almooj
21/03/2010, 03:52 AM
اليوم نشرت قصته بكل تفاصيلها :
دار الرعاية الاجتماعية بالدمام تنتشل «سعود» من التشرّد والضياع
الكثيري : سعود أصيب باضطرابات نفسية وانفصام في شخصيته منذ أن كان في سن العشرين
براهيم اللويم ـ الدمام
http://www.alyaum.com/images/13/13427/745551_1.jpg
وجهت وزارة الشئون الاجتماعية فرعها بالمنطقة الشرقية بتقصي حالة المواطن سعود وتقديم يد العون والمساعدة له في أسرع وقت وذلك من خلال تبني قضيته ورعايته والاهتمام به، ولقد جاءت توجيهات الوزارة في سياق تفاعلها مع ما تم نشره في جريدة «اليوم» على صفحة الحياة في عددها رقم 13408 والصادر في يوم الاثنين 15/3/1431 الموافق1/3/2010م تحت عنوان « سعود يتشرد ربع قرن في شوارع الدمام « ويبيت محاصرا بين كابلات الكهرباء من خلال البحث عنه وفي المكان الذي أشار إليه التقرير، « اليوم « تابعت الحالة أولا بأول حتى أن تم نقله إلى دار الرعاية، كما التقت بمدير الدار وبعض المسؤولين فيها الذين تحدثوا لنا عن حالة سعود من الأسباب وحتى النتائج ..
وجدناه داخل المسجد
في دار الرعاية الاجتماعية بالدمام كان لنا هذا اللقاء مع خالد الملا مديرها الذي قال :» بعد أن نشرت جريدة «اليوم» على صفحات «الحياة» قصة سعود استقبلنا الخطاب التوجيهي بالفاكس الصادر من مدير عام الشئون الاجتماعية في المنطقة الشرقية المبنى على التوجيه الوزاري بشأن المعاناة التي يعيشها المواطن سعود وذلك من أجل نقله إلى دار الرعاية الاجتماعية للمسنين، وعلى الفور تم تشكيل فريق مكون من مشرف اجتماعي وباحث اجتماعي وأخصائي نفسي وممرض لزيارة سعود وتقصي حالته في مكانه الذي أشير إليه «، وأضاف الملا :» لقد تم العثور عليه وهو جالس داخل أحد المساجد القريبة من إدارة الجوازات في وقت قياسي جداً حيث لم يستغرق ذلك الشيء سوى ساعات محددة، حيث وجدناه نائما، وقد ظننا أنه شخص عدواني، ولكن اتضح أنه عكس ذلك حيث كان شخصا هادئا مسالما لم يبدر منه أي ردة فعل تجاه الفريق وهذا ما ساعدهم على نقله إلى مبنى دار الرعاية الاجتماعية من دون إصدار أي ردة فعل».
إجراءات
ويضيف الملا عن بداية إقامة سعود في الدار :» بعد قدوم سعود إلى الدار تمت بعض الإجراءات النظامية لإدخاله مقيما فيها، ومن ثم قدمت له بعض الخدمات مثل استبدال ملابسه الرثة التي كان يرتديها والاعتناء بنظافة جسده وغير ذلك، بعدها وضع سعود في غرفة مستقلة خشية انتقال العدوى منه في حالة أنه كان يعاني من مرض ما، وفي اليوم الثاني نقل سعود إلى مجمع الدمام الطبي بهدف إخضاعه لبعض الفحوصات الطبية للتأكد من صحته وأنه لا يعاني من أي أمراض مزمنة أو معدية قد تسبب الإصابة لبقية أفراد الدار»، وعن تجاوب سعود أكد الملا أنه كان متجاوبا طوال الفترة الماضية ولم يظهر عليه أي ردة فعل بشأن عدم رغبته في البقاء داخل الدار منذ مجيئه.
