تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم


صقر الجنوب
24/03/2010, 02:26 PM
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم

محمد بن صالح العثيمين
أولاً : أعتقد أنك إذا قمت إلى الصلاة فإنما تقومبين يدي الله عز وجل الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ويعلم ما توسوس به نفسك ، وحينئذٍ حافظ على أن يكون قلبك مشغولاً بصلاتك، كما أن جسمك مشغول بصلاتك،جسمك متجه إلى القبلة إلى الجهة التي أمرك الله عز وجل فليكن قلبك أيضاً متجهاً إلىالله . أما أن يتجه الجسم إلى ما أمر الله بالتوجه إليه ولكن القلب ضائع فهذا نقصكبير، حتى إن بعض العلماء يقول: إذا غلب الوسواس ـ أي الهواجس ـ على أكثر الصلاةفإنها تبطل ، والأمر شديد .

فإذا أقبلت إلى الصلاة فاعتقد أنك مقبلعلى الله عز وجل .

وإذا وقفت تصلى فاعتقد أنك تناجي الله عز وجل ، كما قالذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا قام أحدكم يصلي ، فإنه يناجي ربه )) رواه البخاري .


وإذا وقفت في الصلاة فاعتقد أن الله عز وجل قبل وجهك، ليس في الأرض التي أنت فيها، ولكنه قبل وجهك وهو على عرشه عز وجل ، وما ذلك علىالله بعسير، فإن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته ، فهو فوق عرشه ، وهو قبل وجهالمصلي إذا صلى ، وحينئذٍ تدخل وقلبك مملوء بتعظيم الله عز وجل ، ومحبته ، والتقربإليه .

فتكبر وتقول : الله أكبر .


ومع هذا التكبير ترفع يديكحذو منكبيك ، أو إلى فروع أذنيك .

ثم تضع يدك اليمنى على يدكاليسرى، على الذراع، كما صح ذلك في البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال : (( كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة )) رواهالبخاري .

ثم تخفض رأسك فلا ترفعه إلى السماء لأن النبي صلى اللهعليه وسلم " نهى عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة " رواه البخاري .

واشتد قوله في ذلك حتى قال : (( لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلىالسماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم )) رواه البخاري ومسلم .
ولهذاذهب من ذهب من أهل العلم إلى تحريم رفع المصلي بصره إلى السماء، وهو قول وجيه جداًلأنه لا وعيد على شيء إلا وهو محرم .

فتخفض بصرك وتطأطيء رأسك لكنكما قال العلماء : لا يضع ذقنه على صدره ـ أي لا يخفضه كثيراً ـ حتى يقع الذقن وهومجمع اللحيين على الصدر بل يخفضه مع فاصل يسير عن صدره .

وسيتفتحويقول : (( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقنيمن الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني ن خطاياي بالماء والثلجوالبرد)) رواه أبو داود، وهذا هو الاستفتاح الذي سأل أبو هريرة النبي صلى الله عليهوسلم حين قال : يا رسول الله أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول ؟ فذكر لهالحديث .

وله أن يستفتح بغير ذلك وهو : (( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتباركاسمك وتعالى جدك ، ولا إله غيرك )) رواه أبو داود .

ويستفتح صلاة الليل بماكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستفتح به وهو : ((اللهم رب جبرائيل وميكائيلواسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيماكان فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراطمستقيم )) رواه مسلم .

ولكن لا يجمع بين هذه الاستفتاحات، بل يقولهذه مرة وهذه مرة ليأتي بالسنة على جميع وجوهها .

ثم يقول ( بسمالله الرحمن الرحيم ) بعد التعوذ .

ويقرأ الفاتحة ، والفاتحة سبع آيات أولها ( الحمد لله رب العالمين)، وآخرها (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) ، ودليل ذلكحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" قال الله تباركوتعالى (( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل،يقول العبد : (الحمد الله رب العالمين) يقول الله تعالى : حمدني عبدي ويقول العبد : (الرحمن الرحيم) قال الله : أثني على عبدي . ويقول العبد: (مالك يوم الدين ) يقولالله تعالى: مجدني عبدي . فإذا قال :- (إياك نعبد وإياك نستعين) قال الله : هذابيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل . فإذا قال: (أهدنا الصراط المستقيم ......... الآية ) قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل " رواه مسلم ، فتبين بهذا الحديث أن أول الفاتحة ( الحمد لله رب العالمين) .

