دكتور الموسى
02/06/2010, 10:44 AM
كان لنا المجد في عهد شعّ نوره أطراف المعمورة ، تتهاوى القوافل إلينا لتستنير بعلمنا وأدبنا ، بعد ظلمة كادت تطمس وجوها لم تلامسها النور . حبانا الله بالمال ، ولكن البعض أنقصه العقل ، وما فائدة مال بلا عقل .؟ الشعوب الخليجية تلهث خلف كل جديد ( مركبات فارهة ـ قصور شامخة ) ليتنا أشغلنا أنفسنا فيما يخصنا من مستقبل. كان غيرنا يعدُّه لنا على أن نعدُّه لغيرنا ، إلاّ أننا بددنا ذلك المستقبل ، ولم نعيّره أي اهتمام لمن بعدنا ..إرث من الحضارة الإسلامية بناه الأجداد ليبقى في الأعالي شامخا، ونحن من هدمنا ذلك الإرث ليصبح أثر بعد عين ، ولنبقى أضحوكة العالم في هذا الزمان . بالأمس القريب الكل شاهد قافلة الحرية التي انطلقت لتنقذ أهل غزة من الجوع ، ولتقول للعالم إلى متى هذا الظلم .؟ تحرك العالم قاطبة وتفاعل مع هذا الحدث الجلل ،وللأمانة من بين تلك البلدان بلدان عربية أخرى ، وما لفت انتباهي لم نشاهد أحد من الحكام لعرب وهو يتفاعل مع ما يجري ، سوى كلمات وعلى استحياء ورعب ممّا يجري . كنت استمع إلى كلمات قالها : رجب الطيب ، وهو يفخر بأمته ويحذر عربدة إسرائيل من مغبة ما يجري . قد يقول قائل منكم هذه شعارات نسمعها بين كل فترة وأخرى ، فأقول ليتنا نطلق مثلها أو حتى نصفها ، حتى لا يعتقد أننا متنا، وأصبح عالمنا البرزخ قبل أن يحين ذلك الوقت . من كل أقطار العالم تجمعات حول ما يجري نساء وركع بينهم . ظهر رجل من بين ظهرانينا في حوار على قناة الجزيرة ، وتلقى كلمات موجعة من شخص آخر وكأنها طعنات في خاصرة ذلك المتفيقه والذي يدعى أنه من المحسوبين على مثقفي هذا البلد ، لم تكن تلك الوهلة الأولى من تلك الطعنات ، لكنه اعتاد على أن يهان في عقر داره ، لا لشيء ولكن ليحسب أنه من المثقفين في هذا البلد . حتى ما تخصص فيه والله أنه لا يفقه شيء، ولكنه زمنٌ اعتلى فيه الجاهل على غيره ، وكما قال عزو وجل :{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }المنافقون4. نصّب نفسه مفتيا فترة من الزمن ، وينادي دائما بتحرير المرأة من دينها ، عليه من الله ما يستحق . خرجتُ عن الموضوع قليلا . كان العالم في الأيام الماضية ينظر إلينا بأعينٌ ثاقبة . نسمع بين الحين والآخر أن بعض البلدان تنادي بالانسحاب من مبادرة السلام وكأن إسرائيل ستبكي جراء ذلك التوقف ، لا يعلمون أنهم في كل الحالات مسيرون وليسوا مخيرون عليها ، ومن ذكاء إسرائيل مقارنة بما لدينا من غباء أنها جعلت منّا حماة لحدودها ، بل ضربنا أروع الأمثلة لتلك الحماية لها لتتفرغ هي ( إسرائيل ) لقمع الفلسطينيين ومن يأتي من الشمال ، أما البحر المتوسط فسيكون الخطر أقل عدا ما حدث في الأيام القليلة الماضية . في نظري سيكون لما حدث ضربة موجعة لها ، إذا استمرت حركات مماثلة ، ومن يدري لعل البحر هذه المرة يؤدي مفعولة . لن تبقى أمريكا مكتوفة الأيدي لكنها لا أعتقد أنها ستعين إسرائيل هذه المرة بالأسلحة وستكتفي بمساعدتها في مجلس الأمن مع بريطانيا كعادتهما المعروفة . العالم يريد أن يحركنا ولكن كما قال المصريون ( الضرب في الميت حرام ) وفي الختام أقول : متى يشعر العالم بقيمتنا .؟؟