شقيق سعود
وفي تطورات غير مسبوقة عن حالة سعود وتاريخها وأسبابها أضاف الملا :» المسئولون في الدار وجدوا في ثيابه وثيقة رسمية مدون خلفها عدد من أرقام الهواتف النقالة، وقام فريق العمل بالدار على الفور بالاتصال على تلك الأرقام والتنسيق مع أصحابها للمساهمة في فهم حالة سعود وبالتالي علاجه كما ينبغي، واتضح خلال الاتصال أن أحد الأرقام كان لأخيه الوحيد الذي يعيش في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية ، وقد حضر شقيق سعود إلى الدار مصطحبا معه بعض الأوراق التي تثبت هوية شقيقه، وذلك لاستكمال إجراءات دخوله بالدار، وحيث رأى عن كثب وضع شقيقه بالدار، كما جرى حديثا مطولا مع شقيق سعود حول الأسباب التي أدت إلى تشرد سعود طوال هذه السنوات، بالإضافة إلى بعض الجوانب المتعلقة بحياة سعود».
ومن جانبه كشف الملا عن أمله في تنفيذ دار للنقاهة في المنطقة الشرقية أسوة بمنطقة الرياض و جدة، وذلك من أجل استقبال المرضى النفسيين الذين تلقوا علاجهم داخل مستشفيات الصحة النفسية وتقديم الرعاية الاجتماعية وتأهيلهم نفسياً بشكل تدريجي ومحاولة تقبل أسرهم لهم ليكونوا بذلك قادرين على الانخراط في المجتمع.
رعاية لم تستمر
منصور الكثيري - أخصائي اجتماعي في دار الرعاية - وصف الحالة التي يعاني منها سعود بالمرض النفسي وأضاف قائلا :» سعود يعاني من مرض نفسي مع اضطرابات و انفصام في شخصيته، وقد أصيب بهذا المرض منذ أن كان في سن العشرين من عمره وتحديداً بعد وفاة والدته حسب إفادة بعض الشهود، وبعد أن ساءت حالته تكفل شقيقه برعايته وأصبح المسؤول عنه وقام بعرضه على أطباء مختصين كذلك، ووفر له غرفة صغيره يعيش فيها داخل بيته، ولكن حالته لم تستقر إذ أنه لا يرغب بالجلوس و كل مرة كان يحاول الهرب من البيت ولكن أخيه كان يمنعه وعندما يهرب لا يتم استعادته إلا بواسطة الشرطة التي تمسك به على أنه متسول».وبين الكثيري في نفس السياق أن الدار قد تعوض سعود الرعاية والاهتمام وقد تتحسن حالته في المستقبل، وعلل الكثيري رأيه بقوله :» لأن قابلية الإدراك والوعي متوفرة لديه، فهو يستطيع التحدث إلى الجميع بكل عفوية، لذا من خلال البرنامج المعد له من قبل المختصين داخل الدار سواء كان برنامجا صحيا أو ترفيهيا، ولسوف يكون لذلك الأثر الأكبر على تحسن حالته».
انتكاسة
كما تحدث لنا في نفس الموضوع الباحث الاجتماعي مهدي أبو الرحى فقال:» لقد أعددنا دراسة و برنامجا يتماشى مع حاله سعود وبما يتكيف مع وضعه الذي يعيشه صحيا ونفسيا وقد تبين أنه يعاني من الحرمان من الناحية المادية وذلك عندما كان شاباً وهذا هو الذي جعله يعيش حالة من التشرد»، وأكد أبو الرحى من جانب دار الرعاية أنهم سوف يقومون بتعويضه - هو والعديد من الذين يفدون إلى الدار ممن يعانون من الحالة نفسها - بالدعم الذي يجدونه في دور الرعاية الاجتماعية وتوفير كافة الاحتياجات الضرورية سواء المعيشية أو الصحية لجميع المقيمين داخل الدار، وأضاف أبو الرحى :» هناك العديد من الحالات التي تشبه حالة سعود في مجتمعنا وقد يكون المسبب الرئيس فيها هو الأسرة والإهمال الذي يجدونه وبالتالي ينعكس ذلك سلباً عليهم خاصة عندما يكونون قد تلقوا العلاج ولديهم القدرة على الانخراط في المجتمع، وبالتالي مواجهة الواقع المر، وقد تكون هذه هي الانتكاسة والتي يصبح معها المريض مدفوعا على التشرد في الشوارع».