أما البسملة فهي آية في كتاب الله ،ولكنها ليست آية من كل سورة، بل هي أية مستقلة يؤتى بها في كل سورة سوى سورة براءةفإنه ليس فيها بسملة ، وليس فيها بدل ، خلافاً لم يوجد في بعض المصاحف، يكتب علىالهامش عند ابتداء براءة، "أعوذ بالله من النار، ومن كيد الفجار، ومن غضب الجبار ،والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين" وهذا خطأ ليس بصواب، فهي ليس فيها بسملة وليس فيهاشيء يدل على البسملة .

فإذا انتهى من الفاتحة يقول: (آمين) ومعاناها : اللهم استجب، فهي اسم فعل آمر بمعنى استجب .

ثم يقرأ بعد ذلك سورة ينبغيأن تكون:

في المغرب غالباً بقصار المفصّل .

وفي الفجر بطوالالمفصّل .

وفي الباقي بأوساطه .


والمفصل أوله (ق) وآخره (قلأعوذ برب الناس )، وسمي مفصلاً لكثرة فواصله .

وطوال المفصل من (ق) إلى (عم) ، وأوساطه من (عم) إلى (الضحى) .

وقصاره من (الضحى) إلى آخرالقرآن.

ولا بأس بل من السنة أن يقرأ الإنسان بطوال المفصل، فقد صح عن النبيصلى الله عليه وسلم أنه قرأ في المغرب بـ (الطور) و(المرسلات) رواه البخاري ومسلم .

وبعد أن يقرأ السورة مع الفاتحة .

يرفع يديه مكبراً ليركعويضع اليدين على الركبتين، مفرجتي الأصابع، ويجافي عضديه عن جانبيه، ويسوي ظهرهبرأسه فلا يقوسه، قالت عائشة رضي الله عنها :" كان النبي صلى الله عليه وسلم إذاركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك" رواه أحمد ومسلم وأبو داود.

ويقول : "سبحان ربي العظيم" رواه أحمد وأبو داود يكررها ثلاث مرات.

ويقول أيضاً: (( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لّي)) رواه البخاري.

ويقول أيضاً : (( سبوح قدوس رب الملائكة والروح) ))رواه أحمد ومسلم وأبو داودوالنسائي.

ويكثر من تعظيم الله سبحانه وتعالى في حالالركوع.

ثم يرفع رأسه قائلاً:" سمع الله لمن حمده" رواه البخاريومسلم . رافعاً يديه إلى حذو منكبيه، أو إلى فروع أذنيه .

ويضع يدهاليمنى على ذ راعه اليسرى في هذا القيام لقول سهل بن سعد : (( كان الناس يؤمرون أنيضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة")) رواه أحمدوالبخاري.

وهذا عام يستثنى منه السجود والجلوس والركوع:

لأنالسجود توضع فيه اليد على الأرض

والجلوس على الفخذين .

والركوع علىالركبتين.

فيبقى القيام الذي قبل الركوع والذي بعده داخلاً في عمومقوله في الصلاة) .

ويقول بعد رفعه: (ربنا لك الحمد) رواه البخاريومسلم.

أو (ربنا ولك الحمد) رواه البخاري ومسلم.

أو (اللهم ربنا لكالحمد) رواه البخاري ومسلم أو (اللهم ربنا ولك الحمد) رواهمسلم.

فهذه أربع صفات ولكن لا يقولها في آن واحد بل يقول هذا مرةوهذا مرة.

وهذه قاعدة ينبغي لطالب العلم أن يفهمها: أن العبادات إذاوردت على وجوه متنوعة فإنها تفعل على هذه الوجوه، على هذه مرة ، وعلى هذه مرة ، وفيذلك ثلاث فوائد:

الفائدة الأولى: الإتيان بالسنة على جميعوجوهها.

الفائدة الثانية: حفظ السنة، لأنك لو أهملت إحدى الصفتين نُسيت ولمتحفظ.

الفائدة الثالثة: ألا يكون فعل الإنسان لهذه السنة على سبيل العادة،لأن كثيراً من الناس إذا أخذ بسنة واحدة صار يفعلها على سبيل العادة ولا يستحضرها،ولكن إذا كان يعودّ نفسه أن يقول هذا مرة وهذا مرة صار متنبهاًللسنة.

