صقر الجنوب
08/03/2005, 07:30 PM
نجم "إضاءات" يعترف بأنه محظوظ
تركي الدخيل.. لن أقدم أي إعلام في دولة يحكمها "الإرهاب"
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/02/28/1926391.jpg
دبي - العربية. نت
يرفض الإعلامي "تركي الدخيل" أن يقدم أو يمارس أي إعلام في أي دولة يحكمها "الإرهابيون" لأن ذلك بحسب رأيه يتعارض مع قيم الإنسانية، موضحا أنه يملك مساحات واسعة وكافية للحركة وأن رهانه في العمل الإعلامي يتركز على مهنيته، "أستطيع العمل في أي دولة ولا ارتبط بمكان وليس لدي مشكلة في ذلك".
ويرى الإعلامي "تركي الدخيل" أن الجدل الذي يثيره برنامج "إضاءات" دليل نجاح للبرنامج وحافز إضافي على الاستمرارية وتقديم ما يليق بالمشاهد، ويؤكد الدخيل الحياد "كذبة كبرى" وبالتالي فإن على المشاهد أن يبحث عن الموضوعية، "في برنامجي ضيف واحد وأنا اطرح آراء الآخرين وغالبا يعارضون الضيف. لا أطرح رأيا شخصيا".
ويرفض الدخيل، في معرض حديثه لصحيفة "الخليج" الإماراتية أن يكون "إضاءات" برنامج سياسي يهدف للإثارة، "ليس برنامجا سياسيا بدلالة أننا استضفنا في رمضان الماضي الكاتب جمال أبوحمدان وبطلي طاش ما طاش، أما عن الإثارة فأقول نعم برنامجي فيه إثارة ولكنه ليس ببرنامج إثارة، الإعلام الذي لا إثارة فيه فإنه لا يبحث عن المتلقي، فهل المطلوب أن أسأل الضيف أسئلة مكررة مملة كي لا اتهم بالإثارة؟ فإذا كانت الإثارة تقديم ما يليق بالمشاهد فإن برنامجنا إثارة ولا أجد غضاضة في ذلك، لكننا نبتعد عن الجانب الرخيص وبرنامجنا لم يوجد من أجل ذلك".
الحظ ساندني..
ويعترف الدخيل أن "الحظ" لعب دورا في نجاحه المهني، "لكنه ليس العامل الوحيد في عملي، هناك من يلاحظ نجوميتك ولكنه لا يعرف عن أزمنة التعب والجهد.. لا أحد يعرف عن وقوفك أمام الأبواب وعند الحراسات لتجري حوارا مع ضيف زائر، عندما زار هاشمي رفسنجاني السعودية كنت أعمل في "الحياة" وقضيت (43) ساعة بين الرياض وجدة والمدينة ومكة بحثا عن (500) كلمة لحوار نشر في "الحياة" ولم تتجاوز مدته مع الضيف (35) دقيقة. كل هذه الأشياء ساهمت في صناعتي، ولكن أجل أنا محظوظ لأنني أعمل في قناة مهمة، وأقدم برنامجا نتائجه ممتازة".
ويوضح الدخيل أن بداياته مع "مهنة المتاعب" كانت تقليدية وأن ميوله الصحفية ظهرت خلال الدراسة الثانوية، "كنت أتابع الصحف التي يأتي بها والدي وكثيرا ما استهوتني مجلة (اليمامة)، وفي أحيان كثيرة كنت أخرج من المدرسة لانتظار بائع الصحف وقد يفوتني الغداء وأنا انتظره. أما داخل المدرسة فكانت هناك جمعية صحافة نعمل فيها وتصدر نشرات وتطورت المسألة حتى عام 1989 حين كانت بدايتي في صحيفة (الرياض)".
وأكد الدخيل أن "الانفتاح الفضائي" قدم خيارات واسعة، في معرض رده على سبب انتقاله من الصحافة المطبوعة إلى التلفزيون، "معظم صحافيي التلفزيون انتقلوا من المطبوع لأن الصحافة الورقية أم الفنون الإعلامية في تقديري ولا أزال أشعر بحنين كبير لها، واعتقد أنني بدأت البداية الصحيحة، أما مسألة الاستغناء عن المطبوع فهذا مستحيل فأنا اكتب حتى الآن ولا أزال عندي عشق المطبوع وأحيانا أمسك بالصحيفة وأعدل العناوين وأدقق في الصور وطريقة الإخراج وأشعر بالصحافي الذي كتب المادة. وهذا الاهتمام صحي والصحافة المطبوعة تتكامل مع التلفزيون".
وعند مقارنته بين "المرئي" و"المطبوع"، يرى الدخيل أن لكل وسيلة إعلامية مناقبها ومثالبها، "فالصحافي الورقي ان صح التعبير لديه ميزة الوقت المحدد لتسليم مادته، التلفزيوني انتشاره أوسع وأقدم الحلقة خلال ساعة واحدة أمام الكثيرين وعلى بقعة جغرافية واسعة هذا صحيح، لكن الصحيفة تشتريها اليوم وقد تحتفظ بها لسنوات أما التلفزيون فلا يتمتع بهذه الميزة".
ولا يجد الدخيل غضاضة في أن يكون الإعلامي أكثر شهرة من ضيفه سواء كان سياسيا أو مفكرا معتبرا أن المجتمعات العربية تعاني من مشكلة أنماط لاتساعد على بروز أحد إذا لم يكن سياسيا أو استاذا جامعيا، وطالب تركي أن يكون الحكم في هذا المسألة للناس دون أن "نقتل الإبداع في منظومة من المقارنات، ففي مصر الدولة العربية الكبرى كانت أم كلثوم تغني وكان عبد الناصر نجما فلكل نجومية وجمهور. هناك نجومية لسيد قطب وبالمقابل هناك نجومية أيضا لفيفي عبده وهذا ليس خلافا للطبيعة، والإعلامي إذا قدم ما هو جدير فلماذا لا يكون نجما".
من حق الناس أن يرفضوني
ويعترف الدخيل أنه تأثر في البداية عندما هاجمه الشيخ سلطان العويد في إحدى خطب الجمعة في مدينة الدمام، "بداية تأثرت لأن شخصا هاجمني أمام الآلاف ووجدت أن الموضوع لا يستحق كل هذا فهؤلاء الناس كانوا في حاجة لموضوع أكثر أهمية، لكن كان للشيخ رأي آخر وهذا أضاف أهمية لي وأشكره عليها، فيما بعد لم أتأثر ونشرت الموضوع كاملا، وأنا أدرك أن هجومه غير موضوعي كما نشرت قبل ذلك ما كتبته صحيفة (القبس) التي قالت، تركي الدخيل الرجل الذي خف وزنه وغلا ثمنه وكانت مديحا بالنسبة لي، وأنا انشر على موقع العربية لمن ينتقدني من باب الإنصاف. وكوني أقدم برنامجا لكل الناس من حقهم أن يقبلوني أو يرفضوني".
وعن "غواية الشهرة" يقول الدخيل "ليس هناك غواية ولكنني استمتع بالشهرة وأعد نفسي لكل الاحتمالات وأستطيع العيش مع أسرتي الصغيرة في أي مكان مادمت أستطيع القراءة والكتابة، وقيمتي الوحيدة ليست في هذا البرنامج (إضاءات)، هذه إحدى القيم المهمة بالنسبة لي واستمتع بها واطرب لكل شخص يوقفني في الشارع ويسأل هل أنت تركي الدخيل، أو اعجبتني تلك الحلقة، ولكن كل إنسان يجب أن يحضر نفسه لمرحلة جديدة وأنا إنسان عملي".
من جانب آخر لا يبدي الدخيل أي انزعاج من وصف البعض له بأنه "ابن هذه المرحلة"، موضحا أنه "ابن هذه المرحلة والمراحل السابقة.. بالتأكيد استفيد من هذه المرحلة ويجب أن يستفيد الإعلامي من كل مرحلة يخوضها لتقديم عمل لائق للناس، أجل استفيد من هذه التجربة وهذه المرحلة وهذا ليس بجديد فقد استفاد هيكل كثيرا من قربه بعبد الناصر، والصحافي الذي لا يقتنص المراحل ويستفيد منها ليس صحافيا، هذا لا يزعجني ولكن يؤلمني أن اتهم بشيء ولا أجد الفرصة للدفاع عن نفسي".
