المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "يخآدعون الله والذين آمنو ومآيخآدعون إلآ أنفسهم ومآيشعرون "


غرور
09/04/2010, 02:04 AM
"ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم"
وكما اعطانا الله سبحانه وتعالى صفات المؤمنين اعطانا صفات الكافرين . وقد يتساءل البعض اذا كان هذا هو الحكم عليهم؟ فلماذا يطلب منهم الرسول عليه الصلاة والسلام الايمان وقد ختم الله قلوبهم؟ ومعنى الختم على القلب هو الحكم الا يخرج من القلب ما فيه من كفر ولا يدخل اليه الايمان
يقول الله سبحانه وتعالى أنه غني عن العالمين .. فان استغنى بعض خلقه عن الايمان واختاروا الكفر فان الله يساعده على الاستغناء ولا يعينه على العوده الى الايمان .. ولذلك فإن الحق تبارك وتعالى يقول في حديث قدسي
"انا عند ظن عبدي بي وانا معه حين يذكرني .. فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه وان اقترب الي شبرا اقتربت اليه ذراعا وان اقترب الي ذراعا اقتربت اليه باعا وان اتاني يمشي اتيته هروله"
فقد اوضح هذا الحديث ان الله يعين المؤمنين على الايمان وعلى انه كما يعين المؤمنين على الايمان فانه لا يهمه ان ياتي العبد الى الإيمان او لا لذلك نجد القرآن دقيقا ان من كفر قد اختار الكفر بارادته اولا قبل ان يختم الله على قلبه . واذا عمي القلب عن الايمان فلا عين له ترى آيات ولا اذن له تسمع آيات الله وهؤلاء الذين اختاروا الكفر ولهم عذاب عظيم

"ومن الناس من يقول أمنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين"
الناس في هذه الحياه ثلاثة احوال اما مؤمن او كافر او منافق
والله سبحانه وتعالى اعطانا صفات الناس جميعا في القرآن وقد سبق واعطانا سبحانه وتعالى صفات المؤمنين في آيات سابقه
والفئه الثانيه هم الكفار وقد وصفهم الله في آيات سابقه ايضا
وجاء للمنافقين فعرف صفاتهم في ثلاثة عشر آيةمتتابعه , لماذا ..؟ لخطورتهم على الدين فالذي يهدم الدين هو المنافق . فالمنافق يتظاهر امامك بالايمان ولكنه يبطن الشر والكفر فقد تحسبه مؤمنا فتطلعه على اسرارك فياخذها سلاحا لطعن الدين
فالمؤمن ملكاته منسجمه لانه اعتقد بقلبه في الايمان ونطق لسانه بما يعتقد اما المنافق فكل ملكاته متناقضه فبينه وبين ربه تناقض وبينه وبين نفسه تناقض وبينه وبين مجتمعه تناقض وبينه وبين اخرته تناقض
وبينه وبين الكافرين تناقض يقول بلسانه ما ليس في قلبه
وبالتالي فكل ملكاته تنقض عليه يوم القيامه فالسلام الذي كان يتمنا ان يحققه لم يستطيع تحقيقه لا في حياته ولا في آخرته حيث ان كل اعضاء المنافق تشهد عليه سواء يده او لسانه او ... الخ فلا يبقى شيء له
فالمنافق كل ما يفعله من صلاة او أي عباده اخرى ما هي الا تظاهر ولا تكتب له.

"يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون"
وهنا تاتي الصفه الثانيه للمنافقين فإنهم يحسبون انهم بنفاقهم يخدعون الله تعالى . ولا يوجد انسان يستطيع ان يخدع الله عز وجل ولكنهم من غفلتهم يحسبون انهم يستطيعون خداع الله جل وعلا ولكن هذا الخداع شقاء عليهم لانهم يعيشون في خوف مستمر من ان يعرف المؤمنون حقيقتهم وهم يتحدثون بالكفر ويسخرون من الايمان في مجالسهم ولذلك فلا سلام بينهم وبين المؤمنين .. وفي الحقيقه هم لا يخدعون الا انفسهم فالله عز وجل يعلم نفاقهم والمؤمن قد يعلم وان لم يعلم فالله عز وجل يخبرهم به . فسلك المنافق لا يخدع به الا نفسه وهو الخاسر في الدنيا والاخرة

"في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليهم بما كانوا يكذبون"
فالله سبحانه وتعالى شبه ما في قلوبهم بالمرض والمرض اولا يورث السقم فكأن قلوبهم لا تملك الصحة الايمانيه التي تحيي القلب فتجعله قويا وشبابا فهي قلوب مريضه اتعبها النفاق واتعبها التنافر مع كل من حولها ولا يمكن ان يشفى القلب الا باذن الله وعلاجه هو الايمان الحقيقي و القرآن وليت الامر يقتصر على هذا الحد ولكن ينتظرهم عذاب اليم غير العذاب الذي عانوه من مرض قلوبهم في الدنيا فقال سبحانه وتعالى
"إن المنافقين في الدرك الاسفل من النار" المؤمنون 145

"واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحوان"
الفساد في الارض هو ان تعمد الى الصالح فتفسده واقل ما يطلب منك في الدنيا ان تدع الصالح لصلاحه ولا تتدخل فيه لتفسده فان شئت ان ترقى تأتي للصلاح وتزيد من صلاحه فان جئت للصالح وافسدته فقد افسدت فسادين لان الله تبارك وتعالى اصلح لك مقومات حياتك في الكون ولم تتركها على الصلاح الذي خلقت به وكان تركها في حد ذاته بعيدا عن الفساد بل جئت اليها وافسدتها فلو ان هناك بئرا يشرب منه الناس فهو نعمة ضروريه للحياه تستطيع ان تصلحه بان تبطن جدرانه بالحجاره لتمنع انهيارا في داخله ولكنك اذا ردمته تكون قد افسدته وكذلك المنافقون فهم يبذلوا كل ما في وسعهم لافساد المنهج الذي انزله الله بادعاء انهم مؤمنين واذا لفت نظرهم المؤمنون لفسادهم ادعوا انهم مصلحون

"ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون"
وهكذا يعطينا الله جل وعلا حكمه عليهم بانهم كما كانوا يخدعون انفسهم ولا يشعرون ويحسبون انهم يخدعون الله والمؤمنين فانهم مفسدون ويدعوا انهم مصلحون فاي عمل يقومون به في ظاهره الاصلاح فحقيقته هي الفساد والكون لا يصلح الا بمنهج الله..

من تفسير القرآن للشيخ الشعرآوي -رحمة الله عليه-
http://photos-g.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash1/hs480.ash1/26276_384545869010_352813004010_3867829_5400689_s. jpg (http://photos-g.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash1/hs480.ash1/26276_384545869010_352813004010_3867829_5400689_s. jpg)
غرور انثى

علي السبيَه
09/04/2010, 03:30 AM
rolleyes:

غرور
09/04/2010, 03:58 AM
شكراااا لك

rola
09/04/2010, 05:36 AM
جزاك الله خير

الرميصاء
09/04/2010, 12:57 PM
جزاك الله خير موفقه