وإذا كان الإنسان مأموماً فإنه لا يقول ( سمع الله لمن حمده) لقول النبي صلى الله عليه وسلم " وإذا قال - إي الإمام – سمع الله لمن حمده فقولوا: (( اللهم ربنا ولك الحمد)) رواه مسلم ويكون هذا في حال رفعه من الركوع قبل أن يستقمقائماً .

وبعد أن يقول (ربنا ولك الحمد) بصفتها الأربع ، يقول : (( ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعده، أهل الثناءوالمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولاينفع ذا الجد منك الجد)) رواه مسلم والنسائي.

.

صقر الجنوب
24/03/2010, 02:30 PM
ثم يكبر للسجود بدونرفع اليدين، لقول ابن عمر:" وكان لا يفعل ذلك في السجود".

ويخرُّ علىالركبتين لا على يديه لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا سجد أحدكم فلا يبرككما يبرك البعير)) رواه البخاري والبعير عند بروكه يقدم اليدين فيخرّ البعير لوجهه،فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرّ الإنسان في سجوده على يديه، لأنه إذا فعلذلك برك كما يبرك البعير، هذا ما يدل عليه الحديث خلافاً لمن قال: إنه يدل على أنكتقدم يديك ولا تخرّ على ركبتيك لأن البعير عند البروك يخرّ على ركبتيه، لأن الرسولصلى الله عليه وسلم لم يقل فلا يبرك على ما يبرك عليه البعير .... فلو قال ذلك،لقلنا نعم إذن لا تبرك على الركبتين، لأن البعير يبرك على ركبتيه، لكنه قال :" فلايبرك كما يبرك البعير" فالنهي إذن عن الصفة لا عن العضو الذي يسجد عليه الإنسانويخر عليه، والأمر في هذا واضح جداً لمن تأمله، فلا حاجة إلى أن نتعب أنفسنا وأننحاول أن نقول: إن ركبتي البعير في يديه، وأنه يبرك عليهما، لأننا في غنى عن هذاالجدل، حيث إن النهي ظاهر الصفة لا عن العضو الذي يسجد عليه .

ولهذاقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في زاد المعاد: إن قوله في آخر الحديث:" وليضع يديهقبل ركبتيه" منقلب على الراوي لأنه لا يطابق مع أول الحديث، وإذا كان الأمر كذلكفإننا نأخذ بالأصل لا بالمثال فإنه قوله: " وليضع يديه قبل ركبتيه " هذا على سبيلالتمثيل، وحينئذٍ إذا أردنا أن نرده إلى أصل الحديث صار صوابه: " وليضع ركبتيه قبليديه" .

إذاً يخرّ على ركبتيه، ثم يديه، ثم جبهته وأنفه.

ويسجد علىسبعة أعضاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم : : (( أمرنا أن نسجد على سبعة أعظم" ثمفصلها النبي صلى الله عليه وسلم : " على الجبهة، والكفين، والركبتين، وأطرافالقدمين )) رواه البخاري ومسلم فيسجد الإنسان على هذه الأعضاء.

وينصب ذراعيهفلا يضعهما على الأرض ولا على ركبتيه .

ويجافي عضديه عن جنبيه وبطنهعن فخذيه فيكون الظهر مرفوعاً .

ولا يمد ظهره كما يفعله بعض الناس، تجده يمدظهره حتى إنك تقول: أمنبطح هو أم ساجد؟ فالسجود ليس فيه مد ظهر، بل يرفع ويعلو حتىيتجاف عن الفخذين، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " اعتدلوا في السجود " وهذا الامتداد الذي يفعله بعض الناس في السجود يظن أنه السنة ، هو مخالف للسنة،وفيه مشقة على الإنسان شديدة؛ لأنه إذا امتد تحمل نقل البدن على الجبهة، وانخنعترقبته، وشق عليه ذلك كثيراً، وعلى كل حال لو كان هذا هو السنة لتحمل الإنسان ولكنهليس هو السنة.

وفي حال السجود يقول : (( سبحان ربي الأعلى ثلاثةمرات )) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة.

(( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهماغفر لي )) رواه البخاري ومسلم.

(( سبوح قدوس )) رواه مسلم .