وينفي الدخيل تعمده أن يسبب الإحراج لضيوف برنامجه، "لا أقصد إحراج أحد فإذا كانت الأسئلة تحرج فيحب أن تشيع في مجتمعنا ثقافة الأسئلة، وأحاول قدر الإمكان صياغة سؤالي في حدود اللائق حتى لا أخرج عن الأدب الذي يرفضه المشاهد وترفضه تقاليدي، لكنني لا أقصد إحراج الضيف ولا استمتع بذلك لأنها شهوة قد تصيب مقدمي هذا النوع من البرامج وإذا لم يواصل كبتها فقد يقع في مأزق".
لولا الخوف لخسرت الكثير
ويؤكد الدخيل أن الخوف يرافقه مع تقديم كل حلقة من "إضاءات"، مبينا أنه لولا ذلك لخسر الكثير، "في بداية كل حلقة ينتابني شعور اللاعب المحترف وهو يدخل المباراة، فإن استسهل مهمته سيخسر. واعتقد أن المشاهد الذي يتفرغ لمشاهدة حلقتي جدير بالاحترام".
كما يشدد الدخيل على أنه لا يتعامل مع ضيفه على أنه "خصم" بالمعنى الحرفي للكلمة، "لكن في النهاية هناك خصم بالفعل، ففي الحوار يكون أحيانا الخصم موجودا ولكن ليس بالضرورة أن تفوز عليه، فليست كل مباراة تنتهي بمنتصر ومهزوم وأحرص على تقديم نفسي بهذه الطريقة فأنا لا امثل فريقا والضيف يمثل آخر بل أحرص على أن أقدم مع الضيف حلقة تليق بالمشاهد وألا نتعالى عليه ونخترع عمقا قد لا يلمسه أحد سوانا".
وفي نفس السياق يعتبر نجم "إضاءات" أن ثمة رقيبا داخليا موجودا عنده، "واعتقد أنني اتصالح معه لإقناعه بما يجب أن يكون. هناك خطوط حمر في أي إعلام ومهمة الإعلامي أن يدفع هذه الخطوط بشكل متواصل، وهناك دائما شد وجذب مع الرقيب الخارجي والداخلي ومن دون هذا الأمر فإن العمل يفقد متعته".
ويبدي الدخيل استعداده لاستقبال "أناس هامشيين" في برنامجه في حال كان عندهم ما يستحق أن يقال، "الحوار مع النخبة فقط، وقد يقال ان بعض الضيوف لا يستحقون الظهور في البرنامج، لكن أراهن دائما على عنصر القصة، النخبة مسألة نسبية فقد تعتبر فلانا من النخبة وقد لا اعتبره أنا كذلك".
وفيما إذا كان خلال لقاءاته يمثل "تركي الإنسان السعودي" أو"صوت العربية" أوضح الدخيل أنه يمثل "تركي الدخيل الإعلامي دون أن أتخلص من هويتي وانتمائي لأن الأمر ليس (فانتازيا)، أنا نسيج من كل ذلك، وقد تراعي بعض المشاعر أثناء العمل والبحث وهو شكل من أشكال التوازن، وفي المقام الأول أن أقوم بعملي كإعلامي من دون أن انفي أنني اعمل في (العربية)".
ويرى الدخيل أنه ما دام يعمل فلن يكون في "الظل" لأن ما يخيفه هو التوقف عن العمل وليس انطفاء أضواء الشهرة، "مادمت تعمل حتى لو لم تكن هناك أضواء فأنت لست في الظل، ولكن يقتلني التوقف عن العمل، فإن توقف البرنامج مثلا فإنني أرجع ببساطة لأعمل معدا في غرفة الأخبار فأنا صحافي أساسا وأؤمن بالعمل الجماعي".
ويردف الدخيل: "هناك من يعتقد أن (إضاءات) ليس فيه سوى تركي الدخيل فهو مخطئ. هناك فريق كامل في الإعداد والتصوير والإخراج والعلاقات العامة لذلك لا تخيفني العودة إلى الظل لأنني أعرف قيمة كل واحد من هؤلاء، اليوم أنا في الواجهة وغدا يكون غيري وهكذا".
إضاءات.. ليس قيمتي الوحيدة
وعن علاقته بالدين يعترف الدخيل أنه ذهب إلى الحج في سن الـ(17) مرغما، "لم تكن لدي رغبة في الحج في ذلك العام، والحقيقة انها لم تجبرني بل ساقت علي خيول عاطفتها ووجدت نفسي مجبرا على ذلك فنية الحج لم تكن موجودة، ولكن عادة أهل منطقتي هي حج البنت عندما تبلغ لذلك طلبت أمي وأختي أن أرافقهما.
