دكتور الموسى
03/07/2010, 05:49 PM
البداية
تزهو لك الدنيا ، وتجمع كل ما تستطيع جمعه. تبني القصور ، وتتفنن في بنائها وعلى الطراز الحديث ، وتجعل لنفسك فيها متكأ تنادي بكل ما لذ وطاب من الطعام ، وقد لا تُحس بمن يتذمر جوعا ممّن حولك . تسافر إلى خارج الوطن لتستمتع بما تُريد . تركب السيارات الفارهة ، ولا ترى غيرك إلاّ كا النمل تمشي تحت قدميك ، وتدوس عليها دون هوادة . تطيل ثوبك وتجره خلفك ، وكأنك أبرمت عقدا مع البلدية لتجوب كل ما هو أمامك .تمشي على الأرض مُتبخترا ، لا ترى رأسا أعلى من رأسك ، وإن رأيت انتقصت من حقه ، لتبقى وحيدا رأسك شامخا دون غيرك . تنظر إلى الضعيف نظرة ازدراء ، وقد يعتقد البعض أن ذلك المخلوق خلق بطريقة مغايره لخلقه . تنظر إلى الصغير وترى نفسك أنك خلقت كما أنت ، وجُمِعتْ لك الدنيا بقدرة منك وبحيل من حيّلكْ ، وتنسى أن الله هو من أعطى .تقهقه في مجالس الغيبة ، لا ترغب إلاّ في سماع صوتك فقط ،وغيرك ما هو إلاّ سٌّد لفراغ ، وكأنك خاليا من العيوب . أرصدت في البنوك ، وشيكات مبعثرة في كل مكان ، وكأنك كنت مع قارون في عهده وممّن قال : {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }القصص79.
النهاية
جمعتَ ووعيتْ حتى لم تعُد تعرف لما جمعتَ مكان . قاربت منك المنية (هذا إن لم تكن منيّة الفجأة ) من حولك يرقبون خروجك من هذه الدنيا بفارغ الصبر ليقتسموا ما جمعته ، ولربما اقتتلوا فيما بينهم ، والأمَرّ من ذلك دعوة تلحقُك في برزخك ( لا رحم الله من أخرها ) حدث كثير من هذا ، والعبر والقصص لازالت حول هذا تروى .
ماذا استفدت أيها المسكين .؟ هل تصدّقت .؟ هل مسحتَ دمعة يتيم .؟ هل ساهمتَ في عمل خيري يحسب لك ورصيد لك لا ينقضي .؟ هل وزّعت تلك التركة إلى من تعول في هذه الدنيا ,؟ هل كنت فطنا فخصصت منها شيء يصرف من بعد موتك وتصلك بركاته وأنت بين اللحود ، ولحمك يقتسمه الدود .؟هل أدخلت القبر بأكثر من مترين من القماش الأبيض . هل تنتظر بعدها دعوات تصوب لك وأنت في أمس الحاجة لها ( رحمك الله فلان )وأنت في قبرك ممّن كنت تمد لهم يد العون في الدنيا .؟ إذا كان ذلك فعلت فأنت في أحسن حال ، وما جمعته في دنياك لم يذهب سدى . لكن إذا كان العكس فماذا بعد .؟
خلاصة القول
كلنا ذاك وكلنا في غفلة لن نستوعبها الآن ، وأخشى أن نقول :( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ99
{لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }المؤمنون100
الكل يعرف هذا الكلام لكن الأهم من ذلك
ماذا بعد .؟
وفقني الله وإياكم .
تزهو لك الدنيا ، وتجمع كل ما تستطيع جمعه. تبني القصور ، وتتفنن في بنائها وعلى الطراز الحديث ، وتجعل لنفسك فيها متكأ تنادي بكل ما لذ وطاب من الطعام ، وقد لا تُحس بمن يتذمر جوعا ممّن حولك . تسافر إلى خارج الوطن لتستمتع بما تُريد . تركب السيارات الفارهة ، ولا ترى غيرك إلاّ كا النمل تمشي تحت قدميك ، وتدوس عليها دون هوادة . تطيل ثوبك وتجره خلفك ، وكأنك أبرمت عقدا مع البلدية لتجوب كل ما هو أمامك .تمشي على الأرض مُتبخترا ، لا ترى رأسا أعلى من رأسك ، وإن رأيت انتقصت من حقه ، لتبقى وحيدا رأسك شامخا دون غيرك . تنظر إلى الضعيف نظرة ازدراء ، وقد يعتقد البعض أن ذلك المخلوق خلق بطريقة مغايره لخلقه . تنظر إلى الصغير وترى نفسك أنك خلقت كما أنت ، وجُمِعتْ لك الدنيا بقدرة منك وبحيل من حيّلكْ ، وتنسى أن الله هو من أعطى .تقهقه في مجالس الغيبة ، لا ترغب إلاّ في سماع صوتك فقط ،وغيرك ما هو إلاّ سٌّد لفراغ ، وكأنك خاليا من العيوب . أرصدت في البنوك ، وشيكات مبعثرة في كل مكان ، وكأنك كنت مع قارون في عهده وممّن قال : {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }القصص79.
النهاية
جمعتَ ووعيتْ حتى لم تعُد تعرف لما جمعتَ مكان . قاربت منك المنية (هذا إن لم تكن منيّة الفجأة ) من حولك يرقبون خروجك من هذه الدنيا بفارغ الصبر ليقتسموا ما جمعته ، ولربما اقتتلوا فيما بينهم ، والأمَرّ من ذلك دعوة تلحقُك في برزخك ( لا رحم الله من أخرها ) حدث كثير من هذا ، والعبر والقصص لازالت حول هذا تروى .
ماذا استفدت أيها المسكين .؟ هل تصدّقت .؟ هل مسحتَ دمعة يتيم .؟ هل ساهمتَ في عمل خيري يحسب لك ورصيد لك لا ينقضي .؟ هل وزّعت تلك التركة إلى من تعول في هذه الدنيا ,؟ هل كنت فطنا فخصصت منها شيء يصرف من بعد موتك وتصلك بركاته وأنت بين اللحود ، ولحمك يقتسمه الدود .؟هل أدخلت القبر بأكثر من مترين من القماش الأبيض . هل تنتظر بعدها دعوات تصوب لك وأنت في أمس الحاجة لها ( رحمك الله فلان )وأنت في قبرك ممّن كنت تمد لهم يد العون في الدنيا .؟ إذا كان ذلك فعلت فأنت في أحسن حال ، وما جمعته في دنياك لم يذهب سدى . لكن إذا كان العكس فماذا بعد .؟
خلاصة القول
كلنا ذاك وكلنا في غفلة لن نستوعبها الآن ، وأخشى أن نقول :( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ99
{لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }المؤمنون100
الكل يعرف هذا الكلام لكن الأهم من ذلك
ماذا بعد .؟
وفقني الله وإياكم .