صقر الجنوب
24/03/2010, 02:26 PM
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
محمد بن صالح العثيمين
أولاً : أعتقد أنك إذا قمت إلى الصلاة فإنما تقومبين يدي الله عز وجل الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ويعلم ما توسوس به نفسك ، وحينئذٍ حافظ على أن يكون قلبك مشغولاً بصلاتك، كما أن جسمك مشغول بصلاتك،جسمك متجه إلى القبلة إلى الجهة التي أمرك الله عز وجل فليكن قلبك أيضاً متجهاً إلىالله . أما أن يتجه الجسم إلى ما أمر الله بالتوجه إليه ولكن القلب ضائع فهذا نقصكبير، حتى إن بعض العلماء يقول: إذا غلب الوسواس ـ أي الهواجس ـ على أكثر الصلاةفإنها تبطل ، والأمر شديد .
فإذا أقبلت إلى الصلاة فاعتقد أنك مقبلعلى الله عز وجل .
وإذا وقفت تصلى فاعتقد أنك تناجي الله عز وجل ، كما قالذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا قام أحدكم يصلي ، فإنه يناجي ربه )) رواه البخاري .
وإذا وقفت في الصلاة فاعتقد أن الله عز وجل قبل وجهك، ليس في الأرض التي أنت فيها، ولكنه قبل وجهك وهو على عرشه عز وجل ، وما ذلك علىالله بعسير، فإن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته ، فهو فوق عرشه ، وهو قبل وجهالمصلي إذا صلى ، وحينئذٍ تدخل وقلبك مملوء بتعظيم الله عز وجل ، ومحبته ، والتقربإليه .
فتكبر وتقول : الله أكبر .
ومع هذا التكبير ترفع يديكحذو منكبيك ، أو إلى فروع أذنيك .
ثم تضع يدك اليمنى على يدكاليسرى، على الذراع، كما صح ذلك في البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال : (( كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة )) رواهالبخاري .
ثم تخفض رأسك فلا ترفعه إلى السماء لأن النبي صلى اللهعليه وسلم " نهى عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة " رواه البخاري .
واشتد قوله في ذلك حتى قال : (( لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلىالسماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم )) رواه البخاري ومسلم .
ولهذاذهب من ذهب من أهل العلم إلى تحريم رفع المصلي بصره إلى السماء، وهو قول وجيه جداًلأنه لا وعيد على شيء إلا وهو محرم .
فتخفض بصرك وتطأطيء رأسك لكنكما قال العلماء : لا يضع ذقنه على صدره ـ أي لا يخفضه كثيراً ـ حتى يقع الذقن وهومجمع اللحيين على الصدر بل يخفضه مع فاصل يسير عن صدره .
وسيتفتحويقول : (( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقنيمن الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني ن خطاياي بالماء والثلجوالبرد)) رواه أبو داود، وهذا هو الاستفتاح الذي سأل أبو هريرة النبي صلى الله عليهوسلم حين قال : يا رسول الله أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول ؟ فذكر لهالحديث .
وله أن يستفتح بغير ذلك وهو : (( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتباركاسمك وتعالى جدك ، ولا إله غيرك )) رواه أبو داود .
ويستفتح صلاة الليل بماكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستفتح به وهو : ((اللهم رب جبرائيل وميكائيلواسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيماكان فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراطمستقيم )) رواه مسلم .
ولكن لا يجمع بين هذه الاستفتاحات، بل يقولهذه مرة وهذه مرة ليأتي بالسنة على جميع وجوهها .
ثم يقول ( بسمالله الرحمن الرحيم ) بعد التعوذ .
ويقرأ الفاتحة ، والفاتحة سبع آيات أولها ( الحمد لله رب العالمين)، وآخرها (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) ، ودليل ذلكحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" قال الله تباركوتعالى (( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل،يقول العبد : (الحمد الله رب العالمين) يقول الله تعالى : حمدني عبدي ويقول العبد : (الرحمن الرحيم) قال الله : أثني على عبدي . ويقول العبد: (مالك يوم الدين ) يقولالله تعالى: مجدني عبدي . فإذا قال :- (إياك نعبد وإياك نستعين) قال الله : هذابيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل . فإذا قال: (أهدنا الصراط المستقيم ......... الآية ) قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل " رواه مسلم ، فتبين بهذا الحديث أن أول الفاتحة ( الحمد لله رب العالمين) .
أما البسملة فهي آية في كتاب الله ،ولكنها ليست آية من كل سورة، بل هي أية مستقلة يؤتى بها في كل سورة سوى سورة براءةفإنه ليس فيها بسملة ، وليس فيها بدل ، خلافاً لم يوجد في بعض المصاحف، يكتب علىالهامش عند ابتداء براءة، "أعوذ بالله من النار، ومن كيد الفجار، ومن غضب الجبار ،والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين" وهذا خطأ ليس بصواب، فهي ليس فيها بسملة وليس فيهاشيء يدل على البسملة .
فإذا انتهى من الفاتحة يقول: (آمين) ومعاناها : اللهم استجب، فهي اسم فعل آمر بمعنى استجب .
ثم يقرأ بعد ذلك سورة ينبغيأن تكون:
في المغرب غالباً بقصار المفصّل .
وفي الفجر بطوالالمفصّل .
وفي الباقي بأوساطه .
والمفصل أوله (ق) وآخره (قلأعوذ برب الناس )، وسمي مفصلاً لكثرة فواصله .
وطوال المفصل من (ق) إلى (عم) ، وأوساطه من (عم) إلى (الضحى) .
وقصاره من (الضحى) إلى آخرالقرآن.
ولا بأس بل من السنة أن يقرأ الإنسان بطوال المفصل، فقد صح عن النبيصلى الله عليه وسلم أنه قرأ في المغرب بـ (الطور) و(المرسلات) رواه البخاري ومسلم .
وبعد أن يقرأ السورة مع الفاتحة .
يرفع يديه مكبراً ليركعويضع اليدين على الركبتين، مفرجتي الأصابع، ويجافي عضديه عن جانبيه، ويسوي ظهرهبرأسه فلا يقوسه، قالت عائشة رضي الله عنها :" كان النبي صلى الله عليه وسلم إذاركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك" رواه أحمد ومسلم وأبو داود.
ويقول : "سبحان ربي العظيم" رواه أحمد وأبو داود يكررها ثلاث مرات.
ويقول أيضاً: (( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لّي)) رواه البخاري.
ويقول أيضاً : (( سبوح قدوس رب الملائكة والروح) ))رواه أحمد ومسلم وأبو داودوالنسائي.
ويكثر من تعظيم الله سبحانه وتعالى في حالالركوع.
ثم يرفع رأسه قائلاً:" سمع الله لمن حمده" رواه البخاريومسلم . رافعاً يديه إلى حذو منكبيه، أو إلى فروع أذنيه .
ويضع يدهاليمنى على ذ راعه اليسرى في هذا القيام لقول سهل بن سعد : (( كان الناس يؤمرون أنيضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة")) رواه أحمدوالبخاري.
وهذا عام يستثنى منه السجود والجلوس والركوع:
لأنالسجود توضع فيه اليد على الأرض
والجلوس على الفخذين .
والركوع علىالركبتين.
فيبقى القيام الذي قبل الركوع والذي بعده داخلاً في عمومقوله في الصلاة) .
ويقول بعد رفعه: (ربنا لك الحمد) رواه البخاريومسلم.
أو (ربنا ولك الحمد) رواه البخاري ومسلم.
أو (اللهم ربنا لكالحمد) رواه البخاري ومسلم أو (اللهم ربنا ولك الحمد) رواهمسلم.
فهذه أربع صفات ولكن لا يقولها في آن واحد بل يقول هذا مرةوهذا مرة.
وهذه قاعدة ينبغي لطالب العلم أن يفهمها: أن العبادات إذاوردت على وجوه متنوعة فإنها تفعل على هذه الوجوه، على هذه مرة ، وعلى هذه مرة ، وفيذلك ثلاث فوائد:
الفائدة الأولى: الإتيان بالسنة على جميعوجوهها.
الفائدة الثانية: حفظ السنة، لأنك لو أهملت إحدى الصفتين نُسيت ولمتحفظ.
الفائدة الثالثة: ألا يكون فعل الإنسان لهذه السنة على سبيل العادة،لأن كثيراً من الناس إذا أخذ بسنة واحدة صار يفعلها على سبيل العادة ولا يستحضرها،ولكن إذا كان يعودّ نفسه أن يقول هذا مرة وهذا مرة صار متنبهاًللسنة.
وإذا كان الإنسان مأموماً فإنه لا يقول ( سمع الله لمن حمده) لقول النبي صلى الله عليه وسلم " وإذا قال - إي الإمام – سمع الله لمن حمده فقولوا: (( اللهم ربنا ولك الحمد)) رواه مسلم ويكون هذا في حال رفعه من الركوع قبل أن يستقمقائماً .
وبعد أن يقول (ربنا ولك الحمد) بصفتها الأربع ، يقول : (( ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعده، أهل الثناءوالمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولاينفع ذا الجد منك الجد)) رواه مسلم والنسائي.
