همسة شوق
24/05/2010, 08:59 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد :
فلقد ذم الله أقواما طالت آمالهم فألهتهم عن العمل للدار الآخرة، ففاجأهم الأجل وهم غافلون، فهم يتمنون أن لو مد لهم فيه ليستدركوا ما فات ؛ ولكن هيهات هيهات .
قال الله تعالى : (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين * ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون) [الحجر]
وطول الأمل : هو الاستمرار في الحرص على الدنيا ومداومة الانكباب عليها، مع كثرة الإعراض عن الآخرة .
وإن من عجيب أمر ابن آدم أنه كلما اقترب من أجله طال أمله، وزادت رغبته في الدنيا وحرصه عليها ، ولا يسلم من هذا إلا من سلمه الله، وهم قليل .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (لا يزال قلب الكبير شابا في اثنين ، في حب الدنيا وطول الأمل ) [صحيح البخاري]
فالأمل لا ينفك عنه أكثر الخلق، ولولا الأمل ماتهنى أحد بعيش أبدا ،
قال الشاعر :
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لو لا فسحة الأمل
ودخل رجل على أبي ذر فجعل يقلب بضره في بيته ، فقال : يا أبا ذر ! أين متاعكم ؟ فقال : إن لنا بيتا نتوجه إليه ، فقال : إنه لابد لك من متاع ما دمت ها هنا ، قال : إن صاحب البيت لا يدعنا فيه .
عن الحسن لما احتضر سلمان الفارسي رضي الله عنه : بكى وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهدا فتركنا ما عهد إلينا أن يكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب قال : ثم نظرنا فيما ترك فإذا قيمة ما ترك بضعة وعشرون درهما أو بضعة وثلاثون درهما .
فعلى العاقل أن يغتنم أيام حياته ، فما يدريه لعله لم يبق له منها إلا يسير
قال ابن القيم رحمه الله : (ما مضى من الدنيا أحلام ، وما بقي منها أماني ، والوقت ضائع بينهما )
ويتولد من طول الأمل الكسل عن الطاعة ، والتسويف بالتوبه ، والرغبة في الدنيا ، والنسيان للآخرة، والقسوة في القلب، لأن رقته وصفاءه إنما يقع بتذكر الموت والقبر والثواب والعقاب وأهوال يوم القيامه ، كما قال تعالى : (فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ) [الحديد]
ولذلك يقول على رضي الله عنه : (إن أخوف ما أخاف عليكم : اتباع الهوى وطول الأمل ، فأما اتباع الهوى فإنه يصد عن الحق ، وأما طول الأمل فإنه ينسي الآخرة، ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغدا حساب ولا عمل ) .
والحمد الله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
فلقد ذم الله أقواما طالت آمالهم فألهتهم عن العمل للدار الآخرة، ففاجأهم الأجل وهم غافلون، فهم يتمنون أن لو مد لهم فيه ليستدركوا ما فات ؛ ولكن هيهات هيهات .
قال الله تعالى : (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين * ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون) [الحجر]
وطول الأمل : هو الاستمرار في الحرص على الدنيا ومداومة الانكباب عليها، مع كثرة الإعراض عن الآخرة .
وإن من عجيب أمر ابن آدم أنه كلما اقترب من أجله طال أمله، وزادت رغبته في الدنيا وحرصه عليها ، ولا يسلم من هذا إلا من سلمه الله، وهم قليل .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (لا يزال قلب الكبير شابا في اثنين ، في حب الدنيا وطول الأمل ) [صحيح البخاري]
فالأمل لا ينفك عنه أكثر الخلق، ولولا الأمل ماتهنى أحد بعيش أبدا ،
قال الشاعر :
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لو لا فسحة الأمل
ودخل رجل على أبي ذر فجعل يقلب بضره في بيته ، فقال : يا أبا ذر ! أين متاعكم ؟ فقال : إن لنا بيتا نتوجه إليه ، فقال : إنه لابد لك من متاع ما دمت ها هنا ، قال : إن صاحب البيت لا يدعنا فيه .
عن الحسن لما احتضر سلمان الفارسي رضي الله عنه : بكى وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهدا فتركنا ما عهد إلينا أن يكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب قال : ثم نظرنا فيما ترك فإذا قيمة ما ترك بضعة وعشرون درهما أو بضعة وثلاثون درهما .
فعلى العاقل أن يغتنم أيام حياته ، فما يدريه لعله لم يبق له منها إلا يسير
قال ابن القيم رحمه الله : (ما مضى من الدنيا أحلام ، وما بقي منها أماني ، والوقت ضائع بينهما )
ويتولد من طول الأمل الكسل عن الطاعة ، والتسويف بالتوبه ، والرغبة في الدنيا ، والنسيان للآخرة، والقسوة في القلب، لأن رقته وصفاءه إنما يقع بتذكر الموت والقبر والثواب والعقاب وأهوال يوم القيامه ، كما قال تعالى : (فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ) [الحديد]
ولذلك يقول على رضي الله عنه : (إن أخوف ما أخاف عليكم : اتباع الهوى وطول الأمل ، فأما اتباع الهوى فإنه يصد عن الحق ، وأما طول الأمل فإنه ينسي الآخرة، ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغدا حساب ولا عمل ) .
والحمد الله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .