صقر الجنوب
30/03/2010, 02:33 PM
الصلاة بين التقديس والتفريط
حسين سويلم
خلق الله الخلق وهو أعلم بهم وبما يصلحهم وينفعهم وأرسل رسوله محمداً- صلى الله عليه وسلم - بالهدى ودين الحق فقال - صلى الله عليه وسلم - : "بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة، ... "، ولعظم الصلاة ومكانتها لم تفرض عليه - صلى الله عليه وسلم - في الأرض كغيرها من العبادات وإنما فرضت عليه في السماء في رحلة المعراج التي طاف فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بين السماوات السبع حتى وصل إلى سدرة المنتهى وكانت هذه الشعيرة خمسين صلاة في بدايتها حتى خففت وصارت خمسا في العدد وخمسين في الأجر، قال تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)."النساء 103"، وقال تعالى : (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) . "العنكبوت 45"، وكان - صلى الله عليه وسلم - يجلها ويعظمها كما ورد عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها – حيث قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه".
وكانت الصلاة الدواء الشافي لجميع الأسقام فكان - صلى الله عليه وسلم -يقول "أرحنا بها يا بلال"، فهي الأمان والراحة والسكينة والمتعة - وقبل ذلك كله - مناجاة بين العبد وربه دون واسطة ؛ فإذا أراد العبد أن يكلم ربه ما عليه إلا أن يتوضأ ويقف بين يديه مصليا راكعا ساجدا.
ولعظم هذه الفريضة أردت أن أشير إلى بعض السلبيات التي تحدث في بعض المساجد اليوم على مرأى ومسمع كثير من الناس دون أن يحركوا لذلك ساكنا:
- نجد معظم الناس لا يذهبون إلى المسجد إلا متأخرين مع الإقامة أو بعدها فتفوتهم تكبيرة الإحرام مع الإمام، وإذا صلوا وأكملوا ما فاتهم من الصلاة هرولوا بالخروج من المسجد دون أن يختموا الصلاة بقراءة الأذكار بعدها.
- نرى كثيراً من الشباب – هداهم الله – يتأخرون عن الصلاة عمدا؛ ويظلون يتسامرون أمام باب المسجد دون مراعاة لقدسية الصلاة ومكانتها، فإذا همّ الإمام بالتسليم هرولوا إلى المسجد ليصلوا صلاة لا ترضي الله ورسوله ؛ فهي عبارة عن حركات سريعة ليس فيها خشوع ولا سكينة وربما لم يكملوا الركعات، فلا أدري هل يخادعون الله أم أنفسهم؟!
- من السلبيات أيضا، عدم احترام بعض الشباب الصلاة ولا المسجد فيظل بعضهم يحتك بالبعض الآخر باليد أو بالرجل أو غيرهما أثناء الصلاة دون تعظيم لمن يقفون بين يديه أو احترام لبيت الله أو المصلين فهم يشوشون على غيرهم من المصلين.
- إضافة إلى تقصير بعض أئمة المساجد في التوعية الصحيحة لهؤلاء الشباب بالفعل لا بالقول ؛ فبعض الأئمة يتأخر عن الصلاة فلا يحضر إلى المسجد إلا بعد وقت الإقامة فتجد بعض الناس يتضجرون من ذلك ويظلون يتلفتون خلفهم أو حولهم بحثا عن الإمام فلا يجدونه مما يسبب ربكة بين المصلين، فلو كان الإمام قدوة صالحة في أفعاله وتصرفاته لغيره من المصلين سواء كانوا شيوخا أو شبابا أو أطفالا لانصلح حال الجميع بأمر الله.
- وبالنسبة لدور الأئمة أيضا ، فمن الجدير بهم أن يقتربوا من الشباب بالحوار الهادف عبر الندوات والمحاضرات النافعة التي تمس المجتمع وتصلح أبناءه ، وتضم هؤلاء الشباب إلى حضن المجتمع الدافئ ، وحتى لا يستحوذ عليهم أصدقاء السوء فيبعدوهم عن المسجد ويأخذوهم إلى الهاوية، فهؤلاء الشباب هم أمل الأمة وعلماء المستقبل ، وبهم يعلو الوطن إلى المجد وينهض من سباته ويفيق من غفلته، فلا يضيع وطن عدته الشباب.
فلا شيء يصلح المجتمع بفئاته كافة أفضل من الصلاة ؛ فهي حبل الله المتين وهي آخر ما أوصى به النبي – صلى الله عليه وسلم – قبل وفاته. فقال: "الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم".
فليتنا نوقر الصلاة كما وقرها النبي – صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين حتى نسعد في الدنيا والآخرة! وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
حسين سويلم
خلق الله الخلق وهو أعلم بهم وبما يصلحهم وينفعهم وأرسل رسوله محمداً- صلى الله عليه وسلم - بالهدى ودين الحق فقال - صلى الله عليه وسلم - : "بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة، ... "، ولعظم الصلاة ومكانتها لم تفرض عليه - صلى الله عليه وسلم - في الأرض كغيرها من العبادات وإنما فرضت عليه في السماء في رحلة المعراج التي طاف فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بين السماوات السبع حتى وصل إلى سدرة المنتهى وكانت هذه الشعيرة خمسين صلاة في بدايتها حتى خففت وصارت خمسا في العدد وخمسين في الأجر، قال تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)."النساء 103"، وقال تعالى : (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) . "العنكبوت 45"، وكان - صلى الله عليه وسلم - يجلها ويعظمها كما ورد عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها – حيث قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه".
وكانت الصلاة الدواء الشافي لجميع الأسقام فكان - صلى الله عليه وسلم -يقول "أرحنا بها يا بلال"، فهي الأمان والراحة والسكينة والمتعة - وقبل ذلك كله - مناجاة بين العبد وربه دون واسطة ؛ فإذا أراد العبد أن يكلم ربه ما عليه إلا أن يتوضأ ويقف بين يديه مصليا راكعا ساجدا.
ولعظم هذه الفريضة أردت أن أشير إلى بعض السلبيات التي تحدث في بعض المساجد اليوم على مرأى ومسمع كثير من الناس دون أن يحركوا لذلك ساكنا:
- نجد معظم الناس لا يذهبون إلى المسجد إلا متأخرين مع الإقامة أو بعدها فتفوتهم تكبيرة الإحرام مع الإمام، وإذا صلوا وأكملوا ما فاتهم من الصلاة هرولوا بالخروج من المسجد دون أن يختموا الصلاة بقراءة الأذكار بعدها.
- نرى كثيراً من الشباب – هداهم الله – يتأخرون عن الصلاة عمدا؛ ويظلون يتسامرون أمام باب المسجد دون مراعاة لقدسية الصلاة ومكانتها، فإذا همّ الإمام بالتسليم هرولوا إلى المسجد ليصلوا صلاة لا ترضي الله ورسوله ؛ فهي عبارة عن حركات سريعة ليس فيها خشوع ولا سكينة وربما لم يكملوا الركعات، فلا أدري هل يخادعون الله أم أنفسهم؟!
- من السلبيات أيضا، عدم احترام بعض الشباب الصلاة ولا المسجد فيظل بعضهم يحتك بالبعض الآخر باليد أو بالرجل أو غيرهما أثناء الصلاة دون تعظيم لمن يقفون بين يديه أو احترام لبيت الله أو المصلين فهم يشوشون على غيرهم من المصلين.
- إضافة إلى تقصير بعض أئمة المساجد في التوعية الصحيحة لهؤلاء الشباب بالفعل لا بالقول ؛ فبعض الأئمة يتأخر عن الصلاة فلا يحضر إلى المسجد إلا بعد وقت الإقامة فتجد بعض الناس يتضجرون من ذلك ويظلون يتلفتون خلفهم أو حولهم بحثا عن الإمام فلا يجدونه مما يسبب ربكة بين المصلين، فلو كان الإمام قدوة صالحة في أفعاله وتصرفاته لغيره من المصلين سواء كانوا شيوخا أو شبابا أو أطفالا لانصلح حال الجميع بأمر الله.
- وبالنسبة لدور الأئمة أيضا ، فمن الجدير بهم أن يقتربوا من الشباب بالحوار الهادف عبر الندوات والمحاضرات النافعة التي تمس المجتمع وتصلح أبناءه ، وتضم هؤلاء الشباب إلى حضن المجتمع الدافئ ، وحتى لا يستحوذ عليهم أصدقاء السوء فيبعدوهم عن المسجد ويأخذوهم إلى الهاوية، فهؤلاء الشباب هم أمل الأمة وعلماء المستقبل ، وبهم يعلو الوطن إلى المجد وينهض من سباته ويفيق من غفلته، فلا يضيع وطن عدته الشباب.
فلا شيء يصلح المجتمع بفئاته كافة أفضل من الصلاة ؛ فهي حبل الله المتين وهي آخر ما أوصى به النبي – صلى الله عليه وسلم – قبل وفاته. فقال: "الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم".
فليتنا نوقر الصلاة كما وقرها النبي – صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين حتى نسعد في الدنيا والآخرة! وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.