.
محمد بن صالح العثيمين
أولاً : أعتقد أنك إذا قمت إلى الصلاة فإنما تقومبين يدي الله عز وجل الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ويعلم ما توسوس به نفسك ، وحينئذٍ حافظ على أن يكون قلبك مشغولاً بصلاتك، كما أن جسمك مشغول بصلاتك،جسمك متجه إلى القبلة إلى الجهة التي أمرك الله عز وجل فليكن قلبك أيضاً متجهاً إلىالله . أما أن يتجه الجسم إلى ما أمر الله بالتوجه إليه ولكن القلب ضائع فهذا نقصكبير، حتى إن بعض العلماء يقول: إذا غلب الوسواس ـ أي الهواجس ـ على أكثر الصلاةفإنها تبطل ، والأمر شديد .
فإذا أقبلت إلى الصلاة فاعتقد أنك مقبلعلى الله عز وجل .
وإذا وقفت تصلى فاعتقد أنك تناجي الله عز وجل ، كما قالذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا قام أحدكم يصلي ، فإنه يناجي ربه )) رواه البخاري .
وإذا وقفت في الصلاة فاعتقد أن الله عز وجل قبل وجهك، ليس في الأرض التي أنت فيها، ولكنه قبل وجهك وهو على عرشه عز وجل ، وما ذلك علىالله بعسير، فإن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته ، فهو فوق عرشه ، وهو قبل وجهالمصلي إذا صلى ، وحينئذٍ تدخل وقلبك مملوء بتعظيم الله عز وجل ، ومحبته ، والتقربإليه .
فتكبر وتقول : الله أكبر .
ومع هذا التكبير ترفع يديكحذو منكبيك ، أو إلى فروع أذنيك .
ثم تضع يدك اليمنى على يدكاليسرى، على الذراع، كما صح ذلك في البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال : (( كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة )) رواهالبخاري .
ثم تخفض رأسك فلا ترفعه إلى السماء لأن النبي صلى اللهعليه وسلم " نهى عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة " رواه البخاري .
واشتد قوله في ذلك حتى قال : (( لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلىالسماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم )) رواه البخاري ومسلم .
ولهذاذهب من ذهب من أهل العلم إلى تحريم رفع المصلي بصره إلى السماء، وهو قول وجيه جداًلأنه لا وعيد على شيء إلا وهو محرم .
فتخفض بصرك وتطأطيء رأسك لكنكما قال العلماء : لا يضع ذقنه على صدره ـ أي لا يخفضه كثيراً ـ حتى يقع الذقن وهومجمع اللحيين على الصدر بل يخفضه مع فاصل يسير عن صدره .
وسيتفتحويقول : (( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقنيمن الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني ن خطاياي بالماء والثلجوالبرد)) رواه أبو داود، وهذا هو الاستفتاح الذي سأل أبو هريرة النبي صلى الله عليهوسلم حين قال : يا رسول الله أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول ؟ فذكر لهالحديث .
وله أن يستفتح بغير ذلك وهو : (( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتباركاسمك وتعالى جدك ، ولا إله غيرك )) رواه أبو داود .
ويستفتح صلاة الليل بماكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستفتح به وهو : ((اللهم رب جبرائيل وميكائيلواسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيماكان فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراطمستقيم )) رواه مسلم .
ولكن لا يجمع بين هذه الاستفتاحات، بل يقولهذه مرة وهذه مرة ليأتي بالسنة على جميع وجوهها .
ثم يقول ( بسمالله الرحمن الرحيم ) بعد التعوذ .
ويقرأ الفاتحة ، والفاتحة سبع آيات أولها ( الحمد لله رب العالمين)، وآخرها (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) ، ودليل ذلكحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" قال الله تباركوتعالى (( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل،يقول العبد : (الحمد الله رب العالمين) يقول الله تعالى : حمدني عبدي ويقول العبد : (الرحمن الرحيم) قال الله : أثني على عبدي . ويقول العبد: (مالك يوم الدين ) يقولالله تعالى: مجدني عبدي . فإذا قال :- (إياك نعبد وإياك نستعين) قال الله : هذابيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل . فإذا قال: (أهدنا الصراط المستقيم ......... الآية ) قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل " رواه مسلم ، فتبين بهذا الحديث أن أول الفاتحة ( الحمد لله رب العالمين) .