ويكثر في السجود عن الدعاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأماالسجود فاكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم )) رواه مسلم . أي حري أن يستجابلكم ، وذلك لأنه أقرب ما يكون من ربه في هذا الحال ، كما قال النبي صلى الله عليهوسلم (( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد )) رواه البخاري . ولكن لاحظ أنك إذاكنت مع الإمام فالمشروع في حقك متابعة الإمام فلا تمكث في السجود لتدعو ، لأنالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (( إذا سجد فاسجدوا وإذا ركع فاركعوا )) رواهالبخاري فأمرنا أن نتابع الإمام وألا نتأخر عنه .

ثم ينهض من السجود مكبراً .

ويجلس بين السجدتين مفترشاً وكيفيته: أن يجعل الرجل اليسرى فراشاًله ، وينصب الرجل اليمنى من الجانب الأيمن.

أما اليدان فيضع يدهاليمين على فخذه اليمنى أو على رأس الركبة، ويده اليسرى على فخذه اليسرى أو يلقمهاالركبة، فلتاهما صفات واردتان عن النبي صلى الله عليه وسلم.



لكناليد اليمنى يضم منها الخنصر والبنصر والوسطى والإبهام ، أو تحلق الإبهام على الوسطوأما السبابة فتبقى مفتوحة غير مضمومة، ويحركها عند الدعاء فقط فمثلاً إذا قال : " ربي اغفر لي " يرفعها ، " وأرحمني " يرفعها ، وهكذا في كل جملة دعائية يرفعها . أمااليد اليسرى فانها مبسوطة . ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم – فيما أعلم – أناليد اليمنى تكون مبسوطة وإنما ورد أنه يقبض منها الخنصر والبنصر ، ففي بعض ألفاظحديث ابن عمر رضي الله عنهما : (( كان إذا قعد في الصلاة )) رواه مسلم . وفي بعضها " إذا قعد في التشهد" رواه أحمد ، وتقييد ذلك بالتشهد لا يعني أنه لا يعم جميعالصلاة لأن الراجح من أقوال الأصوليين أنه إذا ذكر العموم ثم ذكر أحد أفراده بحكميطابقه فإن ذلك لا يقتضي التخصيص .

فمثلاً إذا قلت أكرم الطلبة، ثم قلت أكرمفلاناً – وهو من الطلبة – فهل ذكر فلان في هذه الحال يقتضي تخصيص الإكرام به ؟ كلاكما أنه لما قال الله تعالى(تنزل الملائكة والروح فيها ) لم يكن ذكر الروح مخرجاًلبقية الملائكة ، والمهم أن ذكر بعض أفراد العام بحكم يوافق العام لا يقتضي التخصيصولكن يكون تخصيص هذا الفرد بالذكر لسبب يقتضيه، إما للعناية به أو لغير ذلك .

المهم أنني – إلى ساعتي هذه – لا أعلم أنه ورد أن اليد اليمنىتبسط على الفخذ اليمنى حال الجلوس بين السجدتين، والذي ذكر فيها أنها تكون مقبوضةالخنصر والبنصر والإبهام مع الوسطى، وقد ورد ذلك صريحاً في حديث وائل بن حجر فيمسند الإمام أحمد الذي قال عنه بعض أهل العلم إن إسناده جيد، وبعضهم نازع فيه ولكننحن في غنى عنه في الواقع ، لأنه يكفي أن نقول : إن الصفة التي وردت بالنسبة لليداليمنى هو هذا القبض، ولم يرد أنها تبسط فتبقى على هذه الصفة حتى يتبين لنا منالسنة أنها تبسط في الجلوس بين السجدتين .

وفي هذا الجلوس يقول : (( رب اغفر لي وارحمني واهدني ، واجبرني وعافني وارزقني )) رواه الترمذي وأبو داود ،سواء كان إماماً أو مأموماً أو مفرداً .

فإن قلت كيف يفرد الإمام الضمير وقدروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل إذا كان إماماً وخص نفسه بالدعاء ، "فقدخان المأمومين " ؟ .

فالجواب على ذلك : أن هذا في دعاء يؤمن عليهالمأموم ، فإن الإمام إذا أفرده يكون قد خان المأمومين مثل دعاء القنوت، علمه النبيصلى الله عليه وسلم الحسن بن علي بصيغة الإفراد " ((اللهم اهدني فيمن هديت .... )) رواه أبو داود والترمذي وأحمد فلو قال الإمام : اللهم اهدني فيمن هديت يكون هذاخيانة ، لأن المأموم سيقول: آمين ، والإمام قد دعا لنفسه وترك المأمومين ، إذاًفليقل : " اللهم اهدنا فيمن هديت " ، فلا يخص نفسه بالدعاء دون المأمومين في دعاءيؤمن عليه المأموم لأن ذلك خيانة للمأموم .