دار الرعاية الاجتماعية بالدمام تنتشل «سعود» من التشرّد والضياع
الكثيري : سعود أصيب باضطرابات نفسية وانفصام في شخصيته منذ أن كان في سن العشرين
براهيم اللويم ـ الدمام
http://www.alyaum.com/images/13/13427/745551_1.jpg
وجهت وزارة الشئون الاجتماعية فرعها بالمنطقة الشرقية بتقصي حالة المواطن سعود وتقديم يد العون والمساعدة له في أسرع وقت وذلك من خلال تبني قضيته ورعايته والاهتمام به، ولقد جاءت توجيهات الوزارة في سياق تفاعلها مع ما تم نشره في جريدة «اليوم» على صفحة الحياة في عددها رقم 13408 والصادر في يوم الاثنين 15/3/1431 الموافق1/3/2010م تحت عنوان « سعود يتشرد ربع قرن في شوارع الدمام « ويبيت محاصرا بين كابلات الكهرباء من خلال البحث عنه وفي المكان الذي أشار إليه التقرير، « اليوم « تابعت الحالة أولا بأول حتى أن تم نقله إلى دار الرعاية، كما التقت بمدير الدار وبعض المسؤولين فيها الذين تحدثوا لنا عن حالة سعود من الأسباب وحتى النتائج ..
وجدناه داخل المسجد
في دار الرعاية الاجتماعية بالدمام كان لنا هذا اللقاء مع خالد الملا مديرها الذي قال :» بعد أن نشرت جريدة «اليوم» على صفحات «الحياة» قصة سعود استقبلنا الخطاب التوجيهي بالفاكس الصادر من مدير عام الشئون الاجتماعية في المنطقة الشرقية المبنى على التوجيه الوزاري بشأن المعاناة التي يعيشها المواطن سعود وذلك من أجل نقله إلى دار الرعاية الاجتماعية للمسنين، وعلى الفور تم تشكيل فريق مكون من مشرف اجتماعي وباحث اجتماعي وأخصائي نفسي وممرض لزيارة سعود وتقصي حالته في مكانه الذي أشير إليه «، وأضاف الملا :» لقد تم العثور عليه وهو جالس داخل أحد المساجد القريبة من إدارة الجوازات في وقت قياسي جداً حيث لم يستغرق ذلك الشيء سوى ساعات محددة، حيث وجدناه نائما، وقد ظننا أنه شخص عدواني، ولكن اتضح أنه عكس ذلك حيث كان شخصا هادئا مسالما لم يبدر منه أي ردة فعل تجاه الفريق وهذا ما ساعدهم على نقله إلى مبنى دار الرعاية الاجتماعية من دون إصدار أي ردة فعل».
إجراءات
ويضيف الملا عن بداية إقامة سعود في الدار :» بعد قدوم سعود إلى الدار تمت بعض الإجراءات النظامية لإدخاله مقيما فيها، ومن ثم قدمت له بعض الخدمات مثل استبدال ملابسه الرثة التي كان يرتديها والاعتناء بنظافة جسده وغير ذلك، بعدها وضع سعود في غرفة مستقلة خشية انتقال العدوى منه في حالة أنه كان يعاني من مرض ما، وفي اليوم الثاني نقل سعود إلى مجمع الدمام الطبي بهدف إخضاعه لبعض الفحوصات الطبية للتأكد من صحته وأنه لا يعاني من أي أمراض مزمنة أو معدية قد تسبب الإصابة لبقية أفراد الدار»، وعن تجاوب سعود أكد الملا أنه كان متجاوبا طوال الفترة الماضية ولم يظهر عليه أي ردة فعل بشأن عدم رغبته في البقاء داخل الدار منذ مجيئه.
