناحية البيولوجية تعد المراهقة المرحلة التي* ‬تبدأ من بداية البلوغ* ‬اي* ‬بداية النضج الجنسي* ‬حتى اكتمال نمو العظام* ‬،* ‬حيث تقع هذه المرحلة عادة ما بين الثانية عشرة والثامنة عشرة*.‬

لقد كان من المعتقد ومنذ وقت قريب ان مرحلة المراهقة هي* ‬بطبيعتها* (‬زوابع وعواصف نفسية* ‬او بمعنى آخر فان الاعتقاد الذي* ‬كان* ‬يسود في* ‬ذلك الوقت هو ان الضغوط والاضطرابات النفسية التي* ‬نلاحظها على المراهق بشكل نمطي* ‬انما هي* ‬نتيجة طبيعية لما* ‬يمر به من تحولات بيولوجية*.‬

ما نؤكد عليه هو ان فترة المراهقة ليست بالضرورة فترة زوابع بل قد تكون فترة هادئه عادية تصنف ضمن مراحل الحياة دون ايلائها اي* ‬امتياز،* ‬كما ان ما* ‬يعتري* ‬المراهق من تغير في* ‬النواحي* ‬النفسية ليست نتيجة لازمة للتغيرات البيولوجية التي* ‬يتعرض اليها وانما هو نتيجة لتفاعل هذه المتغيرات من ناحية وبين المتغيرات الثقافية التي* ‬يعيشها من ناحية أخرى*.‬

وعن مكمن الاختلاف بين مراهقة الفتيات عن الصبية تقول*: (‬تبدأ الفتاة نموها الجنسي* ‬بشكل ابكر عن الصبي* ‬في* ‬مرحلة صف الخامس والسادس والاول الاعدادي،* ‬ولكلا الجنسين خصائص عامة تدل على البلوغ* )‬،* ‬كما وتؤكد على أهمية فهم المراهق لهذه المرحلة بل ويكون قادرا على استيعاب التغييرات الطارئة عليه ويحاول التكيف معها كما أنه من المهم للأهل أيضاً* ‬ان* ‬يعوا كيفية التعامل الايجابي* ‬مع هذه المرحلة*.‬

انواع التغييرات

سألناها عن نوعية التغييرات التي* ‬يمكن ان تطرأ على المراهق* - ‬أيا كان جنسه* - ‬فأجابت ان التغييرات عديدة في* ‬هذه المرحلة لتجتمع كلها وتؤدي* ‬في* ‬النهاية لنمو المراهق ونضجه من جوانب مختلفة*.. ‬أولى هذه التغيرات هي* ‬التغيرات الجسدية التي* ‬تؤدي* ‬الى النضج الجنسي* ‬وهو ما* ‬يميز المراهق ويترافق مع ظهور دوافع وانفعالات جديدة،* ‬حيث لابد من الوضع في* ‬الاعتبار اهمية اجابة المراهق عن تساؤلاته ومحاولة جعل بعض ا لحقائق واضحة امامه مع الوضع في* ‬الاعتبار مستوى فضوله ومدى العمق الذي* ‬يحتاجه في* ‬الاجابة وطبعاً* ‬يراعى أيضاً* ‬التدرج في* ‬اعطاء المعلومات والتشبيه،* ‬الامر الذي* ‬يتقاسم مسئوليته كل من* ‬الآباء والمدرسة*.‬

اما ثاني* ‬هذه التغيرات فهي* ‬التغيرات النفسية المرتبطة بنظرة المراهق لذاته وتقبله لهذه الذات والرغبة في* ‬تطويرها،* ‬كما ومن المهم* ‬الاخذ في* ‬الاعتبار اتجاهات الآخرين نحو المراهق الامر الذي* ‬يدعم ثقته بنفسه وتقبله لها*.‬

التغيير الثالث الذي* ‬يطرأ على المراهق هو النمو العقلي* ‬حيث* ‬يظهر من خلال حدوث تغييرات في* ‬مجالات التفكير وتشكيل القيم الاخلاقية حيث تزداد قدرة المراهق على التعميم والتجريد* ‬،* ‬بل ويزداد تقديره للزمن،* ‬ويبدأ في* ‬تخطي* ‬حدود العائلة ليهتم بالأشياء والاحداث حوله كما* ‬يزداد اهتمامه بالآخرين ويحاول تطوير اساليبه في* ‬التواصل معهم،* ‬فضلا* ‬عن تقمص شخصيات هامة*.. ‬وتنوه النعيمي* ‬الى ضرورة ادراك صفتي* ‬التخيل والحلم اللذين لهما دور كبير في* ‬هذه المرحلة كوسيلة لتحقيق الأمان والطموحات