ويعتبر الدخيل أن فترة تدينه كانت مرحلة مهمة في حياته، "أنا انتمي إلى جيل السبعينات والموجة الفكرية التي هبت علينا لم تكن القومية التي سادت في الخمسينات والستينات، بل موجة إسلامية بعد فشل المشروع العربي وهزيمة 1967 فالتيارات الإسلامية طرحت نفسها بديلا للفكر القومي، وأنا ابن مجتمعي، فلا تجد بيتا في السعودية إلا فيه تدين لفترة من الفترات ولكنني (زدتها قليلا) رغم أنني لم أرغم أحدا على شيء ولم استخدم عنفا لفظيا أو غيره".
ولدى سؤاله عن الأصدق في التعبير عن المجتمع السعودي ( المجتمع السعودي هل هو تركي الدخيل أم أصدقاؤك الذين قصروا أثوابهم ولا يزالون)، أجاب: "هذا يعبر عن المجتمع السعودي وثريا عبيد القصير العاملة في الأمم المتحدة تعبر عن المجتمع السعودي، الذي يفجر نفسه يعبر عن ذلك المجتمع أيضا، والسياسي الذي يدافع عن فلسطين يعبر عن المجتمع السعودي الذي يضم أصواتا نشازا وأخرى جميلة وكلها تعبر عن مجتمعنا وهي نتاج المجتمع السعودي بالتأكيد".
وأشار الدخيل أنه سيترك برنامج "إضاءات" عندما يشعر أن مستوى البرنامج انخفض، "قيمتي ليست (إضاءات) فقط، بل يمكنني العودة للصحافة، أو لبرنامج جديد، (إضاءات) قيمة مهمة لي ولكنها ليست وحيدة".
وفيما إذا كان سيحظى برنامجه بحرية أكبر لو عرض من خارج الوطن العربي، يقول الدخيل: "ربما يكون ذلك صحيحا، لكنني سأخرج عن سياقات مجتمعي وهذا له جوانب سلبية، فقضايانا التي أناقشها من خارج الوطن العربي سأفقد إحساسي بها حتما".
==============
م.ن.ق.و.ل
تركي الدخيل.. لن أقدم أي إعلام في دولة يحكمها "الإرهاب"
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/02/28/1926391.jpg
دبي - العربية. نت
يرفض الإعلامي "تركي الدخيل" أن يقدم أو يمارس أي إعلام في أي دولة يحكمها "الإرهابيون" لأن ذلك بحسب رأيه يتعارض مع قيم الإنسانية، موضحا أنه يملك مساحات واسعة وكافية للحركة وأن رهانه في العمل الإعلامي يتركز على مهنيته، "أستطيع العمل في أي دولة ولا ارتبط بمكان وليس لدي مشكلة في ذلك".
ويرى الإعلامي "تركي الدخيل" أن الجدل الذي يثيره برنامج "إضاءات" دليل نجاح للبرنامج وحافز إضافي على الاستمرارية وتقديم ما يليق بالمشاهد، ويؤكد الدخيل الحياد "كذبة كبرى" وبالتالي فإن على المشاهد أن يبحث عن الموضوعية، "في برنامجي ضيف واحد وأنا اطرح آراء الآخرين وغالبا يعارضون الضيف. لا أطرح رأيا شخصيا".
ويرفض الدخيل، في معرض حديثه لصحيفة "الخليج" الإماراتية أن يكون "إضاءات" برنامج سياسي يهدف للإثارة، "ليس برنامجا سياسيا بدلالة أننا استضفنا في رمضان الماضي الكاتب جمال أبوحمدان وبطلي طاش ما طاش، أما عن الإثارة فأقول نعم برنامجي فيه إثارة ولكنه ليس ببرنامج إثارة، الإعلام الذي لا إثارة فيه فإنه لا يبحث عن المتلقي، فهل المطلوب أن أسأل الضيف أسئلة مكررة مملة كي لا اتهم بالإثارة؟ فإذا كانت الإثارة تقديم ما يليق بالمشاهد فإن برنامجنا إثارة ولا أجد غضاضة في ذلك، لكننا نبتعد عن الجانب الرخيص وبرنامجنا لم يوجد من أجل ذلك".
الحظ ساندني..