صقر الجنوب
24/03/2010, 02:34 PM
ثم يسجد للسجدة الثانيةكالسجدة الأولى في الكيفية وفيما يقال فيها .

ثم ينهض للركعة الثانيةمكبراً معتمداً على ركبتيه قائماً بدون جلوس، وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد . وقيل بل يجلس ثم يقوم معتمداً على يديه، كما هو المشهور من مذهب الشافعي، وهذهالجلسة مشهورة عند العلماء باسم جلسة الاستراحة.

وقد اختلف العلماء – رحمهم الله – في مشروعيتها فقال بعضهم: فإذا قمت إلى الثانية أو إلى الرابعةفاجلس ثم انهض معتمداً على يديك إما على صفة العاجن – إن صح الحديث في ذلك أو علىغير هذه الصفة عند من يرى أن حديث العجن ضعيف المهم أنهم اختلفوا في هذه الجلسة ،فمنهم من يرى أنها مستحبة مطلقاً، ومنهم من يرى أنها غير مستحبة على سبيل الإطلاق ،ومنهم من يفصل ويقول : إن احتجت إليها لضعف ، أو كبر ، أو مرض ، أو ما أشبه ذلكفإنك تجلس ثم تنهض ، وأما إذا لم تحتج إليها فلا تجلس ، واستدل لذلك أن هذه الجلسةليس لها دعاء، ولي لها تكبير عند الانتقال منها ، بل التكبير واحد من السجودللقيام، فلما كان الأمر كذلك دل على أنها غير مقصودة في ذاتها لأن كل ركن مقصودلذاته في الصلاة لابد فيه من ذكر مشروع ، وتكبير سابق، وتكبير لاحق قالوا: ويدللذلك أيضاً أن في حديث مالك ابن الحويرث : " أنه يعتمد على يديه " والاعتماد علىاليدين لا يكون غالباً إلا من حاجة وثقل بالجسم لا يتمكن من النهوض .

فلهذانقول: إن احتجت إليها فلا تكلف نفسك في النهوض من السجود إلى القيام رأساً ، وإن لمتحتج فالأولى أن تنهض من السجود إلى القيام رأساً، وهذا هو ما اختاره صاحب المغنى – ابن قدامة المعروف بالموفق رحمه الله – وهو من أكابر أصحاب الإمام أحمد ، وأظنهاختيار ابن القيام في زاد المعاد أيضاً .

ويقول صاحب المغنى : إنهذا هو الذي تجتمع في الأدلة – إي التي فيها إثبات هذه الجلسة ونفيها .

والتفصيل هنا – عندي – أرجح من الإطلاق، وإن كان رجاحته – عندي – ليس بذلكالرجحان الجيد، لأنه لا يتعارض في فهمي مع الجلسة فالمراتب عندي ثلالث:

أولاً : مشروعية هذه الجلسة عند الحاجة إليها، وهذا لا إشكال فيه .

ثانياً : مشروعيتها مطلقاً ، وليس بعيداً عنه في الرجحان .

ثالثا : أنها لا تشرع مطلقاً ، وهذا عندي ضعيف، لأن الأحاديث فيها ثابتة، لكن هل هي ثابتةعند الحاجة أو مطلقاً ؟ هذا محل الإشكال، والذي يترجح عندي يسيراً أنها تشرع للحاجةفقط



وفي الركعة الثانية، يفعل كما يفعل في الركعة الأولى ، إلا فيشيء واحد وهو الاستفتاح ، فانه لا يستفتح، وأما التعوذ ففيه خلاف بني العلماء منهممن يرى أنه يتعوذ في كل ركعة ، ومنهم من يرى أنه لا يتعوذ إلا في الركعة ا لأولى .

فإذا صلى الركعة الثانية جلس للتشهد كجلوسه بين السجدتين في كيفيةالرجلين ، وفي كيفية اليدين .

ويقرأ التشهد وقد ورد فيه صفات متعددةوقولنا فيه كقولنا في دعاء الاستفتاح، أي أن الإنسان ينبغي له أن يأتي مرة بتشهدابن عباس ومرة بتشهد ابن مسعود ، ومرة بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من غيرهاتي الصفتين فيقول: (( التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبيورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله )) رواه البخاري .

