المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خالد الفيصل وثلاثون وردة تغازل قصايده باعذب الذكريات نشرت بصحيفة الرياض اليوم


مشهور
13/07/2010, 04:37 PM
خالد الفيصل وثلاثون وردة تغازل قصائده بأعذب الذكريات

http://www.alriyadh.com/2010/07/13/img/477907334883.jpg

رؤية ـ عبدالعزيزالصعب
مدخل :يظل للمكان خصوصيتة،وتظل ذاكرته عالقة بالذهن في زمن الحب والشعر ..
حب المكان والانتماء إليه،تشكلان اتكاءة حقيقية لدى الشاعر ..
هناك .. حيث السحاب والمطر والضباب،والندى والليل الهامس ،نشأت قصة حب تجاوز عمرها ثلاثين عاماً ..
هناك أخذه العشق بمفاتن ورود وزهور وريحان وسما وغابات خضراء وألف فيها أعذب قصائده ..
جمعت بينهما قصة غرام هامسة وحالمة من على شرفات الوجد ،شهدت لها أمكنة تغازل بمفاتنها قصائده ..



http://www.alriyadh.com/2010/07/13/img/737147678238.jpg
الأمير خالد الفيصل




هو من قال :
أنورت سودة عسير بطلعتك
وأزهرت من وطيتك حدانها
اجتمع ورد الجنوب وبسمتك
والهوى هيمان في وديانها
عشقها على مدى ثلاثين عاماً وأكثر .. وكثيراً ماغفت له على صوت المطروألحان العصافير ..
خالد الفيصل .. الأمير والشاعر الفنان هو صاحب تلك القصة العذبة مع أبها ..
ثلاثون عاماً .. زرعها في داخله حباً وشعراً ..
شعرمنذ أول وهلة لقدومه بها،وشعرت به،وبدأ يغازلها بشعره لمافيها من جمال وسحر وعذوبة ..
في سمائها بوحٌ جذبه إليها فقال :
ماحلا مس السحاب لوجنتك
والندى نشوان في ريحانها
كأنه هنا يقول نعم هذه هي أبها التي أريدها،فهو بلاشك عاشق ومغرم بجمال الطبيعة التي تمتاز بها ..
ومن هنا جاء منتزه السحاب مواكباً لفكره العبقري، ذلك المكان الذي يعانق السحاب لارتفاعه وجماله،فسماه منتزه السحاب .. والذي أصبح علامة بارزة بتوقيع أمير الشعر خالد الفيصل ..
أبها وخالد الأمير والشاعر والفنان وثلاثون عاماً من العمر والحب والعطاء ..
في المساء يتعطر ليل السودة،وفي الصباح تتفتح أزهارها لتفوح عطراً ثم يأتي اليها بقصيدة تتراقص حباً وتراتيل شوق وهيام ..
هكذا أجد تناغماً وانسجاماً بين عبقري الفكر وجاذبة القلوب الحالمة أبها ..
ثلاثون عاماً اعتادت فيها أبها على محبوبها خالد الفيصل ..
اعتادت نظرته لها كل يوم،وابتسامته لها صباح مساء ، واعتادت بمطرها الفاتن أن تحاكي وجدانه وإحساسه ..
أصبحت كل جهات أبها شاعرة،وأصبحت كل أمكنتها تستشعر الإحساس من قلب شاعرها ، فأضحت مغرمة به كثيراً ..
خالد الفيصل لم يكن ذلك الذي يحاكي الخيال آنذاك،بل كان يصف حقيقة أبها ويصورجمالها ويرسمه ..
السودة نموذج حي على ماشاهده فيها لأول وهلة من قدومه لأبها ، ومنذ تلك اللحظة أخذت علاقة الحب تنشأ بينه وبينها في همس الحروف وعذب القصيد ..
كان يتناول البعد المكاني في قصائدهه العذبة،لأنه المعجب .. المغرم بها وبجمالها ..
وعندما يهطل المطر،تمتزج سماء أبها بمشاعر الحب والهيام ليراها شاعرها وقد حل مساؤها بأهزوجة النسيم العاطر ..
ويتقاطر الندى من أغصان أشجارها ومن زهورها وورودها بعد المطر وأشعة الشمس تنساب بعذوبة اللقاء بين أغصان الشجر ..
يراها المبدع وهي بهذه الصورة ، فيختال في وصفها ويقترب منها أكثر .. فتثير فيه المشاعر ويزداد العشق في ليلة فيها ( هتان) المطر ..
ثلاثون وردة .. تفوح عطراً يغسلها ندى الصباح وتعطر أرجاء أمكنة أبها زرعها الأمير الفارس والشاعر والفنان بكل الحب والارتباط الروحي ..
وعندما ارتبط خالد الفيصل بالسودة،فهو لم يكن حينها معجبا فقط،بل كان عاشق لها .. لسمائها وهوائها وسحابها ومطرها،ولذلك كان يحب أن يكون فيها وقت المطر لمالها من منظرٍ خلاب يجذب النفس لرؤيتها ..
هو كذلك ،منذ أن قدم إلى أبها وتغلغل حب السودة في قلبة وامتزجت به كالمطر عندما يهطل ..
على أن خالد الفيصل أبدع في أبها شعراً وتصويراً وفناً ، إلا انه في نفس الوقت جعلها شاعرة .. وحالمة ، فعندما يأتي الصيف تزهو بجمالها وتتعطر بورودها ورياحينها فتصبح في غاية جمالها ، والأجمل هنا هو عندما يهطل المطر في مساءٍ حالمٍ يتهادى عشقاً وحباً ..
خالد الفيصل عندما أبدع شعراً ، جعلنا نتذوق طعم الشعر ونتلذذ به في زمن الإبداع،لاسيما وأن أبها شاعرة تخاطبه صباح مساء وتتراقص أزهارها له ..
وعندما ارتبط خالد الفيصل بأبها ، تلك الساحرة فهو لم يغفل نجد الحبيبة ،، يغازلها أيضاً ويداعبها بنظراته فيقول :
ياسحايب سراة أبها تعدي شمال
واستعيري دموعي سيلي كل وادي
أبها أيضاً هنا .. وكأني به يرسل هذا البيت وهو في السوده ذات يومٍ ماطر ..
أبها تلك التي أخذت منه الكثير وأعطاها الكثير،يرسل منها تلك السحايب الهامسة للشمال حيث الحنين أيضاً ..
غطي ارض الحبيب بالندى والجمال
مثل هو منتدى بالمحبة فوادي
هنا يكمن الحنين الذي له ذلك السحاب وكأني به يقول أنا هنا أعيش لذة السحاب والمطر .. في شكلٍ إبداعي يصوره بدقة المبدع والفنان ..
تبقى تلك الثلاثون وردة .. تحاكي خالد الفيصل من هنا من سودة عسير وستظل تغازل قصائده وشوقه لها ..

أبـو مشاري
14/07/2010, 11:08 AM
جمـل الله حالك