شقيق سعود
وفي تطورات غير مسبوقة عن حالة سعود وتاريخها وأسبابها أضاف الملا :» المسئولون في الدار وجدوا في ثيابه وثيقة رسمية مدون خلفها عدد من أرقام الهواتف النقالة، وقام فريق العمل بالدار على الفور بالاتصال على تلك الأرقام والتنسيق مع أصحابها للمساهمة في فهم حالة سعود وبالتالي علاجه كما ينبغي، واتضح خلال الاتصال أن أحد الأرقام كان لأخيه الوحيد الذي يعيش في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية ، وقد حضر شقيق سعود إلى الدار مصطحبا معه بعض الأوراق التي تثبت هوية شقيقه، وذلك لاستكمال إجراءات دخوله بالدار، وحيث رأى عن كثب وضع شقيقه بالدار، كما جرى حديثا مطولا مع شقيق سعود حول الأسباب التي أدت إلى تشرد سعود طوال هذه السنوات، بالإضافة إلى بعض الجوانب المتعلقة بحياة سعود».
ومن جانبه كشف الملا عن أمله في تنفيذ دار للنقاهة في المنطقة الشرقية أسوة بمنطقة الرياض و جدة، وذلك من أجل استقبال المرضى النفسيين الذين تلقوا علاجهم داخل مستشفيات الصحة النفسية وتقديم الرعاية الاجتماعية وتأهيلهم نفسياً بشكل تدريجي ومحاولة تقبل أسرهم لهم ليكونوا بذلك قادرين على الانخراط في المجتمع.
رعاية لم تستمر
منصور الكثيري - أخصائي اجتماعي في دار الرعاية - وصف الحالة التي يعاني منها سعود بالمرض النفسي وأضاف قائلا :» سعود يعاني من مرض نفسي مع اضطرابات و انفصام في شخصيته، وقد أصيب بهذا المرض منذ أن كان في سن العشرين من عمره وتحديداً بعد وفاة والدته حسب إفادة بعض الشهود، وبعد أن ساءت حالته تكفل شقيقه برعايته وأصبح المسؤول عنه وقام بعرضه على أطباء مختصين كذلك، ووفر له غرفة صغيره يعيش فيها داخل بيته، ولكن حالته لم تستقر إذ أنه لا يرغب بالجلوس و كل مرة كان يحاول الهرب من البيت ولكن أخيه كان يمنعه وعندما يهرب لا يتم استعادته إلا بواسطة الشرطة التي تمسك به على أنه متسول».وبين الكثيري في نفس السياق أن الدار قد تعوض سعود الرعاية والاهتمام وقد تتحسن حالته في المستقبل، وعلل الكثيري رأيه بقوله :» لأن قابلية الإدراك والوعي متوفرة لديه، فهو يستطيع التحدث إلى الجميع بكل عفوية، لذا من خلال البرنامج المعد له من قبل المختصين داخل الدار سواء كان برنامجا صحيا أو ترفيهيا، ولسوف يكون لذلك الأثر الأكبر على تحسن حالته».
انتكاسة
كما تحدث لنا في نفس الموضوع الباحث الاجتماعي مهدي أبو الرحى فقال:» لقد أعددنا دراسة و برنامجا يتماشى مع حاله سعود وبما يتكيف مع وضعه الذي يعيشه صحيا ونفسيا وقد تبين أنه يعاني من الحرمان من الناحية المادية وذلك عندما كان شاباً وهذا هو الذي جعله يعيش حالة من التشرد»، وأكد أبو الرحى من جانب دار الرعاية أنهم سوف يقومون بتعويضه - هو والعديد من الذين يفدون إلى الدار ممن يعانون من الحالة نفسها - بالدعم الذي يجدونه في دور الرعاية الاجتماعية وتوفير كافة الاحتياجات الضرورية سواء المعيشية أو الصحية لجميع المقيمين داخل الدار، وأضاف أبو الرحى :» هناك العديد من الحالات التي تشبه حالة سعود في مجتمعنا وقد يكون المسبب الرئيس فيها هو الأسرة والإهمال الذي يجدونه وبالتالي ينعكس ذلك سلباً عليهم خاصة عندما يكونون قد تلقوا العلاج ولديهم القدرة على الانخراط في المجتمع، وبالتالي مواجهة الواقع المر، وقد تكون هذه هي الانتكاسة والتي يصبح معها المريض مدفوعا على التشرد في الشوارع».