نواف بيك البريدية
16/03/2010, 02:00 AM
صحافة جهنم:
الأمر الجيد أن البابليين انقرضوا قبل أن يتسنى لهم شراء نسخة من إحدى الصحف العربية ليشدهم عنوان خبر يقول: "مواطن يفقد محفظته في باص عمومي"، أو أن يصادفهم تحقيق عن "البطيخ .. اختلفت الأنواع والنكهة واحده". وقتها سيبعث شعب بابل برسالة جوال لـ "قورش" الفارسي مفادها "تعال شف شغلك الله يرحم أمك".
عندما عرف البابليين الصحافة في عصور ما قبل الميلاد لم يدر في خلدهم أنها ستصبح لعنة ووسيلة خراب على رأس بعض الشعوب. ولم يتصوروا أن غايتها السامية ستندس بتحويلها إلى مهنة علاقات عامة من النوع الأول، وإلى أداة يتم استغلالها لمسح الجوخ .
فالصحافي الذي يقطع طريقه إلى العمل يومياً ماراً بالآلف الحفر والمطبات التي تدفعنا للاعتقاد بأن المقاول الذي أنشأ هذه الطرق كان شغوفاً في صغره بلعبة "الأكس أو"، هو الصحافي نفسه الذي يكتب خبراً عن تطور في المواصلات والنقل في دولته لدرجة تدفعك في نهاية الخبر بمطالبة دول العالم بالاستفادة من تجاربنا!.
والصحافي الذي لا لم يستطيع ابنه تهجئة كلمة "حكي فاضي"، هو الشخص نفسه الذي يكتب مقالاً عن "الثورة العلمية والثقافية في التعليم"!.
مما يدفعني للاعتقاد أحياناً كثيرة أعتقد بأن لجهنم باباً يقال له "الخرطي" لا يدخل من خلاله إلا "الصحافيون".
وبعيداً عن شرف المهنة الذي ضاع بين مكاتب المسئولين، والاحترافية والتأهيل الغائب عن معظم صحافة المنطقة العربية، والذي يدفعك للخلط بين نص خبر كتبه أحد الصحافيين، وبين موضوع تعبير عن "الجمل" ألفه أحد طلاب الصف "السادس"!، نشر موقع منظمة "مراسلين بلا حدود" و التي تهتم بالدفاع عن الحريات الصحفية تصنيفه السنوي عن مستوى حرية الصحافة في الكثير من الدول، وجاءت الدول العربية كعادتها في مذيلة تصنيفه الذي ضم 175 دولة حول العالم!.
السلطة الرابعة وعين الرقابة الأولى أضحت في كثير من بلداننا قيداً ووسيلة قهر من الدرجة الأولى!.
فمن الطبيعي جداً أن يطالع مواطن "كادح" من الطبقة المطحونة يعمل بوظيفة على بند قابل للإزالة، خبراً يتحدث عن الاستقرار الوظيفي المنقطع النظير ومستوى الدخل العالي جداً، بينما كان المواطن "كادح" نفسه "يكاسر" بثمن كيلو "خيار" أثناء شراء الجريدة!.
موقعي الشخصيhttp://www.coalles.com/vb/uploaded/2008/imgcache/1255.png (http://www.hr6qa.com/)
المزيد... (http://www.nawafnet.ws/msg-3804.htm)
الأمر الجيد أن البابليين انقرضوا قبل أن يتسنى لهم شراء نسخة من إحدى الصحف العربية ليشدهم عنوان خبر يقول: "مواطن يفقد محفظته في باص عمومي"، أو أن يصادفهم تحقيق عن "البطيخ .. اختلفت الأنواع والنكهة واحده". وقتها سيبعث شعب بابل برسالة جوال لـ "قورش" الفارسي مفادها "تعال شف شغلك الله يرحم أمك".
عندما عرف البابليين الصحافة في عصور ما قبل الميلاد لم يدر في خلدهم أنها ستصبح لعنة ووسيلة خراب على رأس بعض الشعوب. ولم يتصوروا أن غايتها السامية ستندس بتحويلها إلى مهنة علاقات عامة من النوع الأول، وإلى أداة يتم استغلالها لمسح الجوخ .
فالصحافي الذي يقطع طريقه إلى العمل يومياً ماراً بالآلف الحفر والمطبات التي تدفعنا للاعتقاد بأن المقاول الذي أنشأ هذه الطرق كان شغوفاً في صغره بلعبة "الأكس أو"، هو الصحافي نفسه الذي يكتب خبراً عن تطور في المواصلات والنقل في دولته لدرجة تدفعك في نهاية الخبر بمطالبة دول العالم بالاستفادة من تجاربنا!.
والصحافي الذي لا لم يستطيع ابنه تهجئة كلمة "حكي فاضي"، هو الشخص نفسه الذي يكتب مقالاً عن "الثورة العلمية والثقافية في التعليم"!.
مما يدفعني للاعتقاد أحياناً كثيرة أعتقد بأن لجهنم باباً يقال له "الخرطي" لا يدخل من خلاله إلا "الصحافيون".
وبعيداً عن شرف المهنة الذي ضاع بين مكاتب المسئولين، والاحترافية والتأهيل الغائب عن معظم صحافة المنطقة العربية، والذي يدفعك للخلط بين نص خبر كتبه أحد الصحافيين، وبين موضوع تعبير عن "الجمل" ألفه أحد طلاب الصف "السادس"!، نشر موقع منظمة "مراسلين بلا حدود" و التي تهتم بالدفاع عن الحريات الصحفية تصنيفه السنوي عن مستوى حرية الصحافة في الكثير من الدول، وجاءت الدول العربية كعادتها في مذيلة تصنيفه الذي ضم 175 دولة حول العالم!.
السلطة الرابعة وعين الرقابة الأولى أضحت في كثير من بلداننا قيداً ووسيلة قهر من الدرجة الأولى!.
فمن الطبيعي جداً أن يطالع مواطن "كادح" من الطبقة المطحونة يعمل بوظيفة على بند قابل للإزالة، خبراً يتحدث عن الاستقرار الوظيفي المنقطع النظير ومستوى الدخل العالي جداً، بينما كان المواطن "كادح" نفسه "يكاسر" بثمن كيلو "خيار" أثناء شراء الجريدة!.
موقعي الشخصيhttp://www.coalles.com/vb/uploaded/2008/imgcache/1255.png (http://www.hr6qa.com/)
المزيد... (http://www.nawafnet.ws/msg-3804.htm)