وإن كان في ثلاثيةأ, رباعية قام بعد التشهد الأول رافعاً يده كما رفعها عند تكبيرة الإحرام، وصلىبقية الصلاة وتكون بالفاتحة فقط فلا يقرأ معها سورة أخرى ، وإن قرأ أحياناً فلا بأسلوروده في ظاهر حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .

ثم يجلس إذاكان في ثلاثية أو رباعية للتشهد الثاني ، وهذا التشهد يختلف عن التشهد الأول وفيكيفية الجلوس لأنه يجلس متوركاً والتورك له ثلاثة صفات :

الصفة الأولى : أنينصب الرجل اليمنى ويخرج الرجل اليسرى من تحت الساق، ويجلس بإِلييتيه على الأرض .

والصفة الثانية : أن يفرش رجليه جميعاً ويخرجها من الجانب الأيمن ، وتكونالرجل اليسرى تحت ساق اليمنى .

والصفة الثالثة : أن يفرش الرجل اليمنى ويجعلالرجل اليسرى بين الفخذ والساق .

فهذه ثلاثة صفات للتورك ينبغي أن يفعل هذاتارة، وأن يفعل هذا تارة أخرى .

ثم يقرأ التشهد الأخير ويضيف على التشهدالأول : (( اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وعلى آلإبراهيم ، إنك حميد مجيد . اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت علىإبراهيم ، إنك حميد مجيد )) رواه البخاري ومسلم .

ويقول : (( أعوذ بالله منعذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال )) رواهمسلم .

ويدعو بما أحب من خير الدنيا والآخرة .

والتعوذ باللهمن هذه الأربع في التشهد الأخير أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ، كما ثبت ذلك فيصحيح مسلم ، وقد ذهب بعض العلماء إلى وجوب التعوذ من هذه الأربع في التشهد الأخيروقال : لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به، وكثير من الناس اليوم لا يبالي بها،تجده إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم سَلّم مع أن الرسول صلى الله عليه وسلمأمر بأن نستعيذ بالله من هذه الأربع ، وكان طاوس رحمه الله وهو من التابعين يأمر منلم يتعوذ بالله من هذه الأربع باعادة الصلاة، كما أمر ابنه بذلك، فالذي ينبغي يلكأن لا تدع التعوذ بالله من هذه الأربع لما في النجاة منها من السعادة في الدنياوالآخرة وبعد ذلك تسلم " السلام عليكم ورحمة الله " ، وعن يسارك " السلام عليكمورحمة الله " .

وبهذا تنتهي الصلاة .

وينبغي للإنسان أن كانيحب أن يدعو الله عز وجل أن يجعل دعاءه قبل أن يسلم أي بعد أن يكمل التشهد، وما أمربه النبي صلى الله عليه وسلم من التعوذ، يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة ، ومنقال من أهل العلم إنه لا يدعو بأمر يتعلق بالدنيا ، فقوله ضعيف، لأنه يخالف عمومقول الرسول صلى الله عليه وسلم " ثم ليتخير من الدعاء ما شاء " رواه البخاري ومسلمفأنت إذا كنت تريد الدعاء فادع الله قبل أن تسلّم وبذلك نعرف أن ما اعتاده كثير منالناس اليوم كلما سلّم من التطوع ذهب يدعو الله عز وجل حتى يجعله من الأمور الراتبةوالسنن اللازمة فهذا أمر لا دليل عليه والسنة إنما جاءت بالدعاء قبل السلام .

هذه صفة الصلاة فيما نعلمه من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ،فينبغي للإنسان أن يحرص على تطبيق ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في تطبيقكيفية الصلاة ليكون ممتثلاً لقوله : ((صلوا كما رأيتموني أصلي )) رواه البخاريوأحمد .

وأهم شيء بالنسبة للصلاة بعد أن يُجري الإنسان أفعاله علىالسنة فيما أراه : هو حضور القلب، لأن كثيراً من الناس الآن لا تتسلط عليه الهواجسوالوساوس إلا إذا دخل في الصلاة ، وبمجرد ما ينتهي من صلاته تطير عنه هذه الهواجسوالوساوس .

والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الـــــعـنود
24/03/2010, 05:38 PM
http://smiles.al-wed.com/smiles/60/1148293421_350431761.gif