ويعترف الدخيل أن "الحظ" لعب دورا في نجاحه المهني، "لكنه ليس العامل الوحيد في عملي، هناك من يلاحظ نجوميتك ولكنه لا يعرف عن أزمنة التعب والجهد.. لا أحد يعرف عن وقوفك أمام الأبواب وعند الحراسات لتجري حوارا مع ضيف زائر، عندما زار هاشمي رفسنجاني السعودية كنت أعمل في "الحياة" وقضيت (43) ساعة بين الرياض وجدة والمدينة ومكة بحثا عن (500) كلمة لحوار نشر في "الحياة" ولم تتجاوز مدته مع الضيف (35) دقيقة. كل هذه الأشياء ساهمت في صناعتي، ولكن أجل أنا محظوظ لأنني أعمل في قناة مهمة، وأقدم برنامجا نتائجه ممتازة".
ويوضح الدخيل أن بداياته مع "مهنة المتاعب" كانت تقليدية وأن ميوله الصحفية ظهرت خلال الدراسة الثانوية، "كنت أتابع الصحف التي يأتي بها والدي وكثيرا ما استهوتني مجلة (اليمامة)، وفي أحيان كثيرة كنت أخرج من المدرسة لانتظار بائع الصحف وقد يفوتني الغداء وأنا انتظره. أما داخل المدرسة فكانت هناك جمعية صحافة نعمل فيها وتصدر نشرات وتطورت المسألة حتى عام 1989 حين كانت بدايتي في صحيفة (الرياض)".
وأكد الدخيل أن "الانفتاح الفضائي" قدم خيارات واسعة، في معرض رده على سبب انتقاله من الصحافة المطبوعة إلى التلفزيون، "معظم صحافيي التلفزيون انتقلوا من المطبوع لأن الصحافة الورقية أم الفنون الإعلامية في تقديري ولا أزال أشعر بحنين كبير لها، واعتقد أنني بدأت البداية الصحيحة، أما مسألة الاستغناء عن المطبوع فهذا مستحيل فأنا اكتب حتى الآن ولا أزال عندي عشق المطبوع وأحيانا أمسك بالصحيفة وأعدل العناوين وأدقق في الصور وطريقة الإخراج وأشعر بالصحافي الذي كتب المادة. وهذا الاهتمام صحي والصحافة المطبوعة تتكامل مع التلفزيون".
وعند مقارنته بين "المرئي" و"المطبوع"، يرى الدخيل أن لكل وسيلة إعلامية مناقبها ومثالبها، "فالصحافي الورقي ان صح التعبير لديه ميزة الوقت المحدد لتسليم مادته، التلفزيوني انتشاره أوسع وأقدم الحلقة خلال ساعة واحدة أمام الكثيرين وعلى بقعة جغرافية واسعة هذا صحيح، لكن الصحيفة تشتريها اليوم وقد تحتفظ بها لسنوات أما التلفزيون فلا يتمتع بهذه الميزة".
ولا يجد الدخيل غضاضة في أن يكون الإعلامي أكثر شهرة من ضيفه سواء كان سياسيا أو مفكرا معتبرا أن المجتمعات العربية تعاني من مشكلة أنماط لاتساعد على بروز أحد إذا لم يكن سياسيا أو استاذا جامعيا، وطالب تركي أن يكون الحكم في هذا المسألة للناس دون أن "نقتل الإبداع في منظومة من المقارنات، ففي مصر الدولة العربية الكبرى كانت أم كلثوم تغني وكان عبد الناصر نجما فلكل نجومية وجمهور. هناك نجومية لسيد قطب وبالمقابل هناك نجومية أيضا لفيفي عبده وهذا ليس خلافا للطبيعة، والإعلامي إذا قدم ما هو جدير فلماذا لا يكون نجما".
من حق الناس أن يرفضوني
ويعترف الدخيل أنه تأثر في البداية عندما هاجمه الشيخ سلطان العويد في إحدى خطب الجمعة في مدينة الدمام، "بداية تأثرت لأن شخصا هاجمني أمام الآلاف ووجدت أن الموضوع لا يستحق كل هذا فهؤلاء الناس كانوا في حاجة لموضوع أكثر أهمية، لكن كان للشيخ رأي آخر وهذا أضاف أهمية لي وأشكره عليها، فيما بعد لم أتأثر ونشرت الموضوع كاملا، وأنا أدرك أن هجومه غير موضوعي كما نشرت قبل ذلك ما كتبته صحيفة (القبس) التي قالت، تركي الدخيل الرجل الذي خف وزنه وغلا ثمنه وكانت مديحا بالنسبة لي، وأنا انشر على موقع العربية لمن ينتقدني من باب الإنصاف. وكوني أقدم برنامجا لكل الناس من حقهم أن يقبلوني أو يرفضوني".