أما البسملة فهي آية في كتاب الله ،ولكنها ليست آية من كل سورة، بل هي أية مستقلة يؤتى بها في كل سورة سوى سورة براءةفإنه ليس فيها بسملة ، وليس فيها بدل ، خلافاً لم يوجد في بعض المصاحف، يكتب علىالهامش عند ابتداء براءة، "أعوذ بالله من النار، ومن كيد الفجار، ومن غضب الجبار ،والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين" وهذا خطأ ليس بصواب، فهي ليس فيها بسملة وليس فيهاشيء يدل على البسملة .
فإذا انتهى من الفاتحة يقول: (آمين) ومعاناها : اللهم استجب، فهي اسم فعل آمر بمعنى استجب .
ثم يقرأ بعد ذلك سورة ينبغيأن تكون:
في المغرب غالباً بقصار المفصّل .
وفي الفجر بطوالالمفصّل .
وفي الباقي بأوساطه .
والمفصل أوله (ق) وآخره (قلأعوذ برب الناس )، وسمي مفصلاً لكثرة فواصله .
وطوال المفصل من (ق) إلى (عم) ، وأوساطه من (عم) إلى (الضحى) .
وقصاره من (الضحى) إلى آخرالقرآن.
ولا بأس بل من السنة أن يقرأ الإنسان بطوال المفصل، فقد صح عن النبيصلى الله عليه وسلم أنه قرأ في المغرب بـ (الطور) و(المرسلات) رواه البخاري ومسلم .
وبعد أن يقرأ السورة مع الفاتحة .
يرفع يديه مكبراً ليركعويضع اليدين على الركبتين، مفرجتي الأصابع، ويجافي عضديه عن جانبيه، ويسوي ظهرهبرأسه فلا يقوسه، قالت عائشة رضي الله عنها :" كان النبي صلى الله عليه وسلم إذاركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك" رواه أحمد ومسلم وأبو داود.
ويقول : "سبحان ربي العظيم" رواه أحمد وأبو داود يكررها ثلاث مرات.
ويقول أيضاً: (( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لّي)) رواه البخاري.
ويقول أيضاً : (( سبوح قدوس رب الملائكة والروح) ))رواه أحمد ومسلم وأبو داودوالنسائي.
ويكثر من تعظيم الله سبحانه وتعالى في حالالركوع.
ثم يرفع رأسه قائلاً:" سمع الله لمن حمده" رواه البخاريومسلم . رافعاً يديه إلى حذو منكبيه، أو إلى فروع أذنيه .
ويضع يدهاليمنى على ذ راعه اليسرى في هذا القيام لقول سهل بن سعد : (( كان الناس يؤمرون أنيضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة")) رواه أحمدوالبخاري.
وهذا عام يستثنى منه السجود والجلوس والركوع:
لأنالسجود توضع فيه اليد على الأرض
والجلوس على الفخذين .
والركوع علىالركبتين.
فيبقى القيام الذي قبل الركوع والذي بعده داخلاً في عمومقوله في الصلاة) .
ويقول بعد رفعه: (ربنا لك الحمد) رواه البخاريومسلم.
أو (ربنا ولك الحمد) رواه البخاري ومسلم.
أو (اللهم ربنا لكالحمد) رواه البخاري ومسلم أو (اللهم ربنا ولك الحمد) رواهمسلم.
فهذه أربع صفات ولكن لا يقولها في آن واحد بل يقول هذا مرةوهذا مرة.
وهذه قاعدة ينبغي لطالب العلم أن يفهمها: أن العبادات إذاوردت على وجوه متنوعة فإنها تفعل على هذه الوجوه، على هذه مرة ، وعلى هذه مرة ، وفيذلك ثلاث فوائد:
الفائدة الأولى: الإتيان بالسنة على جميعوجوهها.
الفائدة الثانية: حفظ السنة، لأنك لو أهملت إحدى الصفتين نُسيت ولمتحفظ.
الفائدة الثالثة: ألا يكون فعل الإنسان لهذه السنة على سبيل العادة،لأن كثيراً من الناس إذا أخذ بسنة واحدة صار يفعلها على سبيل العادة ولا يستحضرها،ولكن إذا كان يعودّ نفسه أن يقول هذا مرة وهذا مرة صار متنبهاًللسنة.
وإذا كان الإنسان مأموماً فإنه لا يقول ( سمع الله لمن حمده) لقول النبي صلى الله عليه وسلم " وإذا قال - إي الإمام – سمع الله لمن حمده فقولوا: (( اللهم ربنا ولك الحمد)) رواه مسلم ويكون هذا في حال رفعه من الركوع قبل أن يستقمقائماً .
وبعد أن يقول (ربنا ولك الحمد) بصفتها الأربع ، يقول : (( ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعده، أهل الثناءوالمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولاينفع ذا الجد منك الجد)) رواه مسلم والنسائي.
.