وعن "غواية الشهرة" يقول الدخيل "ليس هناك غواية ولكنني استمتع بالشهرة وأعد نفسي لكل الاحتمالات وأستطيع العيش مع أسرتي الصغيرة في أي مكان مادمت أستطيع القراءة والكتابة، وقيمتي الوحيدة ليست في هذا البرنامج (إضاءات)، هذه إحدى القيم المهمة بالنسبة لي واستمتع بها واطرب لكل شخص يوقفني في الشارع ويسأل هل أنت تركي الدخيل، أو اعجبتني تلك الحلقة، ولكن كل إنسان يجب أن يحضر نفسه لمرحلة جديدة وأنا إنسان عملي".
من جانب آخر لا يبدي الدخيل أي انزعاج من وصف البعض له بأنه "ابن هذه المرحلة"، موضحا أنه "ابن هذه المرحلة والمراحل السابقة.. بالتأكيد استفيد من هذه المرحلة ويجب أن يستفيد الإعلامي من كل مرحلة يخوضها لتقديم عمل لائق للناس، أجل استفيد من هذه التجربة وهذه المرحلة وهذا ليس بجديد فقد استفاد هيكل كثيرا من قربه بعبد الناصر، والصحافي الذي لا يقتنص المراحل ويستفيد منها ليس صحافيا، هذا لا يزعجني ولكن يؤلمني أن اتهم بشيء ولا أجد الفرصة للدفاع عن نفسي".
وينفي الدخيل تعمده أن يسبب الإحراج لضيوف برنامجه، "لا أقصد إحراج أحد فإذا كانت الأسئلة تحرج فيحب أن تشيع في مجتمعنا ثقافة الأسئلة، وأحاول قدر الإمكان صياغة سؤالي في حدود اللائق حتى لا أخرج عن الأدب الذي يرفضه المشاهد وترفضه تقاليدي، لكنني لا أقصد إحراج الضيف ولا استمتع بذلك لأنها شهوة قد تصيب مقدمي هذا النوع من البرامج وإذا لم يواصل كبتها فقد يقع في مأزق".
لولا الخوف لخسرت الكثير
ويؤكد الدخيل أن الخوف يرافقه مع تقديم كل حلقة من "إضاءات"، مبينا أنه لولا ذلك لخسر الكثير، "في بداية كل حلقة ينتابني شعور اللاعب المحترف وهو يدخل المباراة، فإن استسهل مهمته سيخسر. واعتقد أن المشاهد الذي يتفرغ لمشاهدة حلقتي جدير بالاحترام".
كما يشدد الدخيل على أنه لا يتعامل مع ضيفه على أنه "خصم" بالمعنى الحرفي للكلمة، "لكن في النهاية هناك خصم بالفعل، ففي الحوار يكون أحيانا الخصم موجودا ولكن ليس بالضرورة أن تفوز عليه، فليست كل مباراة تنتهي بمنتصر ومهزوم وأحرص على تقديم نفسي بهذه الطريقة فأنا لا امثل فريقا والضيف يمثل آخر بل أحرص على أن أقدم مع الضيف حلقة تليق بالمشاهد وألا نتعالى عليه ونخترع عمقا قد لا يلمسه أحد سوانا".
وفي نفس السياق يعتبر نجم "إضاءات" أن ثمة رقيبا داخليا موجودا عنده، "واعتقد أنني اتصالح معه لإقناعه بما يجب أن يكون. هناك خطوط حمر في أي إعلام ومهمة الإعلامي أن يدفع هذه الخطوط بشكل متواصل، وهناك دائما شد وجذب مع الرقيب الخارجي والداخلي ومن دون هذا الأمر فإن العمل يفقد متعته".
ويبدي الدخيل استعداده لاستقبال "أناس هامشيين" في برنامجه في حال كان عندهم ما يستحق أن يقال، "الحوار مع النخبة فقط، وقد يقال ان بعض الضيوف لا يستحقون الظهور في البرنامج، لكن أراهن دائما على عنصر القصة، النخبة مسألة نسبية فقد تعتبر فلانا من النخبة وقد لا اعتبره أنا كذلك".
وفيما إذا كان خلال لقاءاته يمثل "تركي الإنسان السعودي" أو"صوت العربية" أوضح الدخيل أنه يمثل "تركي الدخيل الإعلامي دون أن أتخلص من هويتي وانتمائي لأن الأمر ليس (فانتازيا)، أنا نسيج من كل ذلك، وقد تراعي بعض المشاعر أثناء العمل والبحث وهو شكل من أشكال التوازن، وفي المقام الأول أن أقوم بعملي كإعلامي من دون أن انفي أنني اعمل في (العربية)".
ويرى الدخيل أنه ما دام يعمل فلن يكون في "الظل" لأن ما يخيفه هو التوقف عن العمل وليس انطفاء أضواء الشهرة، "مادمت تعمل حتى لو لم تكن هناك أضواء فأنت لست في الظل، ولكن يقتلني التوقف عن العمل، فإن توقف البرنامج مثلا فإنني أرجع ببساطة لأعمل معدا في غرفة الأخبار فأنا صحافي أساسا وأؤمن بالعمل الجماعي".
ويردف الدخيل: "هناك من يعتقد أن (إضاءات) ليس فيه سوى تركي الدخيل فهو مخطئ. هناك فريق كامل في الإعداد والتصوير والإخراج والعلاقات العامة لذلك لا تخيفني العودة إلى الظل لأنني أعرف قيمة كل واحد من هؤلاء، اليوم أنا في الواجهة وغدا يكون غيري وهكذا".
إضاءات.. ليس قيمتي الوحيدة
وعن علاقته بالدين يعترف الدخيل أنه ذهب إلى الحج في سن الـ(17) مرغما، "لم تكن لدي رغبة في الحج في ذلك العام، والحقيقة انها لم تجبرني بل ساقت علي خيول عاطفتها ووجدت نفسي مجبرا على ذلك فنية الحج لم تكن موجودة، ولكن عادة أهل منطقتي هي حج البنت عندما تبلغ لذلك طلبت أمي وأختي أن أرافقهما.
ويعتبر الدخيل أن فترة تدينه كانت مرحلة مهمة في حياته، "أنا انتمي إلى جيل السبعينات والموجة الفكرية التي هبت علينا لم تكن القومية التي سادت في الخمسينات والستينات، بل موجة إسلامية بعد فشل المشروع العربي وهزيمة 1967 فالتيارات الإسلامية طرحت نفسها بديلا للفكر القومي، وأنا ابن مجتمعي، فلا تجد بيتا في السعودية إلا فيه تدين لفترة من الفترات ولكنني (زدتها قليلا) رغم أنني لم أرغم أحدا على شيء ولم استخدم عنفا لفظيا أو غيره".
ولدى سؤاله عن الأصدق في التعبير عن المجتمع السعودي ( المجتمع السعودي هل هو تركي الدخيل أم أصدقاؤك الذين قصروا أثوابهم ولا يزالون)، أجاب: "هذا يعبر عن المجتمع السعودي وثريا عبيد القصير العاملة في الأمم المتحدة تعبر عن المجتمع السعودي، الذي يفجر نفسه يعبر عن ذلك المجتمع أيضا، والسياسي الذي يدافع عن فلسطين يعبر عن المجتمع السعودي الذي يضم أصواتا نشازا وأخرى جميلة وكلها تعبر عن مجتمعنا وهي نتاج المجتمع السعودي بالتأكيد".
وأشار الدخيل أنه سيترك برنامج "إضاءات" عندما يشعر أن مستوى البرنامج انخفض، "قيمتي ليست (إضاءات) فقط، بل يمكنني العودة للصحافة، أو لبرنامج جديد، (إضاءات) قيمة مهمة لي ولكنها ليست وحيدة".
وفيما إذا كان سيحظى برنامجه بحرية أكبر لو عرض من خارج الوطن العربي، يقول الدخيل: "ربما يكون ذلك صحيحا، لكنني سأخرج عن سياقات مجتمعي وهذا له جوانب سلبية، فقضايانا التي أناقشها من خارج الوطن العربي سأفقد إحساسي بها حتما".
==============
م.ن.ق.و.ل